|
وزارة الثقافة والدعم الوهمي
ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5785 - 2018 / 2 / 12 - 20:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
توصلت برسالة من وزارة الثقافة المغربية تخبرني بأنها أطلقت صيغة جديدة لدعم النشر والكتاب وأنه بإمكاني الإستفادة من هذا الدعم بإحالة أي ديوان أو كتاب أريد نشره . على إحدى دور النشر المغربية التي هي بدورها يجب أن تقدمه للدعم بوزارة الثقافة - مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات - بشارع مشليفن 17 أكدال الرباط. وتضيف الرسالة بأنه يمكن لي الإطلاع على المعلومات المتعلقة بدعم النشر والكتاب على موقع الوزارة وهو " http://www.minculture .gov .ma " تحت طلبات عروض المشاريع الثقافية في قطاع النشر والكتاب . كما تخبرني الوزارة في هذه الرسالة بأنها أوقفت جميع صيغ الدعم الأخرى .وهذه الرسالة مسجلة تحت عدد 769 - بتاريخ 09 مايو 2016 . إلا أنه منذ ذلك الوقت وإلى الآن وأنا أحاول الإستفادة من هذا الدعم لكن بدون جدوى . رغم اتصالي بدار النشر " بيت الحكمة " بتطوان التي بقي لديها ديواني الشعري المتوخى طبعه. لمدة تزيد عن ثلاثة شهور وفي النهاية إعتذر المسؤول قائلا بأن الدواوين الشعرية لا تباع وتعاني من الكساد وبرهن على ذلك بعدم بيعه لديوان الشاعر الكبير الأستاذ سي عبد الكريم الطبال . فقلت له بأنني لا أريد سوى الطبع وليس البيع . فكان جوابه هو رغبته في البيع وليس شيئا آخر . فاسترجعت عملي ودهبت لحال سبيلي . ولما اتصلت بالشاعر الطبال إقترح علي الإتصال بدار النشر بطنجة عند " إخوان سليكي " فاتصلت هاتفيا بدار النشر المذكورة فكان الجواب هو أن الدعم توقف من طرف الوزارة نفسها .في حين موقع الوزارة يوضح بأن الميزانية التي تتعلق بالدعم تبلغ 900 مليون درهم أي ما يقارب المليار درهم. فتأكدت أخيرا أنه ليس هناك دعم ولا هم يحزنون. باستثناء المقربون والعفاريت طبعا . وذلك ما أكده لي بعض المثقفين والفنانين والمبدعين عند مناقشتهم حول الدعم الوهمي للوزارة . وقال لي أحدهم وهو فنان تشكيلي أن الدعم يستفيد منه أناس لا علاقة لهم قطعا بالثقافة وعلى الكاتب أن يكون لديه وسيط يعمل بوزارة الثقافة حتى يستطيع الإستفادة . أو يبحث عن أحد العفاريت الملمين بقانون اللعبة . إذن أي دعم تتحدث عنه الوزارة في الرسالة الموجهة إلي والمسجلة تحت الرقم والتاريخ أعلاه ؟ . بالمناسبة أتذكر الأيام الخوالي حينما كان السيد " بنعيسى " وزيرا للثقافة فكنا نحن كشعراء مغمورين ولا زلنا في بداية الطريق ورغم ذلك كنا نستفيد من دعم غير مباشر ولا يحتاج إلى تعقيدات تعجيزية فكنا نطبع دواويننا على نفقتنا الخاصة وكانت الوزارة تشتري منا خمسين نسخة وأحيانا مائة نسخة ونتوصل بالثمن بعد أسبوعين فقط فنغطي يه جزءا من تكاليف الطبع . ونشعر بكرم الوزارة ممتنين لها ونشكر الوزير والوزارة في قرارة نفوسنا . إلا أن الأمور بدأت في التدهور والتقهقر منذ وصول حزب الإتحاد الإشتراكي إلى تدبير الشأن العام وأصبح الشاعر الأشعري وزيرا للثقافة حيث قام بإلغاء الدعم بدعوى هيكلة الوزارة حسب تصريح مندوب الثقافة آنذاك بتطوان . ومنذ ذلك الوقت وأنا أطبع دواويني على نفقتي وأوزعها مجانا على الأصدقاء والمهتمين .أما السيد رئيس الوزراء آنذاك " اليوسفي " الزعيم التاريخي للحزب الإتحاد الإشتراكي فقد إنسحب من المنصب الرفيع ومن الحزب ومن السياسة برمتها ورحل نحو فرنسا بعد أن يئس من السياسيين والإنتهازيين محتفظا بنظافة سمعته وكرامته . هذا الرجل العظيم مثل ثلة أخرى من الإتحاديين الشرفاء كالمهدي بن بركة وعمر بنجلون وأمثالهما . فقد كان يعلم أن الساحة مكتظة بالدخلاء الذي لن يخدموا إلا غرائزهم ومصالحهم الضيقة .