أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - من خطط لانقلابي 1963 في فترة 4 أسابيع ؟















المزيد.....

من خطط لانقلابي 1963 في فترة 4 أسابيع ؟


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 5792 - 2018 / 2 / 19 - 20:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ماهي العلاقة بين الانقلابين اللذين تمّا باسم حزب البعث في العراق في ( 14 رمضان) 8 شباط ، وفي سوريا في 8 آذار من نفس العام 1963 ؟
هل إن ذلك تم ّ صدفة أم كان مخططًا تم وضعه من قبل طرف وجهة واحدة لأهداف محددة ؟

البعث كايديولوجية سياسية عربية للتحرر من الامبريالية في دول الشرق الأوسط، وللتخلص من الاستعمار في هذه الدول الحديثة العهد حيث كانت لعقودٍ قليلة مضت من ممتلكات الدولة العثمانية المنتهية بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى

البعث تم تأسيسه في سوريا بعد الحرب العالمية الثانية. كان يدعو الى الوحدة العربية وينادي بالقومية العربية والاشتراكية ومعاداة الامبريالية، وساهم الى حدٍ ما، في خمسينات القرن العشرين، في خلق الجمهورية العربية المتحدة بين سوريا ومصر، الوحدة التي دامت لمدة 3 سنوات منذ عام 1958 لغاية 1961

الوحدة هذه، كانت من الأمور التي لم يُسمح لها أن تستمر من قبل الغرب وبالخصوص من قبل أميريكا لأنها كانت تشكل عقبة أمام مصالحها التي تعتبرها حيوية ليس فقط اقتصاديًا بل أمنيًا، خاصة وأن أميريكا كانت في حرب باردة متصاعدة مع الاتحاد السوفيتي السابق
فتم التخلص من الوحدة إياها
وبقى العراق الذي جاء دوره الآن ـ في تلك المرحلة في الأجيندا الأميريكية

لنرى الظروف العامة المحيطة للقوى العالمية الكبرى وأهدافها في حينها

بريطانيا
كانت تشعر بضعفٍ في مستعمراتها وتبحث عن أساليب لزيادة نفوذها وتقويته

أميريكا
كانت تبحث عن النفط وعن نفوذ أكبر

روسيا
كانت تبحث عن ستراتيجية وموطيء قدم لايديولوجيتها في منطقة الشرق الأوسط

أما الدول العربية فكان هذا الاطار العام لظروفها
هذه الدول بعد أن كانت عثمانية تم تقسيمها بشكلٍ ما، لتكون دولاً بحدودٍ تم تثبيتها على خريطة ورقية رُسمت حدودها بقلم انكليزي ـ فرنسي بطريقة يمكن وصفها بالعشوائية

الأفراد في هذه الدول الحديثة، ذوو عقلية وثقافة عشائرية، فمن الطبيعي واستنادًا الى هذه العقلية أنها تضع مصالحها القبلية في مقدمة المصالح العامة الأخرى التي لم تكن تعيها

فالبعض من هذه الدول كان في صراع مع الايديولوجيات السياسية المستوردة من الغرب
بعض القادة العرب كان يدعو الى وحدة الدول الملكية
آخرون كانوا ينادون بتأسيس جمهويات
آخرون مستاؤون وغاضبون بسبب تأسس دولة اسرائيل
الاسلاميون الأصوليون كانوا في بداياتهم ولم يكونوا بعدُ ذو تأثير كبير جدًا في هذه الخلطة
لم تكن تتمتع أي دولة من الدول الحديثة بالاستقرار

هذه الأحوال كان بعضها في العراق أيضًا، لكن يضاف اليها ميزات عراقية خاصة أخرى
في مايلي بعض من صور العراق في الداخل، وصوره في عيون الغرب على ضوء مواقف العراق

فالعراق كان قد أصبح خلال تلك الفترة دولة مهمة من الدول المصدرة للنفط
يقوده حاكم عسكري هو الزعيم عبدالكريم قاسم
الذي قتل الملك وقضى على الملكية الحليفة للغرب بانقلاب عسكري في 14 تموز 1958 ا، يحب البعض تسميته بالثورة، ربما يقصدون ثورة عسكرية ؟! وقام باعلان العرق جمهورية

معارضو أو منافسو عبدالكريم قاسم
الذين كانوا (في الظاهر) مساندين له ولجمهوريته من دون أي شك، لكن كان لديهم مصالح وأهداف أخرى أيضًا وهم اثنان بصورة رئيسية

الشيوعيون والبعثيون

الشيوعيون، كانت أنظارهم وقلوبهم وأهدافهم متجهة نحو الاتحاد السوفيتي للحصول على المساعدة منه، لكن يبدو مما سيحدث لاحقًا في العراق أن أحلامهم لم تتطابق مع رؤية الاتحاد السوفيتي

البعثيون، كانوا يرغبون بالوحدة مع مصر

أزمات العراق وقاسم في تلك المرحلة
العراق في الداخل كان في حالة حرب عسكرية في شماله بين الجيش العراقي بقيادة عبدالكريم قاسم وبين فصائل البيشمركة الكوردية

علاقات قاسم مع القادة العسكريين كانت تسوء بالتدريج وبالخصوص في مواضيع السياسة الخارجية والدفاع

أعلن قاسم تأميم النفط وبالخصوص حصة بريطانيا التي كانت تعتبر العراق حصتها من الكعكة العثمانية

