أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - الدوامة...














المزيد.....

الدوامة...


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 5759 - 2018 / 1 / 16 - 23:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدوامة...
------------
ما من تفجير ارهابي حصل في العراق ، ومنذ 2003 حتى اليوم الاّ واعقبته هذه المشاهد الثلاثة :
1-بعد نقل الضحايا والجرحى من قبل السابلة او سيارات الاسعاف وبمنتهى العشوائية ودون ادنى مراعاة لشروط نقل المصابين والجرحى يحضر تانكر الماء او سيارة الاطفاء لغسل الشارع وتنظيفه من بقايا الدماء واشلاء الضحايا ...
2- يفزع الشباب لتنظيف بقايا الحطام بهّمة وحميّة بالمكانس وخراطيم المياه ......
3-يصرحُ مسؤولٌ امنيٌ رفيع المستوى ( يحضر الى مكان التفجيرلاحقا مع " الهلّم " كلها او يكتفي بالتصريح التلفزيوني ، لا فرق ) بأن التفجير الاخير جاء تعبيرا عن خيبة الارهابيين وهزيمتهم ....وان الارهاب يلفظ انفاسه الاخيرة ...
بعد ساعات يكون المكان قد عاد الى حياته الاعتيادية وازدحم بالسابلة والسيارات مرة اخرى وبات رقما مضافا الى حصيلة ضخمة من تفجيرات مشابهة وسيطويه النسيان بعد ايام استعدادا لتفجير جديد آخر بعد ان يخلف لوعة والما وندوبا لا تندمل في نفوس عوائل الضحايا واصدقائهم ومعارفهم !
ما من تفجيرٍ ارهابي حصل في العراق طوال اربعة عشر عاما وأعقبه ما يعقب امثاله في اي بلد من بلدان الدنيا ... لا احاطة للمكان ومقترباته بشريط يغلقه امام الحركة العامة باعتباره منطقة تحقيقات جنائية .....
ولا احد رأى محققين يهتمون بجمع عينات او فحص ومقارنة شواهد ......
ولم نر في يوم كاميرات اجهزة التحقيقات الجنائية وهي تصوره من مختلف زواياه لتقارن بين ارض الواقع وافتراضاتها الاولية ....
بل ولا ادنى سرّية او تحفظ على سير التحقيقات الشكلية والعجولة والمواد القليلة التي توفرها احيانا كاميرات المراقبة اذ غالبا ما تتسرب وفي نفس اليوم او اليوم التالي محتويات حتى الكاميرات الامنية ان وجدت الى مواقع التواصل الاجتماعي تتردد في خلفيتها اصوات الفاحصين او المعاينين او المحققين ، رغم ضالة تصور وجود محققين فعليين استنادا الى الجمل والعبارات ذاتها :
" هيّانه الانتحاري شوفه ... هذا راح يعبر ... ايباه انفجر ، ايا كلب يابن .... "
ولكن لماذا لا نلمس تحقيقات جادة ولماذا ينهي تصريح الناطق الرسمي الذي يأتي بعد دقائق او ساعة او ساعتين في الغالب كل شيء بوصوله الى الهدف والنهاية مباشرة دون ادنى جهد وكأنه يردد محفوظة ؟
هل تجاوزنا بحصيلة الخبرة والمعرفة اعظم اجهزة التحقيقات في الدنيا ولم يعد بنا حاجة الى وسائله التقليدية ؟!
ام ان المعنيين والمختصين يعرفون ان لا فائدة من التحقيقات وان كل شيء ينتهي عند ابواب مغلقة لا يمكن مناطحتها وقوى متحكمة تجبرهم على التوقف في منتصف الطريق ؟
ام ان حياة هؤلاء الضحايا رخيصة جدا وليس لها قيمة واعدادها محسوبة وتاثيراتها مطلوبة ضمن حسابات جهنمية لا علم لاحد بمحتواها وغاياتها ؟!

