|
علاج ما بعد الصدمة !؟
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 5767 - 2018 / 1 / 24 - 07:55
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
توجد مفارقة لغوية بؤرتها كلمة ( صدمة) _ بين الالتباس والخطأ ، من المهم توضيحها . بينما تشير كلمة وخبرة _صدمة_ إلى حالة حدية أو حدث مفارق واستثنائي ، ومع أنها ظاهرة إنسانية واجتماعية بمستوى حقيقة واقعية ، لكنها احتمال ثاني وثانوي لا احتمال أول ومرجح في حالة علاج ما بعد الصدمة . حيث أن ، أغلب الأفراد والمجتمعات الإنسانية يعيشون ، معظم فترات حياتهم ، بالمستوى المتوسط والأعم من حيث المصادفات السلبية أو الإيجابية . كما يتلقون خبرات حياتهم ، بالعموم ، بشكل متدرج ومنسجم من حيث القوة والشدة ، وليس بشكل دراما من المفارقات والتباينات . وينطبق هذا الأمر على أغلب المشاكل والضغوط النفسية ، التي يعاني منها البشر . بعبارة ثانية أبعد ومن الجهة المقابلة ، مع بعض التحفظ _ لا تتأثر الصحة النفسية للأفراد ، بشكل كبير ونوعي مع أوضاع الحرب والسلم أو الغنى والفقر أو درجة التعليم أو المستوى الثقافي وغيرها من السمات والمعايير الاجتماعية المتعددة . هذا موضوع أبحاث ونقاشات مستمرة ، قد يطول زمن حسمها بشكل علمي وتجريبي . فكرة الصدمة أو اللحظة الحاسمة ، التي أحاول تحديدها ، هي أقرب للتجارب المخبرية من ناحية فرادتها وضيق احتمال تواتر حدوثها وتكرارها ، منها للوقائع اليومية والاعتيادية التي يتعرض لها الجميع . بنفس الوقت ، من يعانون آثار ما بعد الصدمة ، بدون أن يكون في حياتهم الشخصية أي حدث مفارق أو خارج عن التوقع والعادة ، هم أكثر ، وأضعاف الذين تعرضوا لحالات حدية . .... الصدمة العقلية والعاطفية قد تتشكل من لحظة خارجية ومفاجئة ، أو بالعكس بشكل تدرجي وبطيء وهي الحالة الأعم واحتمال حدوثها أعلى . الصدمة والعادة الانفعالية وجهان لعملة واحدة ، مع أن لهما جذورا وأسبابا متباينة ومختلفة . ونفس الشيء يصح على علاج ما بعد الصدمة ، يوجد علاج متدرج وبطيء وهو الخيار الأكثر انتشارا ، كما يوجد العلاج بالصدمة _ يعتمد المباشرة والسرعة _ وله العديد من الاستخدامات . مثال الممارسة الجنسية على الصدمة المفارقة ، والتي تغير حياة الشخصية في لحظات ، ... ومثال معاكس كالتدخين مثلا ، فهو تدرجي وبطيء وتتغير الحياة الشخصية معه بشكل كامل. .... يتمثل اضطراب ما بعد الصدمة بحالة الانكار ، كما في حالة سيرورة الحداد الناقص التي شرحها فرويد ، مقارنة بالحداد الطبيعي ، وتعتبر إحدى منجزاته الهامة . في حالة الحداد الطبيعي ، يتم تقبل الواقع الجديد ( المأساوي والمؤلم) بشكل تدرجي ، بالتزامن مع استعادة الاهتمام بموضوعات الواقع وحوادثه . على العكس من حالة الحداد الناقص ، حيث يجري إنكار ما حدث... خلال مجاهدتي مع هذه الفكرة _ الخبرة العويصة ( علاج ما بعد الصدمة ) وردت كلمة خوارزمية في برنامج تلفزيوني ....خوارزمية يا حسين !!!؟ لا تعرف معنى الكلمة ، مع انك تحمل شهادة مهندس كهرباء ، ومعروف أن هندسة الكهرباء تقوم على منجز الفيزياء الرياضية _ بعبارة أبسط ، من أساسيات الهندسة الكهربائية والميكانيكية تعلم الرياضيات والفيزياء الحديثة أيضا والنجاح بامتحانها أيضا !!! خوارزمية ؟ خوارزمية ! .... وضعت على غوغل ( ماذا تعني خوارزمية ؟) وجاءتني الأجوبة الشافية ؛ اللذيذة والمرضية _ كما آمل أن يفعل الكاتب والقارئ حتى في العربية....