|
عوائق الزواج وعلاجها: دراسة حالة عن واقع مدينة دهوك لعامي (2000م،2007م)
اكرم زاده الكوردي
(Akram Zada Al Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 5773 - 2018 / 1 / 31 - 12:02
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
المقدمـــــة في العقود الأخيرة من القرن المنصرم ظهرت ملامح توحي بأن مشكلة اجتماعية ستصاب منطقتنا قريباً أو بعيداً وستكون نتائجها وخيمة، وفعلاً لم يمر وقت طويل حتى ظهرت مشكلة تسمى بــ(مشكلة الزواج) إن صحّ التعبير، ولا زالت مستمرة وهذه بدورها أدت إلى انحلال القيم الأخلاقية وبالتالي ظهور وانتشار الأمـراض الجنسية وجـرائم الاغتصاب واللواط وغيرها. هذه المشكلة لم تكن موجودة في بلادنا عندما كنا ملتزمين بأعرافنا وعاداتنا وتقاليدنا وبتعاليم الشريعة، ولكن وجدت عندما ابتعدنا عن ذلك، وبدأنا باستراد الأفكار والعادات والتقـاليد الأجنبية. ولكون موضوع البحث يعد من المشاكل الاجتماعية الذي يعانيه الأغلبية الساحقة من شباب المجتمع ولكونه موضوع جديد، بحيث لم يكتب في هذا الموضوع إلا عدد قليل من الباحثين، لذا أردت أن أبحث في هذا الموضوع بجدية وبدقة وموضوعية وحياد لكشف الحقيقة للمسؤولين عن هذه المشكلة وبيان العلاج لها، وهذا هو غرضنا من البحث. أما بالنسبة لمنهجية البحث فإنه بحث نظري وميداني في آنٍ واحد، أي عزّزنـا محتوى البحث والمقترحات بأدلة مستمدة من الواقع والتطبيق العملي ومن واقع مدينة دهوك بالذات الكائن في إقليم كوردستان العراق، حيث بعد أن شعرت بوجود هذه المشكلة عام 2000م قمت بتوزيع أوراق الاستبيانات على أفراد العينة البالغ عددهم (50) شخصاً ومن فئة الشباب ومن كلا الجنسين الذكر والأنثى مناصفة وذوات مستويات ثقافية مختلفة أي بين أمي وحاصل على شهادة (إعدادية- معاهد- كليات) وبعد ثلاث سنوات أي في عام 2003 بدأ منحني هذه المشكلة يتجه نحو أدنى مستوياتها ولغاية نهاية عام 2005م وأثناء هذه الفترة كان هناك رواج جيد ومقبول لسوق الزواج ولكون هذه المشكلة في تغيير مستمر ففي عام 2006م لاحظت بأن منحيها بدأت يرتفع ويتجه نحو القمة مرة أخرى، لذا قمت بنفس العملية التي أجريتها عام 2000م مع بعض التغيير هذا العام أي عام 2007 حيث جعلت عدد أفراد العينة (100) شخص والعمر ما بين (18- 35) سنة ومن كلا الجنسين مناصفة وعلى الشكل الآتي: 75% من فئة العزاب والباكرات مناصفة و25% من فئة المتزوجين ومن كلا الجنسين مناصفة أيضاً، أما بالنسبة للمستوى الثقافي والعلمي فإن أكثر من 80% كانوا من حملة شهادة البكالوريوس والبقية طلاب إعدادية وجامعات ومعاهد، وإني أخترت هذه المستويات ليكون النتائج أكثر دقة واطمئناناً. عزيزي القاريء، إن استدلالي بنتائج الاستبيانات هو لكي أثبت لكم بوجود هذه المشكلة وإلاّ فان النتائج في تغير مستمر بمرور الزمن وباختلاف أفراد العينة أيضاً. وستجد عزيزي القاريء ضمن محتوى الكتاب أيضاً، إحصاءات عن المجتمع الغربي وأقوال بعض علمائهم وسياسيّيهم تعود بعضها إلى 30 سنة ولا نقصد من ذكر ذلك وفي هذا الموضوع بالتحديد مقارنة مجتمعنا الكوردي المسلم بالمجتمع الغربي، فهذا شيء مستحيل حيث أن لكل مجتمع أعراف وعادات وتقاليد يختلف عن المجتمع الآخر. لكن نقصد من ذلك، هو إن هذه الإحصاءات والأقوال تعكس عن مجتمع غارق في بحر الشهوات والفضائح الجنسية ومنحل ومتميّع أخلاقياً، وكيف أن هذه الفوضى الجنسية والانحلال الأخلاقي خلقت لهم المشاكل ومن ضمنها موضوع بحثنا (مشكلة الزواج)، ولم يكن عاملاً مساعداً في حلها بل زاد الطين بلةً. أما الغرب حالياً (عام 2007) فحدّث عنه ولا حرج وكأنهم مجتمع حيواني بل أضل حيث هناك قوانين يحمي الشاذين جنسياً ويسمح الزواج من نفس الجنس الرجل مع الرجل (لواط) والمرأة مع المرأة(سحاق)، ولا شكّ أن موضوع الزواج عندهم الآن أصبح في سلة المهملات وأكثر تعقيداً. لذا، فإن الكثير من علمائهم وأطبائهم المخلصين يقولون: أن الغرب ستنهار من الداخل قبل العوامل الخارجية إن لم يتم وضع حد لهذا الفوضى الجنسي. لذا، أقول علينا ونحن لا زلنا في بداية (الانحلال والفساد الأخلاقي بأسم الحرية والديمقراطية والتحرر والتقدم وحقوق الانسان وحقوق المرأة) الاتعاظ بهم (الغرب) لكي لا نجرّب ما جرّبه غيرنا ولم يستفيدوا منه شيئاً ولكي لا نقع في نفس الوحل الذي وقع فيه غيرنا وإلاّ زدادت مشاكلنا، ومن ضمنها ركود سوق الزواج بل وستكون ضريبتنا أكبر لأن مجتمعنا ليس كمجتمعهم، فمجتمعنا مجتمع مسلم وقبلي في آنٍ واحد وذو أعراف وتقاليد موافقة للفطرة والشريعة. لذا، أنصح أبناء جلدتي الاتعاظ بما تقرأونه عنهم في هذا البحث وغيره من البحوث، وعلى الإنسان العاقل الاتعاظ بغيره، حيث أن وجه الشبه بيننا وبينهم هو إننا قد بدأنا بترويج أفكارهم اللاأخلاقية والشاذة البعيدة عنا كل البعد ونريد أن نكون مثلهم في الفوضى الجنسي. أما بالنسبة للعلم والتكنولوجيا فلا نريد أن نقتدي بهم، أي نحن نريد الإقتداء بهم في الجانب المظلم الخبيث فقط، أما الجانب الجيد والحسن الذي يخدمنا ويخدم وطننا فلا نرغب في الإقتداء بهم، فيا للعجب ويا للغرابة والحماقة؟! ولعلمكم فإن هذا البحث قدم في مسابقة بحوث، قامت بإجراءها منظمة طلابية محلية غير حكومية وحصل على المرتبة الأولى من بين البحوث المشاركة . إقليم كوردستان، العراق، دهوك – 2007م. ملاحظة: هذا البحث كان خطوتي الأولى في الكتابة والبحث عن الحقائق، ولهذا ربما يكتنفه الكثير من العيوب، خاصة حينما يتم قراءته من قبل الأكاديميين، ومنها كثرة الإقتباس، ولكن نظراً لكثرة المعلومات القيّمة التي جمعتها من المصادر، والنتائج التي توصلت إليها من خلال الاستبيانات، أردت نشر البحث من باب الإستفادة، ومن الله التوفيق.
الفصل الأول: الـزواج فـي الإسـلام المبحث الأول: تعريف الزواج الزواج: لغةً هو "اقتـران الزوج بالزوجة، أو الذكر بالأنثى وكل شي اقترن أحدهما بالآخـر فهما زوجان. قـال تعالى ( اسكن أنت وزوجك الجنة)"1 الزواج اصطلاحاً: يلاحظ بأنه قد ورد عدة تعاريف ويفضّل الباحث التعريف الآتي: هو "عقد يفيد شرعاً حل استمتاع كل من الزوجين بالآخر على الوجه المشروع"2 الزواج قانـوناً: تنص الفقرة الأولى من المادة الثالثة من قانون الأحوال الشخصية العراقي بأن الزواج هو: "عقد بين رجل وإمرأة تحل له شـرعاً غايتـه إنشاء رابطة للحياة المشتركة والنسل"3.
المبحث الثاني: الحكمة من تشريع الزواج في الإسـلام عندمـا شـرع الإسـلام الزواج لم يشرّعه اعتباطاً، فإذا كان الإنسان وهو ذلك المخلوق البسيط الضعيف أمام قدرة وجبروت الخالق لا يفعل فعلاً إلاّ ولديه أطماع وأهداف يريد أن يحققها وراء فعلته. فكـيف بالإسـلام وهو دين رباني، ومنـزل من لدن حكيم خبير، يأتي بأحكام وتشريعات دون حكمة و فائدة. لذا، فلنسأل ما هي الحكمة من تشريع الزواج في الإسلام. يمكن بيان هذه الحكمة من خلال النقاط التالية: 1. تلبي دواعي الطبع، أي إشباع الغريزة الجنسية، فالشهوة التي من مكنونات التكوين البشري وهي تقضي الاتصال الجنسي بين الذكر والأنثى، فأعترفت الشريعة الإسلامية بهذه الغريزة في الإنسان بواقعية لتؤتي الغريزة ثمارها على أتم وجه وأحسنه.4 2. بالزواج يتحقق استمرار بقاء الجنس البشري على وجه الأض وحمايته من الانقراض. ولا بدّ، أن نشير هنا إلى أن حفظ النسل هي من إحدى مقاصد الشريعة الإسلامية ولهذا نجد بأن الشريعة حرمت الزنا، لأنه لن يحقّق هذا القصد.5 3. المحافظة على الأنساب، فمن طبيعة الإنسان أنه يفتخر دائماً بالأنساب، فالإبن يفتخر بنسبته إلى أبيه وجده وهذه هي سنة الحياة، فكل جيل يفتخر بالجيل الذي سبقه، والقرآن يشير إلى ذلك، قال تعالى(وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات)6، وفي آية أخرى يقول عز وجل ( اليوم لا أنسـاب بينكم) هذه الآية الأخيرة يبين لنا بأن الله سبحانه وتعالى ينادي الناس يوم القيامة بأنه لا أنساب بينهم، وهذا لدليل واضح بأنـهم في حياتهم الدنيوية يفتخرون بذلك كثيراً ويتمسكون به، ولهذا نبهّهم لكي لا يعتمدوا على ذلك ويعملوا لآخرتهم. 4. في كنف الزواج تتكون الأسرة السليمة الصالحة المتماسكة، بحيث يصبح الرجل سكناً لزوجته وكذلك تصبح المرأة سكنةً لزوجها ويتحقق بينهم المودة والرحمة7، قال تعالى ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة )8. 5. الزواج يؤدي إلى إيجاد نسل سليم غير مشوه وغير مصاب بعاهات جسدية، لأن النسل الناتج من العلاقات الغير الشرعية غالباً ما يكون مشوهاً ومصاباً بعاهات لأن الرجل والمرأة في أكثر الأحيان مصابان بأمراض جنسية كالزهري والإيدز وبالتالي ينتقل ويؤثر ذلك على النسل9. 6. بالزواج يتحقق زيادة عدد أفراد الأمة، وبالتالي فإن هذا العدد يحقق القوة اللازمة للأمة، ولهذا نجد بأن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر المسلمين بزواج المرأة الولودة10. 7ـ يهدف الزواج في الإسلام إلى صيانة المجتمع من الانحلال الأخلاقي حيث لولا الزواج لأنتشرت الرذائل.11 8. بالزواج يتحقق التقارب بين الأسر والقبائل، فكم من أسرتين أو قبيلتين متباعدتين أو بينهما عداوة وبغضاء قد تقاربا بالزواج12. 9. يهدف الزواج إلى صيانة وسـلامة المجتمع من الأمراض الجنسية الفتاكة التي تنتشر عن طريق الإرواء الغريزي الغير المشروع كالزهري والإيدز.13 10. تأجيج عاطفة الأمومة والأبوة، فالزواج هو الذي يجعل من الأبوين أن يفنوا زهرة شبابـهم في تربية ورعاية أولادهم وأن يضحوا بكل ما لديهم بل حتى بحياتهم في سبيل أن يعيش أولادهم حياة كريمة سعيدة14.
الفصل الثاني: مشكلة الزواج في واقعنا يلاحظ بأنه في الآونة الأخيرة ونتيجة للظروف الاقتصادية التي تمرّ بها الإقليم، والتغير في المفاهيم الاجتماعية، وانتشار أعراف وعادات استهلاكية مظهرية، لم تكن موجودة من قبل، أصبح الزواج حلماً لدى الكثير من الشباب. خاصة بالنسبة للطبقة الوسطى والأقل منها، بحيث لو وجد الشاب فتاةً مناسبة له كي يتزوجها، فإن الأعراف والعادات تقف أمامه لتكون حاجزاً أو عائقاً لإتمام هذا الزواج.15 وإن هذه ليست مشكلتنا فقط، بل حتى الدول المتقدمة تعاني من هذه المشكلة حيث ذكرت جريدة المدينة الصادرة في 27 / 5 / 1400 هجرية أن إحصائية أجريت في بريطانيا، فظهرت بأن ( 8 ) ملايين من الشابات عانسات.16
المبحث الأول: أضواء على مشكلة الزواج من خلال الاستبيانات عن واقع مدينة دهوك
أ. يلاحظ بأن مشكلة الزواج قد انخفضت بين عامي 2000 و2007 بمقدار 21% بمعنى أن هذه المشكلة تتجه نحو الاضمحلال والحل . السؤال هو: هل هناك مشكلة تسمى بمشكلة الزواج ؟ النسبة: عام 2000م = 100%، عام 2007م = 79%. ب. الزوج أو الخاطب المناسب أصبح مشكلة لدى الفتيات حيث أن هناك عدد لابأس به من الفتيات يرغبن بالزواج ولكن لا يجدن الزوج المناسب، وأن الوضع خلال هذه المدة البالغ سبع سنوات لم يتغير بعد ولو بنسبة ضئيلة جداً، لذا أنصح الشباب بأن يتقوا الله وأن يكونوا بالمستوى المطلوب حتى لا تدفع الفتيات الضريبة لأنهن بناتنا وأخواتنا ... السؤال هو : هل هناك فتيات من حولك يرغبن في الزواج ولكن لا يجدن الزوج المناسب ؟ النسبة: عام 2000م = 78%، عام 2007م 78%. ت. لا شكّ بأن الشاب والشابة كلاهما ضحية المشكلة، لكن الشابة أكثر ضحية وهذا ما أثبتته نتائج الاستبيانات لكلا العامين، وأن ما يؤسفنا هو أن نسبة الأثنين معاً (الشاب والشابة) قد انخفضت مقابل نسبة الشابة حيث تضاعفت نسبتها، بل وتجاوزت الضعف. السؤال هو: هل برأيك الشاب والشابة يقع ضحية أو الاثنين ؟ النسبة: الشاب عام 2000م = 2%، عام 2007م 5%. الشابة: عام 2000م = 11%، عام 2007م 25%. كلاهما: عام 2000م = 87%، عام 2007م 70%. ث. أن ما يجعلنا نشعر بأن سوق الزواج يتجه نحو الرواج هو أن نسبة الشباب والشابات الذين أو اللواتي طالبوا أو طلبن للزواج قد ارتفعت وهذا واضح من النسب، ولكن المشكلة هي الرفض، ولكني متفائل لأنه ما دام هناك رواج لهذا السوق فلا بدّ أن يأتي يوم ويقل فيه نسبة الرفض ويزداد نسب القبول. السؤال هو : هل أنتَ أو أنتِ أو من حولك شباب أو شابات طالبوا أو طلبن للزواج وتم الرفض ؟ النسبة: عام 2000م = 44%، عام 2007م 75%. ج. عادة تكون الفتاة المحجبة الملتزمة بشرع ربها ونهجه أكثر وعياً من الفتاة السافرة غير المحجبة في هذا الموضوع ولهذا كانت النسب لعام 2000 طبيعية وفق رأي الباحث حيث كان نسبة غير المحجبات 31% لأنهن عادة يطلبن مهور وتكاليف وشروط مرهقة من الخاطب ولهذا هن أكثر ضحية من الأخريات. أما الفتاة العارفة لربها ولحقيقة مفهوم الزواج فإنها لا تبالغ في ذلك لذا كان سوق زواجهن في رواج مستمر، ولكن ما حدث هذا العام هو أن النسب هذه انقلبت بالعكس واختلّت الموازين حيث ارتفعت نسبة المحجبات بمقدار 2% وبالمقابل انخفضت مؤشر نسبة الفتيات غير المحجبات بمقدار 17% أي انخفضت من 31% الى 14% وهذا ما يجعلنا نشعر بالفرح والسرور بعكس مؤشر الفتيات المحجبات الذي يجعلنا نشعر بالأسى والحزن، وأقول لهن عليكن مراجعة أنفسكن، لماذا هذه النتيجة؟ لماذا هذا الارتفاع في المؤشر؟ فأنتن أصبحتن كغيركن. السؤال هو: هل مشكلة الزواج موجودة أكثر بين المحجبات أم غير المحجبات أم الأثنين معاً ؟ النسبة: المحجبات عام 2000م = 5%، عام 2007م 7%. غير المحجبات: عام 2000م = 31%، عام 2007م 14%. كلتيهما: عام 2000م = 64%، عام 2007م 79%.
