أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن دليلة - صباح الخير يا وطني















المزيد.....

صباح الخير يا وطني


حسن دليلة

الحوار المتمدن-العدد: 1480 - 2006 / 3 / 5 - 11:20
المحور: الادب والفن
    


صباح الخير ... أراكَ توقّفتَ عن الكتابة مبحراً في عينيك إلى الأفق البعيد منذ فترة . .. ماذا في الأمر ! . التفت الشاعر إلى يمينه ... سبحان الله . من أنت ومن أين جئت . وهل كنت تراقبينني ومنذ متى .؟. نعم ومنذ أن بدأت كتابة أولى كلماتك . غير معقول فأنا عندما جلست لم يكن أحدٌ قريب منّي ولم أشاهد أحداً .
فتاة في عمر الزهور , وجه ملائكي ، عينان زرقاوان كماء البحر ، عود الخيزران قوامها ، ممشوق قدّها ، غابت عيناه من كثرة النظر إليها ، تلبس جلباباً أسود وملاءة سوداء تغطّي رأسها ، تقف بطولها الفارع متحدّية شامخة ، نظرات ثاقبة ، أسئلة ليس لها حدود ،
كيف تجرئين على ذلك أيتها ... أكمل يا سيّدي فأنا مستمعة لما تقول وهنا ذهب الخوف عن وجه شاعرنا وأكمل " أيّتها الجميلة صاحبة القد الميّاس أيّتها القادمة من بعيد ، من خلف القضبان ، من قاع البحر ، من عين الشمس ، تمنحين الأرض نوراً من نور وجهك ، وتمنحين الوجود لحناً جميلاً من ثنا شفتيك كنت أرقب سماعه من زمان ، أيّتها القادمة من بعيد من خلف الشطئان ، من مياه البحر العميقة كحوريّة ظهرت لتهدي اليابسة من روحها ماءً رقراقاً فيخضوضر العشب وترتفع الأشجار عالية تظللّ بأغصانها كل مكان لتشرق فيه شمس الحريّة .
أكمل يا سيّدي فوالله ما شبعت من كلامك . .. ليس لديّ كلام أقوله الآن فأنا بانتظار أن تمنحيني الأمان ، ففي ذلك سلامة الأبدان .
كيف وهل أنا حاكمة هذا الزمان ...ليس هذا ما أقصده ولكنّ الحيطان لها آذان ، ، وأنتِ من أنتِ حتى ينفلت أمامك اللسان .
أنا ابنة الحريّة القادمة مع الريح من الشرق والغرب من الشمال والجنوب من أي مكان ، أنا صاحبة القد الميّاس كعود الخيزران ، لكنّه ليس للجلد وإنّما لتزيّنه بالحرير والديباج وعقد اللولو والمرجان ، أنا ابنة ملك الزمان الذي غاب ليرى ما يحدث في هذه الدنيا من زور وبهتان ، أرسلني إليك الآن عنواناً للأمن والأمان ،
أساريري انفرجت ، قلبي تفتّح كبرعم الزهر في تفتحه وعدت يافعاً لم أشعر بمرور الزمان ، تسعون عاماً وأنا بانتظارك أيّتها الحريّة القادمة من بعيد ، تسعون عاماً في البحث عنك سيراً على الأقدام ، أشبع يوماً وأجوع أيّام ، قدماي لم تعد قابلة للإهتراء فقد أصبح أسفلها كسطح الأرض غير عابىء بالشوك والحفر والقضبان ، كيف لا وانا في طريق العودة بعد أن رأيتك ماذا أقول لأمّي ، لأبي في قبورهم ، انهضوا لتروا بأم اعينكم قدوم ملائكة الرحمن في زمن النسيان .
وهنا يقف مشدوهاً يتلفّت يمنة ويسرة . من أنت هل أنت ساحرة ، إنس أنت أم جان ، ضحكت طويلاً وقالت ، هذا هو الإنسان ، نعم إنّه الإنسان الذي عمي قلبه عن مشاهدة الرحمن ، وعميت بصيرته عندما يصبح في يده السوط وعلى رأسه الصولجان ، هذا هو الإنسان الذي ملك العقل ليهدي ويهتدي ويعمّر الأرض ، وفي لحظة ما يصبح كالشيطان ، وأي شيطان يمكن أن يقوم ويعمل بما يقوم ويعمل به الإنسان على هذه الأرض ، الأرض ملك للجميع فلماذا تستأثرون بها ، هذه هي طبيعتكم أيّها البشر فكيف السبيل إليكم .
