|
لا تموتو من اجل الفطائس .
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 1481 - 2006 / 3 / 6 - 11:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من استمع الى مقابلة وزير الداخلية بتاريخ 28/02/2006 على قناة العراقية يستنتج ’ ان كل ما يحدث في العراق من تفخيخ وقتل وخطف واغتصاب وذبح على الهوية وتهجير وافقار وتدمير البنية الحياتية للناس ثم تفجير الأضرحة واماكن العبادة والأستهتار بمشاعر العراقيين وعقائدهم ومقدساتهم ’ كل هذا وكثير غيره يحدث ويبرر ويتواصل من اجل انجاح النموذج المستورد للعملية السياسية الراهنة . واشار الوزير : على ان وسائل القتل والتدمير كانت تستورد من الخارج بنسبة 90% ’ اما الآن فجميعها اصبحت صناعة محلية بتمويل خارجي هائل ’ وقدم مثالين احدهما جامع للعبادة والآخر بيت لآحد السياسيين الفاعلين داخل العملية السياسية ’ ورداً على سؤال ’ لماذا لا تتخذوا الأجراءات الحازمة... ؟ . اجاب الوزير : لا نستطيع حفاظاً على نجاح العملية السياسية ’ ورداً على سؤال حول انقاذ اخته التي كانت مختطفة وعدم انقاذ حياة الصحفية الأمريكية ’ اجاب : كان بأمكاننا ذلك لو ترك الأمر لنا والسفير الأمريكي كان على علم بذلك وكذلك الجهات الأمريكية وقد نشرت تصريحاتي في الأعلام الأمريكي داخل امريكا ’ والأمريكان يعرفون تماماً اين هي ونحن نعرف ايضاً لكن انقاذها الأن قد يشكل فضيحة تؤثر سلباً على نجاح العملية السياسية ’ كان يقصد ’ انها في بيوت من يشتركون في عملية تشكيل حكومة الوحدة الوطنية . ولمح الوزير: اننا نعرف اين هم البعثيين والتكفيريين والأرهابيين وبأمكاننا ان نتخذ الأجراءات الرادعة لكن ... وتوقف الوزير عن اكمال ما يريد قوله . مقدم البرنامج تساءل : والناس يا سيادة الوزير ... مصير الناس ... ؟ . اجاب الوزير : اوعدونا انهم سيوقفون تلك الأعمال ( طبعاً بعد فرض شروطهم ) . الوزير كشف عن القسم الأهم من الحقيقة رغم تحفظة الشديد . ان دم وارواح العراقيين وامنهم واستقرارهم وحاضرهم ومستقبلهم وطموحاتهم قد استبيحت وهدرت من اجل العملية السياسية ’ ومن اجلها ايضاً هذا الموت اليومي والتدمير المادي والمعنوي والروحي والنفسي ’ ولو سألنا الوزير والرئيس والمسؤول الآخر والناطق بأسم والممثل لتلك الطائفة او تلك القومية والفئة الحزبية او الحاصل على ثقة واصوات الأنسان العراقي ’ اذا سألناهم: اذا كانت تلك الفاجعة المروعة والكارثة المخيفة التي حصدت وتحصد ارواح ودماء وامن واستقرار وحاضر ومستقبل المواطن العراقي من اجل العملية السياسية ’ فمن اجل من ستكون العملية السياسية ذاتها ... ؟ . ان لم تقولوها صريحة فسنقولها لكم ’ صح ان موت الناس ومآساتهم من اجل انجاح العملية السياسية’ لكن العملية السياسية بكاملها من اجلكم ايها السادة السياسيين ’ نزيف الدماء والأرواح والثروات من اجلكم ايضاً ايها المنتخبين ’ جعلتم ثقة الناس واصواتهم وصبرهم ومعاناتهم جسراً للعبور الى جناح الفرهود في بزار العملية السياسية’ مضحكة مخزية محزنة اساليبكم ومناوراتكم وتحالفاتكم وعداواتكم وخداعكم لبعضكم ’ اصبحت ضريبتكم باهضة ليس بأستطاعة الناس مواصلة دفعها ’ كان تاريخكم غير صريح ونواياكم غير واضحة ومفرداتكم المرفوعة والمنصوبة والمجرورة فارغة من الصدق وحسن الطوية . كذباً وتمويهاً تختلفون وتتصارعون وتتراشقون في الدم العراقي المستباح وتسجلون نقاطاً ضد بعضكم على طاولة القضية