الصفات والأشياء التي يجب أن تتوفر لدى الخاطب: قد يتسأل: هل هناك ارتباط بين الصفات ومشكلة الزواج أو بالأحرى ركود سوق الزواج ؟ بكل تأكيد سيكون الجواب بالإيجاب، إذ لو طلبت الفتاة صفات كثيرة وأشياء معينة لدى الخاطب، فإنه قد يكون من الصعب تلبية جميع طلباتها، وسيكون ذلك عاملاً في ركود سوق الزواج. علماً، أنه من النادر أن تجد الفتاة خاطباً يتوفر لديه جميع ما يرغبها من صفات وأشياء. وإني شخصياً راضٍ بنتائج الاستبيانات لعام 2007م حيث أن هذه النسب تبيّن وعي مجتمعنا الكوردي نحو الأحسن والأفضل ودليل ذلك: صفة (المال أو الغنى) لدى الخاطب قد انخفضت من 20% إلى 9% وهذا جيد لأن المال أو الغنى هو امتحان وابتلاء للإنسان وأغلبية الناس يمرون بهذا الابتلاء، ونادراً أن ينجح الشخص في هذا البلاء العظيم ويودع دنياه وهو مرفوع الرأس، فالمال ملك لله تعالى يعطي لهذا ويمسك عن ذاك، قال تعالى (يعزّ من يشاء ويذلّ من يشاء). وعليه، فمادام الغني معرض للفقر والفقير قد يغني في أية لحظة، على الفتيات عدم التمسك بمال الخاطب لأنه شرط وصفة غير مستقرة. الصفة الأخرى التي انخفضت نسبتها هي صفة الجاه، ورغم انخفاضها البطيء أو القليل إلاّ أنه يدل على تحسن الوعي وتغير المفاهيم لدينا حيث أن نسبة هذه الصفة عام 2000 م كانت 11% ولكن انخفضت هذا العام إلى 8.8%، وعلينا أن نتذكر أن هذه الصفة هي الأخرى لا تبقى للأبد نظيفة خالية من الانحرافات والانزلاقات والشطحات، فكم منا يعرف بأن آل فلان ذو السمعة الطيبة ظهر منهم شاب غير سوي أو شابة غير سوية وهتكت هذه السمعة التي كانت تتمتع بها وبقيت كنقطة سوداء على جبينهم، و كلما ذكرت هذه العائلة ذي الجاه والنسب والشرف والكرم ذكر معه هذه النقطة السوداء التي شوهت سمعتهم. الجمال هو نعمة ينعمها الله على من يشاء من عباده، والذي ينكر حبه للشيء الجميل فإنه يخدع نفسه لأن حب الجمال من الفطرة التي فطر الناس عليها، ولكن المشكلة تقع عندما يتدخل هذا الموضوع في موضوع الزواج. فالشاب الذي منظره غير جميل يطلب شابة جميلة والعكس الشابة غير الجميلة تطلب شاباً وسيماً وهذا غير منطقي ومصيبة، فالصحيح هو أن تكون الجميلة للجميل والعكس صحيح. وكما أنتم تعلمون فإن صفة الجمال هي الأخرى معرضة للزوال، فالرجل مهما كان وسيماً فإنه وفي أية لحظة معرض لفقد ذلك سواء بحرق أو حادث أو مرض أو بصورة طبيعية بتقدم العمر وكذلك الحال بالنسبة للفتيات، ومن حسن الحظ فان نسبة هذه الصفة كانت مرضية، فقد انخفضت نسبة صفة الجمال من 21% عام 2000م إلى 11.8% هذا العام . الوظيفة على ملاك الحكومة رغم أهميتها في حياة كل إنسان باعتبارها مصدر المعيشة، إلى أنه ليس من المنطق أن يكون جميع المواطنين موظفين وهذا ما لا يقبله حتى قانون الدولة أيضاً.كما أن أي موظف معرض في أي وقت أو لحظة لفقدان وظيفته لأي سبب كان. لذا، فإن انخفاض نسبة الوظيفة من 16% إلى 13.8% مقبول، وياحبذا لو انخفضت مؤشرها إلى ادنى من ذلك. الدين والأخلاق والشهادة: جميع الصفات السابقة التي ذكرناها لكم قد انخفضت مؤشرها نحو الأدنى وكان ذلك موقفاً حسناً، وفي المقابل فإن هذه الصفات قد ارتفعت نسبتها وهذا شيء حسن أيضاً، لأن صفة المال والجمال والجاه والوظيفة كلها معرضة للهلاك وغير ضرورية، أما هذه الصفات فمهم جداً مثل ضرورة الملح للطعام وبالأخص صفتي الدين والأخلاق وبدونهما تعكر الحياة الزوجية. لذا، فإن ارتفاع مؤشر هذه الصفات وتمسك الفتيات بها تدل على نضوج وعييّهن، وأنا شخصياً أطلب منهن عدم التنازل عنها لأن الانسان الذي يعيش دون دين وأخلاق سيعيش حياة تعسة وسيشاركه في ذلك زوجته أو زوجها. الدين من 15% إلى 17.2%، أما الأخلاق من 9% إلى 17.6% فالزوج المتدين والخلوق سوف لن يظلمك وإن حصلت بينكما مشاكل، لأنه يخاف الله ويخشى عقابه، ومبروك لكم ارتفاع صفة العلم والشهادة من 3% إلى 14.8 مقابل الصفات الأخرى الزائلة الزائفة. تلك هي الصفات التي كنت أود أن أعلق عليها ولكن لا تنسوا أن هناك صفات أخرى سأذكرها لكم في الجدول أدناه دون أي تعليق. علماً، النسبة المئوية الأولى هي لعام 2000م، أما الثانية فهي لعام 2007م. 1 المال 20% 9% 2 الجاه 11% 8.8% 3 الجمال 21% 11.8% 4 الوظيفة %16 13.8% 5 الدين 15% 17.2% 6 الأخلاق 9% 17.6% 7 الشهادة 3% 14.8% 8 الكرم 0% 0.4% 9 الشخصية والسمعة 0% 1.4% 10 الشجاعة 0% 0.2% 11 الحكمة والعقل والتفاهم وتقبل الآخر والاحترام المتبادل 0% 1% 12 النظرة الراقية إلى المرأة 0% 0.2% 13 السن المناسب %0 0.6% 14 الكفاءة الفكرية %0 0.4% 15 الثقافة %0 0.4% 16 الكفائة الجنسية %0 0.2% 17 صاحب دار %0 0.4% 18 الثقة والأمانة 1% 0.4% 19 شخص مسالم %0 %0.2 20 من عائلة محترمة %0 0.8% 21 القومية %0 0.2% 22 الحنان %0 0.2% 23 إعطاء المرأة حقوقها المشروعة %2 %0 24 العزيمة في مواجهة المشاكل 2% %0
المبحث الثاني: مشكلة الزواج لدى الشباب والشابات في بحثنا هذا سوف نتناول أهم المشاكل التي تقف في طريق الشباب والشابات والتي تؤدي بهم إلى عدم تحقيق الزواج: أولاً: الدراسة 17: عائق في طريق الشباب والشابات تؤدي بهم إلى عدم تحقيق الزواج، وإن الحجج التي يحتجون بها في هذا العائق يمكن إجمالها في ثلاث حجج. أ. المال والنفقة: فالشباب يدّعون أنه إذا أردنا أن نتزوج فمن أين نأتي بالمال الذي هو العمود الفقري كي نتزوج. فالزواج يحتاج إلى( مهر) كي تقدم للخطيبة وتكاليف تصرف عليها، ومن أين نأتي بالمال للنفقة بعد الزواج سواءً لشراء الأشياء الضرورية التي لا يمكن العيش بدونها أو لإنفاقها على الأولاد أو للإيجار أو لشراء سكن، ونحن طلبة ونعتمد في معيشتنا أثناء الدراسة على الآباء والأولياء إن وجدوا وإن لم يكن لدينا أولياء فإن المبالغ التي نحصل عليها من العمل لا يسدّ سوى حاجاتنا اليومية فقط. ب. الزواج مشغلة عن الدراسة: وهذه حجة أخرى يحتج بها شبابنا باعتبار أن الزواج أثناء الدراسة أي قبل إتمامها يجعل من الشباب مشغولين ومتفرغين لشؤون العائلة وتربية الأولاد وتوفير مستلزمات الحياة وتحمل الأعباء الزوجية والعائلية وغيرها، أي أن الشاب بالإضافة إلى حمله الدراسي سوف يثقل بحمل آخر وهو الأعباء والمشاكل العائلية والزوجية . أما الشابات تقلن، إذا ما تزوجنا ونحن في الدراسة فإن ذلك سوف يؤدي بنا إلى ترك الدراسة والانقطاع عنها لأن الفتاة ستحمل وتولد وبالتالي يكون أمّاً لعدد من الأولاد وإن ذلك يحتاج إلى التفرّغ لتربية الأولاد ورعايتهم وأعباء عائلية أخرى بالإضافة إلى حقوق الزوج. وهنا لا بدّ وأن أشير بأن حياء الشابات من الحمل وهن في الدراسة هو العامل الأكثر تأثيراً وتؤدي بهن إلى الإمتناع عن الزواج. ج. الخجل في مصارقة الأهل: الشباب في وقتنا الحاضر تعودوا على الحياء من حديث الزواج، لكنهم في أعماقهم يتمنون ذلك الحديث، وهذا ليس بعيب لأنه فطرة من الله. فعادة نرى أن الأب أو الأم أو الأقارب يقولون للإبن أو الأخ أو إبن العم وغيرهم مزاحاً ، لماذا لا تتكلم عن الزواج؟ ولماذا لا تجد أو تعين لك فتاة كي نخطبها لك؟ أو يقولون له إننا وجدنا لك فتاة كي نزوجها لك ؟ وغير ذلك من الأسئلة … ونفس الحالة ونفس الأسئلة توجه إلى البنت .. ولكن الشباب والشابات لا يستطيعون مصارحتهم في ذلك، لأنهم تعودوا على الحياء كما قلنا سابقاً. وأقول هنا، إن عبء المسؤولية تقع على عاتق الأبوين وهما مسؤولان عن ذلك عند الله والناس أجمعين. وهنا أريد أن أردّ على هؤلاء الذين حصروا هذا العائق في الشباب فقط دون الشابات، وأقول إذا كانت الدراسة عائقاً للشباب دون تحقيق الزواج، فإن الشابات تدفعون الضريبة أكثر منهم، وأعزّز كلامي ببعض الإحصائيات والأقوال كي تكون شاهدة على قولي. القاضي(لندس) يقول في إحصائية عن أخلاق قسم من طالبات المدارس الثانوية جاء فيه أن:" 495 بنتاً في السن الباكرة من بنات المعاهد الثانوية، اعترفن لي بأنهن كن جربن العلاقة الجنسية مع الصبيان إلا إنه لم تحمل منهن إلا 25 أما الباقيات فسلم بعضهن من الحمل بمحض الاتفاق . ولكن كانت لأكثرهن خبرة كافية بتدابير منع الحمل ، وهذه الخبرة قد عمت فيهن إلى حد مايكاد الناس يصيبون في تقديره".18 وهذا طالب آخر يحكي لنا ماذا وجده في الجامعة يقول: "عندما مررت بفتاة وأن الطالبات هناك قد اختلطن بالطلبة إلى درجة الالتصاق وليس فقط الالصاق ونعوذ بالله من الحالتين ولكن ما تلك الفتاة التي مررت بها أو مرت هي بي؟ إنها فتاة الألفية الثالثة إنها فتاة ( كويت/مجاناً ) بحيث إنك أيها الطالب وأنت في الجامعة كأنك في صالة عرض أزياء وليس في الجامعة حتى أصبحت عندنا مأوى للمُتسكعين وميداناً لتبادل الفضائح".19 "وهذه جريدة الأحد اللبنانية العدد 650 تنقل لنا عن الفضائح الجنسية في الجامعات والكليات الأمريكية: 1. هجوم ليلي من الطلاب على غرفة نوم الطالبات وسرقة ثيابهن الداخلية !! قال عميد الجامعة معقباً على هذا الحادث: إن معظم الطلاب والطالبات يعانون جوعاً جنسياً رهيباً، ولا شكّ أن الحياة العصرية الراهنة لها الأثر الأكثر في تصرفات الطلاب الشاذة . 2. ودلّت الإحصائيات في العام الماضي أي عام 1985 على أن 120 ألف طفل أنجبتهم فتيات بصورة غير شرعية لا تزيد أعمارهن على العشرين، وأن كثيراً منهن من طالبات الجامعات والكليات؟؟ ".20 فمن خلال الإحصائيات والأقوال السابقة الذكر، تبين لنا بأن هذا عائق ليس في طريق الشباب فقط بل الشابات أيضاً. ولكن بما أن تلك المجتمعات أي الغرب لا تعرف قيداً أو مانعاً لإشباع غريزتهم، وجدتم كيف أنهم شبعوا غريزتهم ولو بطرق غير شرعية. أرى بأنه لولا الدراسة لبعض منهن لما حصلت تلك الكارثة بتلك الحجم، حيث أن الكثير منهم ومنهن لتزوجوا وشبعوا غريزتهم بالطريقة الشرعية أي الزواج. ثانياً: شروط الأبوين والاقارب. قد يتسأل: كيف يصبح الأبوان عائقين لأبنائهم وبناتهم في تحقيق حلمهم (الزواج)، في حين أنهم قد أفنوا زهرة شبابهم لخدمة ورعاية هؤلاء الأولاد، نقول اليوم أصبح شروط الأبوين من أهم العقبات التي تقف في طريق الشباب والشابات والتي تؤدي بهم إلى عدم تحقيق الزواج . وكأن الأب هو الذي سيتزوج بالفتاة التي ستصبح زوجة لإبنه، وكأن الأم هي التي ستتزوج من الشاب الذي يطلب يد ابنتها. وحجّتهم في ذلك هو أنهم يريدون مصلحة أولادهم لا أكثر، ولكني أقول إنهم لا ينظرون إلى هذه المسألة إلا نظرة سطحية دون النظر إلى عواقب شروطهم، فطرح الكثير من الفتيات عانسات والشباب عزاب ليس إلا ضريبة لهذه الشروط. فنحن لا نرفض ذلك إذا كان في خدمة أولادهم، كأن يمنع الأبوين ابنهم أو ابنتهم من التزوج بفتاة سيئة أو شاب سي الخلق منحرف ومنغرق في الشهوات وعدم الكفاءة، ولكن شروط الأبوين اليوم ليس هذه وإنما العكس وخاصة شروط الأم والعمة والأخت، أي أقرباء البنت من النساء . وأن الأبوين يخضعان للأعراف السائدة في المجتمع وإن كانت أعرافاً مستوردة، ولذلك أصبح مقاييسهم لاختيار زوجة لابنهم أو شاب لبنتهم مقاييس جاهلية، وهذه المقاييس هي الجمال والحسب والمال دون الخلق الرفيع والدين والكفاءة وغير ذلك من الصفات النبيلة. وعليه، فإذا طلب أحد الشباب يد الفتاة ورأى أولياء الفتاة بأنه ليس هناك صفات هم يرغبون بها في الشباب من ( جمال، شهـادة، وظيفة ، مال، حسب ونسب، وغير ذلك ) فإنهم يأمرون ابنتهم برفض الخطبة وإن كانت البنت تقبل به لأنها تجد فيه صفات هي راضية عنها من ( خلق ، ودين و…. ) أو يأمرونها بطلب مهر غالٍ وتكاليف باهضة لكي يرفض الخطبة هو، وهذا ما شـاهدته بعيني ؟ وهنا أودّ أن أذكر لكم البعض من شروط الأبوين: 1. التزاوج الداخلي: فهذا شرط شائع وكأن الله سبحانه وتعالى حَرَم زواج الفتاة أو الشاب من غير الأقارب، وكأن ابنة العم خلقت كي تتزوج من ابن العم وابنة الخالة خلقت كي تتزوج من ابن الخال وهكذا. فالدكتور صهيب حسن عبد الغفار يقول لجريدة الشرق الأوسط العدد 7504 الصادر15 / 6 / 2000: ( أما إذا كانت البنت غير راضية فيحتال الآباء والأمهات بشتى الطرق للمضي في الزواج على رغم أنفها. وهناك عشرات بل مئات من الأمثلة من هذا النوع) . 2. المهر الغالي: هنا أريد أن أذكر لكم مثال حي على واقعنا، كان لي زميل عزيز، قبل مدة وجدت لنفسه فتاة تناسبه وتم اللقاء بينهما عن طريق إحدى معارفه ورضي الطرفان بأن يكون كل واحد زوجاً للآخر، ولم يبق سوى موضوع المهر وكمية الذهب التي على زميلي أن يوفرها لها. طلب والديّ الفتاة من زميلي بالذهاب إلى دارهم للتعرف عليه وإخباره بالكمية المطلوبة من الذهب لابنتهم، فبعد ذهابه إليهم والجلوس معهم وجد زميلنا بأن الأب ليس له أية سلطة والكلام والموضوع بأكمله بيد الأم وحتى أن الفتاة هي الاخرى لا تستطيع الكلام والإفصاح عن رأيها. وفي النهاية، قالت الأم لزميلني بأن مهر ابنتها كذا غرام من الذهب أي زاد مهرها على الكمية التي اتفق زميلي مع الفتاة مسبقاً. فتبين لزميلي بأن هذه العائلة لا يفهمون حقيقة الزواج ويرونها مسألة تجارية فقط، ولهذا رفض الزواج من ابنتهم والسبب من وراء ذلك شرط الأم وهو المهر الغالي. 3. رفع سن الزواج: سنتطرف إلى هذا الشرط والشرط السابق بالتفصيل لاحقاً. وفي النهاية، نقول أن هذه أعراف وعادات دخيلة، ولهذا نتج عنها كساد سوق الزواج وترك الشباب والشابات في حياة العزوبية والعنوسة ودون حساب لعواقبها، لأن الغريزة لا بدّ وأن تشبع، فإذا لم يكن هناك زواج شرعي لإشباع الغريزة فإن الطريق الآخر غير الشرعي موجود وسهل ومفتوح . ثالثاً: شروط العشيرة. تعيش اليوم الكثير من المجتمعات ومن ضمنها مجتمعنا الكوردي في ظل الحضارة المدنية إن صحّ التعبير إلى أنه لا تزال تتحكم فيهن أعراف وتقاليد جاهلية قديمة ليس فيها شيء من المدنية، ومن ضمنها شروط العشيرة للزواج، ماذا نقصد بذلك ؟ نقصد بها بأن هناك عشائر وقبائل يحاولون منع شبابهم وشاباتـهم من التزوج بشباب وشابات عشائر وقبائل أخرى، وربما يكون هناك قرى يمنعون شبابهم وشاباتهم من التزوج بشباب وشابات قرية أخرى وإن كانت تلك القرية أي الثانية تابعة لنفس العشيرة التي تتبعها القرية الأولى. ونقطة أخرى جديرة بالإشارة، وهي أنه قد يمنع شباب وشابات آل بيت من التزوج بشابات وشباب آل بيت آخر وإن كانوا يعيشون في قرية واحدة، وهذه عادة تحدث نتيجة خلافات ومشاكل بين أهالي تلك القرى والعشائر. وعليه، هل أصبح شروط العشيرة عائقاً أم لا ؟ هل أدت ذلك إلى كساد سوق الزواج وجعل الشباب عزّاب والشابات عانسات أم لا ؟. رابعاً: عدم الرغبة في التعدد. إن عدم الرغبة في التعدد باعتباره من أحد عوائق الزواج لا يقل تأثيره وضرره عن العوائق التي سبق ذكرها. ففي الوقت الحاضر، أصبح الرجل يكتفي بزوجته ولا يرغب في التعدد وإن كان قادراً عليه ويتوفر لديه الشروط. وكذلك الزوجة أصبحت لا ترغب في التعدد بمعنى أنها لا تريد أن يتزوج عليها زوجها بزوجة ثانية، وإن كان لزوجها رغبة في ذلك ولديه أسباب مشروعة. وعليه، متـى يصبح عدم الرغبة في التعدد عائقاً ؟ إن توضيح المثالين السابقين سوف يبين لنا ذلك. ففي المثال الأول، عندما يكتفي الزوج بزوجته بالرغم من توفر شروط التعدد لديه فإن ذلك سوف يؤدي بالعديد من الشابات عانسات، لماذا ؟ لأن نسبة عدد النساء أكثر من الرجال، " الدكتور مصطفى السباعي ينقل لنا عن طبيب حدثه في إحدى مستشفيات هلسنكي ( فنلندا ): إنه من بين كل أربعة أطفال أو ثلاثة يولدون يكون واحد منهم ذكراً والباقون إناثاً"21. وإضافة إلى ذلك، أثناء الحروب أي عندما تمر الدولة بفترة حرب مع دولة أخرى فإن عدداً كبيراً من الجنود الذين هم عادة من الرجال يقتلون في الحرب، وهذا بدوره يؤدي إلى أن تكون نسبة النساء أكثر بكثير من الرجال. وعليه، فاكتفاء الرجال بزوجة واحدة فقط ظلم وغدر بحق النساء لأنهم أشبعوا غزيزتهم وتركوا النساء الباقيات عانسات يعيشون حياة تعسة حزينة. أما في المثال الثاني، عندما لا ترغب الزوجة بالتعدد فإنها أيضاً تعتبر عائقاً في طريق الزواج، لأنها ستهدد زوجها بالطلاق أو نشوز أو إشعال نار الفتنة داخل الأسرة إذا ما تزوج بزوجة ثانية دون رحمة بــــ: 1.الزوج، لأنه قد يكون ذا شهوة حادة ولا تكفيه زوجة واحدة لإشباع غريزته وبالتالي فإن ذلك قد يدفعه إلى إشباع شهوته بطرق لا شرعية، فالوزير التركي "حمدي أوتش نبارلي من أعضاء حزب الطريق القويم وجدوه وهو عار مع إحدى سكرتيراته في علاقة غير شرعية من خلال فلم وشريط فيديو صور له. علماً، أنه كان متزوجاً وله أولاد. فالقانون التركي هو الذي أدى به إلى ذلك لأنه لا يسمح بالتعدد"22وفي إحصائية جرت في لندن وجدوا بأن 75 % من الأزواج يخونون زوجاتهم في أوربا.2 2_ الشابات اللاتي بقين عانسات في بيوت آبائهن، لأنه كما ذكرنا سابقاً بأن عدد النساء أكثر من الرجال بكثير. وعليه، أقول لهؤلاء الزوجات اللاتي لا يسمحن لأزواجهن بالتعدد: إنكن قد شبعتن غريزتكن بالزواج ، أفلا ترحمن الشابات العانسات الباقيات؟ فاذا كانت لديكن غريزة أفليس لديهن غريزة أيضاً ؟ وألسن أناس من جنسكن ؟ وإذا أنتن أردتن أن تشبعوا غريزتكن بالزواج أي الطريقة الشرعية بعيدة عن الإنحرافات والانزلاقات، أفهن لا يرغبن في ذلك ؟ لذا أقول لهن رفقاً بالشابات رفقاً بالأرامل. وفي خاتمة هذا الموضوع أود أن أذكر لكم ما جاء في مجلة المجتمع، العدد 1383 حيث جاء فيها : إن عدم تعدد الزوجات سوف يؤدي بالناس إلى الزنى لأن عدد النساء في العالم أكثر بكثير من عدد الرجال ويزداد هذا الفرق بينهما كلما نشبت الحروب و تعددت، فاكتفاء الزوج بزوجة واحدة يؤدي إلى بقاء عدد كبير من النساء دون زواج، وهو جهاد ينتهي دائماً بالفشل والاستسلام بإباحة الأعراض والرضا بالسفاح . خامساً: ضعف الوازع الديني. يعتبر الضعف في الوازع الديني هو الآخر من إحدى المشاكل التي يعانيها الشباب والذي يدفعهم إلى تفضيل الحياة العزوبية على الحياة الزوجية المليئة بالأعباء والمشاكل. وفي وقتنا الحاضر، عندما ينظر الشباب إلى يمنهم تارة وإلى يسارهم تارة أخرى، يجدون بأن جميع الأبواب التي ستلبي طلباتهم أي إشباع غريزتهم الجنسية مفتوحة وسهلة وبانتظارهم. وعليه، فإذا لم يكن الشاب متديناً ويخشى الله سبحانه في السر والعلن، ولم يفكر في العواقب، ويرى بأن الزواج فيه مسؤولية ومتاعب ومشاكل فإنه سوف لن يفكر بالزواج أبداً وأنه سيغرق في الشهوات المحرمة24. فلو كانت أبواب الفاحشة والشهوات مسدودة أمامهم، لفكروا في الزواج ولأتبعوا هذا الطريق الصحيح لإشباع غريزتهم. وعليه، نقول إن هذا الضعف لدى الشباب تجعل من الشابات تدفعن الثمن أيضا، لأنهم إذا ما أحجبوا عن الزواج واتبعوا شهواتهم بالطرق الغير الشرعية، فإن هذا تجعل من الشابات راقدات في بيوت آبائهنن عانسات غير متزوجات. سادساً: المهـر. في الوقت الحاضر انقلبت نظرة الوالدين إلى بناتهم، من النظرة الإنسانية إلى النظرة التجارية كالحضارة البابلية واليابانيين القدماء واليونانيين حيث كانت الزواج في تلك الحضارات يتم عن طريق الشراء واعتبروا الزواج كصفقة شراء25. فالوالدين لا ينظرون إليها سوى نظرة مادية بحتة على اعتبار إنها سلعة تباع وتشترى وإن قيمتها تزداد وتنقص كأية سلعة أخرى وفق جمالها ووظيفتها وشهادتها، وعليه فإذا كانت الفتاة جميلة أو لديها وظيفة جيدة أو لها شهادة عالية، ستكون قيمتها أعلى من فتاة أخرى ليست لديها مثل هذه المواصفات26 "فهم لا يحترمون المرأة ولا يقدرونها إنما يقدرون هذا الجسد الذي يدر عليهم الأرباح"27، فهؤلاء الآباء ليسوا إلاّ طغاة ومستبدون وأنانيون لأنهم بأنفسهم يعرقلون مشروع الزواج، ولا يفكرون في عواقب ذلك من انتشار الرذيلة والأمراض الجنسية الفتاكة التي دمّرت المجتمعات الغربية، فهم خدعوا بالمال والدنيا ولا يعرفون شيئا عن آخرتهم. والشيء المحزن والمؤسف هو أن الفتيات بأنفسهن قد وقعن في هذا المازق وخدعن بالمال وأصبحن تتنافس مع بعضهن البعض . ولا شكّ إنهن قد تأثرن بالقول الذي يقال بأن الفتاة كلما كانت مهرها غالية زادت قدرها واحترامها لدى زوجها وأقاربه، وكلما كانت مهرها بخسة قلت قدرها واحترامها لدى زوجها وأقاربه، ولكني أقول أن العكس هو الصحيح والواقع أكبر دليل و برهان على ذلك وهذا ما شاهدته بعينيّ وما سمعته بأذاني. فهذه امرأة تقول لي ( أنا قد تزوجت بابن عمي وبمهر غالي بحيث جعلتهم يقرضون المال لدفع المهر، وفي إحدى الأيام وبينما كنت أقوم بغسل الملابس وكنت حاملة، فإذا بوالد زوجي الذي هو عمي يضرب ظهري برجله ويقول لي لقد أشتريناك من والدك بكذا مبلغ فماذا نريده نفعله بك؟ ! )، وأضيف وأقول: كم عدد الزوجات التي طلقّن بسبب هذا المهر الغالي بعد الزواج لكون المهر جعل الزوج يقترض المال لدفع ديونه، وسبّب ذلك في اشعال نار الفتنة بين الزوجين وظهرت المشاكل بينهما، وكانت الحصيلة النهائية الطلاق. فإذا كان هذا هو حال المتنافسات في المهر، فلماذا يا أيتها الأخوات الشابات، ألا تخشون الله ؟ وأنتن وراء كساد سوق الزوجية وإيجاد المشاكل بعد الزواج ؟ وهنا أريد أن أنبّه الشابات اللواتي تقولون نحن فتيات ملتزمات بديننا من الألف إلى الياء، وأن المهر حق مشروع لنا وليس له حد أقصى، ونحن غير مذنبات مهما طلبنا من المهر، أردّ عليكن، أنتن بهذه الحجّة غير المقبولة تسعون لتسجيل رقم قياسي للمهر وكأنه فخر لكنّ، فلماذا لا تتنافس مع بعضكن البعض لتسجيل رقم قياسي لأقل المهور وبالتالي تكون قدوة لغيرها من الفتيات، اقتداءً بأم سليم بنت ملحان التي كانت مهرها إسلام زوجها فقط دون غرامات من الذهب ودفاتر الدولار28 . وما يجلب الانتباه هنا هي، إن هؤلاء الفتيات كن يطعن بالأمس الشابات المسلمات غير الملتزمات بسبب مغالاة مهورهن. ولهذا نقول لفتياتنا الملتزمات إن الإسلام عندما شرع لكم المهر لم يشرعه كي يكون عائقاً للزواج، بل هو مجرد رمز للزواج. وبالتالي، كيف أنتن غير مذنبات أمام الله إذا كنتن السبب في كساد السوق الزوجية وما ينتج عن ذلك من الانحلال الخلقي وانتشار الأمراض الفتّاكة ؟ لذا أحذركن من العاقبة ! ؟ . سابعاً: تكاليف الزواج. لقد أصبح تكاليف الزواج مهراً آخر يتحمله الخطيب الذي تقدّم للزواج، فالأعراف والعادات السائدة التي هي أعراف غير شرعية جعلتنا يتحمل الخطيب تكاليف أخرى وهي هدايا للعروسة وأقاربها وأجـور قاعات الأعراس والذبائح والولائم والحلويات والفواكه ؟ وهدايا المناسبات والمواسم وغير ذلك، وهذا ما يحسب له الخطيب حساباً. وهناك حمل آخر يضيف إلى حمل الخطيب ألا وهو عند يقامه بشراء الألبسة للعروسة والأقارب، فإن أصحاب محلات القماش والألبسة لا يبيعون له الأقمشة والملابس بالسعر الحقيقي وإنما بضعفين أو ثلاثة أضعاف. فهذا تكليف آخر من قبل هؤلاء المحسنين الذين يريدون تسهيل تكاليف الزواج على الشباب؟!29. وعليه، نقول إذا كان الخاطب موظفاً أو كاسباً وأراد أن ينجوا بنفسه من الرذائل والتحلل الخلقي، وهو يرى أمام عينه بأن عليه أن يصرف هذا المبلغ الغالي، فإنه وبدون أي تردد سيفضل حياة العزوبية لأن دخله محدود وراتبه مقطوع.30 ومهما قيل في هذا الموضوع فإن الخاطب إما أن يقبل بتلك التكاليف وبالتالي يقبل الزواج ومن ثم يلجاً إلى اقتراض الأموال التى ستكون حتماً كابوساً مخيفاً له و لزوجته في المستقبل، ولا سامح الله قد تؤدي بهم إلى الفراق، أو أن يرفض الخاطب الزواج بسبب ضيق اليد وعدم استطاعته توفير المبلغ الكافي لتغطية التكاليف وبالتالي انتشار العنوسة بين الفتيات، وقد يؤدي بالشباب في الوقت نفسه إلى إشباع غريزتهم بالطرق الغير الشرعية كل ذلك بسبب التكاليف. وفي ختام هذا الموضوع أود أن أشير إلى الإحصائية التي جرت في اليمن من قبل عزيز الحسني عن تكاليف الزواج فتبين له، "أن 46% من المتزوجين حديثاً يعانون ديونا تهدد استقرارهم الأسري وكشفت له تلك الدراسة الميدانية أن الاحتكام للأعراف والتقاليد الاجتماعية والقيم المستجدة والوافدة، والابتعاد عن الأسس الشرعية التي حددها الدين الإسلامي الحنيف، يعد سبباً مباشراً في رفع تكاليف الزواج ويترتب على ذلك من عزوف أعداد كبيرة من الراغبين في الزواج وتهديد الزيجات القائمة"31. ثامناً: قلة الأجور وغلاء المعيشة32. يلاحظ بأن معظم أبناء شعبنا الكوردي هم من طبقة العمال أو الموظفين الذين لديهم مرتب محدود أو أجرة متواضعة مهما كـان نوع عملهم أو وظيفتهم، ولهذا أصبح الشباب يعانون معانات هذه العقبة التي تقف في طريقهم وتؤدي بهم إلى عدم تحقيق الزواج والعيش في حياة العزوبية. لنأتي هنا بمثال مفترض عن عامل أو موظف حول وارده ومصروفاته، فنفترض بأن العامل أو الموظف يتقاضى شهرياً ( 300.000 ) دينار عراقي كحد الوسط، ونسلم بأنه استطاع أن يدّخر من المرتب أو الأجرة كل شهر من (150.000) دينار فبعد ( 5 ) سنة من توظيفه على أقل تقدير يمكن أن يوفر المهر اللازم ليقدمه إلى من يتساهلون معه بمهر وسط عادي معقول دون إرهاق في المطالب، وتعقيد في التكاليف، ولكن من أين يحصل على المسكن ؟ أما الإيجار وكما أنتم تعلمون إن أجرتها غالية جداً، أما شراء الدار فهذا مستحيل لأن الذي لا يستطيع أن يدفع المهر ويتحمل التكاليف فكيف يستطيع أن يشتري داراً، فهذا قد يتحقق له في الأحلام ؟! أما إذا بقي مع أهله فإن الحياة معهم مليئة بالمشاكل والتعقيدات . ولكن لنفترض بأنه تيسر للعامل أو الموظف المهر وتكاليف الزواج وتم الزواج، وأنه استطاع الحصول على الدار بالأجرة وإنه دخل عتبة الزواج وأصبح رباً للأسرة، فما هي أهم النفقات الشهرية التي يجب أن ينفقها على أسرته كحد أدنى؟ دينار العراقي النفقات الشهرية 150.000 أجرة غرفة واحدة ومع الغير 50.000 المواد الغذائية 50.000 الملبس 30.000 ماء وكهرباء وطني مع مولدة 30.000 أجرة التطبيب 30.000 أجرة النقل بالسيارات 70.000 حاجات يومية..فواكه..خضراوات 410.000 المجموع الكلي يتبين لنا من المثال السابق إذا كان الموظف أو العامل يتقاضى راتباً أو أجرة قدره ( 300.000 ) دينار شهرياً، فإنه سوف يكون مديوناً بـ 110.000 دينار كل شهر. وإضافة إلى ذلك فإن وضعنا الاقتصادي غير مستقر، لذا فإن الأسعار في تقلب مستمر. علماً، ما ذكرته لكم هو إذا لم يكن لهما أولاد، أما إذا كان لديهما أولاد وازداد عددهم سنة بعد أخرى فإن مصروفات الأولاد من الكسوة والغذاء والعلاج والمدرسة، فإنه يجعل من الزواج أكثر تعقيداً. وأخيراً نقول: إذا ما فكّر الشباب في هذا المثال البسيط التي ذكرته لكم كمعدل، فهل سيفكّر الشباب في الزواج أم سيعزفون عنه ويفضلون حياة العزوبية على الحياة الزوجية التعسة المليئة بالمسؤوليات وتحمل المشقات؟ الجواب أتركه لكم. تاسعاً: الإرواء الغريزي الغير المشروع33. في الوقت الحاضر، نجد بأن الكثير من الشباب قد أحجموا عن الزواج وابتعدوا عنه وذلك لوجود أبواب تسهّل عليهم ارتكاب الفاحشة وإرواء غريزتهم الجنسية حيث أصبح مجتمعنا اليوم كالمجتمع المصري القديم والفرس المجوسي والرومانية القديمة حيث أن تلك المجتمعات كانت تتصف بالفوضى الجنسي34. لذا نقول إن شبابنا سوف لن يفكروا في الزواج المشروع إلاّ إذا ما سدّ عليهم جميع هذه الأبواب الفاسدة ولم يبق لديهم سوى باب الزواج ، كمنفذ وحيد. والآن لنتطرق إلى الأسباب التي جعل من الشباب منحرفين و متحللي الخلق: 1. وسائل الإعلام المتنوعة مثل التلفاز أو الرقائق السينمائية والتي هي عبارة عن صور عارية35 أو عن طريق الفيديو والأفلام الخلاعية، أما الوسيلة الإعلامية الأكثر ضرراً من الوسائل السابقة الذكر ألا وهي الستلايت ونظراً لوجود العولمة الاقتصادية وحرية التجارة أصبحت محلاتنا التجارية مليئة بتلك الأجهزة (الستلايت)، ويمكن أن نسمي ذلك الجهاز بالجهاز الخبيث وذلك لوجود ما يقارب العشرات من القنواة التلفزيونية الجنسية التي تثير الشهوة مما يؤدي إلى انتشار الفاحشة وظهور الشذوذ الجنسي، ولكن علينا أن لا ننسى أيضاً فضل هذا الجهاز من الناحية المعلوماتية. علماً، هناك وسائل إعلامية أخرى لها ضرر على أخلاق الشباب والشابات ألا وهي الجرائد والمجلات الخاصة بالصور العارية والخلاعة، وقصص الحب، والأخطر من الكل الانترنيت حيث أن هذه التكنولوجيا أصبحت سلاحاً مدمراً لإولئك الذين يستخدمونها بشكل غير صحيح. 2. جنود الإبليس الذين يحرضون الشباب على عدم الزواج وإقناعهم بأنكم لا زلتم في مقتبل العمر وأن الزواج سيثقل أعبائكم، وأن أمامكم طريق سهل ودون تحمل للمسؤولية لإرواء غريزتكم الجنسية، ويلقّنهم بكلمات رنّانة وبريقة مما يجعل من الشباب أن يقعوا في هذه الرذيلة بسهولة.36 3. رفقاء السوء. وهنا أريد أن أذكر لكم مثال واقعي على الرفيق السي وتأثيره على الصديق وبالتالي الوقوع في الرذيلة،"كان هناك أب لا يعرف شيئاً سوى الجنس والشهوة الحيوانية، ولا يعرف من مسؤولية الأولاد سوى توفير ماديات الحياة، لذا ففي أحد الايام وكعادته ذهب إلى احدى حانات الدعارة لتصريف شهوته بطريقة غير شرعية، وعندما كان قواد الحانة يعرض عليه صور المومسات الزانيات شاهد صورة إحدى بناته من بين الصور، لذا شعر بالصدمة، ولتأكيد الموضوع قال للقواد إني أريد صاحبة هذه الصورة، فقال له اذهب إلى الغرقة رقم كذا فإنها ستكون جاهزة لك، وبالفعل عندما وصل الغرفة المذكورة وجد ابنته مهيأة لإستقبال الزبائن، والذين لديهم علم ومعرفة حول انحراف تلك الفتاة قالوا إن السبب هو كان ابنة الجيران التي كانت زميلتها في المدرسة"37. 4_ شرب الخمور والحفلات الليلية وأندية الفواحش، فالهيئة الطبية البريطانية يعتبر ذلك من العوامل أو الأسباب التي أدت إلى الفوضى الجنسية العارية بين الشباب38. فهذه هي أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار اللاأخلاقية في مجتمعاتنا وبالتالي عزوف الشباب عن الزواج، لأنهم وجدوا ما يلبي ويشبع غريزتهم، ولهذا يتساءل: لماذا أتزوج وأتحمل المسؤولية العائلية؟ وتكاليف الأسرة؟ والوقوع في الهموم والمسؤوليات؟ وعليه يفضل حياة العزوبية، ونعزّز هذا التسأل بتصريح مدير مصلحة الإحصاء الأمريكية في 22 أيلول 1982 حيث يقول: ( إنه لأول مرة منذ بداية هذا القرن تصبح أغلبية سكان مدينة سـان فرانسيسكو من العزاب )39. أما بروس شامبمان في مؤتمر صحفي نظمه الجمعية الاجتماعية الأمريكية قال:( وفقاً لأرقام آخر تعداد فإن 53 % من سكان سان فرانسيسكو غير متزوجين ). يتبين لنا مما سبق ذكره، أن إحجام الشباب عن الزواج ناجم عن وجود طرق أخرى سهلة غير الزواج لإشباع غريزته بثمن أقل ودون تحمل للمشاكل في نظره لكونه لا يفكر في العواقب أو الثمن التي سيدفعه لاحقاً من انتشار الأمراض الفتاكة الناشئة من تلك الممارسات الجنسية الغير المشروعة وازدياد نسبة اللقطاء وفقدان الغيرة والشرف وما إلى ذلك. فشبابنا لا يفكرون أبداً بأن هناك خيوط خفية من وراء ذلك ولا يعرفون بالمخططات الاستعبادية التي خططت لشبابنا وأمتنا، ولكن علينا أن ننبه شبابنا بأن عالمنا الإسلامي "يواجه اليوم حرباً حاقدة طاحنة، خططت لها ومهدت سبيلها الصهيونية والصليبية ومن لف لفهما … هذه الحرب لا تتسم بالعنف والحديد والنار بل هي حرب استنزاف لطاقاتنا، وأخص خصائصنا وأعظم مقوماتنا، وهي من أهم وسائل قتل أمتنا قتلاً بطيئاً: وذلك بمحاربة أخلاقنا الإسلامية بوسائل ماكرة ! ويعلق مصطفى صادق الرافعي على هذه السياسة الملعونة بقوله:(وفي السياسة محاربة المساجد بالمراقص، محاربة الزوجات بالمومسات، ومحاربة العقائد بأساتذة حرية الفكر، ومحاربة فنون القوة بفنون اللذة"40، فالآن الغرب تحاول زعزعة شخصية أمتنا، وتمزيق كيانها عن طريق آخر وهو منظمة الأمم المتحدة التي انعقدت مؤتمرات عن الأسرة والمرأة والمجتمع لتنفيذ خططهم الملعونة ابتدأً بمؤتمر نيروبي 1985 والقاهرة 1994 وبكين 1995 واستانبول 1996 ثم نيويورك 1999 وانتهاءً بمؤتمر( بكين + O) ومؤتمر ( المرأة عام 2000 ) الذي عقد في مدينة نيويورك من 5 _ 9 يونيو 2000م على شكل جلسة استثنائية للجمعية العامة للأمم المتحدة ومعها منتدى للمنظمات غير الحكومية، ولكن لنعرف ماذا عرضت على المؤتمر، هل عرضت عليه توصيات بشأن تكريم المرأة وحقوقها وصيانتها من الاعتداءات الجنسية والشرف كما يدّعون بها أم ماذا ؟ يا إخوتي وأخواتي عرضت على المؤتمر نتائج وتوصيات المؤتمرات السابقة بهدف الخروج بوثيقة دولية موحدة يسعون خلال مؤتمر في سبتمبر من العام الماضي لأن يجعلوا منها وثيقة ملزمة لدول العالم41. وهنا أريد أن أذكر لكم نتائج وتوصيات المؤتمرات السابقة، فمن توصيات مؤتمر القاهرة 1994: 1. عدم اشتراط بكارة الفتاة ليلة زفافها . 2. الحقوق الجنسية والإنجابية . 3. حق الإجهاض . 4. الشذوذ . 5. المساواة بين الجنسين . 6. رفع سن الحد الادنى للزواج . 7. إباحة الزنى . فهذه هي خطر العولمة على البشرية، تخرجها من الكرامة والطهارة والعفاف إلى الرذيلة والتدمير .. بدعوى حقوق الإنسان والمرأة ….! أما الآن فلنتطرق إلى المخططات الماسونية والصهيونية الاستعبادية لتحطيم الأمة المحمدية: جاء في بروتوكولات حكاء الصهيونية: "( سننشر يين الشعوب أدباً مريضاً قذراً تغنى له النفوس، ويساعد على هدم الأسرة، وتدمير جميع المقومات الأخلاقية للمجتمعات المعادية لنا. وسنستمر في الترويج لهذا الأدب وتشجيعه، حتى بعد فترة قصيرة من الاعتراف بحكمنا )، ( يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتنا. إن فرويد منا وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس كي لا يبقى في نظر الشباب شي مقدس. ويصبح همه الأكبر هو إرواء غرائزه الجنسية وعندئذ تنهار أخلاقه)"42. وحينما " قيل لكارل ماركس الشيوعي، ( ما هو البديل عن عقيدة الألوهية؟ قال البديل هو المسرح، أشغلوهم عن عقيدة الألوهية بالمسرح). ويقول أحد أقطاب المستعبدين: (كأس وغانية تفعلان في تحطيم الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع فأغرقوها في حب المادة والشهوات). كما أن القس زويمر قال في مؤتمر المبشرين في القدس: ( إنكم أعددتم نشئاً في ديار المسلمين لا يعرف الصلة بالله. ولا يريد أن يعرفها .. وبالتالي جاء النشي الإسلامي طبقا لما أراده له الاستعمار، لا يهتم بالفضائح، ويحب الراحة والكسل، ولا يصرف همه في دنياه إلا في الشهوات، فإذا تعلم فللشهوات، وإذا جمع المال فللشهوات، وإذا تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات). أما فرويد اليهودي فيقول: ( على الإنسان أن ينطلق في ميدان الغريزة محطماً القيود الأخلاقية والضوابط الاجتماعية التي تحول دون الانطلاق)"43. ويقول أحد أقطاب الماسونيين:"يجب علينا أن نكسب المرأة، فأي يوم مدت إلينا يدها فُزنا بالحرام وتبدد جيش المنتصرين للدين"44 ومن إحدى مؤامرات أمريكا على أمتنا الإسلامية وهي " إن المؤسسة الأمريكية الاجتماعية ذكرت أن (000 .100 ) فتاة وفتى على أقل تقدير في أمريكا يقومون بتمثيل الأفلام الجنسية"45 "ويقول هؤلاء الذين يزعمون إنهم ملائكة مطهرون:لا تخافوا على المرأة ولا على الرجال من هذا الاتصال المهذب، والصداقة البريئة واللقاء الشريف، فأن صوت الشهوة ولكثرة التلاقي، سيخفت وحدتها ستفتر، وجذوتها ستنجو، ويجد كل من الذكر والأنثى لذته في مجرد اللقاء والاستمتاع بالنظرة والحديث، فإن زاد على ذلك فمراقصة، هي ضرب من التعبير الفني الرفيع، أما المتعة الحسية فلن يصبح لها مكان أنه التصريف النظيف للطاقة لا غير" 46. عاشراً: انتشار البطالة 47. البطالة هي الأخرى عقبة من عقبات الزواج، وأصبحت ظاهرة تفشت بين شبابنا، وسدت أمامه جميع أبواب الكسب وبذلك أصبح يعيش في المجتمع حياة تعسة، فهم يرون أمام أعينهم بأن هناك من يعيش في الترف والرفاهية ولا يعرفون شيئاً اسمه الفقر، في حين هم يعيشون في أحضان الفقر والجوع وحياة العزوبية، فإذا لم يجد الشباب من يهتم بهم ويحّس بمشاعرهم ويسهّل عليهم أعبائهم، فماذا سيكون رد فعلهم تجاه المجتمع يا إخواني؟ لا شكّ إن سلوكهم وتصرفاتهم تجاه مجتمعهم ستكون بعيدة عن الإنسانية والأخلاق الرفيع، ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( كاد الفقر أن يكون كفراً ). وهنا نود أن نشير، إذا كان ما ذكرناه آنفاً هو حال الشباب، فهل سيفكرون يوماً في الزواج وليس لديه قوته اليومي؟ ولهذا " ربما سيخدع بالمبادى الإلحادية المستوردة التي هبت ريحها من الشرق الشيوعي أو غيرها من البلاد الإلحادية فيؤمن بها ويسبح بحمدها وهو يحسب أنه يحسن صنعاً وفي ذلك فساد لعقيدته، وانحراف لأخلاقه وامتهان لإنسانيته .." 48. وإذا كانت البطالة مشكلة فلا بدّ وأن تكون هناك أسباب من وراء ذلك، منها: 1. منافسة المرأة أعمال الرجال . 