محمد طه حسين
أكاديمي وكاتب
(Mohammad Taha Hussein)
الحوار المتمدن-العدد: 5747 - 2018 / 1 / 4 - 13:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الٲمان الاتكالي المزيّف
محمد طه حسین
المأزق أو بالأحرى المستنقع الذي سقطت فيه المراكز السلطوية لجميع الكيانات السياسية في الشرق الأوسط على اختلاف ذيلياتهم واستقطاباتهم جاء نتيجة شرائهم للأمان المزيف والهدوء النسبي من الأقوياء و اعلان اتكاليتهم الابدية عليهم وذلك بمقايضتهم لهذا الأمان الأتكالي مقابل تقويتهم لمواجهة المنابع الاساسية للطاقة والقوة التي تتقوى بها الأمم والشعوب وهي الداخل الوطني والقومي والشعبي.
الأمان الأتكالي هو نتيجة السياسة والاقتصاد والثقافة الأتكالية وليس محصلة ثورات ونضالات منضبطة ومبرمجة وفق استراتيجيات التغيير النابعة من العقلية المساقة بفعل نزعات تحررية اصيلة .
الأمان الأتكالي ينصهر ببرودة العلاقات المؤسسة لأجله ولهذا نرى الاستقطابات في المنطقة بين القوى السياسية سرعان ما تتغير وفق حركة المراكز والاتجاهات الجديدة لخارجهم ،الأمان الاعتمادي على الذات المجتمعية القومية والوطنية يأتي من التوجه الداخلي نحو منابع القوة فالشرخ الكبير بين الرؤوس والاجسام انتج الأتكالية في جميع الجهات.
يقول احد علماء النفس : ان الأمان الأتكالي غير الناضج باهض الثمن.
ها نحن الآن ندفع هذه الأثمان دفعة وراء دفعة، ومازلنا ننتظر المنقذ يٲتينا من الخارج البعيد كي يعيدنا الی المربع الٲول علی الٲقل كي نبدٲ اللعبة لصالحهم من جديد. ليس المنقذ الحقيقي سوی الرجوع الی الداخل المجتمعي القومي واجراء عمليات جراحية له بغية استئصال الغدد السامة المميتة المتجمعة.
#محمد_طه_حسين (هاشتاغ)
Mohammad_Taha_Hussein#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