كان يأمل قاسم في اتفاقية نفطية مع الاتحاد السوفيتي

كما كان يأمل ويفكر بالانضمام الى حلف وارشو

اميركا وقاسم
كان الأميريكيون يراقبون الزعيم قاسم ويتابعون نواياه وقراراته
وفي سبيل قطع الطريق أمامه وأمام أهدافه، رأى الأميريكيون في البعث أفضل وسيلة للقضاء عليه وإسقاطه
فكانوا يخططون لقلب نظام قاسم بشكل جدّي منذ عام 1962
وتم تأجيل عمليتي انقلاب في 18 ك2 لتكون في 25 ك2 بسبب الخوف من كشفها ففي اليوم السابق لشهر رمضان، كشفها قاسم وألقى القبض على بعض من المتآمرين
كان يعلم قاسم بشكلٍ تامّ بأن السي آي أي في علاقة بمخطط الانقلاب
ومن المحتمل أيضًا انه كان يعلم بأن البعثيين يفتقدون لقاعدة وتعاطف شعبيين كبيرين في العراق تساعدهم في القيام بانقلاب ناجح، لذلك فهم بحاجة الى مساعدة، ومن الممكن لهم الحصول عليها من دوائر السي آي أي التي كان لها فرعها في بغداد

وبدأ التنفيذ بالفعل في الصباح الباكر من 8 شباط 1963م المصادف للرابع عشر من رمضان، بقتل قائد سلاح الجو العراقي وهو شيوعي، واستولت دبابات على دار الاذاعة
التجأ قاسم الى مبنى وزارة الدفاع
بينما مساندوه ومعهم شيوعيون كانوا قد بدأوا قتالا في شوارع بغداد ضد البعثيين
في الساعة العاشرة تمامًا من يوم 9 شباط اتصل قاسم بالبعثي أحمد حسن البكر وقدم له فرصة الاستسلام وانهاء محاولة الانقلاب للحفاظ على الأمن في البلاد
تم رفض العرض الذي قدمه قاسم مباشرة
وتم القاء القبض على قاسم بعد الظهر من ذات اليوم
وتمت محاكمته محاكمة صورية (وهمية) في مبنى الاذاعة الذي بث الحكم عليه من قبل البعثيين باسم مجلس قيادة الثورة وتم الحكم عليه بالموت كخائن وتم رميه بالرصاص
وتم عرض جثته مصابة بطلقات الرصاص في تلفزيون بغداد في مساء ذات اليوم
وتم اعلان الزعيم (الكولونيل) عبدالسلام عارف رئيسًا للجمهورية
واللواء (الجنرال) أحمد حسن البكر رئيسًا للوزراء

من الولايات المتحدة الاميريكية
ظهرت شهادة التعاون والمساعدة في الانقلاب لما يسمى ثورة رمضان في مذكرة عضو مجلس الأمن القومي الأميريكي بوب كومر الموجهة الى الرئيس الاميريكي جون كيندي بتاريخ 7 شباط 1963 تؤكد المذكرة علمهم المسبق بخطة الانقلاب إضافة الى المساعدة المالية الأميريكية التي خصصت لحزب البعث للقيام بالمهمة
كما أن المخابرات الأميريكية المركزية السي آي أي طمأنت حزب البعث باعتراف الولايات المتحدة الأميريكية بالنظام الجديد، مع وعد بأنه ستتم مساندتهم عسكريًا فيمابعد إن اقتضى الأمر
كما قدمت السي آي أي لقادة البعث قائمة طويلة بأسماء النشطاء الشيوعيين استفاد منها البعثيون في إلقاء القبض عليهم وفعلا تم تعذيب وقتل 5000 منهم في خلال اسبوع من نجاح الانقلاب

فلن يصبح أمرًا غريبًا أنه بعد 4 أسابيع وبالتحديد في 8 آذار، حدث انقلاب آخر قام به البعثيون في سوريا، قاده ضباط سوريون بقيادة النقيب (الكابتن) حافظ الأسد الذي سيصبح رئيسًا للجمهورية السورية في عام 1971 وظلّ في الحكم لغاية موته في عام 2000 واستلم بعده الحكم ابنه بشار الذي لايزال في الحكم

الموضوع اقتباس بتصرف من كتاب انكليزي بعنوان تلك كانت سنة 1963
للمؤلف البريطاني، اندريه كوك



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصاصات سيلوسية 6 : الحياة على الأرض أم في السماء؟
- قصاصات سيلوسية 5 : انشتاين والمجتمع الاخلاقي
- قصاصات سيلوسية 4: مالذي حيّر مارك توين ؟
- المكوس العبرية في العربية
- قصاصات سيلوسية 3 : يسوع كان ناصري أم نزير ؟
- قصاصات سيلوسية 2: يسوع اليهودي، لماذا يزعج المسيحيين؟
- قصاصات سيلوسية : هل تعتقد بأنك لست ابلهًا؟
- المساعدات والمشاريع السوفيتية للعراق في عام 1960 ح5
- موت ستالين في البيت الأبيض
- هل تعاني من أي أزمة ؟ ستالين هو الدواء
- تأملات في قلق الروس أيام موت ستالين
- التوتر بين العراق وعبد الناصر في سنة 1960 ح 4
- تخبطات الشيوعيين العراقيين ح 3
- الشيوعيون العراقيون في زمن نظام قاسم ح 2
- البلاشفة وعبادة القديس لينين المحنّط
- علاقات السوفيت والشيوعية مع العراق في عهد عبد الكريم قاسم ح ...
- الاشتراكية : نظام لسعادة المجتمع أم لتعاسته ؟
- بعضٌ مما قيل في الشيوعية
- فشل الشيوعية في التطبيق والنظرية
- الماركسية تدعو الى الكسل والى افقار المجتمعات


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - من خطط لانقلابي 1963 في فترة 4 أسابيع ؟