-------------------------
بعيدا عن مستوى جدارة وحرفية كبار المسؤولين في الاجهزة الامنية المختصة وآلية وصولهم الى مواقعهم ، وبعيدا ايضا عن اية شكوك اخرى ، هناك عشرات الحكايات والاشارات بل ووصلت احيانا الى مستوى التصريحات لرجال امن من ان جهات سياسية متنفذة تتدخل في سير ومصائر التحقيقات . فاذا اضفنا ذلك الى ما خبرناه وعايشناه جميعا من ان قضايا كبرى ووقائع فظيعة انتهت في اروقة القضاء الى لا شيء بفعل تدخل تلك الجهات نفسها انتهينا الى طبيعة مسار هذه القضايا ولماذا لا تفضي الى طريق مفتوح او نهاية للدوامة والحلقة المفرغة ذاتها ....
----------------------------------
اليكم هذا المثال الضروري ، رغم انني على ثقة من ان بعضكم يختزن في ذاكرته عشرات الامثلة المشابهة:
قبل سنوات دُوهم مقر وبيت زعيم سياسي ( كان طارئا على السياسة في الواقع ومكلفا بدور خاص في العملية السياسية مع كافة الضمانات المطلوبه !)، واعلن الناطق باسم خطة عمليات بغداد السيد قاسم عطا انهم عثروا في بيت المشبوه على سيارة مفخخة معدة للتفجير فيما انفجرت عند وصول قوة المداهمة سيارة اخرى ....
دُعي المتضررين وذوي الضحايا الى تسجيل شكاواهم او تحديثها ( في الواقع كانت قد سجلت ضده على مدى سنوات مئات الاخبارات والشكاوى ) والادلاء بما لديهم من معلومات ...
تم تسجيل اكثر من 200 دعوى قتل لضحايا تم قتلهم في منطقة سيطرة المتهم واتهم بذلك افراد عصابته او حمايته البالغ عددهم 48 متهما والذين القي القبض عليهم جميعا ...
كل التوقعات اشارت الى ان الرجل قد انتهى وسيواجه هو او على الاقل افراد عصابته حكم الاعدام .....
بعد ايام هُرّبَ او في الحقيقة غادر الرجل بغداد رسميا ومن المطار بحجة حضور مؤتمر في بلد مجاور ....
لكن ولديه اللذان كانا يقودان المجموعة المسلحة اوقفا مع المجموعة .....
بعد اكثر من سنة في التوقيف والتحقيقات والاعترافات ورغم القرائن والادلة والاعترافات ومئات ضحايا القتل والمصادرة والتهجير تغير الحال فجأة واعيد التحقيق لتصدر قرارات ببراءة المتهمين ال48 جميعا و في كل القضايا او الدعاوى المقامة وغادر معظمهم العراق رسميا ومن المطار .....
تضمن احد قرارات البراءة عبارة " ان المشتكية لم تقدم الادلة والقرائن الكافية ، غير الاقوال " وكانت زوجة واُم فقدت ابنها الشاب وزوجها قتلا في ذات المنطقة ....اي رتبت المحكمه عليها واجب جمع الادلة والقرائن والمبرزات الجرمية وتقديمها للمحكمة وهو امر لا يمكن ان يطلب من ذوي مجني عليهم في اي بلد في العالم !!
اذن فيمكن للتحقيقات ان تجري وتتوصل الى نهايات صحيحة ويمكن للقرائن والادلة ان تسمي المتهم بل وتدينه ، ربما بالجرم المشهود ، ولكن كيف لها ان تكون ذات نتيجة مجدية ومؤثرة ازاء التوافقات السياسية او مصلحة اطرافها اولا واوامر وتوجيهات ومصلحة الأخ الأكبر ثانيا وأساسا ؟!



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امتان لا امةٌ واحدة . شعبان لا شعبٌ واحد !
- كوارث أقارب الخياط !
- هل المشكله في الشعب العراقي ؟ (محاولة في الشخصية العراقية ) ...
- هل المشكله في الشعب العراقي ؟!
- اوراق في المقامره الكبرى القادمه !
- ذهب البارزاني ، جاء البارزاني ، عاش حيدر العبادي !
- انصفوا الطلبه : صدام يلغي قرارته المجحفة ونحن نتمسك بها !
- العائلة الحاكمة ولعبة الولد الضال .....
- استفتاء اربيل ومحتويات الصندوق الاسود .....
- البارزاني وشركاءه .....محرقة جديده ؟
- من ايران الى السعودية .... روهينجا يامسلمون !
- عراقيون... مُقبلينَ ، أجانب ....مدبرين !
- ابعد من الاستفتاء ... !
- هل تكره اسرائيل ؟
- ثورة 14 تموز وأسطورة الزمن الجميل
- ثقافة المساءلة ...غيابٌ اجتماعي !
- جهاز رسمي في دولة كبرى ام عصابة...... برامج سرية وتنظيمات خي ...
- صدام حسين ام فؤاد معصوم ؟
- سياسة حافة الهاوية والابتزاز النووي ...امتياز امريكي !
- روبوتات بشرية لزراعة القنابل والعبوات ! ( 5 )


المزيد.....




- المغرب حصل عليها مؤخراً: ما هي منظومة ستينغر الأمريكية قاتلة ...
- اقتحامات بأنحاء الضفة واشتباكات بين فلسطينيين وأجهزة السلطة ...
- تهديدات رسوم ترامب تضع ورشة ألمانية ريفية أمام معضلة شائكة
- -تيمو- و-شي إن- تعلنان رفع الأسعار في أمريكا بسبب رسوم ترامب ...
- عشرات القتلى والجرحى في غارات إسرائيلية استهدفت خيام نازحين ...
- موسكو تؤيد الحوار بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية
- انفجار في موقع لاختبار الصورايخ بولاية يوتا الأمريكية (صور) ...
- رئيس الوزراء الفرنسي يعرب عن قلقه حيال الوضع الصحي لصنصال وي ...
- الهند تصنع جيلا جديدا من السفن الحربية
- الوجه المظلم للأبوة .. اكتئاب الآباء يترك آثارا مدمرة على سل ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - الدوامة...