أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحسين التهامي - مناورات التيار الإسلامي الليبي ضيقة الأفق محدودة الاثر














المزيد.....

مناورات التيار الإسلامي الليبي ضيقة الأفق محدودة الاثر


احمد الحسين التهامي

الحوار المتمدن-العدد: 5752 - 2018 / 1 / 9 - 01:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مناورات التيار الاسلامي الليبي ضيقة الافق محدودة التأثير
قراءة في المشهد السياسي الليبي الحالي:
للكاتب: احمد الحسين التهامي
في8/يناير/ 2018م


في ظني وتقديري ان من عمل اليوم في ليبيا على اعادة تحريك موضوع الدستور هو نفسه من مارس بالأمس منطق الهيمنة والغلبة في موضوع لا يحتمل لا هذه ولا تلك !!.؛ والمقصود طبعا هو التيار الاسلامي في ليبيا بكل تلويناته وهرطقاته؛ ويبدو لي ان هدفه من هذا التحريك المتعمد و الاهوج دفع الطرف الاخر -( وهو هنا الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة بلقاسم حفتر ومؤيديه الكثر)- نحو زاوية حرجة وضيقة فإما يرفض إجراء الاستفتاء على الدستور فيسهل على هذا التيار الاسلامي –و المعادي بروحه وأفكاره وهواجسه وأفعاله لكل ديمقراطية وللروح المدنية التي بالمناسبة حين نشأت في بلد المصدر اوربا نهاية القرون الوسطى نشأت بالذات في مواجهة تطرف الكنيسة وفي مواجهة ما كان يدعى عندهم بنظرية السيفين أي سلطة القس على الشؤون الروحية وسلطته الاخرى الموروثة بوثيقة مزورة عن قيصر كملك عادي! -يسهل على هذا التيار ان يصف الجيش الوطني الليبي بالعداء للديمقراطية والعداء للمدنية! والعداء للدستور! والاهم تصويره كمعاد لعمل الهيئة الوطنية التوافقية لصياغة الدستور و التي جرى تفريغها من كل وطنية ممكنة بما في ذلك النص الاصلي للمسودة الحالية فهو نص انجليزي.
او ان يضطر الجيش الوطني الى قبول الاستفتاء على دستور داعشي تماما !! بدعوى ان اكثر من 70 في المائة مواده والمقصود طبعا كل تلك المواد التي ستفقد لاحقا اية فاعلية بحكم مادة واحدة تحكم كل المواد الاخرى وعند ذلك يكسب التيار الاسلامي دستورا على مقاسه دون شريك! او ان يرفض الدستور فيتاح للتيار بعض الوقت اثناء مناقشة الحلول البديلة ليبحث عمن سوف يشتريه لمد عمره المنتهي!؛ وفي الحالة الاولى أي حالة رفض الجيش الوطني للاستفتاء على دستور داعشي فان التيار سوف يتحجج بأنه لا امل ولا ديمقراطية !! في اجراء انتخابات دون دستور ! وهو ما يتم اليوم ترويجه ما يجعل هذا الهدف هو الاقرب زمنيا وبالتالي يعطيه فرصة الارجحية عند هذا التيار! مع ان الانتخابات اجريت في ليبيا مرتين من قبل دون وجود دستور دائم بل فقط اعلان دستوري مؤقت !!.
مشكلة هذا التصور الارعن انه ينسى بعدا اساسيا و يختار بكامل ارادته ان يتجاهله؛ فنعم يمكنك تماما ان تدفع خصمك وتضعه في زاوية ضيقة وحرجة جدا ... ولكن عليك اولا ان تسال نفسك : هل تعريفكما -انت والخصم- للزاوية الحرجة واحد؟!ام انه مختلف؟!.
هذا من ناحية أولى
اما من ناحية اخرى فان هذه الخطوة تكشف ايضا طبيعة الصراع في ليبيا بعد ان جرى تغطيته عدة مرات بقماش شفاف يفضح ولا يستر شيئا ويكشف عمليا طبيعة هذا الصراع وحدوده فعلى المستوى النظري يمكنك بسهولة ان تقدم لكل من يستشيرك خطوات متتالية يمكنها ان تحرج خصمه ولكن عمليا ثمة فوارق فما يبدو متاحا على مستوى النظر قد لا يكون كذلك على مستوى العمل فثمة فوارق تحكم كل مناورة وتعطيها حظوظها في النجاح و قد تصيبها بالفشل الذريع!!؛ ولشرح بسيط نقول انه اذا حدث ان رجلا ثريا قد يتقدم لخطبة فتاة تريدها انت فيمكنك نعم ان تضعه في إحراج وضيق إذا تقدمت معه في نفس اللحظة لها!! لكن حين يخرجه نقوده ويعرضها على الطاولة فان كل خطوتك ستذهب هباء دون أي نتيجة تذكر وهذا بالضبط ما يقوم به اسلاميو ليبيا اليوم.
يعود الامر برمته الى قانون بسيط يفشل دهاقنة الدهاء السياسي من اسلامي ليبيا في فهمه او تصوره او حتى معرفة أولوياته فالمناورات السياسية مهما كانت حاذقة ومهما تزامنت معها دعايات اعلامية مجانية واسعة لا يمكنها لوحدها ان تحقق نصرا كاملا ولا حتى في السياسة لوحدها فالسياسة في ليبيا اليوم ليست شانا تفاوضيا فقط ولا تداول سلطة فقط انها ببساطة وككل السياسة في العالم : حالة حرب!.
نعم يمكن للتيارالاسلامي ببساطة ان يخيب كل ادعاءاتي ويفوز وينتصر شرط ان يتنازل عن كل مناوراته السابقة واللاحقة ويتحول في ضربة حظ الى حزب اردوغان جديد! فيدعي انه مؤمن بالديمقراطية ولكن ليس كمجرد مناورة مؤقتة بل كخيار دائم! أي ان يتنازل عن تعريفه لنفسه! اذ حزب اردوغان كما هو معلوم وقع على كل ورقة تريدها اوربا الى درجة قبوله الرضا بتمثيل الشاذين جنسيا وإشراكهم في الحياة السياسية! انا شخصيا ادعي ان التيار الاسلامي في ليبيا اكثر تخلفا وانه يظن ان طريق انتصاره لا يمر عبر الصراحة والتراجع عن دعم الميليشيات سرا وعلانية والقبول بمد سيطرة الجيش الوطني الليبي عل كل شبر وسنتمتر في ليبيا بل يظن انه قادر على الانتصار بقليل من المؤامرات السرية! ؛ فالقليل من المؤامرات يعطيك قليلا من الوقت لكنه لا يكسبك الحرب.
سيكون على التيارالاسلامي ان يعي ان عليه قبل ان يراجع حساباته ليرى محاصيله ان يفحص ميدانين في ليبيا وان يوازن قواه فيهما قبل ان يدعي انه قد فاز والميدان الاول هو ميدان القوة العسكرية والحرب وهذه خسرها تماما لأنه خسر بنغازي عاصمة الثورة عام2011م أي عاصمة التغيير السياسي في ليبيا! ؛ انها اليوم بكاملها بكل اناسها بشعبها تقف مع الجيش الوطني و تناصر المشير خليفة بلقاسم حفتر أي تهدد بنقل نفس الاثر الى طرابلس باعتباره موضه !! كما سبق وصدرت ثورة عام 2011م.
وسيكون عليه ان يعرف ايضا انه ان كان ميدان المناورة اليوم متاح لضعف التيار المدني وتفرقه نتيجة ضعف البرجوازية الليبية و تفرقها فان الامر لن يطول حتى تخرج هذه ممثلها الحقيقي وغير المزيف ساعتها سيكتشف ان كل مناورته نجحت ولكن فقط في
تأجيل المشي في جنازته المعلنة!!.



