أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - الصين في باب المندب














المزيد.....

الصين في باب المندب


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 5793 - 2018 / 2 / 20 - 15:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد زيارة الرئيس الصيني الاسبق دين هسياو بينغ للولايات المتحدة الاميركية في 1979، بدأ تطبيق الاساليب الرأسمالية في ادارة الاقتصاد الصيني وسمح بظهور فئة اصحاب الملايين في الصين وانتسابهم الى الحزب الشيوعي وتبوئهم مراكز قيادية في الحزب. ومع تطبيق الاساليب الرأسمالية او ما سمي "اقتصاد السوق" حققت الصين تقدما اقتصاديا سريعا وواسعا ونشأ تعاون اقتصادي كثيف بينها وبين الولايات المتحدة الاميركية. ونتيجة لذلك سادت عالميا فكرة مسطحة هي ان الصين تسير في الخط "الغورباتشوفي" اي التخلي عن الاشتراكية وتفكيك الحزب الشيوعي الصيني وتشريع ابواب البلاد كي تتحول الى مستعمرة كبرى للغرب الرأسمالي كي ينهب خيراتها كما حدث في روسيا في تسعينات القرن الماضي.
ولكن الصين، بعد وفاة دينغ هسياو بينغ في 1997، خيبت آمال الغرب الرأسمالي، ولا سيما الولايات المتحدة الاميركية وملوك البورصات وحيتان المال اليهود، وسخرت آليات الادارة الرأسمالية في خدمة الاهداف العليا للدولة القائمة على الوحدة الوطنية للبلاد والتقدم والاشتراكية.
ولكن في العقدين الماضيين، ومع نشوء العلاقات الوثيقة المتوسعة في كل المجالات بين الصين وروسيا البوتينية، بدأت اميركا تستيقظ من "احلام اليقظة" وتدرك ان الصين ليست "مشروع فريسة دسمة" للغرب الرأسمالي، بل هي كانت ولا زالت عدوا شرسا للامبريالية واليهودية العالمية، مثل روسيا واكثر. ولا شك ان الصين الشعبية عملت الاستنتاجات اللازمة من السياسة العدوانية الاميركية والغربية في فلسطين ولبنان وافغانستان والعراق ويوغوسلافيا واوكرانيا وليبيا وسوريا.
ومنذ عقدين من الزمن، وبالحجة السخيفة حول "خطر كوريا الشمالية"، بدأت الولايات المتحدة تحشد قوات لا مثيل لها برا وجوا وبحرا في تايوان واليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند والفيليبين والبحور المحاذية للصين، وتقوم بالمناورات العسكرية الضخمة في تلك المناطق، بما فيها مناورات استخدام الصواريخ والقاذفات النووية. وكان من الواضح تماما ان الهدف من كل هذه الاستعدادات هو احتلال الصين بطريقة "قفزة النمر". ومن ثم ايجاد التبريرات لذلك.
ولكن الصين لم تكن بطبيعة الحال غافلة عما يدبر لها فعمدت:
اولا ـ الى تطوير تعاونها العسكري مع روسيا، ولا سيما في نطاق انشاء صناعة حربية مشتركة لعدد من الاسلحة المتطورة التي تحتاج الى رساميل كبرى.
وثانيا ـ زيادة اعداد وقدرات الجيش الصيني بمعدلات تؤهله في وقت قريب ان ينافس الجيش الاميركي في جميع القطاعات، كما يحذر احد القادة العسكريين الاميركيين، وهو الاميرال هاري هاريس الذي اضاف قائلا في شهادته امام لجنة القوات المسلحة في الكونغرس الاميركي "ان التقوية المذهلة للقدرات العسكرية للجيش الصيني سوف تمثل قريبا تحديا لاميركا في جميع الحقول" كما نقلت عنه وكالة BGNES البلغارية. وقد زادت الصين عدد مشاة البحرية (المارينز) خمسة اضعاف من 20 الى 100 الف عنصر بهدف الدفاع عن المناطق البحرية الحيوية... والتقدم الاكبر كان في نشر وموضعة بطاريات الصواريخ، وتطوير الطائرات الحربية المقاتلة من الجيل الخامس، وتقوية القوات الحربية البحرية، بما في ذلك اقامة اول قاعدة بحرية صينية في الخارج، وذلك في جيبوتي المطلة على البحر الاحمر والتي من شأنها التحكم بممر باب المندب. ويبلغ عدد الجنود في تلك القاعدة 10 الاف نفر. وقد جرى الاحتفال بافتتاح القاعدة في شهر اب الماضي. ويمثل انشاء هذه القاعدة خارج الحدود الصينية تحولا نوعيا في الجيوبوليتيكا الصينية. وبوجود هذه القاعدة بالاضافة الى القاعدة الروسية في سوريا والسيطرة شبه الكاملة لروسيا وايران على بحر قزوين ولروسيا على البحر الاسود وبوجود ايران في الخليج العربي ـ الفارسي اصبحت جميع بحار "الشرق الاوسط الكبير" وممراتها النفطية والغازية والتجارية تحت السيطرة شبه الكاملة للمحور "الضمني" لروسيا ـ الصين ـ ايران وحلفائهم كحزب الله والعراق وربما تركيا ايضا. ويذهب بعض الخبراء الى القول ان الققاعدة الصينية في جيبوتي هي منطلق للدور القادم للصين في اعادة اعمار اليمن وفي بسط السيطرة الكاملة للمحور "الضمني" الروسي ـ الصيني ـ الايراني على رأس القرن الافريقي والبحر الاحمر بمجمله بما في ذلك خليج العقبة وخليج السويس وقناة السويس.
وكان هاريس قائدا للاسطول الاميركي في المحيط الهادئ وهو الان احد المستشارين العسكريين للرئيس ترامب. وهو يقول ان الصين ستزيد قواتها العسكرية البحرية بنسبة 15% (تعدادها الان 235 الف نفر). ويقول الخبير العسكري الصيني لي تسه ان مهمات مشاة البحرية الصينية لن تقتصر بعد الان على العمل على الشواطئ الصينية بل ستقوم بمهمات حربية على شواطئ تايوان وفي شبه الجزيرة الكورية ولحماية خطوط المواصلات البحرية الصينية. وستزيد الصين ميزانيتها الحربية بنسبة 7% هذه السنة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل

