أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - رجال الدين وتقنين الفساد














المزيد.....


رجال الدين وتقنين الفساد


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5761 - 2018 / 1 / 18 - 11:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الواضح للعيان أن العديد من رجال الدين، من كلتا الطرفين، ساهموا، بشكل أو بآخر، بعملية الفساد الواسعة الانتشار في الدولة العراقية ما بعد 2003 والى لحظة كتابة هذا المقال، حيث دخل هذا الفساد جميع اروقة دوائر ومؤسسات الدولة وتسرب الى المدارس والجامعات وغيرها في عملية منظمة لم يشهدها العراق من ذي قبل منذ تأسيس الدولة العراقية.
ولا أريد القول: أن رجال الدين هم وحدهم الذين فعلوا ذلك، بل أن ساسة ما يعبر عنهم بـ "ساسة الصدفة" هم الاكثر فساداً وسرقة حتى صار بعضهم يتهم بعضاً بسرقة أموال الشعب واخذ الرشوة سراً وعلانية، وهو ما تتحدث عنه جميع وسائل الاعلام المختلفة، وفيها يظهر سياسيين يتحدثون علنا وبالوثائق والادلة ويؤكدون على صحة ما يدعون.
لكن حينما نتكلم عن رجال الدين ونقول انهم قد ساهوا بالفساد وندينهم، على اعتبار كون هؤلاء هم من ينصح الامة، ويدعو الى الصلاح والاصلاح والتخلق بمبادئ الأخلاق الحميدة اسوة بالأنبياء والصالحين، وهي رسالتهم وهدفهم السامي. لكن أن يقوموا هم بالدعوة الى الفساد ومحاولة تقنينه، فهذه هي الطامة الكبرى، والمصيبة العظمى، والسبب انهم تركوا واجبهم الاسمى وذهبوا الى السياسة وركوب موجتها بدل الواجب الديني الذي هو من اختصاصهم وراحوا يشاركون السياسي عمله، طلباً للمصلة والمنفعة الشخصية وجني المكاسب المالية والدنيوية والسفر للدول الاوربية، وغير ذلك، وهم بذلك قد خانوا رسالتهم الدينية والاخلاقية وذهبوا الى دهاليز السياسة وراحوا ينافسون السياسي في عمله، وهو ما لا يقره المنطق السليم، لأن السياسة سياسة، والدين دين، ولا يجوز أن يتداخل عمل الاثنين معاً، وبحسب مبدأ" ما لقيصر لقيصر، وما لله لله.
اقول هذا الكلام بعد أن انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) لرجل دين معمم وقد سأله احد المواطنين: ما حكم اعطاء رشوة بهدف التعيين في دوائر الدولة؛ وكان رد الرجل بالإيجاب، اذ اجابه انه يجوز اعطاء ذلك اذا كان الراشي متأكداً من التعيين!.
وهذه الفتوى تعتبر رسالة واضحة للناس بأخذ الرشوة والتعامل بها، وجعلها رخصة من الشرع بمرسوم جمهوري من الله، وأن ذلك يجوز وبموافقة الله نفسه، على اعتبار رجل الدين حينما يصدر تلك الفتوى انما هو مرخص من الله وقوله هو ما يريد الله! بحسب زعمه.
ولا ادري هل الله اعطى لمثل هذا الرجل الاذن بالتكلم بالنيابة عنه؟، حيث بعث له ملكاً مخوّل من الله، أو انزل عليه كتاباً مختوماً بخط الله وتوقيعه؟!.
نعم، انهم بهذا ارادوا تقنين الفساد، فتارة يغسلون تلك الاموال، بعد سرقتها من جيوب الشعب، حتى تصبح حلالاً طيباً، واخرى ينسبونها الى الله، والله منه براء، لأن الله لا يريد ظلم الناس، وثمة حديث منسوب الى النبي مفاده: أن الراشي والمرتشي بالنار!. فهل يا ترى أن هذا المعمم قد قرأ الحديث؟، أم لا، أم اعتبره حديث ضعيف الاسناد وفتواه وحدها هي الصحيحة الاسناد؟!.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرقوا حتى رزاق المخبل!
- هل للسحر واقع خارجي؟
- فلسفة كانت السياسية والاخلاقية(1)
- الشيخ ابو سريع والحمار المدفون
- اللعبة الامريكية بعد داعش
- شيوخ الوهابية يبثون التخلف والجهل
- مفهوم الالحاد في القرآن
- الأحكام العقلية عند كانت
- السعودية.. ابن سلمان هل هو مهديهم الموعود؟
- لماذا كانت أعرض عن الزواج؟
- المركز وازمة الاقليم
- حلم الاكراد ولد ميتاً
- القصيمي.. من وهابي الى ملحد 1 /3
- الاعراف... بين الزرادشتية والاسلام
- مصطفى محمود.. ونشره الخرافة
- المرأة السعودية تتنفس الصعداء
- استفتاء الإقليم وتبعاته
- خرافة أسمها الحسد
- الثورة الروسية الكبرى هل حققت اهدافها؟
- الزواج قداسة .. أم تعاسة؟


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - رجال الدين وتقنين الفساد