أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابداح - يفعلون ما يؤمرون -2














المزيد.....

يفعلون ما يؤمرون -2


محمد ابداح

الحوار المتمدن-العدد: 5745 - 2018 / 1 / 2 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس من الحكمة التحدث عمّا يعرفه الجميع، غير أنه لاضير من التذكير بأن دولة عظمى كالولايات المتحدة حينما ترى بأن السياسات العامة لدولة كالسعودية وغيرها قد خرجت عن السياق المتفق عليه في معادلة الأمن مقابل النفط ، يستدعي تدخلا جراحيا وإن مس هذا التدخل الثوابت والمسلمات، فلابد منه لإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي، مما يضمن التوازن الإقليمي التي تتطلبه كل مرحلة، لصالح تحقيق ماهو مخطط له في كل مرحلة على حدة، ولقد آن الأوان وفق هذا البيان لتنفيذ الفصل الأخير من القضية الفلسطينية، فليست صدفة أن إنشاء وكالة الأنوروا لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تم في عام 1946 وقد جرى افتتاحها عام 1947م، لتكون جاهزة لاحقا لاستقبال وتشغيل ما سيطلق عليهم إسم (اللاجئين الفلسطينيين)، حين يتم طردهم من بلادهم عام 1948م، ولم تسمى بوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عبثا، فقد تم الترتيب لكل شيء المساكن في المخيمات وتأمين الوظائف برواتب جيدة مقارنة بالأوضاع المالية لدول اللجوء في الأردن وسوريا ولبنان وغيرها، ومكافئات مالية لنهاية الخدمة بلغت 70 ألف دولار لكل موظف فلسطيني بشرط أن يمضي خمسة وعشرين عاما بالخدمة، وما أكثر الفلسطينيين اللذين خدموا وقبضوا تلك المكافئات، وإن لم يكن أمامهم من خيار آخر في ذلك الوقت الا القبول بالأمر الواقع لأطعام عائلاتهم، لقد تم تمويل إنشاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئيين الفلسطينيين (الأونوروا) من قبل الأمم المتحدة لتشكل بدوائرها المختلفة دولة مصغرة تشمل أربعة وزارات أساسية للصحة والتموين والتعليم والأشغال العامة، وكان من بين أهم الدول الداعمة والممولة هي المملكة العربية السعودية ودول الخليج والباقي تكمله الولايات المتحدة وكندا واليابان ودول أوروبية أخرى، لذا فقد تم إنشاء مدارس الأونوروا لتعليم أبناء اللاجئيين الفلسطينيين حتى مرحلة الثانوية العامة، وتم إنشاء معاهد وكليات مجتمع وجامعات، ومنازل منظمة تحت اسم مخيمات اللجوء، ومستشفيات ومراكز صحية ورعاية الأمومة والأطفال، في كل من الأردن وسوريا ولبنان ومصر، ومنذ ذلك الوقت، والأخوة الفلسطينين يتم صهرهم ضمن تلك المجتمعات، ومن الجدير بالذكر أن معظم اللاجئين الفلسطينيين حصلوا إما على جنسيات تلك البلاد التي عاشوا فيها أو هاجروا إلى الولايات المتحدة وبلدان أوروبية أخرى، وبالتالي فإن فلسطينيو المهجر لايعول عليهم كثقل سياسي ضاغط تجاه الحل النهائي العادل للقضية الفلسطينية، كما يحلم به فلسطينيو الداخل، تلك حقيقة لابد من ذكرها بعيدا عن مهاترات الوطنية والنفاق السياسي.
منذ إنشاء وكالة الأنوروا وحتى الآن تم تقليص خدمات الوكالة المذكورة في دول اللجوء العربية تبعا لكل مرحلة تم التخطيط لها بعناية ، فقد تم إلغاء كافة المخصصات التموينية والغذائية المقدمة في دول اللجوء ابتداءا من عام 2005، ثم تم إلغاء المخصصات المالية لبناء وإعادة صيانة مساكن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين اعتبارا من 2009م، واعتبارا من 2011 تم تخفيض تمويل الخدمات الصحية في المراكز والمستشفيات التابعة للوكالة للنصف، واعتبارا من 2015 يتم تأخير صرف الرواتب لفترات تمتد مابين شهرين إلى خمسة أشهر، في عملية ممنهجة لتقليص أعداد العاملين في الوكالة، وذلك بسبب تخفيض المبالغ المالية المخصصة لدفع الرواتب من الدول الداعمة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، نخلص من ذلك أن دور السعودية قد انتهى في هذه المرحلة وفق ماهو مخطط له على مبدأ (يفعلون ماؤمرون)، وإن ما يقوم به حكام السعودية الآن من تغييرات في السياسة السعودية الداخلية أملتها عليهم إدارة واشنطن، لاعلاقة له بترّهات دعم الإرهاب بقدر ماهو متين الصلة بالحل النهائي للقضية الفلسطينية.
لم يرث النظام السعودي وكل حكام العرب كل تلك الثروات التي أهدروها - ومايزالون- من الجيل الذي سبقهم، بل يتم سرقتها بشكل مخطط له من الأجيال اللاحقة، وعلى تلك الأجيال دفع الثمن، والمعاناة من أمراض الفقر وفشل التنمية المزمن، ولن يكون المجتمع الدولي متساهلا معهم، وبذا يستمر مسلسل الإخفاق العربي الذي يراوح مكانه، ليس الأمر لأن العرب أغبياء أولم يستوعبوا التطورات الهائلة بالعلم والمعرفة أو بقدر تخلف الأيديولوجيا والفكر الديني والعقيدة والتي تقض مضاجع مخابرات الأمن القومي العربي، كما يرجح العديد من المحللين والمنظرين، بل لأن الحكام العرب باختصار يفعلون مايؤمرون.
تلك حقيقة لابد من الإعتراف بوجودها، ليس لتفسير ما حدث ويحدث حاليا في العالم العربي، بل لمحاولة ما تبقى من النخب العربية التهّيء للقادم، لقد قام صدام حسين قبل الغزو الأمريكي للعراق بمحاولات سرية وعلنية عديدة للتواصل مع الإدارة الأمريكية بهدف التوصل لحلول سلمية درءا لكارثة تدمير العراق، ورغم ذلك حدث ما كان مخطط له حدوثه في المنطقة، إذن فالتوجه الدولي بقيادة الولايات المتحدة سائر في المنطقة لامحالة، ولذا فبعد الآن ليس ثمة إمكانية لأن تعيش أي دولة عربية مهما كان ولاءها للولايات المتحدة في مأمن مما يبيّت لها، والمقصود هنا ليست الأنظمة الحاكمة فالرئيس التونسي بن على مثلا قد انتهى عقد وظيفته ولم يتم تجديده له، وهو يعيش حاليا في قصر ألف ليلة وليلة، وإنما المقصود هي الشعوب العربية.
يتبع..



