أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - جمال عبد الناصر: مئوية النضال والثورة














المزيد.....

جمال عبد الناصر: مئوية النضال والثورة


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 5764 - 2018 / 1 / 21 - 02:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ناصر -
زى النهار يا فتى واحنا اللى ليلنا طال
جاى فى أوان جرحنا والشدة ليها رجال
يا كلمة الحـق يا روحنا وملامحنا
فسرنا بيك حلمنا وعرفنا مين إحنا
إنت اللى من حلمنا وجرحنا يا جمال
- الشاعر إبراهيم عبد الفتاح
كما لايستطيع أحد أن يطفئ الشمس أو يمحو آية النهار المبصرة، فلا أحد يملك الادعاء بأن التاريخ يمكن أن يموت وأن ناصر فى مئوية مولده مات منذ قرابة نصف قرن أو يكاد، فالأبطال لايموتون طالما ظلت أفكارهم فى ضمائر الناس، وجمال عبد الناصر لايزال باقياً فى ضمائرنا وعمق تاريخنا المعاصر يقلب صفحاته ويمشى فى أروقته وأحداثه، يقاوم الاستعمار يكشف مؤامراته ويهدد أهدافه، ولايزال أعداؤه يتحسبون لإعادة إحياء مشروعه فى التحرر والاستقلال والنهضة، ولذلك يترصدونه فى كل وقت وحين مخافة أن يبعث كما العنقاء من جديد. لقد كان جمال عبد الناصر ولايزال استثناء يصعب تجاوز مشروعه ورؤيته، وتجربة استعصت على التمثل والتقليد حتى لو ادعى البعض ذلك أو حاول تلمس بعض مواقفه وانحيازاته. لقد كان رجلاً صنع الظروف والأحداث كما صنعته الأيام والمواقف فى أهم مراحل القرن العشرين، حين كانت تجربته فى التحرر والاستقلال الوطنى تغير مسار وحركة تاريخ أمم ودول عالمنا العربى ومحيطنا الأفروآسيوى وأمريكا اللاتينية التى رأيت بعينى تمثالاً له منتصباً فى أهم ميادين بوينس آيريس قبالة تمثال سيمون بوليفار محرر أمريكا اللاتينية. عاش الرجل عالم القضايا الكبرى والشخصيات والأيدلوجيات والأفكار الكبرى، وامتد أثره أبعد من حدود دولته، وأبقى من وجود شخصه وأطول من سنى عمره، بما حملته الشعوب من أفكاره ونضاله ومابقى خالداً فى ضمير الناس والأجيال من تجربته وثورته وآمال جماهيره وأشواقهم لانجيازاته ومواقفه. كان ناصر زعيماً انحاز للجماهير، للبسطاء، للعمال والفلاحين، للطبقة الوسطى وانتصر لهم، ولم يهن العزم منه أو ضاق بمطالبهم، فانتصروا لذكراه وجعلوه أيقونة للنضال والاستقلال والتقدم والثورة، ولم يكن غريباً فى كل أزمة تطرؤ على عالمنا العربى أن ترفع الجماهير صوره، ولقد حدث ذلك فى ثورة يناير وكل ثورات الربيع العربى وحتى فى فنزويلا وجنوب أفريقيا والسنغال ونيجيريا وأوغندا وغيرها، رفعوا صوره رمزاً للصمود والتحدى والاستجابة لأشواق التحرر والاستقلال الوطنى ونبذ التبعية والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص ومقاومة القابلية للاستعمار تلك الآفة التى أصابت كثيراً من ثورات العالم الثالث وقياداته. وبقدر ماكان ناصر زعيماً هدد بثورته مصالح الاستعمار الغربى والرجعية العربية وأعداء الحرية داخلياً، فقد استحال بعد وفاته شبحاً مزعجاً يقض مضاجعهم. وفاجأهم بأنه مايزال حاضراً حين تصوروا أن 23 يوليو قد انتهت عشية وفاته منطلقين بأن ثورته يمكن اختزالها في عناصر ثلاثة: كاريزما البطل والمشروع القومي للثورة ثم العقد الاجتماعي ومفرداته. وبما أن البطل قد وري التراب في سبتمبر1970 وأن مشروعه القومي قد تعثر بفعل قوي الثورة المضادة وتحدياتها داخلياً وخارجياً وأن مكاسب الثورة للعمال والفلاحين وأبناء الطبقة الوسطي قد تم التنصل منها أو الإنقلاب عليها فأضحت أثراً بعد عين، وأن العقد الإجتماعي لم يعد قائماً بما اعتراه من تغيير وتبديل انتقص من حقوق المواطنة وكفالة حق تداول السلطة، فقد ماتت الثورة بموت عبد الناصر، وجاءت المفاجأة من ميدان التحرير وكل ميادين التحرير فى محافظات مصر، بأن 23 يوليو تجدد شبابها وتصحح مسارها وتستعيد ألقها فى ثورة 25 يناير وأن أعلام وصور جمال عبد الناصر مرفوعة فى أيدى الثوار وهتافات يوليو عالية فى حناجرهم وأغانى الثورة الأم تصدح بإصرار تهز أرجاء مصر، وكأن عبد الناصر انتفض قائماً من مرقده وسط جماهير الشعب الثائرة يقودها فى الميدان.
ولهذا الجيل الشغوف لأن يعرف ويتعلم، لهؤلاء الشبان والبنات في الجامعة وخارجها والذين مابرحوا يسألون عن الثورة وجمال عبد الناصر أقدم شهادتي، كوني وجيلي جزءاً من هذه الثورة ولقد اكتوينا بالتجربة وعشنا معها عمراً عميقاً من الانتصار والانكسار، شكلتنا أحداثها وأجواؤها وتكونت بواكير وعينا في خضم معاركها وتحدياتها، وها نحن نستعيد لهم ذلك النموذج والمثال ليس من أضابير التاريخ ودهاليز الموروث الشعبي وإنما من أحداث معاصرة علي مرمي البصر من أجيال مازالت شاهدة علي العصر وتحدياته قائمة. علي أننا وبحياد أكاديمي لا يمكن أن نوافق علي استدعاء الأبطال والأحداث والمواقف ليقدموا لنا علي مسرح الأحداث المحلية والإقليمية والعالمية نفس أدوارهم وأفكارهم كوصفة سحرية للخلاص والحل، ذلك لاعتبارات عديدة، فلا الزمان هو الزمان ولا العالم من حولنا هو نفس العالم الذي كان، فلقد جرت في النهر مياه كثيرة، ورغمها فإن مئوية عبد الناصر تصلح نموذجاً للدراسة والتعلم من رجل قٌد من حلمنا وجرحنا، رجل كانت الزعامة حلمه والثورة طريقه والتحرر والاستقلال والعدالة الاجتماعية والنهضة هدفه ومشروعه.