2. التربية المنحرفة 49. نترك هذه الأسباب دون تفصيل لأنه سنتطرق إليهما ثانية في الفصل الثالث من هذا البحث . المبحث الثالث: أسباب المشكلة من خلال الاستبيانات. لكل مشكلة أسباب تؤدي إلى حدوثها ولحلها لا بدّ العمل كفريق للحيلولة دون تفاقمها ولكن المؤسف هو أن نتائج الاستبيانات الأخيرة لعام 2007 لا تبشر بالخير . فشروط الأبوين والأهل والأقارب بدلاً من أن تنخفض مؤشرها على اعتبار أننا أصبحنا أكثر تطوراً وتثقيفاً من السابق ارتفعت مؤشرها، وهذا يعني بأن تدخل الهؤلاء في موضوع الزواج واختيار كل شريك للشريك الآخر أكثر من السابق، حيث ارتفعت نسبة هذا السبب من 17% عام 2000 إلى 18.3% عام 2007. ولكني لا أستبعد أن تكون بعض هذه التدخلات إيجابية وخاصة في وقتنا الحاضر حيث أن نسبة كبيرة من شبابنا وشاباتنا اليوم أصبحوا متميعّين ومنحلين أخلاقياً ويسيرون باتجاه الريح أو الموجة الفاسدة التي غطّت العالم ومن ضمنها مجتمعاتنا الإسلامية، لذا فإن تدخل الهؤلاء قد يكون لمنع ابنهم بالزواج من الفتاة غير المناسبة، أو لمنع ابنتهم من الزواج بشاب غير مناسب. وإني أعتقد بأن التدخل في هذه الحالات إيجابية وهذا ما نشجعه، وفي نفس الوقت نرفض التدخلات السلبية من قبلهم. المهر والذهب، بعد أن كان المهر والذهب رمزاً وهدية متواضعة بين الخاطبين في مجتمعنا الكوردي المتمسك بإسلامه، أصبح الآن محل منافسة بين الفتيات وأسرهن، وكأن هناك مسابقة بين الفتيات لاستلام جائزة أغلى المهور والذهب، فبعد ان تخلصنا من ما يسمى (بالنخت) فإن موضوع المهر أصبح أكثر تعقيداً، وأرى لو بقي (النخت) على حاله مقابل عدم التنافس في ارتفاع المهور لكان أفضل، فالشاب الكوردي يستحي أن يخبر الفتاة بأنه يستطيع يشتري لها الذهب بمقدار (3000 أو 4000) دولار فقط. فيا للكارثة والمصيبة التي وقعنا فيها، فنسبة هذا السبب بعد أن كانت 17% عام 2000 أصبحت 20.5% عام 2007. يا لتعاسة الذهب، هل ستعيشين أيتها الفتاة حياة هنيئة بعد أن جعلت من زوجك مديوناً ؟ والسبب الآخر الذي يجعلنا نشعر بالاشمئزاز هو مؤشر تكاليف الزواج حيث ارتفعت نسبتها من 17% عام 2000 إلى 22% عام 2007. المشكلة لدينا هي الإسراف في التكاليف وليس التكاليف ذاتها، فنحن نقيم المآدبة أو الوليمة لكل من نعرفه ولمن لا نعرفه أي هناك أناس مدعوون للحضور وليس لنا معهم علاقة قرابة وإنما علاقة سطحية بسيطة، لذا فدعوة كل الهؤلاء إلى الحفلة والمأدبة غير مستحب وإسراف في الوقت ذاته وتكلفة من جانب آخر، وكذلك الحال بالنسبة للإسراف في شراء الألبسة ومستلزمات الزفاف حيث نشتري الكثير من الأشياء الزائدة عن حاجاتنا والمرهقة لنا وخاصة تجهيزات العروسة. بالإضافة إلى ذلك، شراء الهدايا لأفراد كلا الخاطبين والأقارب، و...... أما موضوع الشغار الذي هو عرف وتقليد قديم لدينا فإنه لا يزال موجود بيننا وسبب من أسباب المشكلة، وهذا ما أثبتته الاستبيانات ولكن انخفضت نسبته من 14% عام 2000 إلى 10.13% عام 2007 هذا الانخفاض في المؤشر يعني بأن مجتمعنا يبتعد شيئاً فشيئاً عن الأعراف والتقاليد القبيلية غير الصحيحة. والسبب الآخر الملحوظ في استبيانات عام 2000 هو الجمال حيث كان نسبته 5.5% ولكوني قد تطرقت اليه بعض الشيء في موضوع الصفات المطلوبة لدى الزوج فلا داعي للتطرق إليه مرة اخرى . من خلال استبيانات عام 2007 ظهر سبب آخر لم يكن له وجود في استبيانات عام 2000 ألا وهو السكن. وحقاً، الآن هو سبب من أسباب ركود سوق الزواج، فلدينا في كوردستان أزمة سكن حقيقية، حيث أول ما يسأل الفتاة وأهلها عن الخاطب هو، هل لديه سكن؟ فإذا كان الجواب بالنفي، فهل بإمكانه توفير سكن عن طريق الإيجار؟ ولهذا السبب، فإن الشاب لا يقحم نفسه في موضوع الزواج ولا يطلب يد الفتاة، لكونه يرى بعينيه بأن أسرته في إيجار والدار لايكفي لهم، فكيف يتزوج؟! أو أن الدار يعود لهم ولكن لا يكفي لحاجتهم. ففي الحالة الأولى لا يستطيع إيجار دار آخر، وفي الحالة الثانية لا يستطيع إضافة طابق آخر إلى البناء الحالي، أما شراء دار آخر أو قطعة أرض وبناءها فهذا مستحيل، لذا فإن هذا السبب هو الآخر لديه نصيب في خلق هذه المشكلة (مشكلة الزواج) حيث أن نسبته كانت 3.29% ولم يكن له نسبة عام 2000. وهناك أسباب أخرى سأذكرها لكم ضمن الجدول أدناه. علماً، النسبة المئوية الأولى هي لعام 2000م، أما الثانية فهي لعام 2007م. 1 شروط الأبوين والأهل والأقارب 17% 18.3% 2 المهر والذهب 17% 20.5% 3 الشغار 14% 10.3% 4 تكاليف الزواج 17% 22% 5 أزمة السكن 0% 3.29% 6 الوظيفة 2% 0.27% 7 تقدم العمر 0% 0.27% 8 العادات والتقاليد الاجتماعية 1% 0.54% 9 شخصية الزوج والزوجة وطبيعتهما 0% 0.54% 10 سهولة إرواء الغريزة الجنسية بطرق غير شرعية 0% 0.27% 11 البطالة 0.5% 0.82% 12 الفوارق الطبيقة والاجتماعية 0% 0.82% 13 العلاقات العاطفية (الحب) 1% 0.54% 14 الحالة الاقتصادية 0% 0.82% 15 تمسك الفتاة الزواج بالأقارب 0% 0.54% 16 هجرة الشباب للخارج 0% 0.27% 17 المستقبل المجهول للعراق وكوردستان 1% 0.27% 18 الأخلاق والدين 1.5% 0.27% 19 الدراسة 0.5% 0.27% 20 الكبرياء 0% 0.27% 21 إعلام (تكاليف الزواج ) 1% 0% 22 الخوف من تلقي المعاملة السيئة من الحموات 1% 0% 23 الشهادة 2% 0% 24 رغبة الفتاة الزواج بالشباب الذاهبين لخارج القطر 1% 0% 25 الإعلام الجنسي –انترنيت- وكليبات 0.5% 0% 26 الأمراض 1% 0% 27 الجمال 5.5% 0% 28 شروط المرأة المثالية 0.5% 0% 29 حالات نفسية 1% 0% 30 عدم وجود الزوج المناسب 0.5% 0% 31 الاتجاه الفكري والسياسي 0.5% 0% 32 أسباب خاصة أخرى 13% 19% عوائق تمنع الفتيات من الزواج: هل هناك فعلاً عوائق تحول دون وصول الفتيات قطار العمر؟ نعم، ولكن المشكلة تكمن في أن بعض من هذه العوائق او المشاكل من صنع الفتيات أنفسهن ولها نسبة عالية من بين العوائق التي تحول دون الزواج، لذا فإن كانت لديهن الرغبة في القضاء عليها ورواج سوق الزواج، ليس عليهن سوى التساهل والتسامح مع الشباب الراغبين بالزواج. يأتي في مقدمة هذه العوائق عائق المال، عادة الفتاة تبحث عن الخاطب الغني ذو المال الوفير، وعليه فاذا كان الخاطب فقيراً فإنها ترفض طلبه للزواج، وكأنها ستتزوج من مال الخاطب وليس الخاطب نفسه. علماً، لا يريد أي شخص على وجه الأرض أن يكون فقيراً ولكن هذا قدر الله في خلقه وابتلاء لنا. لذا ما على الفتيات سوى التنازل عن ذلك، والمطلوب من الخاطب هو توفير مهر مناسب لها والتكاليف الضرورية الأخرى، أما عدا ذلك فيجب التوكل على الله، ولحسن الحظ قد انخفضت نسبة هذا العائق، فبعد أن كانت 17% عام 2000 أصبحت 5% عام 2007. العائق الثاني الذي هو من صنع الفتيات وله نسبة كبيرة ألا وهو غلاء المهور أي طلب كميات كبيرة من الذهب والنقود وبموجب استبيانات عام 2007 فإن نسبة هذا العائق قد انخفضت أيضاً حيث كانت نسبته عام 2000 (8.5% ) أما في هذا العام فكانت 5.5%، علماً إني أشكّ في هذه النتيجة، وأعتقد بأن الفتيات لم تبدِ رأيهن بالشكل الصحيح والصائب في هذا العائق، فبحكم عملي لدى محكمة الاحوال الشخصية أرى وبشكل ملحوظ تفريط الفتيات في طلب المهور الغالية وذلك أثناء إبرام عقود زواجهن لدى المحكمة . والعائق الآخر الذي له تأثير سلبي كبير على سوق الزواج ألا وهو تمسك الفتيات بموضوع السكن، لذا فإن الكثير من الفتيات ترفضن الخاطب الذي ليس له دار سكن. أقول، ليس هناك رجل لا يريد أن يكون له دار أو منزل مستقل، لذا علينا مواكبة الواقع وعدم التهرب منه لأنه ليس بعلاج وأنه ليس من مصلحة الفتيات التمسك بهذا العائق وإلاّ فإن مؤشر سوق الزواج سوف يهبط إلى أدنى مستوياتها وأن ذلك ليس في مصلحة المجتمع بشكل عام. ولعلمكم، فإن نسبة هذا العائق كانت 10% لعام 2007 أما في عام 2000 فلم يكن هناك عائق اسمه السكن. وهناك عوائق أخرى للفتيات يد في خلقها ولكن لكون نسبتها قليلة فإني لا أود التطرق إليها وسأذكرها لكم ضمن الجدول ادناه. ومن العوائق التي نسبتها عالية هو عائق الجمال. من المؤسف القول بأن هناك الكثير من الشباب يعتبر جمال الفتاة شرطاً من شروطهم للزواج، فبمجرد أن تكون بشرة الفتاة سمراء أو وجود بعض بقع بسيطة على وجهها يرفضها الخاطب. نقول، ليس هناك أي فرد لا يحب أن يكون جميلاً وخالياً من العيوب، وخاصة الفتيات فإنه من طبيعتهن حب الجمال ولكن النسب متفاوتة فمنها الجميلة ومنها الوسط ومنها دون ذلك، وهذا قدرهن مثل الرجال، فهل جميع الرجال في غاية الجمال والوسامة؟ كلا، وما يزيد الطين بلّة هو، حتى أن الخاطب غير الوسيم يطلب يد فتاة جميلة، بعكس الفتيات حيث أن أغلبهن لا يجعلن من جمال الخاطب شرطاً سوى نسبة ضئيلة منهن، ولكن ما يبشر بالخير هو انخفاض نسبة هذا العائق بشكل ملحوظ خلال هذه الأعوام ففي عام 2000 كانت 11% أما في عام 2007 اتجه نحو الاضمحلال حيث كانت نسبته 3% فقط . والعائق الآخر الذي له نسبة عالية هو ضغط الأبوين والأقارب والأهل على الفتيات وإكراههن على الزواج من شخص معين وإن كانت الفتاة لا ترغب الزواج منه، وبذلك يهضم حقها في إبداء رأيها في أقدس شيء في حياتها ألا وهو اختيار شريك الحياة، ومن الضغوط الأخرى على الفتاة وهو حصر زواج الفتاة ضمن دائرة الأقارب فقط أي لا تجوز لها أن تتزوج من شخص غير أقاربها وخاصة ابن العم أو العمة أو ابن الخال أو الخالة، وكأنها خلقت لتتزوج بهؤلاء الأشخاص وهذا غير صحيح، والمشكلة أن هذا العائق قد ارتفع نسبته بفاصل 2.5%، فبعد أن كانت نسبته عام 2000 (14.5%) أصبحت 17% عام 2007 . وأخيراً، العائق الآخر ذو النسبة الملحوظة وهو عدم وجود الخاطب المناسب وأن هذا العائق نسبته في تصاعد، فبعد أن كانت نسبته 4% عام 2000 أصبحت اليوم 5.5% وأن من حق الفتيات الزواج من الخاطب أو الزوج المناسب لأن موضوع الزواج موضوع مصيري وليس وقتي، لذا بالله عليكم أيها الشباب عودوا إلى أخلاقكم ودينكم وعاداتكم التي كنتم عليها سابقاً. والجدول أدناه يبين لكم جميع العوائق مع نسبهن. علماً، النسبة المئوية الأولى هي لعام 2000م، أما الثانية فهي لعام 2007م. 1 عدم الثقة بالرجل 0% 2% 2 الجمال 11% 3% 3 أخلاق الزوج 0% 2.5% 4 وظيفة الزوج 4% 2% 5 التعدد 1% 1.5% 6 الفقر 17% 5% 7 كثرة عددهن 2.5% 1.5% 8 طلبهن كميات كبيرة من المهر والذهب 8.5% 5.5% 9 الرجل المناسب المتفاهم والكفوء 4% 5.5% 10 ضغط الأبوين والأهل(إكراه، عدم أخذ رأيها، الزواج بالأقارب) %14.5 %17 11 التردد في الاختيار 2.5% 3.5% 12 السكن 0% 10% 13 بطالة الشباب 0% 3.5% 14 الشهادة 3.5% 3% 15 الشغار 2% 2.5% 16 الرفض المتكرر من قبلهن 0% 1.5% 17 أسباب وظروف خاصة 1% 1.5% 18 الكبرياء والجاه والطبقية 2% 2% 19 تدينهن 0% 3.5% 20 الخوف من مسؤولية الزواج 4% 3% 21 صعوبة التعرف على طبيعة الرجل عن قرب 0% 1.5% 22 العمر 3% 2% 23 انتظار الزوج المثالي 0% 1.5% 24 علاقات عاطفية 1% 1% 25 شخصية الرجل 0% 1.5% 26 الدراسة 3% 4% 27 هجرة الشباب للخارج 2.5% 3.5% 28 التقليد في الطلبات المتزايدة وتأثرها بالمظاهر 2% 0.5% 29 مطاليب وشروط عديدة 3% 1% 30 الاتجاه الفكري والسياسي 1% 1% 31 مطاليب وشروط الرجل 0% 2% 32 الزواج خارج دائرة الأقرباء 0% 1% 33 عدم القدرة على تربية الاطفال 1% 0% 34 عدم الإجادة في الطبخ الفلكلوري 1% %0 35 الحياء 1% 0% 36 حب الحرية وعدم الخضوع للزوج 2% %0 37 الحم والحماة 1% 0% 38 عدم خطبهن 1% 0%
الفصـل الثالث: علاج مشكلة الزواج المبحث الاول: الحل الإسلامي لمشكلة الزواج . إن الله سبحانه وتعالى حينما جعل الإسلام ديناً وشريعة للبشرية، ولا يقبل منا شريعة سواها، وجعلها خاتم الشرائع والأديان، قال تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم ورضيت لكم الإسلام دينا) و(ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)، فإنه جعلها منهجاً ونظام الحياة لنا، ونزّلها خالياً من النقصان والعيوب وجعلها تعالج كل المشاكل الموجودة والتي ستوجد في المستقبل لأنه عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير. ولهذا فإن المنهج الرباني يعالج كافة المشاكل المطروحة في وقتنا الحاضر والتي ستطرح في المستقبل لأنه منهج يتميز بالربانية والشمولية والواقعية والعالمية، وعلينا أن نؤمن بذلك وإلاّ علينا أن نشكّ في إيماننا، فالخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: إذا ما ضاع عني حبل فرسي، فإني سأجدها إذا ما فتحت القرآن وقرأتها. فنحن المسلمون يجب أن يكون إيماننا بإسلامنا كإيمان (عثمان) بإسلامه، وأن نرجع إلى شريعتنا عندما نريد معالجة مشاكلنا لأن المناهج الوضعية لن تفيدنا سوى تعقيد مشاكلنا وتفاقمها، فالأمة الإسلامية قد جربت المناهج البشرية المحلية والمستوردة ورأينا نتائجها السيئة، فلنعد إلى الإسلام الحقيقي ولنبتعد عن المناهج الوضعية كي نسعد في الدارين، بعد هذه المقدمة لا بدّ وأن نرجع إلى الحل الإسلامي لتلك العقبات أو المشاكل التي تواجه الشباب والشابات. أولاً: الدراسة. بيّنا سابقاً بأن الحجج التي يتذرعون بها في هذا العائق ثلاثة50وهي: 1. مشكلة المال والنفقة: نبدأ العلاج بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حينما قال ( دينار أنفقته في سبيل الله، دينار أنفقته على رقبة، دينار تصدقت به على مسكين، دينار أنفقته على أهلك وأعظمها أجراً ما أنفقته على أهلك). الرسول صلى الله عليه وسلم يبيّن لنا عظمة الإنفاق وأي الإنفاق أعظم أجراً عند الله، فهذا الحديث يوضّح بأن الدينار الذي ينفقه الرجل على أهله هي أعظم أجراً عند الله. ولهذا نقول لولي الطالب، عليك أن تزوّج ابنك وأن تنفق عليه ما دام لديه الرغبة في إتمام الدراسـة لأن: أ- هذه النفقة التي أنفقته على أبنك أعظم أجراً عند الله وواجب عليك. ب- بالزواج تبعد ابنك من الانحرافات الأخلاقية والهلاك والمشاكل وإلا فإنك من سيتحمل تلك النتائج . ت- يتخلص المجتمع من الأمراض الفتاكة القاتلة الناتجة من الممارسات اللاأخلاقية لأنه إذا لم تقم بزواج ابنك فإن الابن سيبحث عن الطرق غير المشروعة. ث- بالزواج يؤدي إلى تكوين رجل كفوء صالح يخدمك ويخدم مجتمعه لأنه قد كمل دراسته دون أن يقع في الانحرافات، وقد حصل على علم وشهادة وبإمكانه تدبير أمور مجتمعه بدلاً من أن يكون عالة عليه . 2. الزواج مشغلة عن الدراسة: هذه حجة أخرى يحتج بها الشباب والشابات على أنهم إذا تزوجوا قبل إتمام الدراسة فإن ذلك سوف يؤدي بهم إلى عدم إكمال الدراسة أي تركها والتفرغ للأمور العائلية، فالزوج يجب عليه توفير المستلزمات الضرورية للأسرة من مأكل وملبس ومسكن وعلى الزوجة أن تقوم بالأمور المنزلية وتربية الأولاد وغير ذلك. أما الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: (من رزقه الله إمرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه فليتق الله في الشطر الثاني)، ونفس الكلام يطبّق على الشابة إذا رزقها الله زوجاً صالحاً. وعليه نقول: هذه حجة واهية إذا كنا مسلمين ونؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول لنا أن النساء الصالحات والرجال الصالحين بعضهم أولياء بعض في حالة تكوين الزيجات، بحيث يساعدون بعضهم البعض ولا يصبح أياً منهم حجر عثرة في طريق الآخر في أي مسألة من المسائل وخاصة في إكمال الدراسة، بل سيكون كل واحد منهم معاوناً للآخر، ويجب أن لا ننسى بأن أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وحي من الله. أما عدم إشباع العزيزة فيؤدي بالشباب والشابات إلى التفكير في إشباعها سواء في الطرق المشروعة كالزواج أو الغير مشروعة، وهذا يؤدي بهم إلى عدم أخذ العلم بالمستوى المطلوب، وبالتالي عدم إكمال الدراسة والرسوب. 3. الخجل في مصارحة الأهل: الإسلام لا يعترف بهذه الحجة ولا يقر بها وأن الأبوين أو والأولياء يتحملان هذه المسئولية عن عدم تربية أولادهم أو من هم تحت ولايتهم تربية إسلامية صحيحة لأن عليهم أن يربّوهم منذ الصغر على المصارحة معهم في جميع الشؤون كي لا يشعروا بالخجل عندما يصارحونهم في شأن من شؤونهم ومنها الزواج. وأن هذه الحجة عائق في طريق الشابات أكثر من الشباب لأن هناك نسبة جيدة من الطلاب يصارحون أولياءهم بالزواج، ولكن أنا بصفتي الشخصية لم أسمع ولا شاهدت طالبة صارحت وليّها بأنها تريد أن تتزوج كي تحافظ على شخصيتها وعفتها. بالإضافة إلى ذلك، فإنه هناك خجل آخر يخص الطالبات فقط ألا وهو الخجل من الأقارب وزملاء الدراسة، فالطالبة تقول: أستحي الذهاب إلى الدوام وأنا حبلى بسبب الزواج، لكني أقول لك أيتها الأخت الكريمة: أن ذلك ليس حياء منك، بل حاجز نفسي، فالحياء يجب أن يكون من الله وليس من الناس لأنهم لا يشفعون لك عند الله يوم القيامة إذا ما اقترفت خطيئة ووقعت في الفاحشة. وإليكم مثالاً كيف أن الإسلام قد عالج موضوع الخجل والمصارحة:"يحدثنا التاريخ أن أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب مرّ على جمع من الصبيان يلعبون، فحينما رأوا عمر فرّوا هيبة منهم سوى الصبي عبدالله بن الزبير فقال له عمر ممتحناً: لماذا لم تفر كما فرّ رفاقك؟ فقال له عبدالله بجراءة وأدب وصراحة: لست جانياً فأفرّ منك وليس في الطريق ضيق، فأوسع لك. فشكر له عمر جوابه: وأعجب بموقفه وصراحته ؟؟ "51. ثانياً-ثالثاً: شروط الأبوين والأولياء والعشيرة. لقد أصبحت شروط الهؤلاء من أهم العقبات في واقعنا، وحجر عثرة في تحقيق الزواج. فإذا كان الإسلام يأمر الأولاد بإطاعة الوالدين واعتبر رضاهما هو رضى الله، فإنه أيضاً أمر الوالدين بأن لا يكونوا مانعاً في طريق تحقيق طموحات أولادهم ومنها الزواج، بل إن الإسلام بمصدريه الكتاب والسنة قد أمرهم بالعديد من الأوامر في هذا المجال لتيسير هذا المشروع، فإذا كان ولاية الآباء والأولياء قد ثبتت لهم على الأولاد بالقرابة إلا إنها لم تثبت ذلك لإلحاق الضرر بهم وغمط حقوقهم52 . حيث أن الأولاد أمانة في أعناق الأولياء ويجب عليهم رعايتهم وصيانتهم من جميع أنواع المخاطر، ولا يجوز لهم احتكار أولادهم أو من هم تحت ولايتهم وبالأخص البنات لأغراضهم الشخصية أو تزويجهن بغير كفئهن من أجل الحصول على حطام الدنيا، لأن ذلك يعتبر خيانة53، وقد قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول، و تخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون )54، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). وعيله، فإن الأولياء سوف يسألون يوم القيامة عن ولايتهم، هل أدوا الأمانة على أتم وجه أم لا ؟ . وهنا اود الإشارة إلى بعض شروط الأولياء والحل الإسلامي لها: 1. التزاوج الداخلي: أي أن الأولياء يجبرون من هم تحت ولايتهم بالزواج من الأقارب، مثل زواج الابن ببنت الخال أو الخالة أو العم أو العمة أو زواج البنت من ابن الخال أو ابن العم وغير ذلك. فهذا الشرط لم يأمر به الإسلام ولم يجعله شرطاً لعقد الزواج بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تنكحوا القرابة فان الولد يخلق ضاوياً )55، وإن علم الوراثة قد أثبتت أن للتزاوج الداخلي أضرار تترتب عليه، ولهذا فإن الأطباء ينصحون الناس بالابتعاد عن التزاوج الداخلي. كما أن الزواج القسري لمخالفة صريحة لشروط النكاح، فمن إحدى شروط النكاح رضا الزوجين، وعليه فلا يجوز أن يجبر الشاب على الزواج بمن لا يريدها، وكذلك لا يجوز إجبار الشبابة على النكاح بمن لا تريده، وإلاّ فإن العقد باطل، الله سبحانه وتعالى يقول (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها) 56، فإذا كان أخذ مال المرأة إكراهاً غير جائز، فكيف يستحل فرجها دون رضاها. وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى الأولياء من تزويج المرأة بدون رضاها، وبالمفهوم المخالف الرجل من غير رضاه في حديث شريف ( لا تنكح الأيم حتى تستأمر، ولا تنكح البكر حتى تستأذن، وقالوا يا رسول الله وكيف أذنها ؟ قال أن تسكت)57 ، فمن الحديث الشريف يتبين لنا كيف أن الإسلام قد منح الشاب والشابة وبالأخص الشابة ضمانات كافية في اختيار شريك حياتها . الدكتور محمود الصادي، يقول:" إن الإسلام حافظ على المرأة وصان لها حقوقها ومنها الحق في الزواج فلا يجوز شرعاً لولي أمرها أن أن يكرهها على الزواج من شخص هي لا ترغب فيه وأن المجتمعات التي تحدث فيها مثل هذه الزيجات مهددة بالضياع لأن استمرار الحياة تكون مستحيلة وبالتالي فالمصير هو الفشل وتشريد الأطفال، وقال أيضاً: إن أهم بنود عقد الزواج هو الإيجاب والقبول وإلا سوف يصير العقد باطلاً شرعا"58. 2. تأخير الزواج: وهذا شرط آخر من شروط الأولياء بحيث إنهم لا يسمحون لمن هم تحت ولايتهم الحديث عن موضوع الزواج ولا التفكير فيه أن تصل أعمارهم ( 25 ) سنة كحد أدنى أو التخرج من الجامعة، وبالتالي فإن هذا الشرط يجعل العديد من الشابات عانسات والعديد من الشباب عزاب. هذا الشرط يخالف الإسلام الحنيف، فالإسلام أمر الأولياء بإلاسراع في تزويج من هم تحت ولايتهم وجعلها من إحدى واجباتهم، قال تعالى ( وانكحوا الأيامى منكم والصالحين …)، وفسّر القرطبي هذه الآية (زوجوا من لا زوج له منكم فإنه طريق التعفف والخطاب للأولياء ). وفي حديث شريف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( يا علي ثلاث لا تؤخرها … الأيم إذا وجدت لها كفوا ). وفي حديث آخر يقول ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، وإلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)"59. وعليه، فمن الآية الكريمة والأحاديث الشريفة يتبين لنا مدى اهتمام الإسلام بالإسراع في الزواج وجعل الأولياء يتحملون اثم تأخيره، حيث جاء في الحديث الشريف (مكتوب في التوراة :من بلغت له ابنة اثنتي عشرة سنة ولم يزوجها فأصابت إثماً، فأثم ذلك عليه)60، وعن زيد بن أسلم قال: قال عمر ( زوجوا أولادكم إذا بلغوا، لا تحملوا آثامهم) لأن لتأخير زواج الأولاد أضرار منها: " 1- احتمال انزلاقها إلى الفاحشة . 2- قد يفوتها قطار الزواج بالكلية . 3- أن يفوتها الزوج الكفوء . 4- قد يصيب نفسها شي من التعقيد والسخط على كل شي من حولها "61. ونظراً لأهمية الموضوع فإن الإسلام جاز للولي بأن يبحث لموليته عن رجل كفوء من أهل الخير والدين والصلاح والخلق القويم وأن يتقدم الولي نفسه بعرض موليته عليه، وهذا يدل على وجوب إسراع الأولياء في تزويج من هم تحت ولايتهم، وإن فاروق الأمة الإسلامية عمر بن الخطاب يعلم الناس درساً في هذا الموضوع حينما عرض ابنته حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها على أهل الايمان والخير والبركة حيث عرض ابنته على عثمان ومن ثم أبابكر وبعده الرسول صلى الله عليه وسلم وفي النهاية أصبحت حفصة أمّاً للمؤمنين. فليجعل الأولياء عمر قدوة لهم، كي يسعدوا في الدنيا والآخرة إذ الاسلام قد ذهب إلى أبعد من ذلك حينما جاز للفتاة نفسها بأن تعرض نفسها على أهل الدين والأخلاق كي لا تؤخر زواجها، فالإمام البخاري يقول:"حدثنا علي بن عبدالله، حدثنا مرحوم قال: سمعت ثابتاً البناني، قال: كنت عند أنس وعنده ابنة له، قال أنس: جاءت إمرأة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم تعرض عليه نفسها، قالت: يا رسول الله ألك بي حاجة؟ فقالت بنت أنس: ما أقل حياءها وأسواتاه، قال أنس: هي خير منك، رغبت في النبي فعرضت عليه نفسها"62. رابعاً: ضعف الوازع الديني. لا شكّ أن هذه العقبة من أهم عقبات الزواج في الوقت الحاضر. ويشكل خطراً كبيرا على شبابنا اليوم لأن أبواب الشيطان مفتوحة في جميع الأماكن والأوقات. بحيث لا ترى اليوم ولا بلداً واحداً في العالم خالياً من الأماكن الأباحية (بؤر الدعارة)، والأخطر من ذلك هو فرض الإباحية على العالم وخاصة على الشعوب الإسلامية حيث وضعت أعداء الإسلام والبشرية استراتيجيات مدروسة خفية ومدمرة قيد التنفيذ لتحطيم مجتمعاتنا أخلاقياً، مثل رفع شعارات حقوق الإنسان وحقوق المرأة، وكذلك عن طريق نشاطات المنظمات الدولية والمحلية اللاتي يحملون أسماء برّاقة بحيث يتظاهرون بتقديم خدمات إنسانية لا ربحية ولكنها في الحقيقة منظمات لها أجندات خفية. وعليه فإذا كانت البيئة التي يعيش فيها الشباب اليوم هكذا بحيث أن جميع ما حوله يدفعه إلى الانحراف فإن إسلام الشباب وإيمانهم بدينهم وربهم والخوف من النار هو الدواء الوحيد للابتعاد عن كل ذلك. فهذه إمرأة دعت رجلاً كي يقوم بالفاحشة معها ولم يكن هناك أحد سواهما لكن رفضه الرجل وقال: إنني أخاف الله رب العالمين. فالإيمان أي تقوية الوازع الديني لدى الإنسان يبعده عن كل الانحرافات، وهنا لا بدّ أن نشير إلى العلاج الإسلامي لهذا العائق: " 1- حضور مجالس العلم والذكر . 2- المداومة على صلاة الفرض والنقل . 3- المواظبة على تلاوة القرآن . 4- التهجد في الليل والناس نيام . 5- الاستمرار على صيام المندوب والتطوع . 6- الاستماع إلى أخبار الصحابة والسلف الصالح . 7- اختيار الرفقة الصالحة . 8- الارتباط بجمع مسلم معتدل في الفكر والممارسة . 9- ذكر الموت وما بعده " .63 خامساً: عدم الرغبة في التعدد. الإسلام عندما شرع التعدد لم يشرعها اعتباطاً، فالله سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة هو العالم بما يحتاجه البشرية حاضراً ومستقلاً. وأن ابتعادنا عن شرع الله جعلنا نواجه المشاكل والعقبات في حياتنا اليومية، لذا علينا مراجعة أنفسنا والرجوع إلى ديننا وشرعنا العظيم، كي نسعد في الدارين، فالله عز وجل يأمرنا بالتعدد في القرآن الكريم ( … فأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع )64. وأقول للأخ والأخت المسلمة إذا طبّقت هذه الآية فإنك تجعل من الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لك، لأن رسولك ونبيك صلى الله عليه وسلم قد تعدد الزوجات وأن أمهات المسلمين قد قبلوا بها ولم يمنعوا الرسول صلى الله عليه وسلم من ذلك، ولا بدّ أن نشير إلى أن هناك حكم متعددة من وراء تشريع التعدد في الإسلام وهذة بعض منها 65: 1- عقم الزوجة أو مرضها، والزواج هي للذرية والتطلع إليها . 2- قد يكون الزوج حاد الشهوة والمرأة الواحدة لا تكفي لنشاطه الجنسي لأن النساء من طبيعتهن عدم مشاركة أزواجهن هذا النشاط في بعض الأوقات كأيام الحيض والولادة والنفاس، والرجل قد لا يصبر عليها . 3- وقد تحدث حالات وتكون هناك إمرأة من أقارب الرجل وليس لها معيل غيره، وإنها قد تكون أرملة أو غير متزوجة بعد، وبحاجة ملحة إلى زوج كي يعيلها ويحضنها، ويرى الرجل بأنه من الافضل الزواج منها.66 4- وجود مصالح مشروعة يسمح الأخذ بالتعدد: كتوثيق الروابط بين عائلتين، أو بين القيادة والقاعدة وغير ذلك .67 5- ما تتركه الحروب والكوارث العامة من قلة الرجال، فكما نعرف أن الرجال هم آلة الحرب وهم الضحية أولاً وآخراً68 ونحن العراقيين نعرف حقيقة ذلك من الناحية الميدانية حيث مرّت العراق بحروب كثيرة دمرت العباد والبلاد، باللإضافة إلى تلك الحروب التي خاضتها العراق، نحن الكورد كانت لدينا معاناة خاصة من قتل ونهب وتعذيب على أيدي النظام البعثي أثناء عمليات الأنفال السيئة الصيت وكارثة حلبجة الشهيدة عام 1988م. 6- التعدد يعني كثرة النسل وبالتالي كثرة الأيدي العاملة والنتيجة هي زيادة قوة الأمة وزيادة انتاجها أي تحسن حالها الاقتصادي69. 7- وجود مناطق تتسم بكثرة عدد النساء على الرجال حتى في الأحوال العادية كشمال أوربا.70 8- "كثرة سفر الرجل بحكم عمله والحاجة إلى بقائه شهوراً أو سنين في بلاد الغربة وعدم تمكنه من استصحاب زوجته وأولاده كلما سافر".71 تبين لنا من الحكم المذكورة أعلاه مدى الحاجة إلى التعدد، وتبين لنا مدى حكمة الإسلام في تشريع التعدد، وإخراج الناس من الضيق إلى الوسع والرفاهية. وأخيراً، أذكركم بما ورد في الصحيح البخاري في باب كثرة الناس(حدثنا علي بن الحكم الأنصاري حدثنا أبو عوانة عن رقية عن طلحة اليامي عن سعيد بن جبير قال: قال لي ابن عباس هل تزوجت قلت لا: قال: فتزوج فإن خير هذه الأمة أكثرها نساءً ). سادساً: المهــر. عندما أوجب الإسلام المهر للمرأة عند الزواج، لم يوجبه ليكون عائقاً في طريق الزواج بل جعله رمزاً وهدية من قبل الزوج للزوجة كي يزداد الحب بينهما، لكن ابتعادنا عن الإسلام جعلنا المهر عقبة أمام الزواج بأنفسنا، وذلك بتأثرنا بالأعراف والتقاليد الفاسدة. وأصبحنا ننافس بعضنا البعض في مهر البنت أو الأخت دون التفكير في العواقب، من كساد سوق الزوجية، وانتشار الرذيلة والأمراض الفتاكة، فالرسول صلى الله عليه وسلم ينبه أولياء البنات، بأنه إذا جاء إليكم شاب وتقدم لطلب يد ابنتكم وكان ذا خلق ودين فزوجوه، وينذرهم إذا رفضوا مثل هذا الخطيب، بالفتنة في الأرض وفساد عريض، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد عريض ) 72 فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يقل إذا أتاكم من ترضون ماله وجماله ووظيفته وإنما جعل أساس الاختيار الدين والأخلاق، لأن السعادة في ذلك وليس غيرها. وفي حديث آخر يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إن من خير النساء أيسرهن صداقاً) وفي حديث أخرجه الإمام أحمد والبيهقي قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( أعظم النساء بركة أيسرهن صداقا )73، فجميع هذه الأحاديث تدل على أن المهر رمز للزواج وليس بعائق. أما الآن فلنستمع إلى نصيحة الخليفة العادل الفاروق للنساء والأولياء بخصوص المهر، حيث يقول: ( لا تغالوا في صداق النساء، فإنها لو كان مكرمة في الدنيا أو تقوى عند الله كان أولا كم بها النبي، ما أصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إمرأة من نسائه، ولا أصدق إمرأة من بناته أكثر من اثنتي عشرة اوقية)74، والآن نأتي بمثال عن جيل التأسيس خريجي مدرسة النبوة منفذي أوامر الله تعالى ونبيّه دون تأخير، أم سليم بن ملحان رضي الله عنها الأكرم مهراً في الإسلام، ماذا تقولون أيها القراء الكرام، وبماذا تتفكرون وتتصورون عن مهر هذه المؤمنة بالله رباً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ؟ مهرها هو إسلام خطيبها يا أعزائي وأن خطيبها هو أبو طلحة.75 فأبو طلحة عندما تقدم كي يخطبها، عرض عليها مهراً غالياً ولكن إيمان أم سليم لم يقبل به ورفضه، وطلب منه بأن يستسلم لله وذاك مهرها . أما الآن فلنستمع إلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ( فعن أنس أن عبد الرحمن بن عوف تزوج إمرأة على وزن نواة من ذهب، فرأى النبي بشاشة العرس، فسأله فقال إني تزوجت إمرأة على وزن نواة)، وعن سفيان عن أبي حازم عن سهل بن سعد أن النبي قال لرجل (تزوج ولو بخاتم من حديد)76، وفي حديث آخر كان مهر المرأة هو أن يعلّم الخطيب خطيبته بما يحفظه من القرآن، أما الرسول صلى الله عليه وسلم فعندما نزل عليه الآية الكريمة ( وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم و إمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم ) ينفذ أمر ربه ويختار لابنته العزيزة عليه سيدة النساء فاطمة الزهراء شاباً ذو خلق ودين، وكان صداقها أربعة دراهم تعادل ( 340 غم فضة اليوم ). سابعاً: تكاليف الزواج. عندما أنزل الله سبحانه وتعالى الشريعة الإسلامية عن طريق رسوله صلى الله عليه وسلم لتكون دليلاً ومنهج حياة للبشرية جمعاء، لم ينزلها لزيادة شقاوتهم وضيق حياتهم، بل أنزلها لإخراج البشرية من الظلمات إلى النور ومن المشاق والضيق إلى الوسع والرفاهية والسعادة. ولهذا فالإسلام لم يجعل من تكاليف الزواج عائقاً، فالزواج هو الطريق الذي اختاره الله لعباده لقضاء شهوتهم الجنسية وبناء الأسرة وغيرها من الحكم، فكيف يأتي ويأمر بأشياء يجعل الزواج شبه مستحيلاً !!. فالإسلام لم يأمر في نفقات عقد الزواج وحفلة الزفاف سوى مهر رمزي للزوجة ووليمة بقدر الحال للأفراد المقربين، أما ما عداها من التكاليف والنفقات والهدايا، فالإسلام لم يوجبها ولم يجعلها من شروط عقد النكاح، وإنما يرجع ذلك إلى حرية الخاطب ويسره المادي77. سبق وأن تكلمنا عن المهر وهنا نود الحديث عن وليمة حفلة العرس، فالإسلام عندما جعل الوليمة لحفلة العرس حقاً في حديث شريف للرسول صلى الله عليه وسلم ( قال عبدالرحمن بن عوف قال لي النبي أولم بشاة )78، لم يأمر بها على قدر معين أو نوع معين من الطعام، بل ان ذلك يرجع إلى حرية الخاطب ويسره المالي والمادي كما قلنا سابقاً، وهذا واضح من السنة النبوية. فعن أنس رضي الله عنه قال: ( ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أولم على إمرأة من نسائه ما أولم على زينب فأنه ذبح شاة)، وفي حديث آخر يروي لنا أنس رضي الله عنه أنه قال: أقام النبي صلى الله عليه وسلم بين خيبر والمدينة ثلاثة ليال يبنى عليه بصفية فدعوت المسلمين إلى وليمه وما كان فيها من خبز ولا لحم، وما كان فيها إلا أن أمر بالأنطاع فبسطن فألقى عليها التمر والأخطر والسمن، فشبع الناس)79، وفي حديث آخر، حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن منصور بن صفية عن أمه صفية بنت شيبة قالت: أولم النبي على بعض نسائه بمدين من شعير80. وعليه، فإن الإسلام لم يفرض على الخاطب أشياء أخرى عدا وليمة حفلة العرس وعندما فرض ذلك لم يفرضها على قدر معين أو نوع معين من الطعام، وإن ما نقوم به اليوم من إقامة الحفلات في النوادي وقاعات الأعراس والمطاعم، ودعوة المطربين إليها وإعطاء مبالغ كبيرة لهم، واشتراط شراء الموبيليات والهدايا لأقارب الخطيبة وهدايا موسمية، واشتراط أن يكون الخطيب صاحب دار أو أن يشتري لها داراً بعد الزواج، وغير ذلك من التنافس في تلك التكاليف ليس إلا دليل على ابتعادنا عن أخلاق الإسلام. وفي النهاية نقول: يا أيها الآباء والأمهات والأولياء، عليكم بالرجوع إلى الشريعة الاسلامية السمحة وخاتم الرسالات السماوية، والهدي النبوي الشريف، والعقل الرشيد، لنبذ هذه الأعراف الفاسدة غير المشروعة، ولكي لا تكونوا عراقيل في طريق ترويج سوق الزواج وذلك بفرض تكاليف مرهقة لم يأمر بها الاسلام. فاذا كنتم تريدون السعادة لبناتكم والسلامة لمجتمعكم والحصانة لأخلاق أمتكم فابحثوا عن الخاطب المسلم والزوج الصالح الملتزم، وتساهلوا معه في المهر والتكاليف، ولا تكونوا من عوائق طريق الزواج وتكوين الأسرة الطاهرة، والله سبحانه سوف يعطيكم خير الجزاء قال تعالى (وإلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض)81
ثامناً: قلة الأجور وغلاء المعيشة. روى ابن ماجة والطبراني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ). وروى البخاري عنه أيضاً فيما يرويه عن ربه عز وجل قال الله عز وجل:( ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة:... ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجره .. ) . يحدثنا التاريخ بأنه في إحدى الأيام جاء أحد أرباب العمل إلى الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز ليشكو من عماله الذين سرقوا بعض ماله، فالخليفة لم يصدر قراره فوراً وإنما استأخر لمدة لمعرفة السبب وراء قيام هولاء العمال بسرقة أموال رب العمل، فبعد مدة من البحث والتحقيق عرف الحقيقة وأحضر رب العمل وقال له أيها اللص: إذا عاد اولئك إلى السرقة قطعت يدك لأنك لا تعطي لهم من الأجور حد الكفاف ولهذا فان ما يقبضونه أقل مما يستحقونه، لذا عليك إعطائهم ما يستحقون من الأجور كاملاً دون نقصان لكي لا يلجاوؤا إلى الاختلاس والسرقة مرة أخرى فامتثل الرجل أمر أمير المؤمنين وأعطاهم ما يستحقون من الاجر.82 اليوم نسبة كبيرة من أرباب العمل يحتالون على العمال، ويبحثون هنا وهناك عن حيلة أو خدعة يخدعون بها العمال الفقراء المحتاجين كي يشغلون عندهم، حيث يقولون لهم إنكم إذا ما انتهيتم من العمل، سوف لن نسمح لكم بأن تذهبوا إلى بيوتكم إلاّ بعد استلام أجرتكم، لكن ذلك مجرد خدع وحيل ومكر. فإن العامل ينتهي من العمل وينتظر رب العمل كي يعطيه أجره، لكن رب العمل يختفي عن الأنظار ولا يراه العامل إلاّ بعد فترة طويلة، أو يحتج ويقول لهم بأنه ليس لديه الآن المال الكافي ولكنه سوف يوفرها بعد أيام قليلة أو يقول سأعطيكم بعد أن أستلم السلفة، والحقيقة فإن الأجرة لا يستلمها العامل إلاّ بعد عدة شهور أو سنوات، إذا لم يأتي رب العمل بحيلة أخرى حول الأجرة نفسها. وهنا نقول لو كان العامل باستطاعته أن يعمل ديناً لأصحاب العمل، لما عمل عاملاً لدى غيره، وإنما لفتح لنفسه شركة تجارية ولأستراح قليلاً، ولهذا نقول لأصحاب العمل اتقوا الله ! كما نود الإشارة بأننا حالياً نعيش في مجتمع يتجه نحو الرأسمالية، إذ أن أرباب العمل في أيامنا هذه أصبحوا يتاجرون بالعمال كأية سعلة أو بضاعة أخرى تعرض في السوق ولا ينظرون إليهم نظرة الإنسانية بل نظرتهم نظرة مادية أي مجرد الحصول على الأرباح، وليس هناك من يدافع عنهم، ولا أريد أن أطول الكلام عليكم حيث أن الذي يعيش في مجتمعنا يعرف ذلك، وأود أن أذكركم بمثال عن واقعنا حيث وجدت عاملاً وكان أجرته 20 دينار فقط، ولهذا أقول هنا: إلى متى وإلى أي حد يتم المتاجرة بالعمال ؟ وكيف ومتى سيتزوج هذا العامل المسكين إذا ما فكر بالزواج ؟؟ ! والجواب من عندكم !! . روى الطبراني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله فرض على أغنياء المسلمين في أموالهم بقدر الذي يسع فقرائهم ولن يجهد الفقراء إذا جاعوا إلاّ بما يصنع أغنياؤهم، ألا وإن الله يحاسبهم حساباً شديداً، ويعذبهم عذاباً أليماً) يفهم من هذا الحديث أن الدولة ملزمة بتأمين الحد الأدنى للمعيشة.83 وهنا نقول: يا ليت أن يقوم أغنياء المسلمين بإخراج أموال الزكاة فقط من أموالهم التي هي فرض عليهم وليس فيها من المنة. فلو أعطى الأغنياء زكاتهم لفقرائهم لما بقي فقيراً في ديار المسلمين ! وان ما يؤيد ذلك هو: أن يحيى بن سعيد يقول بعثني الخليفة عمر حفيد الخطاب كي أقوم بجمع زكاة القارة الأفريقية الجائعة اليوم بسبب ابتعادهم عن دين الله أولاً ومن ثم أعداء الإسلام ثانياً، فبعد أن جمعت الزكاة وطلبت فقراءها لنعطيهم الزكاة فلم نجد من يأخذها منا !! ولهذا يقول فإني قمت بشراء الرقاب وأعتقتهم.84 الخليفة العادل عمر بن الخطاب ( رض ) كان يفرض لكل مولود جديد عطاء إلى عطاء أبيه بقدر ( 100 درهم) وأنه كلما تقدم المولود بالسن زاد العطاء، وهذا يعني أنه شرع مبدأ التعويض العائلي، وقد أتبع هذا المبدأ بعد عمر، عثمان والخلفاء من بعده، وأن هذا التعويض كان يعطى للجميع أيا كان المعطى له سواء كان عاملاً أو موظفاً أو غيرهم، تلك هي عدالة الإسلام 85. ومن ضمن مصاريف الزكاة (مصرف الفقراء)، فالفقراء في منظور الإسلام هو الذي ليس لديه داراً يسكنه، ولا زوجة يعصمه، ولا مالاً ينفقه. فلهذه الطائفة من الفقراء حق ونصاب في مال الزكاة ما يكفيهم لسد حاجاتهم وإن كانت المقدار كبيراً أي تشكل نسبة كبيرة من المال الموجود في المصرف بيت المال. حيث يقول عمر الخطاب: (إذا أعطيتم فأغنوا) ويقول أيضاً: (كرروا عليهم الصدقة وإن راح على أحدهم مائة من الإبل) 86. تاسعاً: الإرواء الغريزي الغير المشروع. لا شكّ أن الزواج في سن مبكرة لهو الحل لهذه العقبة، ولكن ماذا نقصد بالحل الإسلامي لهذه العقبة التي هي داء وبيل وكابوس تجثم على صدر أمتنا ويفسد أخلاق أبنائنا وبناتنا؟ في البداية، نقول: أن الحاكم أو رئيس الدولة أو الجماعة الحاكمة لهي المسؤولة الأولى أمام الله سبحانه عن ذلك الفساد والميوعة والتحلل لأن السلطة بيدهم ويستطيعون فعل ما يشاؤون من محاربة وإجازة، ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( الإمام راع ومسؤول عن رعيته )، ولكن من المؤسف القول أن المسؤولين في الدول الإسلامية أصبحوا ذيولاً للغرب المسيحي، وينفذون ما يخططون أسيادهم هناك من أجل بقاء كرسيهم، ولا يعرفون بأنهم سوف يسألون أمام ربهم؟. ونستطيع القول بأن مسؤولية الحكومة تأتي في المقدمة وبعدها تأتي مسؤولية المجتمع نفسه، لأن تلك المفاسد لا يتم إلا في المجتمع وبذلك فإنه مسؤول عن ما يفعله أعضاءه ويتحمل الجميع عواقب ذلك إن لم يقوموا بواجبهم. قال تعالى (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر )، فالآية الكريمة تبين لنا بأن وجود جماعة من أفراد المجتمع وقيامهم بأمر المعروف ومحاربة المنكرات فرض وواجب، وإلا فإن المجتمع بأجمعه آثم. وفي حديث شريف جعل الرسول صلى الله عليه وسلم محاربة المنكر وتغيره من واجب كل فرد مسلم وإلا فإنه مذنب وآثم تجاه الرب، وإن كل فرد مسلم سوف يسأل عن تلك المنكرات، وفق مدى قدرته على تغيريها، ولا يعتبر مقصراً إذا ما خرج التغير عن قدرته، قال الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث رواه مسلم في صحيحه ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطيع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) . بعد بيان مسؤولية الدولة والمجتمع وكل فرد من أفراد المجتمع، لا بدّ وأن نشير في الخاتمة إلى الحديث الشريف الذي فيه يهدد الرسول صلى الله عليه وسلم الجميع إذا لم يقوموا بواجبهم تجاه المنكرات فقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاه، وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم وقالوا لو إنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا فإذا تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإذا أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً ). عاشراً: انتشار البطالة. ذكرنا سابقاً في موضوع انتشار البطالة باعتباره من إحدى عقبات الزواج بأن هذه العقبة ترجع إلى ثلاثة أسباب سنتطرق إليها هنا بشيء من التفصيل والحل الإسلامي لها: 1. مزاحمة المرأة الرجل في أعماله: إن الله سبحانه وتعالى خلق الكون بنظام دقيق عجيب، بحيث أنه حدد لكل مخلوق من مخلوقاته وظيفة وعملاً خاصاً به، ولهذا يسير الكون بدقة عجيبة. إذ أن لكل من الأنس والجن والحيوانات وحتى النباتات والطفيليات وظيفة محدودة في نظام الحياة، وإن وظائف هذه الخلائق جميعاً تترابط مع بعضها البعض لتكون شبكة من العلاقات المتماسكة تؤدي إلى أن يسير الكون بالنظام الذي وصفه الله تعالى. وعليه، "فإذا تدخل الإنسان بجهله أحياناً، وبضرورة أحياناً أخرى في وظيفة مخلوق أو في دورة حياته أو في بعض العلاقات المترابطة بين الكائنات أدى ذلك إلى حدوث خلل جسيم في الروابط التي يسير الكون عليها، وهو خلل يتفاقم مما يؤثر على بقية العلاقات"88. فالله سبحانه وتعالى عندما خلق الجنسين الذكر والأنثى، فإنه ركب فيهما من حيث التكوين الفطري مما يسهل على كل واحد منهم لأداء وظيفته في الحياة، إذ كل واحد منهما مجبر لما خلق له من الوظيفة والمهمة نحو الغرض المخطط والمرسوم له من قبل الله تعالى، وإن أية محاولة للتنازل عن ذلك ليس إلا دليل على عبث وضلال وهلاك، وكما أن الحكيم الهندي غاندي يقول: (إن المرأة والرجل كشفرتي المقراض تختلف الواحدة عن الأخرى، وتتم الواحدة الأخرى)،89 والآن لنتطرق إلى الفروق الفطرية بين الذكر والأنثى التي تجعل من الجنسين يختص كل واحد منهما بوظيفة معينة، تختلف عن الآخر90: أ. الفروق الجنسية: فالمرأة تحيض في كل شهر وتحمل وتأتي الولادة والنفاس ومن ثم تأتي مرحلة الرضاعة والحضانة، أما من حيث تركيب الجسم، فجسم المرأة مهيئة على شكل أو هيئة بحيث تقوم بجميع الأعمال والوظائف التي سبقت ذكرها وهي الحيض والحمل والإنجاب والحضانة والإرضاع لاستمرار الجنس البشري. ولا بدّ أن نشير هنا إلى أن المرأة أثناء مرورها في الحالات المذكورة تصاب بأمراض ومضايقات نفسية بحيث لا تمكنها من القيام بأعمال شاقة وإن كانت أعمال منزلية فكيف بأعمال الرجل؟. ب. الفروق النفسية: إن قوة العاطفة لدى المرأة أقوى بكثير من قوة العاطفة لدى الرجل وأن ذلك ناتج من التركيب الجسمي والتكوين الفزيولوجي للمرأة وليس نتيجة العادة والبيئة كما يدعى البعض، وهذا ما أثبته العلم والطب. ت. الفروق العقلية: يتبين لنا من خلال الفروق الجسمية للمرأة على أنها في تقلب جسمي ونفسي مستمرين، وبالتالي فإن ذلك يجعلها تخضع لانفعالاتها وعواطفها، وبالنتيجة تسيطر على عقلها واتزانها ولهذا جعلت الشريعة شهادة امرأتين تقابل شهادة رجل واحد. وعليه، فإذا كان الرجل والمرأة يختلفان مع بعضهما البعض في النواحي التي سبقت ذكرها فطرة، فإنه يجب على كل واحد منهما أن يقوم بالأعمال والوظائف التي تتناسب مع تكوينهما الجسماني والنفسي والعقلي. فلكون الرجل ذو جسم قوي وعاطفة ضابطة واتزان أكثر من المرأة فإن الأعمال الشاقة يجب أن تكون من نصيبه، مثل توفير مستلزمات الأسرة من المأكل والمشرب والملبس ومقاتلاً في ساحة القتال إلى غير ذلك من الأعمال المرهقة . أما المرأة فيجب عليها أن تقوم بالأعمال التي يتناسب مع تكوينها الجسماني والنفسي والعقلي مثل القيام بالأعمال المنزلية وتربية الأولاد والقيام بحقوق الزوج وهكذا سوف لن ينتشر البطالة ولن يزاحم المرأة الرجل . تبيّن لنا مما سبق، بأن الفطرة التي خلقت عليها المرأة تؤيد بأن تكون عملها القيام بالأعمال المنزلية وتربية الأولاد والقيام بالحقوق الزوجية، والشريعة الإسلامية أمرت النساء بنفس الأعمال، لأنها منزل من خالق المرأة نفسها، العارف بأسرار مخلوقاته، وهنا نود أن نستدل على ذلك بآيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة، قال تعالى ( وقرن في بيوتكن)91وفي حديث صحيح عن عبدالله بن عمر ( رض )، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم )92. فالآية الكريمة والحديث الشريف يؤكدان بأن مقر المرأة الذي يؤدي فيها عملها هو بيتها، وأنها مسؤولة عنه، أي مسؤولة عن مدى قيامها بواجباتها تجاه زوجها وأولادها وغير ذلك من الشؤون البيتية. فالإسلام كدين واقعي عندما أمر النساء بالإقرار في البيت، وعدم خروجهن من بيوتهن، فإنه أمر وفرض على الرجل بالنفقة الزوجة والأولاد والأهل لشراء المستلزمات الضرورية للحياة، من ملبس ومأكل وتطبيب وغير ذلك. وعليه فلو أمر الإسلام النساء بالنفقة لأمرهن بالعمل ولجازت لهن الخروج من البيت للقيام بالعمل. ويمكن القول بأن أمر الإسلام المرأة بالإقرار في البيت ومسؤوليتها عن خدمة زوجها والأولاد، ليس إلا تكريم من الرب للمرأة لأنه وكما سبق أن بيناه بأن المرأة ليس كالرجل في كثير من النواحي الخلقية، وعليه فإن المسؤولية التي أمرها بها الإسلام سهلة عليها وتمكنها القيام بها. وإضافة إلى ذلك، فإن الإسلام قد أعطى المرأة أجراً عظيماً عندما تقوم بواجباتها على أتم وجه تجاه زوجها وأولادها، ففي الحديث الذي يرويه الطبراني عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الرسول صلى الله عليه وسلم طاعة المرأة لزوجها والقيام بحقوقه مساوياً بمنزلة الجهاد في ساحات الوغى، وفي حديث آخر قال بأن أبواب الجنة الثمانية تفتح لها، تدخل من الباب الذي تريده93. ولكن الدين الإسلامي لم يغفل الظروف القاسية والطارئة التي قد تمر بها الأسرة وبالتالي تضطر المرأة للعمل خارج البيت كي يعاون زوجها لتوفير مستلزمات الحياة الضرورية، ولا بدّ أن نشير أن هذا ليس إلا من باب الرخصة تقدر بقدرها. وعليه، فإذا خرجت المرأة للعمل خارج الأسرة، فإن الإسلام قد وضع لها شروط لا يجوز لهن تجاوزها، وهذه الشروط هي: "أ. أن يكون العمل في ذاته مشروعاً. ب. أن تلتزم أدب المرأة المسلمة إذا خرجت من بيتها من حيث الزي والمشي والكلام والحركة . ج. أن لا يكون عملها على حساب واجبات لا يجوز لها إهمالها كواجبها نحو زوجها وأولادها وهو واجبها الأول وعملها الأساسي"94. د. " أن يكون العمل الذي تزاوله متفقاً تماماً مع تكوينها الجسماني واستطاعتها الجسدية " 95 أما بالنسبة للإختصاصات التي يجوز لها العمل فيها فهي: مجال التطبيب أي كطبيبة للنساء أو الأطفال أو مجال التدريس كتعليم البنات أو مجال الخياطة كخياطة النساء والأطفال وأي مجال آخر ليس فيه اختلاط بالأجانب وسخط للرب. 2. عامل التربية المنحرفة: هم الآباء والأولياء في أيامنا هذه هو حصول ابنهم على شهادة ومن ثم التعين في وظيفة وليس لهم هم سوى ذلك، ولهذا يعودون أولادهم منذ الصغر على الدلال المفرط وتوفير كافة ما يحتاجونه من مستلزمات وأشياء دون توعيتهم على أن لا يعتمدوا على الوظيفة كمستقبل لهم لأنه ربما لا يحصل على الوظيفة بعد انتهاء الدراسة، وبما أنه لم يعمل لا في حقل الصناعة ولا التجارة ولا أية مهنة أخرى، فإنه سيبقى عالة على المجتمع وأسرته لأنه لم يعين في وظيفة ولا يعرف عملاً أو حرفة يحترفها96. وعليه، فإذا كان الولد شريفاً فإنه سيبحث لنفسه عن عمل، أما إذا كان غير ذلك فإنه لا يعمل وسيسلك سلوك المجرمين ويصبح مجرماً لكسب المال. الإسلام ألقت مسؤولية كبيرة على عاتق الأبوين في هذا الخصوص، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها و ولده)97 فعلى الوالدين أن يربوا أولادهم تربية إسلامية صحيحة وأن يذكرهم في بالأحاديث النبوية الشريفة مثل، ( إن أفضل الكسب كسب الرجل من يده) رواه أحمد، و(إن الله يحب العبد المحترف) رواه الطبراني والترمذي . وأن يذكرهم أيضاً بأن النبي داؤود عليه السلام لم يأكل قط إلا من عمل يده، كي يخرجوا جيلاً شريفاً محترفاً لا يأكلون المال الحرام، و كي يعملوا ليلاً ونهاراً حتى يبتعدوا عن الجرائم كالسرقة والقتل والسلب والنهب التي بها يحصلون على المال الحرام، جيلاً يخاف الله في السراء والضراء وفي السر والعلن. وفي نهاية هذا المبحث نقول: وجدنا بأن الإسلام وجد الحل لكل عائق من العوائق التي تقف في طريق الزواج، وأن هذا لا يدل إلاّ على أن الإسلام شفاء لكل داء، بل أن الإسلام قبل أن يكون علاجاً فإنه منهج وقائي وهذا واضح من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وأقوال الصحابة خريجي مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم: "فقد سأل رسول الله عكاف بن وداعة الهلالي: ألك زوجة يا عكاف؟ قال: لا، قال: ولا جارية ؟ قال: لا، قال: وأنت صحيح موسر؟ قال: نعم والحمد لله ! فقال صلوات الله وسلامه عليه: فأنت إذن من إخوان الشياطين، أما أن تكون من رهبان النصارى فأنت منهم، وأما أن تكون منا. فاصنع كما نصنع فإن من سنتنا الزواج، شراركم عزابكم، وأراذل موتاكم عزابكم، ويحك يا عكاف تزوج. فهذا الحديث الشريف يدل على دعوة الإسلام الناس إلى الزواج وكره حياة العزوبية . ومن تشجيع رسول الله صلى الله عليه وسلم الشباب على الزواج قوله: ( من رزقه الله امرأة صالحة، فقد أعانه على شطر دينه، فليتق الله في الشطر الباقي). أما عمر ابن الخطاب عملاق الإسلام وتلميذ الرسول صلى الله عليه وسلم فيقول: ( لا يمنع من النكاح إلا عجز أو فجور)، أما عبدالله بن مسعود( رض ) خريج مدرسة الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( لو لم يبق من عمري إلا عشرة أيام لأحببت أن أتزوج لكيلا ألقي الله عزبا ) . ومن الوقاية التي اتخذها الإسلام خشية فساد المجتمع، قال تعالى: ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أذكى لهم إن الله خبير بما يصفون، وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) .98 وسأل جرير بن عبدالله الرسول صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاة، أجابه: اصرف بصرك . وإن الله سبحانه وتعالى في حديث قدسي يقول: ( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، من تركها من مخافتي أبدلته إيماناً يجد حلاوته في قلبه)، كما أن الإسلام يحرم الخلوة بالمرأة الأجنبية، ففي حديث شريف يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يخلون بإمرأة ليس معها ذو حرم منها، فإن ثالثهما الشيطان)، وكذلك قوله:(لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد، خير له من أن يمس إمرأة لا تحل له) "99.
المبحث الثاني: العلاج المقترح من قبل افراد العينة. أفراد العينة قدموا العديد من المقترحات لحل المشكلة، ونحن بدورنا لا نتدخل في التفاصيل وإنما سنتطرق ونعلّق على المقترحات التي حصلت على أعلى النسب، أما البقية سوف نذكرها لكم ضمن الجدول مع نسبها. تخفيض تكاليف الزواج كان العلاج الأول، إذ حصل على نسبة 28.3% هذا العام، وفي اعتقادي بإمكاننا الاستجابة لهذا العلاج لأنه بمجرد عدم الاسراف في هذه التكاليف سوف لن يكون هناك عائق بهذا الاسم. لذا، علينا التعامل بحكمة وعقلانية في موضوع تكاليف الزواج وخطابي موجه بشكل خاص للفتيات، فهن اللواتي يتسببن في إيجاد هذه العقبة في أغلب الأحيان، وما عليهن سوى الرأفة بالشباب والتساهل معهم. علماً، نسبة هذا العلاج عام 2000 كان 11% . العلاج الثاني هو فتح المشاريع لدعم مشروع الزواج، حيث كان نسبته 27.6%. ويقصد بفتح المشاريع أي مشروع يقدم خدمة وتسهيلات للشباب والشابات الراغبين في الزواج سواء كانت هذه المشاريع مشاريع حكومية أو أهلية غير حكومية أو خيرية وبغض النظر عن نوعية الخدمة التي تقدم. فقد تكون الخدمة تقديم بعض النقود تبرعاً أو قرض لأجل طويل الأمد أو بناء شقق وتمليكها بأسعار مناسبة أو للايجار وبأسعار رمزية وغيرها من الخدمات ...الخ. وأن نسبة هذا العلاج عام 2000 كان 1% وفي اعتقادي ارتفاع مؤشر هذا العلاج يدل على توعية المجتمع والمطالبة بحقوقه. العلاج الثالث الذي لا يقل أهمية عن العلاجين السابقين هو تقليل المهر والذهب. قلنا بأن فتياتنا اليوم تتنافسن مع بعضهن البعض في ارتفاع المهور، لذا فإن أفراد العينة كانوا واعين ومدركين لهذه المسألة، ورأوا بأن تقليل المهور يعتبر جزءً من حل المشكلة، ولهذا سجّل نسبة جيدة حيث حصل على 26.7% هذا العام ولم يكن هذا العلاج نسبته قليلة عام 2000 حيث كان نسبتها 19%. وعليه، فإن حصول هذا العلاج على هذه النسب العالية في كلا العامين (2000 و2007) تدل على أهمية هذا العلاج، وعلينا السعي والعمل على تخفيضها وهذا ليس بشيء مستحيل لأنه من صنعنا وبامكاننا حله. أما العلاج الآخر الذي لا يخفى على أحد، ألا وهو فتح مشاريع الإسكان للمتزوجين الجدد. لا شكّ أنه لو كان هناك ضمان للشباب والشابات بأنه وبمجرد إبرام عقد زواجهم سوف يحصلون على شقة أو دار سواء على سبيل التمليك أو الإيجار وبسعر مناسب فإن ذلك كان سيدفعهم للزواج وعدم الامتناع عنه، لأنه وكما تبيّن لنا من خلال الاستبيانات، فإن عدم وجود السكن كان من إحدى أهم الأسباب التي أدت إلى ركود سوق الزواج. لذا ليس على الخيرين والحكومة سوى القيام بمشاريع الإسكان. علماً، نسبة هذا العلاج كان 4.56% ولم يكن له نسبة عام 2000 نظراً لتوفر السكن آنذاك . والعلاج المهم الآخر والذي حظي بنسبة 4.32% هذا العام وبنسبة 25% عام 2000 وهو توعية الشباب والشابات والآباء والأمهات وأوليائهم وأهلهم بمشكلة الزواج وبالعوائق التي تقع في طريق هذا المشروع المبارك (الزواج) وبيان خطرها، وبيان مقاصد الزواج وإفهامهم بعدم جواز إكراه أولادهم على الزواج بمن لايرغبون الزواج منها أو منه، وعدم الضغط عليهن في زيادة المهور والذهب وتكاليف الزواج. إضافة إلى إفهام الشباب والشابات بأن الزواج ليس عداوة وبغضاء وإنما هي مودة ورحمة وسعادة. على أن يتم هذه التوعية من خلال فتح الدورات وعقد الندوات ومن خلال جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة . وإن إجراء حملات إعلامية لتشجيع الزواج المبكر وبيان فوائده كان من ضمن المقترحات، وقد حصلت على نسبة 5% عام 2000. ورغم عدم اقتراح هذا العلاج هذا العام (2007) إلاّ أنني على يقين بأن لهذا العلاج تأثير إيجابي كبير في حل المشكلة إذا نفذ بطريقة صحيحة من قبل وسائل الاعلام المختلفة. وهناك علاجات أخرى سنذكرها لكم ضمن الجدول أدناه. علماً، النسبة المئوية الأولى هي لعام 2000م، أما الثانية فهي لعام 2007م.
