أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي الدين محروس - الثورة والثورة المضادة














المزيد.....

الثورة والثورة المضادة


محيي الدين محروس

الحوار المتمدن-العدد: 5752 - 2018 / 1 / 9 - 00:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأتي أهمية تمييز مفهوم الثورة عن الثورة المضادة، من خلال الخلط المتعمد أو غير الواعي الذي يؤدي إلى استنتاجات خاطئة تشكل خطراً وتضليلاً يؤدي إلى إضعاف جماهيرية الثورة.
من هنا تأتي أهمية التمييز بين مفهومي: الثورة والثورة المضادة.

ضمن العديد من التعاريف العديدة للثورة نستطيع القول بأن:
الثورة هي الحراك الجماهيري الواسع ضد النظام السياسي المستبد، بهدف إسقاطه، و إقامة نظام يحقق مصالحها عبر مجموعة من التغيرات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية تؤدي إلى تغيير جذري شامل في المجتمع.

كمثال: ثورات بعض الشعوب العربية التي أطلق عليها: „ثورات الربيع العربي" في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن. حيث تحركت الجماهير الواسعة وأطاحت في بعض هذه البلدان برؤوس النظام السابق، ولا يزال هذا الحراك الثوري مستمراً حتى تحقيق أهدافه.

أما مفهوم الثورة المضادة، فهو أكثر تعقيداً، وتجري حوله العديد من الإشكاليات النظرية التي تؤدي إلى تحليلات ومواقف سياسية عملية خاطئة تضر بالثورة.

لنأخذ على سبيل المثال الثورة في مصر، حيث دخل الجيش ليلعب دور الوسيط في إزاحة الرئيس السابق وسلطته، ومن ثم قام خلال المرحلة الانتقالية، بإعادة إنتاج النظام من نفس الطبقات السياسية، بعد إبعاده للقيادات السياسية البارزة السابقة، مع توسيع طفيف في القيادات السياسية. بكلمات أخرى، تمت استمرارية النظام السابق، من حيث تمثيله للطبقات الاجتماعية، تحت مسميات أخرى للقيادات السياسية!
هل ما جرى في مصر هو ثورة مضادة؟بالطبع، لا ! طالما لم تنتصر بعد الثورة في الإطاحة بالطبقة الرأسمالية، التي ما زالت حاكمة تحت أسماء جديدة.
من هنا يتضح لنا، بأن الثورة المضادة: هي التمرد الذي يهدف إلى الإطاحة بالنظام الثوري الجديد القائم أو خلال العملية الثورية لتفريغها من محتواها وحرفها عن أهدافها.
من هنا يتضح لنا، بأن بلدان ثورات الربيع العربي، لا تزال في المرحلة الأولى من الثورة: الإطاحة بالأنظمة المستبدة( وليس فقط برؤساء الدول)، أي الإطاحة بالقوى السياسية التي كانت وما زالت بيدها السلطة. ولا تزال المعركة مستمرة بين قوى الثورة التي تطمح للتغيرات الجذرية لصالحها، وبين قوى النظام السابق، إن كانت تحت أسماء جديدة كما في مصر، أو ما زالت في على رأس الحكم كما في سوريا.
وقد تجري الثورة المضادة بالتوازي مع الثورة. حيث تقوم القوى السياسية الحاكمة السابقة ( كما في مصر ) و الحالية ( كما في سوريا ) بمحاولات تفريغ الثورة من محتواها و تصفية قواها الثورية، وذلك بشكلٍ مباشر أو عن طريق قوى دخيلة على الثورة ( في سوريا: رفع شعارات دينية من التنظيمات الإسلاموية تحت رايات جهادية، لحرف الثورة عن أهدافها السياسية، أو بعض القوى السياسية التي استولت على قيادة الثورة الرسمية).

إن عدم التمييز بين الثورة والثورة المضادة، أدى إلى ابتعاد العديد من الناس عن الثورة، عند متابعتهم لما تقوم به قوى الثورة المضادة، ظناً منهم بأنها تمثل الثورة، وهذا من بين أهداف النظام في سوريا وغيرها من بلدان الربيع العربي.
من هنا، تأتي أهمية متابعة القوى الثورية نضالها على محورين: ضد الأنظمة الاستبدادية للإطاحة بها، ومن جهةٍ أخرى تعرية قوى الثورة المضادة التي لا تقل خطراً عن النظام.
الانتصار دائماَ للشعوب المناضلة.



#محيي_الدين_محروس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقولة: - الحزب القائد - !
- تحرير المرأة والمساواة والجندر
- ظاهرة الفاشية الجديدة والتمييز العنصري
- أهمية المظاهرات من الناحية النفسية والاجتماعية والسياسية
- الثورة على الذات
- الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية
- الثورة المضادة في سوريا
- التربية الأخلاقية
- الذكرى السادسة لانطلاقة الثورة السورية
- التعصب القومي - الاقتصادي - الشعبوي
- من أهم عوامل النجاح: التعلم من الأخطاء
- الحوار الفكري و تحرير العقل
- ثورات الربيع العربي و بداية عصر النهضة الثاني
- سر النجاح في المفاوضات السياسية
- أهمية تحديد العدو الرئيسي!
- الخلط بين الإسلام و السلفية و داعش
- حرية الإنسان
- عوامل انتصار الثورة السورية
- الثورة السورية و أسبابها و أهدافها
- الحرية و الديمقراطية و صناديق الاقتراع


المزيد.....




- محمد رمضان يؤدي في -كوتشيلا- ويثير الجدل مجددا بإطلالته
- رئيس وزراء لبنان في أول زيارة رسمية إلى سوريا من أجل -تصحيح ...
- محادثات القاهرة -لم تحرز تقدما- وحماس تبدي استعدادها لإطلاق ...
- رغم مساعي التهدئة مع ترامب..ميتا أمام القضاء بسبب إنستغرام و ...
- شاب كيني متهور يخاطر بحياته ويتعلق بمروحية أثناء حفل زفاف! ( ...
- البوندستاغ يحدد الـ6 من مايو موعدا لانتخاب فريدريش ميرتس مست ...
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يعلن عن زيارة قريبة له إل ...
- عشرات القتلى في ضربة روسية وسط سومي الأوكرانية وموسكو تؤكد ا ...
- الصناعات التقليدية..تراث يناضل من أجل البقاء
- شي جينبينغ يندد بحمائية -لا تفضي إلى أي مكان- خلال جولة في ج ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي الدين محروس - الثورة والثورة المضادة