أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح سليمان - فلسفة العبث عند ألبير كامي














المزيد.....


فلسفة العبث عند ألبير كامي


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 5766 - 2018 / 1 / 23 - 02:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العبث ليس هو السكر و التسكع فى الطرقات كما يعتقد العامة ، فلسفة العبث جذورها قديمة جداً تعود الى التراجيديا الأغريقية _ للقراءة أنصح بكتاب جذور العبث فى التراجيديا الأغريقية للدكتورة سامية البنهاوى مرجع أكثر من هام _ ولكن أشتهرت حديثاً بواسطة الرواية والقصة والمسرح ومن أشهر أعلامها يوجين يونسكو وجورج أداموف و بشنر و الأكثر شهرة الروائى و القاص والمسرحى والصحفى الفرنسى الجزائرى ألبير كامو _ العبث (Absurde) الكلمة الفرنسية الأصل تفسر حسب قاموس لاروس بأنها اللامعقول ويرجعها إلى الأصل اللاتيني ( absurdus ) الذي يتكون من المقطعين ab بمعنى كليةً + surdus بمعنى أصم ، كما تفسر أيضا بما هو مناف للعقل ._ وتتلخص فلسفة العبث لدى كامو فى أعادة التوازن الى العالم بخلق معنى للحياة الإنسانية برغم العبث المسيطر على الوجود وهى مستقاة بدرجة كبيرة عند كامو من أسطورة سيزيف التى تتشابة كثيرا مع أسطورة برومثيوس ، وهى تتلخص فى عقوبة الألهة لمن سرق المعرفة او النار المقدسة وأعطاها للبشر فعاقبته الألهة بأن تأكل الطيور كبدة كل يوم ثم ينمو له كبد من جيد فتعود الطيور لتأكلة وهكذا الى ما لا نهاية وفى قصة أخرى يدفع حجراً الى قمة أعلى جبل فى العالم وعندما يصل الى القمة يدفعه الحجر الى القاع من جديد ليعود لممارسة نفس الفعل من جديد .
يرى كامو أن الحياة عبثية وبلامعنى لكن على الإنسان أن يخلق لها المعنى والمعنى يكمن عند كامو فى تحقيق قيمة للوجود الإنسانى بالتمرد على العبث والسعى الجاد لتفعيل الوجود الإنسانى تفعيلاً حقيقياً بأن يصير المرء فاعلاً وخالقاً لذاتة و هويته الفردية حتى وأن أستمرت حالة العبث واللامعنى المسيطرة على الوجود الإنسانى ، فالفردية والذاتية هى لب الفلسفتين الوجودية و العبثية _ وأعتقد أن فلسفة كامو هنا تتشابة كثيراً مع مدرسة العلاج بالمعنى بأرادة المعنى للعالم الشهير فيكتور فرانكل الذى كان أسيراً فى معتقلات النازى ورأى زملائه يتخلصون مع الامهم و عذابهم داخل المعتقل النازى بتسلق السور المكهرب للتخلص من حياتهم ولكن فرانكل أختار أن يخلق معنى ما لحياتة ساعده على التحمل والبقاء حياً ، كما أعتقد بوجود تشابة مع قصة الثلاثمائة أسبرطى الشهيرة من قد أختاروا الأستمرار فى الحرب برغم هزيمتهم المحتومة ولكن المعنى لديهم تجسد فى الصلابة وأستمرارية المقاومة و رفض المذلة والأصرار على رفض كل مغريات الجيش الفارسى وقائدة وعدم الأنبطاح أمامة حتى وان كان ذلك القرار يعنى إنهاء حياتهم .
من أقوال كامو الشهيرة : بالتمرد يولد الوعى ، لذا فالبداية هى بالتمرد ليخلق المرء ذاته ويوجد المعنى الخاص به ، التمرد على الصياغة المجتمعية للفرد وقولبته بأن يصير فرداً ضمن القطيع المتناسل كأحقر الكائنات وأقلها وعياً .
و إن اتفقنا على تصنيف العبث كمرادف ل عدم الجديه والأبتعاد عن أحترام الذات ،أعتقد ان العبث لا يكمن فى رد فعل ميرسو بطل رواية الغريب و لكن العبث يمكن فى العالم الذى تمرد عليه ميرسو ، اللامبالاة هى موقف جاد و شكل من أشكال التمرد على العالم التوتالارى المقولب فى ظاهره و باطنه ، العالم الذى يعتبر الفرد الصائب _ الطبيعى _ هو من يتخذ ردود افعال محدده تجاه الأحداث .
أن يصير المرء ذاتاً متفردة تلك هى المسألة ، ميرسو أختار ان يصنع و يصير فعلاً و ليس رد فعل اتفق المجتمع على صوابه و شرعيته ، أختار ان لا يحزن على موت أمه ، اختار ان لا يدافع عن ذاته أمام القضاء ، أختار الأعدام و لم يرضخ لأصرار المجتمع على اذعانه لأتخاذ رد الفعل المفترض و هو دفاعه عن ذاته للهروب من الحكم بإنهاء حياته .
اللامبالاة سلوك إيجابى و ليس سلبياً ، السلبيه قد تتمثل و تتجسد بضراوه فى اتخاذ ردود افعال مفترضه و معقوله و منطقيه بحسب التصنيف المتفق عليه مجتمعياً ، الحياه يجب فى الكثير من الأحيان ان تعامل بخفه ، و بالتحرر من الأثقال التى تستنزف حيواتنا كالبعوض _ أنصح بقراءة رواية كائن لا تحمل خفتة للكاتب التشيكى ميلان كونديرا و كذلك رواية حفلة التفاهة لنفس الكاتب فقد عالج تلك الفكرة ببراعة وسرد شائق وتصوير أكثر من ماتع _ و تختزل وجودنا فى الوجود البيولوجى و إشباع الغرائز الأساسيه كما تحيا السوائم .
( أن يصير المرء موجوداً معناه أن يمضى نحو الأستثناء ، فليمضى القطيع إلى مصيرة وليصعد الأستثناء جبلة بمشقة وفى الصحراء دائماً عاش الصادقون : فريدريش نيتشة )