ناصر -
زى النهار _____



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترامب والقدس: سانتاكلوز جاء مبكراً
- سيرك تحت وهج الشمس
- يوسف زيدان: إنها خديعته وليس ضميره
- أفقٌ فى وجه العاصفة
- يوسف زيدان: ماذا يريد ذلك الكاتب اللجوج؟
- لا تضعوها فى حظيرة الدجاج
- لمن قربانك اليوم يا سيد عمرو؟!
- جمال عبد الناصر وبهتان عمرو موسى
- وبضدها تعرف الأشياء
- رجل غاب قمره وحضرت حكمته
- فنجان قهوة على الحائط
- داروا مع الشمس فانهارت عزائمهم
- بين روما ومونبلييه: رحلة في الفكر والتاريخ
- كن رجلاً ولا تتبع خطواتى
- وسقطت ورقة التوت فى الشعيرات
- المحاضر والتجربة والحكاية
- يأكلون مع الذئب ويبكون مع الراعى
- السيد ياسين: الأفكار أبداً لاتموت
- شبح أوباما يراود الخليج ويشعل المنطقة
- مصر لاعب محتمل في نظام عالمي جديد


المزيد.....




- لجنة الدراما المصرية: هل تريد الحكومة التحكم في المحتوى الفن ...
- نيويورك تايمز: وزير الدفاع الأمريكي أخبر عائلته عبر تطبيق سي ...
- نائب ترامب آخر شخصية عالمية تلتقي البابا قبل وفاته.. فماذا ق ...
- مطالب في مصر بالمساواة بين الذكر والأنثى في الميراث تثير جدل ...
- -الطائرات الصينية تقترب من إسرائيل-.. تحذيرات في تل أبيب من ...
- التقاه 3 مرات.. بوتين يعزي في وفاة البابا فرنسيس
- حماس: مواقف البابا مشهودة بشأن غزة
- بعد تصريحات ترامب.. الكرملين يؤكد انفتاحه على حل سلمي في أوك ...
- بافل دوروف: -تلغرام- لم يكشف أبدا عن الرسائل الخاصة
- استمرار العمليات الإسرائيلية في جنين وطولكرم وسط تدمير للمنا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - جمال عبد الناصر: مئوية النضال والثورة