أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اياد حسن دايش - المثقف والمتعلم














المزيد.....

المثقف والمتعلم


اياد حسن دايش

الحوار المتمدن-العدد: 5762 - 2018 / 1 / 19 - 22:07
المحور: الادب والفن
    


المثقف والمتعلم

"ينبغي أن نميز بين المتعلم والمثقف، فالمتعلم هو من تعلم أموراً لم تخرج عن نطاق الإطار الفكري الذي اعتاد عليه منذ صغره. فهو لم يزدد من العلم إلا ما زاد في تعصبه وضيّق في مجال نظره. هو قد آمن برأي من الآراء أو مذهب من المذاهب فأخذ يسعى وراء المعلومات التي تؤيده في رأيه وتحرضه على الكفاح في سبيله. أما المثقف فهو يمتاز بمرونة رأيه وباستعداده لتلقي كل فكرة جديدة وللتأمل فيها ولتملي وجه الصواب منها.
يصف الدكتور علي الوردي في كتابة خوارق اللاشعور واسرار الشخصية الناجحة الفرق الكبير بين المثقف والمتعلم حيث تعتبر من أكثر العلاقات اشكالية في عملية التفريق والتوصيف لكل من المثقف والمتعلم .حيث ان تعريف المثقف بين اللغوي الذي يصفة الحذق، وسرعة الفهم، والفطنة، والذكاء، وسرعة التعلُّم. كذلك الفهم الاجتماعي له كناقد اجتماعي همه تحليل المشاكل ونقد الظواهر الاجتماعية والسياسة ،حيث يحمل بين جنبات فكره شي من كل شي مع سعة افقه ،القدرة على محاورة الاخر، استيعاب الاراء المختلفه وتقيمها ونقدها وتقبل الاخر بروح اخلاقية عالية .اما المتعلم فهو المتخصص الاكاديمي الذي لا يخرج نتاجه الفكري واهتماماته الا ضمن دائرة عملة .إن ما طرحه الدكتور الوردي في كتاباته حول الانسان المتعلم واصفا اياه بانه واسع المعرفة كثير الاطلاع لكنه في الوقت نفسة هو يفهم ويتعامل مع الامور المختلفة كما يتعامل بها عوام الناس .من هنا نجد أن ازمة العراق كثرة المتعلمين ذوي الاهتمامات القليقة بالمجال الثقافي والفكري .بينما المثقف الذي يكون ناقدا حاداً لبعض الامور التي قد تعتبر هي مألوفات اجتماعية نشأ عليها المجتمع ، فهو لا يأخذ الامور ببساطة بل يتفحصها بصورة موضوعية ونقدها بصورة شجاعة حتى لو ادت الى نبذه من قبل المجتمع والناس لذلك المثقفين قلة دوماً . أن حالة الفوضى التي نعيشها افقدتنا صعوبة التميز وايجاد معايير للتميز بين المثقفين والمتعلمين الا ان الدكتور الوردي ذكر مجموعه معايير نستطيع من خلالها التفريق بين المتعلم من ادعياء الثقافة والمثقف الحقيقي .حيث يقول(يُقال إن المقياس الذي نقيس به ثقافة شخص ما هو مبلغ ما يتحمل هذا الشخص من آراء مخالفة لرأيه، فالمثقف الحقيقي يكاد لا يطمئن إلى صحة رأيه، ذلك لأن المعيار الذي يزن به صحة الآراء غير ثابت لديه، فهو يتغير من وقت لآخر. وكثيراً ما وجد نفسه مقتنعاً برأي معين في يوم من الأيام ثم لا يكاد يمضي عليه الزمن حتى تضعف قناعته بذلك الرأي.. وقد تنقلب أحياناً ضده إنقلاباً شنيعاً) يضع الدكتور هنا معياراً مميزاً لتحديد المثقف عن غيره من ادعياء الثقافة وانصافها .اما في الطرف الاخر المتعلم او جمهور المتعلمين واصفا اياهم (ومن يدرس جمهور المتعلمين في تطور أفكارهم بين حين وآخر يرى عجباً. فطالما رأيناهم يسخرون من فكرة في هذا اليوم ثم يقدسونها غداً. فإذا سألناهم عن سبب هذا الإنقلاب المفاجئ قالوا: (( إنهم كانوا يبحثون عن الحقيقة ثم وجدوها أخيراً)). ومن يدرينا فلعلهم يتحولون إلى غيرها بعد زمن طويل أو قصير. هذا ولكنهم في كل مرحلة يمرون بها نراهم مؤمنين إيماناً قاطعاً بأنهم قد وصلوا إلى الحقيقة النهائية التي لا يمكن التحول عنها أبدا) أن المجتمعات الراكدة التي تشيع فيها قيم التخلف والجهل والخرافات والاساطير تجد السند الاكبر لها من قبل المتعلمين الذين لا يملكون روح النقد والتمرد ضد الموروثات والعادات الاجتماعية المتخلفة، بل العكس يكونوا من ابرز المدافعين عنها ضد اي عملية تغير او نقد او تصحيح لهذه الموروثات . ليس شيوع امية القراءة والكتابة او امية تعلم الحاسوب كما في المجتمعات الحديثة هي المشكلات الاساسية في مجتمعنا ،بل إن الهم الاكبر هو شيوع امية التفكير السليم التفكير العلمي والمعرفي الناقد لكل الظواهر والعادات السلبية داخل مجتمعنا . كذلك الوقوف التمسك بالمورثات الاجتماعية بحجة الدفاع عن الثوابت التي قد يسميها دينية واجتماعية تحت مسمى هذا ما وجدنا عليه اباءنا وإنا على اثارهم لمتبعون . ما نحن بأمس الحاجة الية الان المثقف الحقيقي الذي يلمس جراحات الناس وهمومهم مدافعا صلبا في القدمة عابرا لكل اصنام التخلف والاستبداد .لذلك اجد المثقف كما وصفة أحد الكتاب بأنه (الوطن الذي يعيش بداخله الخائفون والمضطهدون والمحرومون الذين أعياهم ضعف الحيلة عن الدفاع عن حقوقهم وأخرسهم الخوف عن المطالبة بها ولم يجدوا وطنًا آمنا لهم من المثقف ولم يجدوا لساناً للتعبير عن معاناتهم أصدق منه!.

ومضة :
الخروف الذي يفكر ، يصير خطرا على نفسه و على الآخرين
احمد خالد توفيق

اياد حسن دايش



#اياد_حسن_دايش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيخ التشيع الزرادشتي
- عودوا اطفالاً
- التصحر النفسي
- الحس المشترك
- الزواج المبكر لعنة الاديان
- دروس الشيطان الاكبر
- فضيلة المال
- رسول التسامح
- قارىء التاريخ
- البهلوان والسيدة العذراء
- صاحب القداسة
- فيلسوف العواء
- مطرقة زارا
- المسرح روح العصر
- ما الانسان


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اياد حسن دايش - المثقف والمتعلم