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الكاتب المصرى محمد إبراهيم
- حوار مع الكاتب المصرى أيمن فاروق طه
- مقتطفات من حوارات هامة ج 1
- سامح سليمان يحاور الكاتبة نانسى سامى
- عن الكتابة بالعامية
- حوار مع الكاتبة نانسى سامى ج 1
- سامح سليمان يحاور الكاتب رياض محمد
- حوار مع الكاتب المصرى أحمد رشدى
- حوار مع الكاتب المصرى هشام عيد
- حوار مع الكاتب المصرى محمود حافظ
- حوار مع الكاتب محمد ملازم
- قليل من الحب كثير من العهر ج 1
- حوار مع الكاتب المصرى محمد مسلم ج 2
- حوار مع الكاتب المصرى محمد مسلم
- عن الثوره الثقافيه نتحدث ج 1
- المشاهد و العبارات الحسيه بين الرفض و القبول ج 1
- هل توجد أخلاق ذكوريه و أخلاق انثويه ؟ ج 1
- الأدب الإيروتيكى بين الرفض و القبول ج 2
- هل يجب التخلص من مؤسسة الزواج ؟ ج 2
- هل يجب التخلص من مؤسسة الزواج ؟


المزيد.....




- -45 ساعة من الفوضى-: مصادر تكشف لـCNN كواليس إلغاء قرار ترام ...
- مستشار ترامب: يجب على مصر والأردن أن تقترحا حلا بديلا لنقل س ...
- -الطريق سيكون طويلا جدا- لإعادة بناء غزة من الصفر
- إدارة ترمب تسحب 50 مليون دولار استخدمت لـ-الواقي الذكري- في ...
- أميركا نقلت صواريخ -باتريوت- من إسرائيل إلى أوكرانيا
- -الشيوخ- الأميركي يعرقل مشروع قانون يعاقب -الجنائية الدولية- ...
- مقتل العشرات بتدافع في مهرجان هندوسي ضخم بالهند
- ترمب يأمر بتقييد إجراءات عمليات التحول الجنسي للقاصرين
- دفع أميركي باتجاه وقف هجوم حركة -أم 23- على شرق الكونغو
- توقيف رجل يشتبه في تخطيطه لقتل مسؤولين في إدارة ترمب


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامح سليمان - فلسفة العبث عند ألبير كامي