سمير دويكات
الحوار المتمدن-العدد: 5793 - 2018 / 2 / 20 - 21:05
المحور:
الادب والفن
متى ستأتين يا حبيبتي؟
سمير دويكات
1
انتظرت على مائدة المقهى طويلا
فمتى ستأتين؟
لم يحن بعد رحيلي
لم انتهي من قهوتي الاستباقية
ولم املا عيني من نظرات من حولي
لقد طال بك الميعاد
وتأخرتي كثيرا
فانا بالانتظار
2
لعل العشيرة وعاداتها منعتك
لعل الثقافة لم تسعف جرأتك
فقد قلت لك اني الحامي
وأني الحبيب
واني اقبل فيك رغما عنهم
ألن تأتين
لنجلس معا
ونشرب القهوة معنا
ونحزن معا
وان كان بكاء فليكن معا
3
لعلي لم ادرك اختياري الصعب
لم افهم انني اجلس بمقهى الرجال
وانني لم اشاهد امراة هنا
لعلي اكون المخطىء
فهم ما زالوا يصنفونها انها مقهى
فلم تعد عادات العرب قائمة
لقد حرموها
والبسوها رداء الدين
وعادات الدين
فالاختلاط ممنوع
واللقاء بك محرم
4
ليس لي عذرا لنفسي
بل كل الاعذار لك
لجمالك
لانوثتك
فهي لا تحتمل عيونهم المارقة
والسنتهم النتنة
وسبابهم العفن
فهم كلهم شرفاء
الا انتي
ونساؤهم شريفة الا انت
فقط عندما تتجملين
تحلين لنظراتهم
وألسنتهم
وكبرياؤهم رجولة
في سباب النساء
5
أشك ان يسمحوا لك بالمجيء
فدينهم مختلف
ورفقتهم بالنساء غير الذي تعلمناه
لا اعرف من اين اتوا به؟
فالله امرهم غض البصر
وحفظ اللسان
وحفظ الاعراض
الا عندما تاتين
يبدأون بكل الكلام الجارح
ينهالون عليك وكأنك خائنة الوطن
وكأنك سبب هزيمة حزيران
او النكبة
او النكسة
او فساد الحكام
او ناهبة لخزائن الدولة
يسكتون في كل شىء
الا انت مباح لهم
نعم، يستبيحون عرضك
فقط لكونك تتبعين دين الانبياء
وتجلسين معي في مقهى
لا يوجد فيه الا انت من النساء
حتى النساء الاخريات
ينلن منك
وكأنك ضرتهن الثانية
فتباً للانتظار في مقهى الرجال
6
اعرف انك لن تاتين
والدمع سيبقى بين الرموش
وفوق الخدود
والاحمرار سيد التلال
والشفاه حزينة
والثياب عليلة
فقط لانك حبيبي
وانا منتظرا
ان تاتين هنا
في مقهى الذكورة
والرجولة الغائبة
#سمير_دويكات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