#احمد_الحسين_التهامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تتناقض المطالبة بدولة ديمقراطية مع دعم العسكر؟!
- خطة سلامة الجديدة: اعادة تاجيج الحرب
- كيف يفكر الامريكيون في الازمة الليبية؟!
- في شأن الملابس الداخلية الليبي(1): العويلة الحمر............ ...
- المواجهة الوردية-في بعض اليات التحول الفكري والعقدي-المسير ن ...


المزيد.....




- الأردن.. تفاعل على الزيارة السريعة للملك عبدالله الثاني إلى ...
- بعد مقتلها بقصف منزلها في غزة... مهرجان كان ينعى المصوّرة ال ...
- دولة عربية تستقطب أعدادا كبيرة من السياح رغم تصنيفها بين أخط ...
- اعتداء جنسي داخل قاعدة أمريكية في اليابان
- اليمن.. 13 غارة أمريكية على صنعاء ومأرب
- رويترز: إيران تعزز مواقعها النووية تحت الأرض (صور)
- لجنة حماية الصحفيين بإثيوبيا تبدي قلقها لاقتحام مقر أديس ستا ...
- روبيو يرسم الخط الأحمر لإيران: لا اتفاق مع تخصيب اليورانيوم ...
- زيارة ميلز لدمشق.. تفاؤل حذر وشروط أميركية لرفع العقوبات
- الشرع يقدم التعازي برحيل البابا فرنسيس


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحسين التهامي - مناورات التيار الإسلامي الليبي ضيقة الأفق محدودة الاثر