محمد الذهبي
الحوار المتمدن-العدد: 5792 - 2018 / 2 / 19 - 22:49
المحور:
الادب والفن
نديمي في الجاهلية
محمد الذهبي
كان نديمي في الجاهلية
فارقني في صدر الإسلام الجديد
يحب العصرية كان
ويغالط في دفع الحساب دائماً
اختلفنا على مائدة الخمرة في عثمان
تيقنت أن صديقي سينحرف في زمن ما
هو ذاته الذي كان يستدرج بائعة القيمر
ويشكو من رائحة اللبن
كانت ترهن ( صينية) القيمر عند صديقتها
وأغادر أنا الى المعسكر بانتظار الأخبار الجديدة
يأتي ضاحكا يشكو من رائحة اللبن في ثيابها
صديقي هذا نسي تماماً أيام جاهليتنا
وراح ينصحني ويكفرني على ناصية الشارع
لحيته كانت طويلة
ورأسه حليقاً
وكانه عاد للتو من احدى الغزوات
آخر المشوار ادعى انه لا يعرفني
ثمانٍ من السنوات في ليالي دجلة شربنا ما استورده العراق
من المشروبات
وضحكنا وشاكسنا في كل مكان
نلتقي صباحا في (أخير الثورة) ، نشرب اللبن لنقتل بعض الشيء
سكر الأمس
ونعود لنسكر ثانية
لم يخطر في البال بأن صديقي لا يعرفني
كنا نديمين بأيام النابغة الذبياني
لم تكن ملكاً
كنت كسائر خلق الله
لم يتقطع بعد عرى تلك الأيام
كان جميلاً في الماضي حين يقرأ المقام
وخصوصاً ( المخالف(
يحكي ان أباه كان صديقاً لناظم الغزالي
وطالما نصحه بقراءة (المخالف(
هذا المقام الذي يقطر حزناً
من يقرأ المخالف لا يمكن ان ينسى ناصية الليل السابق في ابي نؤاس
فعلام تحاول ان تفقد ذاكرة غضة
استعجل اللقاء وكان يحاول ان يتحجج بالوقت
قلت له: مر الوقت سريعاً يا صاحبي
أتذكر انك كنت تحب العصرية
استغفر وهرب الى سيارته الفارهة
وعدت انا ابحث عن سيارة نقل رخيصة
وأترنم بتلك الأشعار التي تملأ ذاكرتي
واتذكر بائعة القيمر وقناني العصرية
#محمد_الذهبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