السمّاح عبد الله
شاعر
(Alsammah Abdollah)
الحوار المتمدن-العدد: 5757 - 2018 / 1 / 14 - 11:56
المحور:
الادب والفن
الأنبوكس بارد، لا روح فيه، ولا رائحة له، وسيكون عذابك عظيما لو انك راجعت فيه رسائل رفاقك الذين تركوك وذهبوا حيث الراحة التامة.
على أيامنا كنا نحتفظ بخطاباتنا الورقية، نلفها بشريطة زرقاء، ونخبئها في درج سري، ونسترجعها لما يدعونا الحنين، فتحت الأنبوكس، وقرأت ما كتبته لمحمد أبو المجد:
لا عليك يا صديقي، فأنا معتاد على مثل هذا النوع من الابتزاز، وأعرف دوافعه، وأقدرها، فالكعكة المصروفة للمثقفين بطبيعتها قليلة جدا، والجائعون كثير، وبعضهم له حق كبير ولا يحصل على شيء على الإطلاق، منهم من يتعفف، ومنهم من يطالب بصوت جهوري، وطبعا، منهم من لا يستحق، ولا ينبغي أن تحمل نفسك أي ذنب، فأنت حسن النية، رشحت لي اسمه، وفعلت أنا ما عليّ فعله، وتقوّله عليّ لا تتحمل أنت وزره، دعك من أمره كله، فأنا معتاد على مثل هذا الصغار، ودعني أحييك على (صوت الروح) ولعله ديوان جديد أتمنى لك اكماله، فأنت مقل في الشعر، وقد جنيت عليه كثيرا، ولعل محنتك الأخيرة مع الهجمة التترية من صغار الموظفين التي اجتاحت مؤسسات وزارة الثقافة مؤخرا يكون لها جانب مضيء يتمثل في أن تجد الوقت للكتابة، وما قرأته لك حتى الآن طيب فأكمله.
كانت هذه الرسالة هي آخر رسالة لي إليه، مؤرخة في 12 أكتوبر 2017، الساعة 11:43م.
هو لم يرد عليها، وإنما طلبني في الهاتف، وشرح لي الموقف كاملا، أخبرني أنه بالفعل يشعر بالذنب لأنه هو المتسبب الرئيسي في ما طالني من هجاء، وأخبرني أن ما يكتبه على صفحته في الفيس بوك لا يعتبره شعرا بالمعنى الكامل للشعر، بقدر ما هو "كتابة ما"، يحرص على تدوينها، وأخبرني أن الإيذاء الذي وقع عليه وظيفيا ليس هينا، وأخبرني أن أحمد مجاهد أسطى كبير وعقل شغال خسرته قصور الثقافة، وأخبرني بأن الآلام التي تعاوده لا يستطيع تحملها في كثير من الأحيان.
فتحت صفحته اليوم، أحسست أن ثمة دورا عليّ أن أقوم به، قرأت تدويناته التي عنونها بـ "صوت الروح" والتي لم يمهله الممهل حتى ينتهي منها، قررت جمعها كلها، ونشرها على صحابتي في صفحتيّ الاثنتين، لعلها تكمل وجهه الشعري بعد ديوانيه الوحيدين ("ورد الصمت" 1995، و"فقط يعوزه الحزن" 2013(.
#السمّاح_عبد_الله (هاشتاغ)
Alsammah_Abdollah#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