وهذا ما وقع بالفعل . فقد تم احتلال المناصب العليا من طرف فلان وفلان وعلان لتتدهور أحوال البلد الخاصة والعامة . ولا داعي هنا لشرح الواضحات . هكذا تم صعود اليسار عبر صناديق الإقتراع وافتضح أمره وساءت الأحوال على كل الصعد . إلى أن إكتملت المصيبة وعمت. ووصل إلى تدبير شؤون الشعب تجار الدين الذين قضوا على المكتسبات التي ضحى من أجلها الشعب المغربي . وقد وصلوا هم أيضا إلى موقع المسؤولية عن طريق صناديق الإنتخابات المشؤومة . والآن طالت الشبهات الجميع . ومع بنكيران بات الإضراب السلمي والإحتجاج المتحضر سببا في إقتطاع ظالم من الأجور ضد صغار الموظفين والمستخدمين والعمال كسابقة لم يحدث أن تجرأ عليها حزب من الأحزاب الأخرى . حتى حزب التقدم والإشتراكية " الشيوعي " في شخص أمينه العام تحالف مع الحزب الإسلاموي الحاكم . ليصبح ديكورا لجوق الحكومة . وأصبح نبيل الشيوعي حاجا ويدمن على السبحة مع سيده بنكيران ويتسرطح من وراء بنكيران والعثماني أخيرا . أمام الكامرات دون أن يرف له جفن . إلى أن أوقفه جلالة الملك وبعض الوزراء الآخرين ليتم تعديل الحكومة ومقايضتهم بآخرين . وباتت حمى الصراع على المناصب حديث المقاهي حول الوزير الشيوعي بهكذا نكت مضحكة مثل " هم شيوعيون واشتراكيون إلى حين يربحون في اليانصيب أو يصلون إلى المناصب " . هذا هو اليسار المغربي الذي خدعنا عندما كنا مغفلون . واليوم أدركنا أن لا فرق بين هذا وذاك فأولاد عبد الواحد كلهم واحد . بل اليمين أقل سوءا وفسادا من اليسار . وهذا ليس فقط في المغرب بل في العالم كله . لأن السلطة تغير الأحوال والأهواء ولسيما حينما يكون العنقود حامض ويتحول إلى عنقود حلو . وأنا من خلال هذا المقال أعاهد نفسي أن أرجع لطبيعتي وأطبع أعمالي على نفقتي رغم الفقر والخصاص وأوزعها كعادتي بالمجان دون انتظار وزارة الثقافة ولا وزارة الصفاقة . حتى ولو أن مال الدعم هو مال الشعب ومن حقي أن أستفيد لأنني إبن الشعب . وليس لدي ما أقوله للإنتهازيين سوى أن المسؤولية تكليف وليس تشريفا كما يتوهمون . والكرامة الحقيقية هي خدمة الصالح العام وليس الصالح الخاص .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطوات وتناقضات وتوازنات
-
الطيف
-
قلبان
-
قصائد للشاعر الرائع حسن البوقديري
-
هذا يكفيني
-
كطفل عجوز
-
أين أنت ؟
-
2018 أو بداية الليل الأخير
-
وزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة
-
الطسيلة العربية
-
النزاع العربي الإسرائلي
-
ملحمة الإنتظار
-
لعبة القدر
-
الحكومة المغربية هي المسؤول الأول والأخير عن فاجعة الصويرة
-
عمود / الأستاذ رشيد نيني / بجريدة الأخبار المغربية ص 20 بتار
...
-
رغبة في الإنتحار
-
السقطة الكاملة
-
إدارة الضرائب بمدينة تطوان
-
بعض من أسرار الحب
-
البيت المظلم
المزيد.....
-
نتنياهو يعاود الحديث عن حرب القيامة والجبهات السبع ويحدد شرو
...
-
وزير خارجية إسرائيل: الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين -خطأ جسيم
...
-
معلقون يتفاعلون مع قرار حظر الإمارات التحدث باللهجة المحلية
...
-
بوتين يعلن عن هدنة في شرق أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح وزيلينس
...
-
المحكمة العليا الأمريكية تقرر تعليق عمليات ترحيل مهاجرين فنز
...
-
وزارة الدفاع الروسية تعلن عن عودة 246 جنديا من الأسر في عملي
...
-
البحرية الجزائرية تجلي 3 بحارة بريطانيين من سفينتهم بعد تعرض
...
-
الأمن التونسي يعلن عن أكبر عملية ضبط لمواد مخدرة في تاريخ ال
...
-
-عملناها عالضيق وما عزمنا حدا-... سلاف فواخرجي ترد بعد تداول
...
-
بغداد ودمشق.. علاقات بين التعاون والتحفظ
المزيد.....
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
-
الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف
/ هاشم نعمة
-
كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟
/ محمد علي مقلد
-
أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية
/ محمد علي مقلد
-
النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان
/ زياد الزبيدي
المزيد.....
|