أنا سعيد بهذه اللقيا وكأنني في موعدي الغرامي الأول ....هللو يا...ها ها ها عملية ابتكرها الخوارزمي ، تقوم على عدة خطوات منطقية ومتسلسلة لحل مشكلة... ، منها ثلاثة أساسية : الاختيار والتكرار ونسيت الثالثة.... ( سأبحث عنها واعود لأكمل) .... التسلسل والتكرار والاختيار ( من الويكيبديا _ الموسوعة الحرة ...شكرا بامتنان ) .... الحداد الناقص ، كما حدده فرويد ، حالة البقاء في الماضي مع إهمال الحاضر والمستقبل . بل إنكار الواقع الموضوعي . على خلاف الحداد الطبيعي ، الذي نخبره جميعا بعد الرشد .... التعامل مع الخسارة والإحباط في أعلى مستوياتهما ، واشدها ألما وفتكا : الموت . ثم الانتقال إلى الخطوات التالية ، وعودة الاهتمام بالحياة والعالم من جديد . .... علاج ما بعد الصدمة كمفهوم ثقافي عام ، يقارب خبرات التكيف والحداد الطبيعي أيضا . كما توجد صلة مباشرة مع المعنى _ المعنى كمفهوم ومصطلح وخبرة شخصية بالتزامن . لكن الأهم من ذلك باعتقادي ، تلك الصلة بين علاج ما بعد الصدمة وبين الاعتماد النفسي ، ذلك الاتجاه المحوري في الحياة الفردية... قل لي : ما هو اعتمادك النفسي ( شكله ونوعه ) ؟ _ أقل لك من أنت بدقة ومصداقية . الاعتماد النفسي ....للبحث صلة .... عام جديد....عالم جديد
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تكملة تعديل السلوك المعرفي
-
تعديل السلوك المعرفي 2
-
تعديل السلوك المعرفي _ مقدمة
-
التحليل النفسي _ أمثلة تطبيقية...
-
التحليل النفسي _ تكملة
-
حكم العادة
-
التحليل النفسي بين العلم والفلسفة
-
خلاصة بحث طويل
-
الموقف العصابي _ وحاجة الانسان للحب غير المشروط
-
الكبار يحتاجون للحب غير المشروط أيضا _ تتمة
-
حاجة الكبار إلى الحب غير المشروط أيضا
-
الكبار يكذبون أولا
-
ملحق ختامي لبحث القيم والأخلاق
-
ملحق 3 _ على بحث القيم والأخلاق
-
مملحق 2 _ على بحث القيم والأخلاق
-
ملحق 1 ، لبحث القيم والأخلاق
-
2 (بحث في القيم والأخلاق)
-
بحث في القيم والأخلاق _1
-
(قبلك _5
-
(1،2،3،4) قبلك
المزيد.....
-
على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا
...
-
في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ
...
-
بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل
...
-
هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
-
مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ
...
-
مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
-
حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
-
دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با
...
-
كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو
...
-
طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا
...
المزيد.....
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
-
فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال
...
/ إدريس ولد القابلة
-
المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب
...
/ حسام الدين فياض
-
القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا
...
/ حسام الدين فياض
-
فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل
/ محمد عبد الكريم يوسف
المزيد.....
|