|
قصائد للشاعر السويدي روبرت اولفده
عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم
(Abdulsattar Noorali)
الحوار المتمدن-العدد: 1481 - 2006 / 3 / 6 - 10:56
المحور:
الادب والفن
ترجمة وتحليل :عبد الستار نورعلي ولد الشاعر روبرت أولفده Robert Ulvede عام 1965 في مدينة غوتنبرغ بالسويد. والقصائد التالية هي الثلاثة الأخيرة الرابعة والخامسة والسادسة من مجموعة الشاعر (حين تموت الأمهات) التي صدرت عام 1964. وتعتبر هي المشاهد الختامية للوحة المجموعة القصيدة بدلالة القصيدة الأخيرة التي أسماها (عن النهاية) ، حيث يوصل الشاعر المتلقي الى خاتمة الرحلة التوترية في العلاقات البشرية من خلال العلاقة الخاصة الذاتية للشاعر وتجلياتها وتهويماتها السيكولوجية ، والخيبة المريرة في اقامة علاقة انسانية دافئة تقتضي معاشرة النور ووضوح العاطفة ومناغمة التجاوب الشعوري المشترك ومداومة الانسجام الايجابي في الالتحام البشري من أجل سكينة النفس في خضم الزمن المتلاطم المتغير والمكان المشحون ببيئة تمنح قدراً كبيراً من الايذاء لرهافة الحس ورقة المشاعر عند المعايشة الدائمة واختزان الذاكرة للزمن المعاش في التحام الزماني المكاني. هذا الزمن متغير يقتحم النفس البشرية ليضغط بثقله وعتمته فيوصل الانسان الى الانهيار وربما الموت أومعاقرة المخدرات هرباً من الواقع المتوتر. و يصور الشاعر ذلك مستخدماً معايشة زمنية لفصلي نوفمبر وشباط أي بداية الشتاء ونهايته ، ولما لهذا الزمن الشتوي في شمال القارات الغربي من اثر سلبي سوداوي على النفس ، وهي اشارة الى وطأة الزمن على العلاقات الانسانية وكذا متغيرات العصر المتحركة. كما أن الشاعر في استخدامه وإشارته للمكان ، بحيرة تقع في الشمال حيث الثلج طوال العام ، اشارة ايضاً الى أهمية وأثر المكان في سيكولوجية الانسان وتداعياته في النفس. إن الجو العام لقصائد مجموعة روبرت أولفده ، وهي مشاهد لتجربة ذات وحدة موضوعية مضمونية وهي التوترات النفسية في العلاقات البشرية ، وقد سبق لنا أن نشرنا القصيدتين الأولى والثانية مع تحليل لهما ، جو تصويري للحالة النفسية لشخوص التجربة بإضافة عتمة على المناخ العام والقاء القارئ في حقل ضبابي كئيب كي يعيش مع الشاعر انفعالاته وأحاسيسه وخلاصة تجربته. وقد نجح الشاعر في القائنا في فضاءات هذا الجو لنحيا معه لحظات التوتر والوحدة والضجر.