#محمد_ابداح (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصحاب السمو والفخامة !!
- أماني العرب
- بطولة حمل الأثقال السياسية
- يَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ-1
- قانون الميراث الروسي
- قانون الميراث الفلبيني
- قانون الميراث البريطاني
- موانع الميراث وفقا لقوانين الأحوال الشخصية في الدول العربية ...
- موانع الميراث وفقا لقوانين الأحوال الشخصية في الدول العربية ...
- موانع الميراث وفقا لقوانين الأحوال الشخصية في الدول العربية
- تحليل الجدل الفقهي والقانوني حول موانع الميراث في الشريعة ال ...
- تدابير الحرية
- لو.. وأخواتها
- العلمانية وفقه التدليس
- الحرب والخوف - واقع اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء- الجز ...
- الحرب والخوف - واقع اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء- الجز ...
- الحرب والخوف - واقع اللاجئين السوريين في مخيمات اللجوء- الجز ...
- توحيد قوانين الميراث في دول الاتحاد الاوروبي
- حِج واصمت !
- العيش تحت سقف الكذب


المزيد.....




- رسوم ترامب الجمركية ستُعلن قريبًا في -يوم التحرير-.. إليكم م ...
- أمريكا تعاقب شبكة متهمة بإرسال أسلحة وحبوب أوكرانية مسروقة ل ...
- روته: دول -الناتو- زوّدت كييف بأسلحة بقيمة تجاوزت الـ20 مليا ...
- الجزائر ـ الكاتب بوعلام صنصال يستأنف الحكم بسجنه خمس سنوات
- مصادر طبية فلسطينية: 63 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غز ...
- مباحثات مصرية أردنية حول جهود القاهرة والدوحة للتهدئة في غزة ...
- الكويت تبدأ أولى جولات قطع الكهرباء في 2025
- إعلام: 50 ألف يمني محرومون من الماء بسبب الغارات الأمريكية
- هوس العناية بالبشرة بين المراهقات.. مخاطر خفية وراء المنتجات ...
- روته: لم نناقش الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد ...


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ابداح - يفعلون ما يؤمرون -2