أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مسافير - من لم يرض برغيف رضي بنصفه!














المزيد.....

من لم يرض برغيف رضي بنصفه!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5765 - 2018 / 1 / 22 - 02:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان مناضلا متحمسا للتغيير، متحمسا إلى الثورة، اشتغل حديثا بإحدى المراكز التجارية الضخمة، حشد إليه بعض الشغيلة الموثوق بها، وأخذ معهم في نقاش إمكانية تأسيس نقابة، حدثهم عن الكرامة والحقوق، واستنكر عليهم الخضوع والاستعباد. وما زال على تلك الحالة إلى أن ذاع صيته هناك، استلطفوا حديثه، واستأنسوا به لحظات، حتى بلغته دعوة المدير:
- لقد بلغني من أمرك أنك تحرض العمال على الإضراب وتدعوهم إلى تأسيس نقابة.
- أصبت، وأظن أن ذلك من حقي.. أتنكر!
- لا لا أبدا، إنه من حقك ومن حقكم أجمعين، إلا أنك تعيش هنا مع الخرفان، إنهم خائفون من إضاعة فرصة العمل هذه.
- هذا ما يبدوا لي حقا.
- أنا لن أحرمك من قوت عيشك، لن أقوم بتسريحك، لكن أجرك سيكون دون بقية العمال، ليس أكثر من 1000 درهم، ولك أن تفعل ما تشاء، وإن استنكرت، ارفع الشكوى لوكيل الملك، وسيشهد أني لم أقم بطردك ولا بحرمانك من العمل.
غادر مكتب المدير مباشرة إلى العمال، وكله تفاؤل وأمل في استرجاع حقه المهدور، انتصب قائما أمامهم، رافعا أنفه إلى السماء، وقال بأنفة متعالية:
- يا معشر العمال، إن ذاك المعتوه أراد أن يضرب حقنا في تأسيس النقابة عرض الحائط، أبى إلا أن يكون حجرة عثرة أمام حقوقنا، وقد آن الأوان، لنقوم وقفة واحدة، ونتصدى لمخططات الإدارة الجبانة، ونفرض نقابتنا، ونفرض مطالبنا على رب العمل.
في لمح البصر، انفض الجمع من حوله غير آبهين، حتى أولئك الذين ما تخلفوا يوما عن حلقات نقاشه، فتسمر مذهولا في مكانه، حتى جاءه أحد الطاعنين في السن، هامسا في أذنه:
- أعذرني أن أقول لك إنك مجرد حالم، الناس هنا بالكاد تجد مصدر قوتها، وقد ترضى بأبشع استغلال ما دام يوفر لها دخلا قارا يغطي الأساسيات، فاحرص على نفسك ودع عنك الباقي...
انصرف عنه صديقنا، واتجه نحو عمله مطأطئ الرأس غارقا في الذهول، وراضيا على مضض، بأجرته الجديدة...



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويسألونك عن الوطنية!
- اعتداء على زوجين من طرف متحرش ورجل أمن!
- فرحة ملغومة!
- لا مفر من الخرافة!
- لماذا تخلف المسلمون وتقدم الغرب؟
- قضية المرأة مرة أخرى!
- أسباب تحجر فكر المسلمين!
- خدمة إنسانية يجهضها القانون باسم الشرع!
- المثليون بين جلد الذات وسياط المجتمع وصمت المثقف!
- ضرب الأطفال... وسيلة تربوية أم جريمة!
- إمام مسطول!
- التعليم النظامي... استنزاف للجهد وتضييع للوقت!
- غارات المسلمين بعد بدر، وثأر المكيين في أحد!
- أولى اعتداءات المسلمين: غزوة بدر الكبرى
- حقيقة اضطهاد المسلمين قبل الهجرة!
- هل تعرض النبي محمد فعلا للإضطهاد من طرف قريش؟
- عيد ميلاد سعيد حبيبتي...
- المراهق الموهوب لا يشاغب!
- هل أصدق المغاربة وأكذب قبلة المسلمين!
- وبالوالدين إحسانا!


المزيد.....




- نتنياهو يعاود الحديث عن حرب القيامة والجبهات السبع ويحدد شرو ...
- وزير خارجية إسرائيل: الاعتراف الفرنسي بدولة فلسطين -خطأ جسيم ...
- معلقون يتفاعلون مع قرار حظر الإمارات التحدث باللهجة المحلية ...
- بوتين يعلن عن هدنة في شرق أوكرانيا بمناسبة عيد الفصح وزيلينس ...
- المحكمة العليا الأمريكية تقرر تعليق عمليات ترحيل مهاجرين فنز ...
- وزارة الدفاع الروسية تعلن عن عودة 246 جنديا من الأسر في عملي ...
- البحرية الجزائرية تجلي 3 بحارة بريطانيين من سفينتهم بعد تعرض ...
- الأمن التونسي يعلن عن أكبر عملية ضبط لمواد مخدرة في تاريخ ال ...
- -عملناها عالضيق وما عزمنا حدا-... سلاف فواخرجي ترد بعد تداول ...
- بغداد ودمشق.. علاقات بين التعاون والتحفظ


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مسافير - من لم يرض برغيف رضي بنصفه!