العراقية ثم تتوافقون في النهاية على القسمة والحصة وبضمنكم البعث وكل يقول للآخر ( عوافـــي ) . خطبكم ’ احاديثكم ’ تصريحاتكم وبلآغة مفرداتكم اصبحت ( ضرطة في سوق صفافير ) العملية السياسية بالنسبة للمواطن العراقي ’ ومن قفز وسوف يقفز الى دائرة الفرهود في المنطقة الخضراء لا صلة له بضحايا حلبجة والأنفال والدجيل والكرد الفيلية وعرب الأهوار وعموم شهداء المقابر الجماعية وأيتامهم واراملهم ’ ولا صلة له كذلك بشهداء تفجيرات المفخخات والأحزمة الناسفة والموت اليومي . ما اغربكم وما اغرب قسوتكم وابتذال تبعيتكم وسذاجتكم ايضاً ’ تتوهمون انكم تجيدون ادواركم في خداع الناس ’ والناس على قناعة راسخة على ان منطقتكم الخضراء اصبحت طريقاً موحلاً الى مزابل التاريخ’ واقول لكم يا رموز العملية السياسية التي اصبحت معيبة لا تشرف احداً ’ ان العراق ما مات يوماً .. ولن يموت ’ وان الخيرين من ابناءه الذين تواصلون اجتثاثهم يواصلون هم ايضاً بناء ذاتهم واستعادة ارادتهم وردود فعلهم معرفة وفكراً وسياسة وتنظيماً وبديلاً ’ ومن مآساة ومعاناة اهلهم سيستمدون الجراءة والقدرة على قلب قذارات قدر اللعبة على رأس من يطبخها ويتوقف الموت من اجل فطائس لا تستحق الا اللعنة . ــ لتسقط الأزمنة التي تفرخ بيننا اكثر من صدام حسين تفاهة وحقارة وقسوة وثقافة للغدر والفرهود . ــ لتسقط العملية السياسية عاهرة تتوضى وتتجمل وتشرب من الدم العراقي وترقص عليه . ــ لتسقط الديموقراطية التي تكذب وتلتف على نفسها وتتقيء على وجه قضيتنا مفردات من وحل الضمائر الفاسدة . ــ لتسقط القطارات والدبابات والصواريخ الذكية وقذارات حمولتها التي جعلت مآساة العراق ومعانات العراقيين قدراً متواصلاً . ــ عاش العراق والمجد للحزن والدموع والتضحية من اجل اهله .. وليسقط الموت من اجل الفطائس . 04/03/2006 [email protected]
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا ... لاتقاتلو الوطن..
-
متى سنقول للقتلة .. كش مات .
-
العراقيون : حزن ثقيل وخواطر مكسورة
-
اللعبة القادمة
-
في بيتكم ملثم ...
-
يعينك الله يا عراق
-
عبد الكريم كل القلوب تهواك
-
ديموقراطية بيان رقم 1
-
الحزب الشيوعي العراقي: نصيحة ومودةٌ.
-
الفيحاء : نجمة في ليل محنتنا
-
اعترافات عراقيي الخارج
-
حصار الأحتلال والموت والقوائم الفائزة
-
من يزرع الحزن .. يحصد اللعنة
-
هل من شك ... ؟
-
شكراً للرئيس مام جلال
-
الأرادة الأمريكية وعبثها في الحالة العراقية
-
مرام : قطارٌ للكذب والرصاص
-
دعونا نفرح بأنجازاتنا
-
هاكم ثقتنا ... اين وعودكم ... ؟
-
العراق ينتخب العراق
المزيد.....
-
العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
-
بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4
...
-
احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر
...
-
العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة
...
-
رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
-
مجلس الشيوخ الأمريكي يعرقل مشروع قانون لفرض عقوبات على الجنا
...
-
انفجار في سفينة حاويات في البحر الأحمر
-
إعلام إسرائيلي يكشف عن وعد -حماس- لأسرتي البرغوثي وسعدات
-
رئيسة الحكومة الإيطالية تخضع للتحقيق القضائي بعد قرار الإفرا
...
-
مصر.. الجامعات تحسم مصير طلاب المنح الأمريكية بعد تعليق إدار
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|