المارينز الصينيون في جيبوتي



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد الاميركي والاوروبي على عتبة ازمة مالية اقتصادية جد ...
- هل تحرك الكتلة الغربية ازمة مولدافيا؟
- اميركا تقع في فخ كوريا الشمالية
- المنافسة الوجودية بين الاوراسية الروسية والاتحاد الاوروبي ا ...
- الجذور التاريخية للجيوستراتيجيا الاوراسية لروسيا
- الشعب الكوري البطل كسر التفوق النووي لاميركا
- تصعيد العدوانية الامبريالية في الميزانية الاميركية الجديدة
- اميركا المهزومة في سوريا تصعّد الحرب الباردة ضد روسيا
- سياسة الصواريخ المضادة في تركيا والسعودية
- الفساد والنزاعات الداخلية سيقضيان على اوكرانيا كدولة
- سياسة العداء والعقوبات ضد روسيا تنقلب على اصحابها
- اميركا تعمل لتعطيل مشروع انبوب الغاز الروسي -السيل التركي-
- تفوق سلاح الغواصات الروسي
- الجيش الاوكراني يشن هجوما فاشلا على مقاطعة دونيتسك المستقلة
- اميركا تتجه لاعادة تحريك الازمة الاوكرانية ضد روسيا
- ولى زمن حاملات الطائرات الاميركية
- الازمة الكورية الى أين؟
- الاولويات الحربية للقوات المسلحة الروسية
- زعزعة العلاقات الاميركية التركية
- الصين الشعبية على عتبة قفزة تطور كبرى جديدة


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج حداد - الصين في باب المندب