• لندن
سبعة آلاف فتاة يغنين أدعية للرب من اجل صحة الملك الثلج يتساقط وأنت تتذكرين كيف أن الدفء شع من لقاء كل ما في النظرات وأنكِ ذبتِ مع ذاكرة المشهد
محنطون طيور وأطفال أجداد ، كل ما في الرأس من فورات سيكولوجية قرن من شتاءات قارسة فوق الحقل حيث استلقى الصيف
• سـابقا ً
قرار الطلاق يتلعثم في النظرات التي تتوسل الغفران تنعكس حركات مائدة الفطور
تصبحين أغمض وأغمض عندما ينحنون الى الأمام يصبحون أمنية الجميع ويختفون في الغرفة الصامتة الصابرة
أشعة الشمس تتسلل من خلال فتحات الستارة المتحركة إنهم يتجولون في الحديقة يتحدثون عن الحاجة الى وقت
في الحلم يطوف مساء منتصف الصيف نفس الغداء من مناظر مختلفة أنتِ تتنقلين في الناس تدورين في أحاديثهم بوابة حديدية تُرفع مثل سارية علم دمى اليافطة تبدو في لباس الأعداء إنه الليل حينما عُرضت صور الرُضع فوق الواجهة الأبرياء الذين يتوسلون الغفران
أنتِ ترغبين في علاقة جيدة مع قوى غريبة
الأم تستلقي فوق السرير في الغرفة الصفراء الفاقعة العيون التي تتلاقى تتحدث عن الاستحالة
إنها تستلقي فوق السريرمثل طفل معتادة على العقاقير النفسية تتحدث عن أيام الصيف
إنها تدخن السجائر يمتزج خارجاً بالماء في قطرات كبيرة دخان كريستالي
هذا في مواجهة الحائط في الجانب الثاني الحديقة وتفاحة نصف مأكولة تتأرجح فوق المائدة
ليست لديكِ أية قدرة على أن تقولي نعم لكل شيء
• عن النهاية
أقفُ عند النافذة المطلة على البحيرة وعلى المشهد الطويل فوق المدينة وقد تسلمتُ حالاً التبليغ وأنا أحتسي جرعات من الكأس
النظرة لا ترى غير الضياء عند البحيرة الشمالية الطيور تبرق فوق الماء في الغسق ذي اللون الشباطي
اللقاء الأخير: سرير في المستشفى الزهور حول الرأس المخدر تماماً علب الشيكولاتا ، القناني ذات السوائل الملونة ووخز الرائحة المقرفة للمرض
الفصل الذي كان ربيعا ً هو نهر الغسق الغابة الصامتة ، المستنقع حيث زورق مطاطي وحيد ينساب هو ضوء المخدر في الجسم الذي سيموت قريباً هو الموسيقى التي سترفع الغرفة هذا التلامس الحذر
تريدين أن تحركي نفسك بين آخرين بالكامل أن تجلسي هناك فحسب في الجليد
#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)
Abdulsattar_Noorali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مازلتُ أمارسُ لعبةَ البركان
-
هوغو شافيز
-
أصفار - الى الشاعرة المغربية مليكة مزان
-
ثلاث قصائد
-
رسالة في النقد الشاعر عماد الدين موسى بين الرومانسية والتحد
...
-
انقذوا الدكتور عبد الإله الصائغ
-
المقابر
-
اكتمْ على القلبِ الغضب
-
ليلة أشرق عنترة بن شداد العبسي
-
هو الذي لم ير كل شيء
-
نعيم عبد مهلهل والكلام المباح والعالم المستباح وأوروبا الملا
...
-
ماذا وراء الكشف عما يجري في سجن الجادرية في بغداد ؟
-
رسالة الى الأيل المضمخ بعطر العنفوان -الى الشاعر هوشنك أوسي
-
المسألة الكبرى
-
مكابدات الشهيد سالم*
-
عروس الأرض - الى روح الشهيدة الذبيحة ابنة الخمسة عشر عاماً
-
الوحدة
-
الجسر
-
تلك الأحلام نداولها
-
الباحث عن الثورة المقتولة
المزيد.....
-
عاصمة الثقافة الأوروبية 2025.. مدينة واحدة عبر دولتين فرّقته
...
-
تحذيرات من تأثير الشاشات على تطور اللغة والذكاء لدى الأطفال
...
-
الأطفال والقراءة.. مفتاح لبناء مجتمع معرفي متطور
-
هل تؤثر الشاشات على ذكاء طفلك؟.. كشف العلاقة بين وقت الشاشة
...
-
-سنجعله عظيما مرة أخرى-.. ترامب يعين نفسه رئيسا لمركز -جون ك
...
-
قناة RT العربية تعرض فيلم -الخنجر- عن الصداقة بين روسيا وسلط
...
-
مغامرة فنان أعاد إنشاء لوحات يابانية قديمة بالذكاء الاصطناعي
...
-
قتل المدينة.. ذكريات تتلاشى في ضاحية بيروت التي دمرتها إسرائ
...
-
في قطر.. -متى تتزوجين-؟
-
المنظمات الممثلة للعمال الاتحاديين في أمريكا ترفع دعوى قضائي
...
المزيد.....
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
المزيد.....
|