1 فتح المشاريع 1% 27.6% 2 تقليل المهر والذهب 19% 26.7% 3 تخفيض تكاليف الزواج 11% 28.3% 4 عدم البحث عن الزوجة المثالية 1% 0.32% 5 إيجاد قدوات من الفتيات تزوجن بمهر وذهب قليلين، وإبراز ذلك من خلال وسائل الإعلام 4% 0% 6 الرجوع إلى الإسلام كنظام ومنهج للحياة 4% 0% 7 تحسن الحالة الاقتصادية (تقليل البطالة) 3% 2.28% 8 إقامة حفلات زواج جماعية 2% 0.32% 9 مساعدة العزاب مادياً (تبرعات) 4% 0.32% 10 الحرية في اختيار شريك الحياة 5% 1.3% 11 القضاء على الشغار 1% 0% 12 عدم جعل فقر الشاب سبباً للرفض 4% 0% 13 عدم التمسك بوظيفة الشاب 1% 0% 14 الاهتمام بأخلاق الشباب 3% 0% 15 الاهتمام بتدين الشباب 3% 0% 16 عدم الاهتمام بالجمال 2% 0.32% 17 وضع قوانين لحل هذه المشكلة 1% 0.32% 18 عدم الاهتمام بالجاه 1% 0% 19 إجراء حملات إعلامية لتشجيع الزواج المبكر وبيان فوائده 5% 0% 20 فتح دورات وندوات توعية للشباب والشابات وأوليائهم حول مفهوم الزواج وأخطار ركود سوقه وإفهامهم بعدم جواز إكراه أولادهم وتقليل المهر والتكاليف وإبراز ذلك من خلال جميع الوسائل الإعلامية 25% %4.32 21 فتح مشاريع الإسكان للمتزوجين الجدد 0% 4.56% 22 فتح مكاتب الزواج لتقريب الأفكار والمسافات بين (الشباب والشابات) 0% 0.32% 23 دعم ومساهمة الحكومة في تكاليف الزواج 0% 1.74% 24 فتح صندوق لدعم الزواج كما هو موجود في إيران 0% 0.32% 25 منح السلف للشباب عامة 0% %0.64 26 إيجاد متخصصين في هذا المجال والقيام بهذه المهام 0% 0.32%
المبحث الثالث: العلاج المقترح من قبل الباحث. الرجوع إلى الحل الاسلامي هو اقتراحنا الأول، إذ هو ليس باقتراح وإنما فرض على المسلمين، قال تعالى (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم )، فالله سبحانه وتعالى جعل رجوعنا إلى الإسلام فرضاً، وإلاّ فنحن آثمون على ذلك . العلاج الذي أرى ضرورة اقتراحه هنا بالنسبة لعائقي المهر والتكاليف هو ( فتح مشروع يسمى بمشروع تيسير الزواج ) على أن يكون له مقر خاص. ومستقل لتقديم المعونة والمساعدات المالية والمادية لأولئك الذين يرغبون بالزواج. وقد يتسائل البعض: كيف يمكن تنفيذ مثل هذا المشروع ؟ ومن أين الموارد ؟ نقول بأن الموارد ستكون كما يلي: 1. "الزكوات: حيث أجاز الفقهاء بدفع أموال الزكاة لمساعدة الشباب على الزواج ومن ضمنهم سماحة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين عضو هيئة كبار العلماء في السعودية وفضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز . 2. القرض الحسن، طويل الأجل الذي يرد في وقت يحدده المقرض. 3. التبرع بتسهيلات في الأسعار فيما هو من مستلزمات الزواج كالأثاث والقصور وملابس الأفراح وغيرها سواء كان ذلك بأسعار منخفضة أو بسعر التكلفة أو بالتقسيط وإيجار العقارات. 4. التبرع بوقف أو مشاريع استثمارية أو أراض يستثمر ريعها للمشروع " .100 5. فرض (1000) دينار من قبل الحكومة على المشتركين في الماء أو الكهرباء. وفي اعتقادي بأن هذا المبلغ الضئيل لا يضر أحداً، ولن يرفضه أحد لأنه سيكون في خدمة أولادهم عاجلاً أم آجلاً. 6. الصدقات . 7. مساعدات خاصة تقدم للمشروع من قبل الحكومة، المنظمات الخيرية، والأغنياء، وغير ذلك من الجهات. أما عن الخدمات التي تقدمها المشروع لمساعدة الزواج فسيكون كما يلي: أولاً: "مساعدات مالية: أ-هي زكاة المال لمن يستحقها على أن لا يزيد على مبلغ معين . ب-قروض مالية يسدد على أقساط شهرية تقدر حسب راتب المقترض وظروفه، وأيضاً لا يزيد هذا القرض على مبلغ معين . ثانياً: مساعدات عينية: أ- تقديم قصور مخفضة وبأسعار مناسبة للشباب . ب- تقديم أثاث مخفض وبأسعار مناسبة للشباب . ج- إعارة بعض مستلزمات الزواج كالثياب والحلي . . . . د- إعارة المطابخ للولائم . هـ- مخاطبة أصحاب الشقق لتخفيض الايجارات للشباب المتزوجين حديثاً وغيرها . شروط الحصول على المساعدة والقروض: لا بد من وضع شروط خاصة لطالب المساعدة وأخرى لطالب القروض، وفق ما يراه المشروع على أن يكون شروط عادلة، ونقترح بالنسبة لشروط طالب المساعدة ما يلي: 1. أن يكون مستحقاً للمساعدة . 2. أن لا يزيد راتبه عن مبلغ معين يحدده المشروع . 3. أن يكون زواجه لأول مرة أو يكون أرملاً . 4. أن تكون إقامته في مدينة دهوك، إذا كان المشروع خاص بمركز المحافظة. 5. لم يسبق له الاستفادة من المشروع . 6. ألا يكون قد مضى على عقد زواجه أكثر من سنة ولم يدخل بأهله. 7 .ألا يتضمن زواجه مخالفة شرعية" .101 وهنا لا بدّ أن أشير إلى أن هناك عدد لا بأس به من تلك المشاريع في السعودية وقد حققت إنجازات عظيمة في هذا المجال، فرئيس المشروع الخيري للزواج بجدة يصرح لمجلة المستقبل عن الإنجازات التي حقققها المشروع منذ إنشائه قبل أحد عشر عاماً وحتى اكتوبر عام 1999 بأنه تم تزويج أكثر من (15.500) شاب وفتاة. أما الدكتور عبد العزيز السعود المسؤول عن المشروع الخيري لمساعدة الشباب على الزواج بالرياض يصرح بأن عدد المستفيدين من المشروع منذ قيامه إلى نهاية عام 1419هـ أكثر من (3200) مستفيد، ويقول بأنه ما زال هناك الكثيرون في قائمة الانتظار. وتجدر الإشارة هنا، بأن حكومة العراق غير مغفلة عن هذا الموضوع، ففي جريدة نداء الرافدين التي تصدر في العراق وفي عددها (94) جاء فيها بأن مصرف الرشيد ببغداد تقدم قروض مالية للزواج وشراء دور السكن للشباب الراغبين بالزواج، ودون تفرقة بين المواطنين أي أنها مفتوحة لجميع المواطنين وفق شروط معينة، وهذا كان آنذاك وأما الآن فتوجد ما يسمى بسلفة الزواج حيث تعطي حكومة إقليم كوردستان مبلغ (1.000.000) دينار للمتزوجين الجدد ويدفع لهم بمجرد إبرام عقد زواجهم في المحكمة وإبراز نسخة منه للجهة المعنية، وهذا شيء جيد ولكن المبلغ ضئيل جداً وفق اعتقادي .
عائق الدراسة : بيّنا سابقاً بأن هذا العائق يرجع إلى ثلاثة أسباب وهي: 1. مشكلة المال والنفقة: اقتراحنا لهذا العائق هو إذا كان الولي ميسوراً فإنه ليس هناك مشكلة لأن الولي مجبر بالنفقة على ولده كما بينا ذلك في الحل الاسلامي، أما إذا كان الولي غير ميسور فنقترح بأن يكون هناك مشروع تقديم مساعدات للمتزوجين من الطلبة كالمشروع السابق الذكر للمهر والتكاليف. 2. الزواج مشغلة عن الدراسة: حجة لا قيمة لها وما يؤيد ذلك هو: أ- أن العديد من الطلاب تزوجوا وأن حالهم قد تحسن وأصبح حياتهم أكثر سعادة وبهجة، ومنهم الدكتور عبدالله ناصح علوان يقول (قبل إتمام تحصيلي في الأزهر الشريف كنت ممن يقول أن الزواج مشغلة كبرى عن الدراسة، وعقبة كؤود في صرف المتعلم عن التعليم، ولكن حين تزوجت قبل إنهائي للدراسة بعامين تقريباً غيرت رأيي السابق ووجدت أن الزواج من أكبر العوامل التي تهيء لطالب العلم الجو الفكري والاستقرار النفسي والحياة الهانئة السعيدة ) .102 ب - نقلت جريدة الأحد اللبنانية في العدد (650) عن الباحثة الاجتماعية (مرغريت سميث ) حديثاً قالت فيه: (أن الطالبة لا تفكر إلا بعواطفها والوسائل التي تتجاوب مع هذه العواطف وأن أكثر من 60% من الطالبات سقطن في الامتحانات وتعود أسباب الفشل إلى أنهن يفكرن في الجنس أكثر من دروسهن وحتى مستقبلهن .. وأن 10% فقط منهن ما زلن محافظات) .103 3. الخجل في مصارحة الأهل: ليس لدي ما اقترحه سوى أن أنصح الأولياء بتقوى الله في تربية أولادكم وعلموهم الصراحة والجرأة . الإرواء الغريزي الغير المشروع: أقترح بأن تقوم الحكومة بما يلي: 1. منع الأسواق والمكتبات من بيع المجلات والجرائد التي تنشر الصور والقصص السكسية التي تحرض الشباب على الانحراف، وكذلك منع الإذاعات والتلفزيونات من بث الأغاني الخليعة والألحان المثيرة والأفلام الماجنة. 2. البحث وملاحقة ممن يتعاطون البغاء السري ومعاقبتهم قانوناً. 3. قيام وسائل الإعلام بواجب وطني وديني مقدس وهو تحذير الأمة على اختلاف مستوياتها من مغبة الوقوع في الزنا وما يترتب عليها من أخطار اقتصادية وأخلاقية ونفسية وصحية . نضيف إلى ما سبق، أن يكون هناك استنكار قوي من مختلف فئات المجتمع وبالأخص العلماء والأحزاب السياسية لأنهم أولى من غيرهم ومسؤليتهم أشد أمام الله سبحانه وتعالى والشعب، قال تعالى (وقفوهم إنهم مسؤولون).104 "فالمفكرون الغربيون يؤلفون الكتب ويدبجون المقالات الكثيرة، يحذرون فيها أمم الغرب كلها، من هذه المهلكات المدمرات التي ستحطم أمم الغرب تحطيماً لا يبقي ولا يذر، بسببب التسيب الكبير من قيود الخلق الرفيع والحشمة والنقاء الذي تقوم به السينما والتلفزيون والجرائد والمجلات ووسائل الإعلام ".105 وأن الأطباء الأمريكين الذين في قلوبهم شيء من الرحمة والإنسانية ينادون البلاد الآسيوية ويحذرونهم من تقليد الغرب في مجال الأخلاق والقيم الاجتماعية، ويذكرون أن الشرق سيكون أسوأ حالاً وأبشع منظراً من الغرب إذا سار الشرق على خطى الغرب. ولهذا نجد بأن جميع الطبقات من الشعب الأوربي بدأوا بمحاربة هذا الفساد الموجود بينهم، فقد نقلت جريدة (الأخبار) القاهرية في عددها الصادر في 24-4-1965، أنه في السويد "خرجت النساء السويديات في مظاهرة اشترك فيها نحو 100.000 امرأة احتجاجاً على إطلاق الحرية الجنسية وتدهور القيم الأخلاقية وفي ( كوبنهاكن ) – عاصمة الدانمارك – قامت تظاهرة نسائية واسعة سنة 1970 اشترك فيها عدد كبير من الفتيات وطالبات الجامعة. ومن هتافاتهن ولافتاتهن التي هتفن بها وحملنها: - اعيدوا إلينا انوثتنا . - نرفض أن نكون سلعاً لتجارة الإباحية . - سعادتنا لا تكون إلا في المطبخ . - إننا نرفض الإباحية " .106 "أما في بريطانيا فإن مجموعة من الطالبات بجامعة اكسفورد قمن بمظاهرة خوفاً من السماح بالاختلاط في إحدى كلياتهن بالجامعة !"107 أما في أمريكا فإن مديرة إحدى المدارس تقول: " أرفض مسألة الاختلاط في المدارس والمعاهد والجامعات لعدة اعتبارات منها ما هو ديني ومنها ما يتعلق بمسألة التحصيل الدراسي لأن المرحلة السنية (18-22) حرجة جداً، ومعروفة بان الذكر يميل إلى الانثى والعكس"108 وفي نفس الموضوع أي الاختلاط نشرت الطبيبة ( ماريون هيليارد ) مقالاً عنيفاً ضد الاختلاط بين الجنسين وهي تقول: ( إني لا أستطيع أن أسلم كطبيبة بأن العلاقات الطاهرة ممكنة بين رجل وامرأة ينظران برضاهما وقتاً طويلاً ). أما رؤساء الدول الأوروبية، فعندما سئل المارشال ( بيتان) رئيس جمهورية فرنسا يوم تحطيم خط (ماجينو) تحطيماً لم يتوقع أحد قال: ( إن الذي هزم فرنسا أنها تسلحت بالحديد والنار ولم تتسلح بالأخلاق الفاضلة ).109 أما الرئيس الأمريكي السابق ( كندي) فإنه صرح سنة 1962: " أن أمريكا في خطر شديد وان هذا يرجع إلى انحلال أخلاق الشباب الأمريكي وتسيبهم من كل القيود الأخلاقية وانغماسهم في الشهوات إلى الأذقان. الأمر الذي جعل بين كل سبعة شباب يتقدمون للتجنيد ستة منهم غير صالحين"110، وربما قد يتسائل: لماذا كل هذه المحاربة من الغرب تجاه الإباحية وللعلم إنهم هم الذين بدأوا بها وروجوا سوقها ؟ الجواب يكون كما يلي: 1. "لأن المرأة الغربية أصبحت تتخذ وسيلة وبضاعة للكسب المادي، فهناك 200 شركة جنسية تتخذ من المرأة بضاعتها بصور مختلفة في أمريكا والرئيس الأمريكي ( نيكسون ) نفسه يعلن أن أرباح التجارة بالمرأة قد عادت على أصحابها أكثر من ملياري دولار في عام 1927 " .111 2. انتشار الأمراض الجنسية الفتاكة كالايدز والزهري . 3. انتشار اللقطاء، ففي إحصائية لمدينة نيويورك عن الأولاد الغير الشرعيين وجدوا " بأن أكثر من ثلث مواليد 1983 هم أطفال غير شرعيين أي أنهم ولدوا خارج النطاق الشرعي أي الزواج، وأكثرهم ولدوا لفتيات في ( 19 ) من العمر ودونها وعددهم ( 112.353 ) طفلاً أي 37% من مجموع مواليد نيويورك " .112 4. نشرت صحيفة ( الهيرا لاتربون ) في عددها الصادر 29-6-1979 ملخصاً لأبحاث قام بها مجموعة من الأخصائيين الأمريكيين حول ظاهرة غريبة ابتدأت في المجتمعات الغربية بشكل عام وفي المجتمع الأمريكي بشكل خاص وهي ظاهرة النكاح من المحرمات، يقول الباحثون " أن هذا الأمر لم يعد نادر الحدوث وإنما هو منتشر لدرجة يصعب تصديقها، فهناك عائلة من كل عشر عائلات أمريكية يمارس فيها هذا الشذوذ، والأغرب من هذا أن الغالبية العظمى من الذين يمارسون هذه العلاقات الشاذة مع بناتهم وأولادهم أو بين الأخ وأخته أو بين الأبن وأمه هم من العائلات المحترمة وأن حالة واحدة من بين عشرين حالة هي التي تصل إلى القضاء أو إلى الدوائر الطبية ومعظم هذه الحالات هي حالة اعتداء الأب على ابنته".113 لهذا السبب تم تشكيل جمعيات لرعاية الشاذين جنسياً في أمريكا البالغ عددهم (17) مليون شاذ جنسي وفي مدينة لوس انجلوس فقط وصل عددهم إلى حوالي 300.000 شاذ جنسي.114 نقول إذا كان الغرب يحارب الفساد، فلماذا نحن لا نحارب؟ والأعجب من ذلك هو نحن نشجع اللاأخلاقية والخلاعة والفسق والفجور باسم الحرية الشخصية، بل نقدم برامج حول كيف يقي من يمارسون الرزيلة أنفسهم من الأمراض الجنسية، ويقدمون لهم النصائح، وهذا ما كنت شاهدته على إحدى TV المحلية بالتحديد ليلة يوم 26/4/2007، أقول لقد حلت بنا الكارثة ونحن بانتظار الآثار المدمرة ؟! ضعف الوازع الديني. نقترح ما يلي: 1. "أن يتحقق الآباء والمربون وكل المشرفين على تربية الجيل بالمكارم الدينية، والأخلاق الإسلامية حتى يكون للأبناء أسوة ولغيرهم قدوة. 2. أن يقف العلماء والدعاة إلى الله والجماعات الإسلامية صفاً واحداً في بث الروح الدينية والعقيدة الإسلامية في نفوس الأمة وابناء الجيل لما لهذا التوجيه والتوعية من أثر كبير في تربية الفرد وإصلاح المجتمع . 3. أن تجند القوى العاملة للإسلام في افتتاح مسارح للتمثيل الهادف ودور لعرض الأفلام التاريخية والتوجيهية، يكون من أول أهدافها تقوية الوازع الديني في نفوس الشباب وإظهار الأمجاد الإسلامية بمظهرها اللائق في الأوساط الثقافية والشعبية . 4. السعي لدى وزارات الترببية في كل بلد إسلامي، مضاعفة ساعات التربية الإسلامية في كافة مراحل التعليم، لما للتربية الإسلامية من أثر فعال في إصلاح أخلاق الجيل، وتنشئة الأمة على الإيمان بالله ومراقبته في السر والعلن. 5. السعي لدى الشركات والمؤسسات والمدارس والسكنات لتشجيع العمال والموظفين والطلاب والجنود على إقامة الصلاة في أوقاتها في دوائرهم وأماكن أعمالهم لما للصلاة من ثمرات تهذيبية وخلقية وفوائد صحية ونفسية واجتماعية " .115 قلة الأجور وغلاء المعيشة: هنا أقول ليس هناك حل إلا بتدخل الحكومة في ذلك، كيف؟ على وزارة العمل أن يشكل لجان خاصة لتحديد أجرة العامل اليومية، بحيث تكفي تلك الأجرة لاحتياجات اسرته اليومية، على أن تحدد الأجرة وفق نوعية العمل الذي يقوم به العامل، وبعد ذلك أن يعلن تلك الأجور المحددة من قبل اللجنة المختصة للجهات المسؤولة ولأبناء المجتمع بعد تصديقها من قبل الوزارة. ولمعرفة مدى التزام أرباب العمل بتلك الأجور أن يزور لجان خاصة أماكن العمل بشكل مفاجئ، والسؤال من العاملين هناك عن أجورهم التي تدفع لهم من قبل أرباب العمل، ومعاقبة كل رب عمل يخالف التعليمات بعقوبات قاسية كي يكون ردعاً للآخرين، وكذلك معاقبة كل عامل يخفي الحقيقة. أما بالنسبة لرواتب الموظفين فإنها بيد الحكومة وعليها دفع راتب مناسب بحيث يسمح للموظف بأن يعيش حياة كريمة سعيدة . شروط الأبوين والعشيرة: ليس لدي اقتراح بالنسبة لهذا العائق وإنما أنصح الأولياء بما يلي: 1. الدكتور نصر فريد يقول: ظاهرة الزواج بالإكراه خطر ويهدد بنيان المجتمع لما يتركه من آثار خطيرة على طبيعة ومستقبل العلاقة بين الزوجين، وأكد بأن أقوى الأسباب الذي يدفع بعض الآباء من تزويج أبناءهم أو بناتهم ممن لا يرغبون الزواج منه وخاصة في القرى هو جهلهم بالحكم الشرعي. 2. الشيخ عبدالغفار يقول: لا تجعلوا القرابة عاملاً أساسياً في اختيار الزوج . 3. المستشار الفقهي والقانوني عبدالرحمن القاضي، يتحدث عن الزواج القسري في المغرب ويقول: بأن القانون فتح المجال أمام الزوجة بالإدعاء بأن الزواج وقع عليها دون إرادتها وموافقتها وإذا أثبت ذلك أمام القضاء فإن القاضي يبطل عقد زواجها . 4. الدكتور أحمد الدريويس وكيل قسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، هو أيضاً يتحدث عن الزواج القسري ويقول: للبنت اختيار زوجها وشريك حياتها برغبتها ولا تجبرها على الزواج بمن لا تريده ويجب أخذ اذنها ورضاها إذا كانت بالغة عاقلة وبعد ذلك يتولى الولي الشرعي بمباشرة العقد وأنه على الزوج والخاطب أيضاً إذا عرف أن المخطوبة لاتريده لأي سبب كان أن لا يقدم ويصر في هذا الزواج وإن تساهل معه الأب وزعم أنه أخذ الأذن من ابنته ولم يجبرها على ذلك .116 وأخيراً نقول:"أن البكر البالغة العاقلة الرشيدة لا يتصرف أبوها في أقل شي من ملكها إلا برضاها ولا يجبرها على إخراج اليسير منه بدون رضاها، فكيف يجوز أن يسرقها ويخرج بعضاً منها بغير رضاها إلى من يريده هو، وهو من أبغض شي اليها، ومع هذا فينكحها إياه قهراً بغير رضاها إلى من يريده ويجعلها أسيرة عنده كما قال صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الله في النساء فإنهن عوان عندكم )، ومعلوم أن إخراج مالها كله بغير رضاها أسهل عليها من تزويجها بمن لا تختاره بغير رضاها"117. عدم الرغبة في التعدد: الاقتراح الذي أطرحه بالنسبة لهذه العقبة، هي أن تشجع الحكومة الرجال والنساء على التعدد وذلك من خلال: • وسائل الإعلام. • إقامة ندوات وإلقاء محاضرات حول هذا الموضوع. • أن تقدم حوافز مادية لأولئك الذين يتعددون الزوجات وخاصة لأولئك الذين يتزوجون بالنساء اللواتي استشهد أزواجهن أو المفقودين في حملات الأنفال لأن عددهن كبير ولا سبيل لعلاجها إلاّ بالزواج والتعدد. وهنا أود طرح بعض التساؤلات: لماذا نحن المسلمون ابتعدنا عن التعدد وقد شرعه الله لنا، ونقلد الغرب ونجعل التعدد حرام علينا ؟ أ نريد أن نهلك كما هلك الآخرون ؟ فالديانة اليهودية تروي لنا عن العهد القديم بأن سليمان عليه السلام قد جمع 700 سيدة و300 جواري، وأن الشريعة البابلية والآشوريين وحمورابي كلهم عرفوا التعدد، وكذلك الحال بالنسبة للحضارة الفارسية والهندية، أما في الصين فإن شريعة (ليكي) سمحت بتعدد الزوجات إلى (130 ) إمراة وكان عند أحد أباطرة الصين نحو ( 30 ) ألف امرأة118. فاذا كانت هذه الحضارات البدائية كما نسميها عرفت التعدد لضرورتها، فلماذا لا ندرك نحن هذه الحقيقة، رغم أن التعدد الذي ندعوا اليه هو تعدد مشروط أي له شروط محددة وليس كتلك الحضارات السابقة التي لم تكن تعرف أية شروط. بعد هذا العرض لنتابع أخبار وأحوال الدول العلمانية حول هذا الموضوع. فالدول العلمانية التي تحارب التعدد تسمح بها عن طريق لا أخلاقي ولا إنساني ألا وهو عن طريق الصديقات والخليلات، وأنه غير مقتصر على أربع فقط بل العدد غير محدود وأن هذا لا يقع علناً ويفرح به الأسرة والأصدقاء والأقارب وإنما يقع سراً لا يعرفه أحد. فهذا تعدد دون أن يسمى بتعدد الزوجات وإنها لخال من كل تصرف أخلاقي، وأدناه بعض الأمثلة: 1. 75% من الأزواج يخونون زوجاتهم في أوربا119. 2. "الحديث الصحفي التي أدلت به السيدة (نيفين ارجونر ) زوجة رئيس مرفق الحياة باسطنبول في عام 1994 لإحدى الصحف التركية ومن بعدها لإحدى محطات التلفزيون، كشفت فيه النقاب عن العلاقة الغير المشروعة بين زوجها وسكرتيرته وأن زوجها قد طلب منها الموافقة على الطلاق مقابل دفع مبلغ يعادل ربع مليون دولار لكي يستطيع التزوج من سكرتيرته التي يعشقها" 120. 3. العلاقة الغير المشروعة للرئيس الأمريكي بيل كلنتون مع مونيكا لوينسكي التي كانت لها صدى واسع جداً في الأجهزة والوكالات الإعلامية العالمية. العلاج والحل: العلاج والحل سيكون من قبل أولئك الذين حرموا التعدد، فماذا قالو بعد أن ذاقوا طعم تحريم التعدد: أ. "في سنة 1531 نادى اللامعمدانيون في مونستر صراحةً بأن المسيحي ينبغي أن يكون له عدة زوجات. ب. مورمون: يقول بأن تعدد الزوجات نظام إلهي مقدس . ت. أما العالم الفاضل ( تومس ) فإنه رأى الداء ووصف الدواء الكامل وهو الإباحة للرجل أن يتزوج بأكثر من واحدة (وبهذه الواسطة يزول البلاء لا محال وتصبح بناتنا ربات البيوت، فالبلاء كل البلاء في إجبار الرجل الأوربي على الاكتفاء بامرأة واحدة )"121 ث. وفي الرابع من الشهر الثاني من عام 1988 وفي تمام الساعة 7.15 بتوقيت دمشق ذات إذاعة لندن على أن الكنيسة في أفريقيا أباحت التعدد122 انتشار البطالة : بخصوص مزاحمة المرأة أعمال الرجال: يمكن علاج هذا السبب بـ " أن يقوم العلماء والدعاة إلى الله والجماعات الإسلامية المخلصة بدورهم الكبير في تحذير الأمة على اختلاف أصنافها مغبة هذه المزاحمة وما ينتج عنها من آثار سيئة ونتائج وخيمة في الفرد والمجتمع وما تؤدي إلى نكسة أليمة في الأخلاق والاقتصاد وما يتسبب عن طريقها من انتشار للبطالة في عنصر الرجال وزج المرأة في وظائف وأعمال ليست من اختصاصها ولا تتفق مع وظيفتها الطبيعية التي خلقت من اجلها"123، ولا شكّ أن للحكومة دور كبير في القضاء على هذه المشكلة إذا ما قامت بها. فإذا كانت الحجة التي يتعلل بها البعض أن تشغيل المرأة يحقق لها دخلاً تشارك به في النفقة على الأسرة وتساعد به زوجها فلم لا تقوم الحكومات في هذه الدول بزيادة راتب الزوج بما يغنيه عن خروج زوجته للعمل ؟ ولم لا يكون لزيادة الأولاد نسبة مالية يأخذها الموظف بحسب كثرة عدد أولاده وقلتهم متأسين في ذلك بسياسة عمر بن الخطاب في عصر خلافته الراشدة ؟"124. وننادي السيدات لماذا هذه المزاحمة ؟ وأنتن أصلاً غير مطالبات بالانفاق على الأسرة فلو كان كذلك لأمركم الله به قال تعالى ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من اموالهم )125. لكن ما نراه اليوم من هذه المزاحمة هي نتيجة لاقتدائكن بالغرب وهتافاتهم بحقوق المرأة أو من اقتدائكن بالنساء اللواتي خدعن بالغرب وهن بنات أسر مسلمة، ولهذا أردنا أن يكون الناصح الامين لكن هم أنفسهم بعد أن عانوا مآسي هذه المزاحمة: 1. "الفيلسوف الروسي ( تولستوي ) يقول: على الرجل أن يكد ويشتغل وما على المرأة إلا أن تقيم في البيت لأنها زوجة أو بعبارة أوضح لأنها إناء لطيف سريع الإنكسار. 2. الدكتورة ( ايرايلين ) تقول: أن سبب الأزمات العائلية في أمريكا وسر كثرة الجرائم في المجتمع هو أن الزوجة تركت بيتها لتضاعف دخل الأسرة فزاد في الدخل وانخفض مستوى الأخلاق، ثم قالت: أن التجارب أثبتت أن عودة المرأة إلى الحريم هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ الجيل الجديد من التدهور الذي يسير فيه "126. 3. "( مارلين مورو ) وهي أشهر ممثلة إغراء تقول في رسالتها التي كتبتها عند انتحارها: ( إني أتعس إمرأة على هذه الأرض لم أستطيع أن أكون أماً، إني أمرأة أفضل البيت والحياة العائلية الشريفة الطاهرة بل أن هذه الحياة العائلية لهي رمز المرأة لقد ظلمني الناس وأن العمل في السينما يجعل المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة) . 4. الممثلة الأمريكية (بربارة سترياند) قالت في آخر مقالة لها: لقد بدأت أتأكد من أن أشياء كثيرة تنقضي أهتممت أكثر مما يجب بحياتي الفنية ونسيت حياتي كأمرأة مما جعلني اليوم أحسد النساء اللواتي عندهن الوقت الكافي للاعتناء بأزواجهن وأطفالهن، والحقيقة أن النجاح والشهرة لا معنى لهما في غياب الحياة العائلية حيث تشعر المرأة انها امرأة "127 5. "في استفتاء على النساء الأمريكيات تبين أن 80% يعتقدن أن من أبرز النتائج التي ترتبت على التغير الذي حدث في دورهن بالمجتمع وحصولهن على الحرية إنحدار القيم الأخلاقية لدى الشباب . 6. وفي استفتاء آخر أجريت على ( 4000 ) إمرأة في أمريكا تبين أن 87% من اللواتي شاركن في الاستفتاء قلن، لو عادت عجلة التاريخ إلى الوراء لأعتبرنا المطالبة بالمساواة بين الجنسين مؤامرة اجتماعية ضد الولايات المتحدة ولقاومنا اللواتي يرفعن شعاراتها"128 أما فيما يتعلق بعامل التربية المنحرفة، فأنصح الأولياء ( اتقوا الله في أولادكم وربوهم أفضل تربية ). كما وأعتقد أن استيراد الأيدي العاملة سواء من خارج الإقليم إلى الداخل أو من منطقة إلى أخرى داخل الإقليم نفسه وكذلك التطور التكنولوجي، اعتبرهما سببين آخرين من الأسباب التي تؤدي إلى انتشار البطالة. وأن حل هذين السببين مكفولان بتدخل الحكومة للقيام ببعض الإجراءات كي تحل المشكلة.
الخاتمة بعد هذا العرض الطويل لهذه المشكلة تبين لنا بأنه فعلاً توجد هناك مشكلة تسمى بمشكلة الزواج. وأعتقد بأني قد استعرضت الموضوع بشكل مفصل ومطول ودخلت جزئيات الموضوع وكشفت جميع حقائقها بحيث جعلت الموضوع واضحاً للجميع كالشمس في السماء الصافي وبينت ووصفت العلاج والمقترحات المستمدين من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة والدراسة الميدانية لحل المشكلة. وفي النهاية نرفع أيادينا إلى السماء ونسأل العلي القدير بأن يوفقنا للعمل بكتابه العزيز وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم المطهرة وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يجعل عملنا هذا في ميزان حسناتنا يوم القيامة والله الموفق .
الهوامش - الدكتور عبد الكريم الزيدان ، المفصل في احكام المرأة وبيت المسلم في الشريعة الإسلامية ، ط3 ، 2000 ، مجلد6 ، ص 9 _ 10 . 2 - الدكتور عبد الله ناصح علوان ، آداب الخطبة والزفاف ، ط 3 ، 1985 ،ص61 . 3 - قانون الأحوال الشخصية وتعديلاته رقم 188 لسنة 1959 ، ط 6 ، 1991 ، ص 25 . 4 - الدكتور عبد الله ناصح علوان ، الإسلام والجنس ، ط 4 ، 1991 ، ص 7 . 5 - دكتور عبدالكريم زيدان ، المصدر السابق ، ص 12 . 6- سورة النحل : آية 72 . 7 - د.عبدالكريم زيدان، المصدر السابق،ص 11-12. 8 - سورة الروم،اية 21. 9 _ الدكتور عبد الكريم الزيدان ، المصدر السابق ، ص 11 _ 12 . 10_ المصدر نفسه. 11 - شيخ محمد بن صالح العثيمين ،الزواج ،ط2 ، 1410هجرية،ص27. 12 – المصدر نفسه. 13- دكتور عبدالله ناصح ، عقبات الزواج ، ص 14 _ 16 . 14-المصدر نفسه. 15- مجلة المستقبل الإسلامي ، العدد 98 ، اكتوبر1999 ، ص 18 . 16 - إبراهيم نعمة ، أخلاقنا أو الدمار ، ط 3 ، 1986 ، ص 36 . 17- الدكتور . عبد الله ناصح ، عقبات الزواج ، المصدر السابق ، ص 59 18- إبراهيم نعمة ، المصدر السابق ، ص 31 – 32 . 19- مجلة المجتمع ، العدد 1389 . 20- دكتور عبد الله ناصح ، الإسلام والجنس ،المصدر السابق ، ص 22 . 21- جمال محمد فقي رسول الباجوري ، المراة في الفكر الإسلامي ، ج 1 ، 1986 ، ص 148 . 22- مجلة الدعوة ،العدد 78 ، أكتوبر 1998 ، ص 44 . 23- جريدة شرق الأوسط ، العدد الصادر بتاريخ 15 _ 7 _ 1979 . 24- دكتور . عبدالله ناصح ، عقبات الزواج ، المصدر السابق ، ص 639 _ 140 25- جمال محمد ، المصدر السابق ، ص 20 – 24 – 25 . 26- د . عبدالله ناصح ، المصدر السابق (( عقبات الزواج )) ص 40 . 27- مجلة المجتمع ، العدد 1400 ، ص 5 . 28- نبذة من سير الصحابيات ، ط1 ، 1413 هـ ، ص 12 . 29- مصطفى حسن، محاضرة بعنوان عقبات الزواج القيت في جامع الإمام حمزة بدهوك . 30- د. عبدالله ناصح ، عقبات الزواج ، المصدر السابق ، ص 53 . 31- مجلة المرأة ، يعدها سكرتارية الاتحاد الإسلامي لأخوات كردستان ، العدد 3 ، ص 7 32- د . عبدالله ناصح ، عقبات الزواج ، المصدر السابق ، ص87 _ 88 . 33- المصدر نفسه، ص 71 _ 78 . 34- جمال محمد الباجوري ، المصدر السابق ، ص 30 . 35-د . أحمد بن محمد ، المرأة المسلمة في منزلها ، ط 1 ، 1414 هـ ، ص 52 36- د . عبدالله ناصح ، عقبات الزواج ،المصدر السابق ، ص 73 . 37- د . عبدالله ناصح ،مسؤولية التربية الجنسية ، ط 5 ، 1993 ، ص 58 _ 59 . 38- ابراهيم نعمة ، المصدر السابق ، ص 38 . 39-د . يوسف القرصاوي ، مركز المرأة في الحياة الإسلامية ، ط1 ، 1996 ، ص 72 . 40- إبراهيم نعمة ، المصدر السابق ، ص 11 . 41- مجلة المجتمع ، الاعداد 1359 ، 1404 . 42- إبراهيم نعمة ، المصدر السابق ، ص 15 _ 16 . 43- د . عبدالله الناصح ، عقبات الزواج ، ص 76 _ 77 . 44- المصدر نفسه. 45 - إبراهيم نعمة ، المصدر السابق ، ص 37 . 46 - د . يوسف القرضاوي ، المصدر السابق ، ص 57 . 47- د . عبدالله ناصح ، عقبات الزواج ، ص 107 _ 108 . 48- المصدر نفسه. 49-المصدر نفسه. 50- المصدر نفسه، ص 59 . 51- المصدر نفسه، ص 65 _ 66 . 52- د . عبدالكريم زيدان ، المصدر السابق ، ص 341 . 53- الشيخ محمد بن صالح ، المصدر السابق ، ص 16 . 54- سورة أنفال : آية 27 . 55- د . عبدالله ناصح ، عقبات الزواج ، ص 38 . 56- سورة النساء : آية 19 . 57- الشيخ محمد بن صالح ، المصدر السابق ، ص 14 . 58- جريدة شرق الأوسط ، العدد 7504 الصادر الثلاثاء 15 _ 6 _ 2000 . 59- د. عبدالكريم زيدان ، المصدر السابق ، ص 357 . 60-المصدر نفسه. 61- المصدر نفسه، ص 358 _ 359 . 62- المصدر نفسه، ص 54 – 55 . 63- د . عبدالله ناصح ، المصدر السابق . ص 142 . 64- ســورة النسـاء : آية 3 . 65- د . عبدالكريم زيدان ، المصدر السابق ، ص 289 _ 290 . 66- المصدر نفسه. 67- المصدر نفسه. 68- جمال محمد الباجوري ، المصدر السابق ، ص 148 _ 152 . 69- د . عبدالكريم زيدان ، المصدر السابق ، ص 291 . 70-جمال محمد الباجوري ، المصدر السابق ، ص 148 _ 152 . 71- المصدر نفسه. 72-د . عبدالله ناصح ، عقبات الزواج ، ص 42 _ 45 . 73- المصدر نفسه. 74- الشيخ محمد بن صالح ، المصدر السابق ، ص 35 . 75- نبذة من سير الصحابيات ، المصدر السابق ، ص 12 . 76- صحيح البخاري ، ج 3 ، 1987 ، ص 251 – 252 . 77-د . عبدالله ناصح ، عقبات الزواج ، ص 55 ـ 56 . 78- صحيح بخاري ، المصدر السابق ، 254 _ 255 . 79- المصدر نفسه. 80- المصدر نفسه. 81- د . عبدالله ناصح ، عقبات الزواج ، ص 56 ـ 57 . 82- المصدر نفسه، ص 90 . 83- المصدر نفسه، ص 92 . 84- المصدر نفسه، ص 93 _ 94 . 85- المصدر نفسه. 86- المصدر نفسه. 88- مجلة المجتمع ، العدد 1397 ، ص 60 . 89- جمال محمد الباجوري ، المصدر السابق ، ص 40 . 90- د. عبدالله ناصح ، المصدر السابق ص 111 ـ 113 . 91- سورة الاحزاب : آية 33 . 92- الشيخ النووي ، مختصر رياض الصالحين ، ص 221 . 93- د. يوسف القرضاوي ، المصدر السابق ، ص 194 . 94- المصدر نفسه، ص 162 ـ 163 . 95- د. عبدالله ناصح ، عقبات الزواج ، المصدر السابق ، ص 118 . 96 - المصدر نفسه، ص 124 ـ 131 . 97- الشيخ النووي ، المصدر السابق ، ص 221 . 98- سورة النور : آية 30 ـ 31 . 99- إبراهيم نعمة ، المصدر السابق ، ص 52 ـ 56 . 100 - مجلة المستقبل الاسلامي ،العدد 98 ، ص 18-19 . 101- المصدر نفسه ، ص 19-23 . 102- عقبات الزواج ، المصدر السابق ، ص 63 . 103- الاسلام والجنس ، المصدر السابق ، ص24 . 104- عقبات الزواج ، المصدر السابق ، ص81-84 . 105- ابراهيم نعمة ، المصدر السابق ، ص 45-46 . 106- المصدر نفسه، ص 48-49 . 107- مجلة المجتمع ، العدد 1397 ، ص46 . 108- مجلة المجتمع ، العدد 1377 . 109- ابراهيم نعمة ، المصدر السابق ، ص 48-49 . 110- المصدر نفسه ، ص 41 . 111- المصدر نفسه. 112- د . يوسف القرضاوي ، المصدر السابق ، ص 61 . 113- الاسلام والجنس ، المصدر السابق ، ص 27 . 114- ابراهيم نعمة ، المصدر السابق ، ص30-31 . 115- عقبات الزواج ، المصدر السابق ، ص142 . 116- جريدة شرق الاوسط،العدد 7504، 15-6-1999. 117- جمال محمود، المصدر السابق،ص 142-144. 118- يوسف القرضاوي ،المصدر السابق، ص129. 119- د.شوقي ابو خليل، تحرير المرأة ممن؟وفيم حريتها؟طبعة الاولى1998، ص52. 120- مجلة الدعوة ،العدد78،اكتوبر،ص 44-45. 121- جمال محمد، المصدر السابق،ص 145-149. 122- د . شوقي ابو خليل ، المصدر السابق ، ص 71 . 123- عقبات الزواج،المصدر السابق،ص 122. 124- د.عبدالله بن وكيل،تاملات في عمل المراة ،طبعة الثانية1412هـ ,ص6 125- سورة النساء:اية 34. 126- احمد بن عبد العزيز، رسالتان بالمراة ،طبعة الثانية1405هـ ،ص 17-22. 127- عقبات الزواج، المصدر السابق،ص 116. 128- مجلة المجتمع،العدد1397،ص 60.
المصادر: أولاً :- الكتب : 1. القرأن الكريم . 2. صحيح البخاري ، ج3 ، بغداد ، 1986 . 3. ابراهيم نعمة ، اخلاقنا او الدمار ، ط3 ، موصل ، 1986 4. احمد بن عبد العزيز ، رسالتان بالمرأة ، ط2 ، 1405 هـ 5. د.احمد بن محمد ، المرأة المسلمة في منزلها ، ط1 ، 1414 هـ . 6. جمال محمد فقي رسول الباجوري ، المرأة في الفكر الاسلامي ، ج1 ، 1986 . 7. د.شوقي ابو خليل ، تحرير المرأة ممن ؟ وفيم حريتها ، ط1 ، 1998 ، من كتب دار الفكر بيروت . 8. د.عبد الكريم زيدان ، المفصل في احكام المرأة وبيت المسلم في الشريعة الاسلامية ، ط3 ، 2000 ، مجلد 6 ، مؤسسة الرسالة . 9. د.عبد الله بن وكيل الشيخ . تأملات في عمل المرأة ، ط2 ، 1412هـ. 10. د.عبد الله ناصح علوان ، اداب الخطبة والزفاف ، ط3 ، 1985 . 11. د.عبد الله ناصح علوان ، الاسلام والجنس ، ط4 ، 1991 . 12. د.عبد الله ناصح علوان ، عقبات الزواج ، ط2 ، 1978 . 13. د.عبد الله ناصح علوان ، مسؤلية التربة الجنسية ، ط5 ، 1993 . 14. الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، الزواج ، ط2 ، 1410 هـ . 15. نبذة من تاريخ الصحابيات ، سلسة كتاب الطريق إلى الجنة (7) و (8) ، ط1 ، 1413 هـ . 16. الشيخ النووي ، مختصر رياض الصالحين . 17. د.يوسف القرضاوي ، مركز المرأة في الحياة الاسلامية ، ط1 ، 1996 . ثانياً: القوانين: 1. قانون الاحوال الشخصية العراقية وتعديلاته رقم 188 لسنة 1959 ، ط6 ، 1991 . ثالثاً : المجلات : 1. الدعوة ، العدد 78 ، الصادر في اكتوبر 1998 . 2. المجتمع ، الاعداد 1359 ، 1377 ، 1389 ، 1397 ، 1400 ، 1404 . 3. المرأة ، ملف يتعلق بالمرأة ، يعدها سكرتارية الاتحاد الاسلامي لاخوات كردستان ، العدد 3 . 4. المستقبل الاسلامي ، العدد 98 ، الصادر في اكتوبر 1999 . رابعاً : الجرائد : 1. جريدة شرق الاوسط ، العددين 7504 واخر صادر بتاريخ 15-7-1979 . 2. نداء الرافدين ، العدد 94 ، التي تصدر في العراق . خامساً : المحاضرات والخطب : 1. الاستاذ عبد السلام مدني ، مشاكل الشباب ، محاضرة القيت في قاعة محمد عارف الجزيري بدهوك ، بتاريخ 18-5-2000 . 2. الاستاذ ملا مصطفى حسن ، عقبات الزواج ، خطبة ألقيت في جامع الامام حمزة بدهوك في الشهر الثامن من عام 2000 .
#اكرم_زاده_الكوردي (هاشتاغ)
Akram_Zada_Al_Kurdi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دور مجلس الأمن في حل المنازعات الدولية سلمياً دراسة في القان
...
-
الجهود الدولية لتعريف الإرهاب
-
إشكالية تعريف الإرهاب
-
بحث قانوني - حماية النساء في النزاعات المسلحة
المزيد.....
-
فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى
...
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %
...
-
نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
-
روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت
...
-
فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح
...
-
السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب
...
-
تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
-
-دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة
...
-
مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز
...
-
السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|