|
على وطأة الحرب و المعاناة
هيس اوكازاكي
الحوار المتمدن-العدد: 5781 - 2018 / 2 / 8 - 01:58
المحور:
الادب والفن
سأكتب. سأكتب عنها ،،، بالحرف النازف على الورق ... من قلبي اليائس عن الأمل ،،،...
هِي لَم تَخف لم تيأس ،،، هل جال اليأس قلبها ،،، هي لازلت تحاول ... ما أنا خائفٌ مِنه ، ما أنا يائسٌ منه ،،، ما حققته انا ،، ولا اعتبره شيء ، وما اعتبره فشلاً هي قد مرت به ،،، لم تتوقف ،،، أستمرت رغم كل الصعاب و العثرات ،،،...
من هي ؟ انها زهرةٍ في العشرين من عمرها المليء بأشواك السنين .
كانت البسمة و الضحكة لا تفارقها كأنها رفيقتها لكنها خانتها كما يخون الغصن العصفور الرقيق ،،، يوما ما في العطلة الصيفية ،،، انطفأت شمعة دربها و قلبها ،،، مات والدها ،،، مات السند الحنون ،،، ليتركها تمر بايام و تمضي وحيدةً كالمحزون ،، اهل والدها صاروا معها كالغرباء ، لا تمتهم بها صلة رغم الإخاء ،،، تغيرَ شكل هذه الزهرة ذابلة أتعبها الطريق ، يا له من إرهاقٍ سحيق ،،، وهل تلك الكلمات تصفها لا، لا أظن ،،،
مرت سنة ،سنتان كأنها اربعين سنة و ها نحن ذا في اخر سنة من الثانوية ،،، عادت الحرب ،،، غادر من غادر المدينة وبقيت هي في مدينة الدمار الناحبة ،،، تسرب الحزن لقلبها ، و بدأت الآلام تأكل جسدها ،، و صار المرض ياخذ من جسدها النحيل ،،، إنها طريحة الفراش ،،، بقيت لاشهر على هذا الحال ،،،
نهضت كالشجعان لتواجه ما بقي من جعبة الايام ،،، درست و اجتهدت ،،، ألم يجر ألم ،،، كانت اكبر اخوتها ،،، كان على عاتقها الكثير ،،، نجحت من الثانوية ،،، كان الامر صعبا عليها المدراس كانت شبه مغلقة ،،، كانت تدرس فجرا ، والنجوم تشهد لها ، سكنوا مكاناً ضيقاً ، لم يكن بامكانهم العودة إلى بيتهم ،،، كان الوضعُ سيئاً ، و ما عساه يكون و الحرب مشتعلة كان كل ما فيه يبعث على الاستياء و الرهبة . خلال هذه الاثناء مات من بيت جدها ،،، سبعة عشر فردا ،،، سبعة عشرة غصة ... مأساة اخرى قد حلت على تلك الفتاة ،،، فمن كان سندا لها و لعائلتها قد ماتوا و رحلوا ،،، لم ترحم الحرب حالهم ،،، لم تواسهم بشيء ،،،
ايام وأيام تَمُرّ و تَمُرُ ،،، قدمت الى جامعة ،،، كانت النتيجة قبولها " علوم فيزياء جامعة بغداد" ،،، كانت تحب الكيمياء ،،، لكن للقدرِ رأيٌ آخر ،،، انتظرت سنة حتى تعيد تقديمها ،،، و ظهرت النتائج ... ما كانت تنتظره بفارغ الصبر ... حصاد كل تلك السنين ،،، و لكن الصدمة أن اسمها لم يكن موجودا ،،، معاناة اخرى وحلمٍ ضائع و بصيص أمل ٍ لازال في عينيها ،،، بدأت تحاول و تحاول ، تراجع هناك و تذهب هناك و من دائرةٍ الى دائرة و إسمها غير موجود ،، تعبت ، يئست ،، مرت بأيام عصيبة ، كانت لوحدها ،،، ثلاثة أشهر حتى ظهر إسمها أخيراً ،،، لكن متى كان ذلك ،،، كان في نهاية الكورس الدراسي الاول ،،، بدأت تدرس و تدرس يا لها من مثابرة ،،، لم تكف عن محاولة ، رغم الفارق و التغير الدراسي عليها تقول ساحقق سانجح بإذن الله ،،،... وتمر أيام سنتها الأولى سريعا وها هي الان في سنتها الثانية ،،، تبذل قصار جهدها ،،،،...
~ لم يضعف قلبها رغم ما اصابها لم تقل لا استطيع بل عاهدت نفسها على الثبات امام قسوة الطريق لا زالت تفكر بالمستقبل و تقول ساكمل ساكمل و ساكمل حتى الدكتوراة ،،،.
لله درك من فتاة قوية ،،، لو اعطيتي أهل مدينتي من همتك و قوتك قليلا لصلح حال مدينتنا أجمع ،،، وحال البائسين أمثالي ،،،
إنها عُنوان التفاؤل و الأمل و الصبر و الإصرار و العمل ،،،...
انها زهرة من زهور بلادي ،،، من أرض جرداء نمت و أزهرت ...
إنها قصة فتاة كان إسمها ضحى ،،،... "ضحى سيري واثقة الخطى" ،،،
#هيس_اوكازاكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شاهد.. -موسى كليم الله- يتألق في مهرجان فجر السينمائي الـ43
...
-
اكتشاف جديد تحت لوحة الرسام الإيطالي تيتسيان!
-
ميل غيبسون صانع الأفلام المثير للجدل يعود بـ-مخاطر الطيران-
...
-
80 ساعة من السرد المتواصل.. مهرجان الحكاية بمراكش يدخل موسوع
...
-
بعد إثارته الجدل في حفل الغرامي.. كاني ويست يكشف عن إصابته ب
...
-
مهندس تونسي يهجر التدريس الأكاديمي لإحياء صناعة البلاط الأند
...
-
كواليس -مدهشة- لأداء عبلة كامل ومحمد هنيدي بفيلم الرسوم المت
...
-
إحياء المعالم الأثرية في الموصل يعيد للمدينة -هويتها-
-
هاريسون فورد سعيد بالجزء الـ5 من فيلم -إنديانا جونز- رغم ضعف
...
-
كرنفال البندقية.. تقليد ساحر يجمع بين التاريخ والفن والغموض
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|