أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد عبد الستار - لاغارد ناصحة للحكومات العربية














المزيد.....

لاغارد ناصحة للحكومات العربية


احمد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 5792 - 2018 / 2 / 19 - 00:16
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


في خبر ورد في وسائل اعلام عديدة عالمية ومحلية، اثناء حديثها في "منتدى المالية العامة في الدول العربية"، نصحت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد الدول العربية على خفض رواتب القطاع العام والدعم الحكومي... من أجل ضبط الانفاق وتحقيق نمو قابل للاستمرار وخلق وظائف" ورحبت" بالإصلاحات "الواعدة" التي تبنتها بعض الدول العربية، لكنها شددت على وجوب اتخاذ المزيد من الخطوات للتغلب على مشكلات اقتصادية واجتماعية كبيرة.
وحتى لا تؤخذ نصائحها مأخذ بعيد وتفسر تفسير في غير موضعه، ارجعت اسباب حرصها ونصائحها لأجل "خلق وظائف للشباب العرب" "لأن البطالة بين الشباب هي الأعلى في العالم. كما تقول فإن معدلها 25 بالمئة وتتعدى 30 بالمئة في تسع دول"، وبشرت بأن "أكثر من 27 مليون شاب طامح سينضمون إلى سوق العمل في السنوات الخمس القادمة".
وعلى ما يبدو من خلال تحفيزها على الاصلاحات، نلمس مدى التمسك برفع الدعم الحكومي عن الطاقة ومواد الإعاشة للعمال وغالبية الجماهير الفقيرة، لأنها حسب ما ترجع ذلك خلال حديثها في هذا اللقاء "مكلفة جدا"، وتؤكد بكل ثقة "ليس هناك حقيقة أي مبرر لمواصلة استخدام دعم الطاقة". ودعم الطاقة, تقصد في البلدان النفطية التي تدعم مشتقات البترول للاستهلاك المحلي، وكانت السعودية والإمارات بالخصوص قد رفعت الدعم عن الوقود وباقي المشتقات النفطية بسبب حاجتها لتوفير المال لدعم تكاليف الحرب باليمن، وكان ذلك مرحبا به من قبل لاغارد واعتبرتها مثل من الضروري الاحتذاء به، من امثلة السياسة النيوليبرالية واقتصاد السوق الذي تنتهجه الدول الغربية.
صندوق النقد الدولي كمؤسسة امبريالية بامتياز مشهود لها وعلى مستوى العالم، ما تخلفه شروطها وسياساتها التي تجبر دول العالم المدينة لها على انتهاجها، من اثر سلبي غاية بالخراب. وهذه المؤسسة ومنذ تأسيسها بإعقاب الحرب العالمية الثانية، أرسيت دعائم وجودها الاولى من اجل الحفاظ على سلامة الاقتصاد الرأسمالي العالمي مثل اعلن حينها عند بدايات التأسيس، كيفية إملاء الشروط على الحكومات المحتاجة للمال اجبرتها على تدمير اقتصادات بلدانها وحولت كثير منها الى خراب عانى منها العمال وعموم شرائح المجتمع الفقيرة، وقد شهد اقتصاد اليونان على سبيل المثل تدميرا مبرمجا وتراجع كبير لا زالت تداعياتها متواصلة الى اليوم، والتي بلغ نسبة ديون للناتج تفوق 175% في عام 2015. وكذلك ما سمي "بالعقد الضائع" من حياة جماهير البرازيل التي دفعت للصندوق بين عامي 1985 و1989 ما يقارب 150 مليار دولار 90 مليار منها فوائد للدين، وقد دمرت حياة خمس ملايين فلاح برازيلي والحقوا بطوابير العاطلين بالمدن المكتظة بالبطالة، وكذلك تدخل الصندوق بالسياسة الاقتصادية للأرجنتين التي ادت الى انحدار المستوى المعيشي الى مستويات قياسية افلست الملايين وافقرتهم، من خلال اكبر خطة شهدتها الارجنتين لخصخصة النفط والغاز، والمياه، وشركات الكهرباء والبنوك الحكومية، ثم خصخصت الأرجنتين حتى نظام الضمان الاجتماعي، وتم تحويل الكثير من مخصصاته إلى حسابات خاصة، معظمها خارج الحدود، ودن الخوض بالتفاصيل يعرف العالم ايضا ما شهدته مصر وتركيا واندونيسيا وماليزيا ودول كثيرة في افريقيا ومن آسيا ومن اوروبا الشرقية، وهذه بلدان كأمثلة تم تدميرها لأن الصندوق "يهدف إلى تشجيع استثمار رؤوس الأموال بغرض تعمير وتنمية الدول المنضمة إليه والتي تحتاج لمساعدته في إنشاء مشروعات ضخمة تكلف كثيرا وتساعد في الأجل الطويل على تنمية اقتصاد الدولة".
لكن الحقائق التي لا لبس فيها بعيدا عن العبارات الفضفاضة تؤكد إن العبء الاكبر يقع على عاتق الملايين وافقارهم الى حد المجاعة احيانا، ونزع لحم الناس عن عظامها لإشباع جوع رأس المال للمال الذي لا ينتهي وليس له حدود.. لقد شبه ماركس جشع الرأسماليين للاستغلال بـ "جوع الذئاب". كما قال ايضا: "إن الرأسمالية جاءت إلى الوجود وهي تنزف دماً وقذارة، من جميع مسامها، من رأسها وحتى أخمص قدميها". ولقد جاء صندوق النقد الدولي الى الوجود وهو يقطر خصخصة ورفع الدعم عن المواد الغذائية الاساسية لمعيشة الناس، وهو الذي تبشر به لاغارد وتنصح الاخرين بالعمل به.



#احمد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب العلني في الكراهية
- ملاحظة حول تجدد الاحتجاجات المطالبة بالعمل في تونس
- لأجل من دموعك يا اوباما؟
- فنزويلا : -خرج الحزب الحاكم-!!
- الاقتصاد في العراق : القادم أسوء!
- حادثة مجلة شارلي ايبدو، شرارة اخرى لإشعال صراع الحضارات
- وحدها شجرة الرمان ووحده الحزب الشيوعي العمالي
- نهاية العالم.. أم استنفاد الرأسمالية وسائل بقائها ؟!
- مع كأس أمم أوربا .. وأزمة اليورو !!
- المالكي يختزل الطبقة العاملة إلى شريحة ، ولا يقبل باللافتات ...
- من الإدارة بالأزمة إلى الإدارة بالفوضى ، تطور الإستراتيجية ا ...
- فتوى البابا بندكتس السادس عشر بأن - الماركسية أصبحت غير واقع ...
- أسلمة الثورات العربية .. ثورة مضادة !!
- مصادرة الحقوق الفردية للمواطنين بين الحظر التعسفي والعبوات ا ...
- مَنْ ينتخب عمال العراق
- مرور عام على تنصيب أوباما والانتخابات النيابية في العراق!!
- هل تعبأ الرأسمالية حقاً بنقاذ الارض !!
- الانتخابات- الصورية آلية من آليات الاحتلال والرجعية
- تظاهرات اليونان وقبلها عمال أمريكا رأس الجبل الجليدي الغاطس
- طبقية العنف ضد المرأة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - احمد عبد الستار - لاغارد ناصحة للحكومات العربية