الطريق سهل ولوجها والإنسان خير كائن قادر على تعبيدها وجعلها في خدمة الإنسانيّة جمعاء للوصول إلى شاطىء الأمان ، لن نترك هذه الأرض للحاقدين العابثين يعيثون فساداً فيها ، الأنانيّة والحقد لا بد أن يزولا ليحل محلّهما الغيريّة والمحبّة ، وما ترينه اليوم لن يدوم فحركة الأرض في دوران مستمر والإنسان بعقله المعطاء يمكن أن يغيّر من طبيعتها لتكون في خدمة البشرية كل البشريّة . ولم نعدم الوسائل أيّتها الشمس التي لم تغب يوماً ولو حجبت بالغيوم والجدران . سيأتي هادي الزمان ويفتح الملفّات ويعيد الحقوق ... آه ، ولكن متى يا جميلتي ..
حان الوقت لأن أعود إلى والدي ملك الزمان ، أخبره عن حالكم ليطمئن قلبه ويرتاح فهو في الإنتظار . ها ها ها ، انتظري يا جميلتي لتري ماذا سينبئنا الصباح . فنحن الآن في عراك مع الديكة التي لم تترك لنا وقت للراحة والنوم فالديكة التي كان دورها في إيقاظنا صباحاً للذهاب إلى العمل المنتج البنّاء أصبحت اليوم ديكةٌ تؤرّقنا وتبعد النوم عن عيوننا ، تنبئنا كل يوم بشيء جديد لمصلحتنا وما أن يطل النهار حتى تأخذ ما وعدت به ، فكل الديكة أصبحت تكذب في صياحها اللهم إلاّ صيحة الغربان التي لا تترك لأولادها شيء من الطعام ..
إذن ساحرة أنت ربّما أنت جان ، جئتِ تستنطقينني وتأخذي ما في سرائري على شريط كاسيت تستخدمينه عند الحاجة للجم اللسان ، ..آه ، من هذه الدنيا التي لم تزل تلاحقني سرّاً وعلانية حتى وصل الأمر إلى جعل النيّة والكتمان جرائم يطالها القانون على أمن السلطان فإلى أين المفرّ من جور هذا الزمان ، لقد أصبحت الملاحقة مستمرّة حتى في داخل الأكفان ، يبحثون فيما قلت وفيما كتبت في قديم الزمان ويضعونه على طاولة البحث والتحقيق حتى يتم الحكم بالحرمان .
وأي حرمان تقصد أيّها الشيخ الجليل ؟.
آه ، ليس الحرمان من الحياة يا جميلتي فذلك أسهل الحرمان ، الحرمان من الحقوق المدنيّة ، الحقوق والحريّات التي منحها الله لكل المخلوقات ، الحرمان من الشمس والهواء والماء والدواء ، الحرمان من التفكير والنظر إلى الأمام ، حرمان الإنسان من إنسانيّته ولكن بالمقابل تمكينه من نعمة النسيان ، نسيان القهر والظلم ، نسيان الجوع والمرض ، وتذكيره فقط بنعمة واحدة هي تمجيد السلطان في كل وقت وزمان ،
أيّتها الجميلة القادمة من خلف الكثبان ، من خلف الشطئان ، اذهبي بعيداً ، أسرعي ، اختفي وامحي ما علق من آثارك في هذا المكان ، فلدينا مختصّون بإقتفاء الآثار ، هذا القادم من بعيد يعرف ما في السرائر والضمائر ، يعرف عن ماذا تكلّمنا ، وماذا خطّطنا معاً ، أين خبأنا السلاح لتغيير دستور البلاد وتخريب عقول العباد ، اذهبي أيّتها الجميلة فقد لا تنجي أنتِ من يد الجلاّد ، فسلاسل الحديد لم تصدأ بعد ورمل الشاطىء لم يبدأ بالذوبان ، أشعّة الشمس قادمة في الصباح ورياح الحريّة سوف تخفّف من وقع الحرائق والطوفان إلاّ على رؤوس الطغاة والطغيان، ، وغداً عندما تعودين سأناديك باسمك أيّتها الشمس القادمة من بعيد نحو الوطن ،،لا تغربي أبداً فحنيني إليك حنيني للوطن ..



#حسن_دليلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يقتل من في العراق
- مراجعة خدّام لماضيه خير له من الإجهاز على مستقبله
- هل أزهر ربيع دمشق
- رسالة إلى الدكتور عارف دليلة في سجنه


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن دليلة - صباح الخير يا وطني