نضال الصالح
الحوار المتمدن-العدد: 5749 - 2018 / 1 / 6 - 14:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الديموقراطية الأوربية ماتت ودفنت وقامت الشعوب الأوروبية بتأبينها. يجب علينا أن لا نقارنها بالبلاد العربية المتأخرة كالسعودية ومثيلاتها ولكن علينا أن نقارنها بلوائح الديمقراطية التي قامت على أساسها الديموقراطية في الغرب وخاصة في أوروبا الغربية، والتي تقوم على حرية الرأي والعقيدة وحق المواطن بالتعبير عنها بكل الوسائل السلمية المتاحة.
عندما نشأت في أوروبا قوانين " معاداة السامية" كان ذلك اول مسمار في نعش الديموقراطية الغربية تبعه مسمار قانون "إنكار الهولوكوست والذي أكد على ان الهولوكوست هو خاص باليهود ولا يحق وصف أي مأساة او إبادة جماعية لأي شعب بالهولوكوست لأن هذه هي علامة مسجلة باسم اليهود ولا يحق لغيرهم وصف مأساتهم بهذا الوصف.
معاداة السامية وإنكار الهولوكوست بأي شكل من الأشكال يعد جرما يعاقب عليه القانون بالسجن. يكفي أن تنتقد اليهودية وكتبها واليهود وسلوكهم وحتى انتقاد الدولة الصهيونية بأي شكل من الأشكال سيعرضك للعقاب والسجن. يمكنك حتى أن تعترف بالهولوكوست ولكنك تشكك بعدد الضحايا الرسمي وهو ستة مليون ضحية كأن تقول أن العدد خمسة ملايين ونصف فهذا يعتبر إنكارا للهولوكوست وتعرض نفسك للعقاب. يمكنك ان تقدم مئات الوثائق الرسمية كي تدعم بها رأيك ولكن ذلك لن يساعدك في شيء، فالستة مليون هو رقم مقدس لا يحق لأحد المساس به ويعاقب كل من يحاول تغيره بأي شكل من الأشكال.
في كثير من البلدان وخاصة بلدان اروبا الشرقية اعتبر الفكر الشيوعي فكرا فاشيا يعاقب كل من يدعو إلية ومن ينتمي لأحزابه. والاتهام بالفاشية توسع ليطيل إلى جانب أولئك الذين ينكرون الهولوكوست والمتهمين بمعاداة السامية إلا كل المنتقدين للولايات المتحدة وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي ويدعو إلى الخروج من سلطتها والانضمام إلى الحلف الروسي. أصبح فاشيا كل من يدعو إلى القومية ويشيد بتراث بلده ويرفض سلطة واشنطن وبروسل. لقد أصبح فاشيا كل من ينتقد إسرائيل والصهيونية. لقد أصبح فاشيا كل من يرفض قبول موجات الهجرة من آسيا وافريقيا وهناك لائحة اتهام طويلة للمتهمين بالفاشية. هناك عشرات القضايا المرفوعة للمحكمة بتهمة الفاشية أو معادات السامية او إنكار الهولوكوست على مفكرين وصحفيين وكتاب. الديموقراطية في اوروبا ماتت وجرى دفنها والصلاة عليها وتأبينها.
#نضال_الصالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