نجوى الدّوزي خلف الله – تونس -
الحوار المتمدن-العدد: 5786 - 2018 / 2 / 13 - 21:31
المحور:
الادب والفن
أقنعَتُك ضياعُ ملامحي ( سرد تعبيريّ )
انْزَعْ أقنِعتَكَ كَيْ أرى ضياعَ ملامِحي .. إنّي تشظَّيْتُ في مِرآةِ عينيْك .. و انْفَلَتَتْ المَسارِبُ مِنْ خُيوطِ المِنسَج .. فَيا لَأَبْخِرَةِ الضّبابِ عنْدَ مفترَقِ المَشاعر ، و القصيدةُ تَقْضِمَ شِفاهَ المَعنى ، و العِشقُ دورةُ سَرْدٍ لمْ تَكْتمِلْ كَقَمَرٍ مَكسور ..إنّ مواسمَ الثّلج اغتالتْ ربيعَ المجاز ، و لَمْ تُزهِر الأمنيات ، لأنّ عشقك خدعَةُ مُوارَبات .. و تلْك الوردةُ أهرقتْ دمَها علَى أعْتابِ الحُلْم ، لأنّك صفَعْتَ خدودَ الياسمين بِحدّ المَواسِي .. فَتقاطَرَ الجُرْحُ مِنْ نَزْفِ الحروف على بَياضِ سَريرَتي و قَشَّرَتْ شَآبيبُ الغدْرِ أناملَ القصيدة ،
و سُفِكْتَ المَواويلُ في حَناجِر الأُغنِيات .. . أيّها السّاحرُ العابِثُ بِالألوان ، لَقَد أَطلَقْتَ نافورةً مِنْ نجومٍ في مَدَى الحُلم ، كيْ تَأْسرَ لُبَّ طفولَتي .. ثُمَّ أخفَيْتَ سِرْبَ الفراشاتِ في سواد المناديل .. كمْ تُحْسِنُ القفزَ علَى أهدابِ الوعودِ المُنَمَّقة ، كَبَهْلوانِ الرّيح ،عندما تجْدِلُ ضفائرَ الأكاذيبِ مِنْ أعْذاقِ المُفْرَدات .. لقَد فاجَأْتَ سارِيَتِي بِالانْكسار المُخْتَبِئ في جُيوبِ العاصفة لَحْظَةَ جدَّف الحُلْمُ دافِئًا إلى جزُرِكَ الملْتحِفةِ بالغيابِ .. فَقهْقَهَتْ ظلمةُ الدّروب ، وعلّقتْني الوساوسُ بِخُيوط العَناكبِ و نخرَ الشكُّ جسدَ المجاديفِ ... سأدَعُ أيّامي تستقْرِئ خطوطَ المستحيلِ في أكفِّ أكْفانِ الحنين ، و تضْرب وَدَعَها .. فَرحيلي عنْكَ قدَرٌ غَجريّ ..
نجوى الدّوزي خلف الله – تونس -
#نجوى_الدّوزي_خلف_الله_–_تونس_- (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