أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي الدين ابراهيم - قصة فيلم الزوجة الثانية














المزيد.....

قصة فيلم الزوجة الثانية


محيي الدين ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 5780 - 2018 / 2 / 7 - 03:54
المحور: الادب والفن
    


بقلم: محيي الدين ابراهيم
كاتب وإعلامي مصري
هذا الفيلم العبقري .. مأخوذ عن قصة قصيرة للأديب المصري المبدع أجمد رشدي صالح في ( 20 صفحة ) من القطع المتوسط بالمجموعة القصصية المنشورة بنفس الأسم ( الزوجة الثانية ) عن المكتب الدولي للترجمة والنشر لصاحبه وجيه راضي وشركاه عام 1955.. الفيلم مختلف تماماً عن القصة .. ربما البعد الإنساني في الفيلم أكثر تدفقاً وأكثر أنسيابية .. كما انه أختلق شخصيات جديدة رغم هامشيتها إلا أنها أثرت في وجدان المتلقي تأثيراً يوازي التأثر بالشخصيات الرئيسية مثل شخصية ( الغفير ) التي قام بها العبقري عبد المنعم إبراهيم .. هذا لا يقلل من قيمة القصة وإنما كما تعلمنا من أساتذتنا في الدراما فإن القصة أو الرواية منسوبة لكاتبها وراويها أما الفيلم المأخوذ عنها فمنسوب للمخرج الذي أخذ عنها وقام بعمل الفيلم والمخرج هنا هو المخرج: صلاح أبو سيف الذي استعان بالقيمة الإبداعية في كتابة السيناريو استاذنا الكبير سعد الدين وهبة .. وأتصور أن الفيلم لو لم يكتب خياله التصويري سعد وهبه ماكان يخرج بمثل العظمة التي خرج بها .. فسعد وهبة قبل أن يكون أحد أعمدة كتاب المسرح المصري هو فلاح مصري أصيل .. لذا فقد أضاف للفيلم بعض صور من المسرح كصورة الحكواتي الذي ( يسرح ) بصندوق الدنيا في القرى والنجوع لأضفاء البهجة على أطفال هذه النواحي وقد كان صندوق الدنيا عند أطفال هذه القرى والنجوع بمثابة السينما والمسرح عند أطفال المدن ووسيلتهم الوحيدة للاتصال بالعالم الخارجي .. كما استعان سعد وهبة بالأراجوز وهو فن من فنون المسرح المتجول ووضع من خلاله الحل الذي استعانت به البطلة على النجاة بنفسها من العمدة الطاغي .. كما أظهر سعد وهبة كل ( جغرافيا ) القرية كما يعرفها أو كما عرفها وكانت مخزونه في وجدانه فخرجت كأروع ماتكون الصورة التي تؤرج طبيعة قرانا المصرية في مرحلة الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي فصار بها الفيلم وكأنه وثيقة سينمائية هامة توثق مرحلة مهمة عن طبيعة المناخ الاجتماعي في مصر حينذاك .. لا شك أن القصة لها مذاق آخر .. مذاق يستفز الخيال في وجدانك لتصبح وكأنك واحداً من أهل القرية .. فلاح من فلاحينها .. تلك القرية التي لم يسمها رشدي صالح ولكنه أكتفى بوصفها قرية أشتهرت بالبراعة في السخرية وإشاعة النكات وكأنه هنا يؤكد على أن القصة تحكي عن ( مصر ) كلها وعن أهل مصر كلهم .. وأن القرية المقصودة بالرواية والتي لم يسمها بأسمها مجرد قطاع رأسي يعبر بجلاء عن الجسد الكامل لهذا البلد الطيب مصر.
ربما مانأخذه على الفيلم ونحسبه للقصة أن الفيلم غفل ( كارثة ) الملاريا التي اجتاحت صعيد مصر في منتصف الثلاثينات وقتلت الكثير من الفلاحين وأكتفى الفيلم بأن يجعل العمدة يمرض بالملاريا كعقاب إلهي بينما القصة ذكرت الكارثة التي لم ينجو منها أحد حتى العمدة .. كما أن الفيلم استبدل شخصية ( المقدس يني ) حلاق القرية القبطي بشخصية ( العطار مبروك ) الذ ي قام بها الرائع حسن البارودي في الفيلم .. وربما – في تقديري – تم استبدال الشخصية المسيحية بالقصة بشخصية من رجال الدين المسلمين في الفيلم لأسباب سياسية لكون الفيلم قد ظهر في الرابع عشر من أكتوبر في نفس عام نكسة يونيو وبعدها ببضع أشهر وكانت بعض الرموز الدينية في مصر أو المحسوب منها على التيار الديني معادياً للنظام ولجمال عبد الناصر بعد الهزيمة العنيفة التي تلقاها النظام في حرب الأيام الستة والتي تراجعت فيها مصر للوراء وخسرت بسببها كثير من كبريائها كما كان للعرب معها جزءاً من هذا الخسران فكان لابد – من وجهة نظري – أن يتم التقليل من شأن هؤلاء المحسوبين على التيار الإسلامي في شخص ( العطار مبروك ) رجل الدين المنافق الذي يلوي ذراع الدين لخدمة مصالحة الشخصية بعبارته الشهيرة في الفيلم: والله ما هتنازل ياعمدة عن نص فدان وجاموسة.
لتحميل سيناريو الفيلم كاملاً:
https://drive.google.com/open?id=19FQ-db1ulL5ex0Uq14L0-bzNHwRQBvKl
محيي الدين إبراهيم



#محيي_الدين_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الرابع )
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الثالث )
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الثاني )
- على هامش ماحدث بمصر يوم 28 يناير 2011 ( الجزء الأول )
- لماذا تثور الشعوب – في ذكرى ثورات الربيع العربي
- النبي يقوم من الأموات في .. طوكيو !
- تلقيح الكلام المصري ومسائل أخرى
- أنا الضايع ( وإبن الكلب ) والغلطان
- مجروح العبيط .. قصة من رابع المستحيلات
- على وجه الخلوص
- كلمات عبثية جداً
- غناوي من وحي الرباعيات
- أنا ربكم الأعلى - ( مجموعة قصص قصيرة جداً )
- مثواها الأخير .. مجموعة قصص قصيرة جداً
- اليوم العالمي للحمير .. مجموعة قصص قصيرة جداً
- ضاق الكل حتى اتسع الفراغ! - مجموعة قصص قصيرة جداً
- الثورة المضادة وكيف اغتالت مفجر ثورة الصعيد في مصر 1919
- إللي بنى أشهر مساجد مصر كان في الأصل ( طلياني )
- احتلال الخديوي عباس حلمي لسيناء وضمها لمصر هل كان أكثر وطنية ...
- حسن التهامي داهية السياسة المصرية .. عاش ومات لغزاً


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محيي الدين ابراهيم - قصة فيلم الزوجة الثانية