أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - خطورة الفكر البديل














المزيد.....


خطورة الفكر البديل


طلال بركات

الحوار المتمدن-العدد: 5788 - 2018 / 2 / 15 - 22:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رسخت الأمة العربية ثوابت وطنية وقومية خلال مراحل نظالها ضد الاستعمار ووضعت خارطة طريق لاهداف سامية تتمثل في الحرية -والاستقلال - والسيادة - والديمقراطية - والتحرر من التبعية - والأنتماء القومي -والوحدة العربية - والعدالة الاجتماعية - وتحرير فلسطين .. الخ وأصبحت هذة المفاهيم أمل وطموح الجماهير العربية التي ترسخت وترعرعت في ضمير ووجدان أبناء هذة الأمة بالرغم من المؤامرات التي حيكت من قبل الدول الاستعمارية ومحاولات تشويهها ووضع المعوقات في تطبيقها فضلاً عن الصراعات السياسية والخلافات التي نشأت بين القوي الوطنية والقومية والتي حالت دون تحقيق تلك الأهداف .. الا انها بقيت أفكار واهداف نبيلة عالقة في ذهن المواطنين والمثقفين العرب وأصبحت بمثابة الرادع النفسي للوقاية من الانحراف والخيانه .. الا ان قوى الغدر الاستعمارية استمرت في تأمرها من اجل إيصال الجماهير العربية الى حالة الياس ومحاولة إيهامها بان تلك الثوابت والاهداف هي السبب في تردي الأوضاع العربية وزرع الشك في فكر المواطن العربي ليتسنى انتزاع تلك الثوابت والاهداف من ضمير وقلوب الجماهير لكي تتخلى عن طموحاتها الوطنية والقومية من اجل شل قدرات الأمة بعد التشكيك بأهدافها وثوابتها ليتم استبدالها بثوابت جديدة قائمة على أسس طائفية ومذهبية وعنصرية وعشائرية ومناطقية، ليتسنى تحويل العقل السياسي العربي الى عقل طائفي عنصري وهنا تكمن الخطورة وعلى هذا الأساس تم احتلال العراق وقيام المرتدين الذين أرتبطوا بالمحتل بصب جام غضبهم على تاريخ شعبنا وأمتنا النظالي مستغلين الأخطاء والخطايا التي وقعت فيها الأنظمة الوطنية. وأصبحت هذه الأخطاء حجة للنيل من ثوابت واهداف الأمة .. كما استغلت القوى الاستعمارية والايادي الخفية الخبيثة باحتواء ثورات الربيع العربي في الدول التي كانت تتبني المشروع القومي الوحدوي والتي كانت متمسكة بتلك الثوابت ولو على سبيل المتاجرة والادعاء فقد شملها التدمير ليحل محلها الفكر السياسي البديل القائم على أسس دينية من حيث الشكل المظهر ، وذات طابع مذهبي طائفي عنصري شيفوني فِي الممارسة والتطبيق .. وقد أوكلت أمريكا مهمة نشر الفكر البديل لحكام العراق ودعمت العملية السياسية بالرغم من تعثرها وفشلها وغضت الطرف عن الفساد وتخريب البنى التحية وسرقات الأموال العامة وترك الجهل ينخر في المجتمع العراقي من اجل تحقيق هذا الهدف المطلوب لأنهم الأمثل في صياغة ترسيخ هذا الفكر لتحل الطائفية محل المواطنة،، والمذهبية محل الانتماء القومي،، والشعوبية محل العروبة،، والعنصرية محل الوحدة والتأخي،، والعشائرية والمناطقية محل الدولة والسيادة،، والفوضى محل الحرية والديمقراطية،، والتخلف محل التنمية،، والجهل محل التعليم والثقافة،، والفساد محل النزاهة والامانة،، والانفلات محل المحاسبة والعقاب،، لان المراد من ذلك كله هو مسح الموروث الثقافي للأمة المتمثل بالثوابت والاهداف الوطنية والقومية .. لذلك من يعتقد ان أمريكا ستزيح الطبقة السياسية في العراق فهو واهم وكذلك من يعتقد ان الانتخابات سوف تأتي ببديل لهؤلاء أو أفضل منهم فهو أيضاً واهم لان من اهم أهداف أمريكا دمار الدول العربية كما حصل تباعاً بدأً من العراق ثم دول الربيع العربي ليتحقق من وراء ذلك نشر هذا الفكر اللعين على حساب التراث الوطني والقومي لشرذمة الاوطان وتحويلها الى كانتونات عرقية ومؤسسات طائفية لضمان الهيمنة والتبعية على مقدرات الأمة .. وإيران خير من ساعدها على ذلك في نشر الطائفية والمذهبية والعنصرية والمناطقية كما هو حاصل في العراق وسوريا واليمن ولبنان وكانت المكافئة تنصيب عملاءها في تلك الدول .. لذلك ليس هناك عداء بين أمريكا وإيران وانما جعجعة في فنجان للضحك على الذقون والهاء الحالمين بالافلام والأوهام .. وانما هناك مخطط تدميري أمريكي صهيوني إيراني ..



#طلال_بركات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخديعة الكبرى .. مؤتمر الكويت لاعمار العراق
- الانفصال والتشفي من العملية السياسية
- من يضحك على من
- الاستحقاقات الوطنية في ضوء الواقع الجديد في العراق
- تعقيب على رد السيد نهاد كامل محمود (( الخمر منظم وليس محرم ) ...
- رد على مقال الخمر منظم وليس محرم
- ما حقيقة التعويضات التي قدمتها الحكومة العراقية للامريكان!!!
- شرعية الانتخابات العراقية وفق معايير ازدواجية الجنسية وقواني ...
- العزف على القانون في دولة القانون
- جبل ديون دبي أعلى من برج خليفة
- ايران ليست المسؤولة عن احتلال بئر حقل الفكة
- الانتخابات العراقية القادمة ليست هي الحل !!!
- السلاح النووي.. والسلاح الصفوي
- المثقفون العرب والتباكي على المشروع النووي الايراني
- ضربني وبكا ولحسني مبارك اشتكى
- لم يعد ينفع سوريا مسك العصى من الوسط
- مسلسل الاتفاقيات الامنية والانسحاب المزعوم من المدن العراقية
- مثال الألوسي مثال للعهد الجديد في العراق
- الرئاسة والخارجية سنام كردي على ظهر العراق
- هل ستكون المعارك القادمة داخل المؤسسات العسكرية في العراق... ...


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال بركات - خطورة الفكر البديل