أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيثم بن محمد شطورو - الحرية بما هي العود الى الجوهر القرآني














المزيد.....


الحرية بما هي العود الى الجوهر القرآني


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5742 - 2017 / 12 / 30 - 03:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


هل لنا ان نـتخـلص من أصنامنا و أوثانـنا العديدة؟ الأوثان هي كل مفاهيم الحياة التي تبعد الانسان عن نـفـسه و أن يعيش ذاته بحرية. يعيشها لذاتها دون لأجل المال او المصلحة او الرفاه..في هذا التمشي تـظهر رسالة التوحيد بالله و تحطيم الاصنام التي تجعل الانسان يؤمن بشيء خارج ذاته بما انه ملموس..الايمان بالله هو عيش الذات بكل حرية. عيش الذات في حقيقـتها العارية و لأجل الحقيقة الغير ملموسة في ذاتها..حياة الذات هي حياة الله بما ان الله هو نحن كروح..
هذا هو اساس الرسالة القرآنية و هو اساس الاسلام الذي قبل ان يتحول الى دولة، كان في قمة شرارته الروحية الخالصة التي قهرت الفرس و الروم..
الرسالة ليست في ما يسمى الشريعة فـتلك نتاج التحول الى دولة و الحاجة الى التـنظيم لا تعني تحويل النظام الى أصنام جديدة.. الرسالة القرآنية لا تعني سنة و شيعة فتلك مذاهب ناتجة عن حرب الفتـنة الكبرى و هي اذن في فلك الصراع على السلطة و صراع مفهومين للسلطة.. الرسالة القرآنية لا تعني كذلك مسيحية و يهودية و زرادشتية و اسلام فالكل نادى بفكرة التوحيد التي هي فكرة الحرية الانسانية العميقة. الدين عند الله الاسلام هي بمعنى من المعاني، الاسلام كتجلي اخير يحاول ازالة الايمان بما هو غير الله و الايمان بما هو خارج الذات كأنا روحي، و في ذلك أزال الواسطة بين الانسان و ذاته و بينه و ما بين الله من رجال دين و كهنوت اللذين حرفوا الدين، اي حولوه من علاقة مباشرة بين الانسان والله، الى علاقة بين الانسان و رجل الدين الذي اصبح يتحكم فيه و بالتالي ضاع مفهوم الايمان الحقيقي بما هو حرية روحية عميقة .
صحيح ان هذه المفاهيم النقية قد تم التراجع عنها شيئا فشيئا و شيئا فشيئا انحط العربي المسلم..
لكننا اليوم نحن بحاجة الى العودة الى جوهر الرسالة القرآنية بما يتوفر من اعلاء لقيمة الحرية الانسانية اليوم. هذا الجوهر الذي جـسدته لحظة تحطيم الاصنام كتعين حي من قبل رسول الله محمد، و لكن بما هي جهد تـفكري عـقلي نتجه الى العمق الروحي للمسالة بعيدا عن التقديسوية التي تحجب الحقيقة اكثر مما تحصنها.. فالحقيقة التي تتحصن انما تحجب نفسها و تغيب..
في هذا العصر المليء بالضجيج. ضجيج الآلة و الانسان المتخارج عن نفسه..العصر الذي فجر مفهوم الحرية الإنسانية هذه الحرية التي ما أن تـنأى عن جوهرها الروحي فانها تـنـقـلب الى عبودية.. عبودية للمال و التملك و التمايز و الآلة..
عصر الحرية الانسانية لا يبلغ غايته إلا بالروحنة و الولوج الى الذات.. الذات الروح، الفكرة غير الملموسة، الله الواحد الأحد
انه ليس بنداء عربي مسلم يبحث عن الوحدة و السلام و الحرية و الكرامة الانسانية للعرب و المسلمين، فقط.. انها دعوة اكثر المفكرين في العالم جدية في الاهتمام ببناء غد انساني أفضل
الرسالة القرآنية التوحيدية بالنظر اليها من هذه الزاوية و بناء مفهومية تحررية انسانية عميقة من خلالها يمكن ان تساهم في خلق مجتمعات سليمة.. ليس بالنسبة للعرب و المسلمين فقط و انما للعالمين..
و هذه فقرة من كتاب "المجتمع السليم" للمفكر الشهير "آريك فروم" و هو عالم نفس أمريكي من اصل الماني ( 1900 ـ 1979):

"إننا في الوقت الحاضر نقدس أوثانا كثيرة و نعبدها، و لو آمنا بالله لحطمنا هذه الاصنام.
فنحن نؤله الدولة، و نؤله في الدولة الدكتاتورية القوة، و نؤله الآلة، و نؤله فكرة النجاح في الحياة. و في سبيل ذلك ينفصل نشاطنا عن احتياجات نفوسنا، و نضعف في الانسان صفاته الروحانية، و مهما يكن من أمر، فواجب الانسان الحر ان يستنكر عبادة هذه الاوثان سواء كان مؤمنا بوحدانية الله او من دعاة دين جديد، و واجبنا ان نهتم بالجوهر دون العرض، و باللباب دون القشور، و بالخبرة دون اللفظ، و بالإنسان دون النظم، و بهذا الاجماع على استنكار عبادة الاوثان الجديدة تتألف القلوب حول عقيدة مشتركة اساسها المحبة و التواضع، و الايمان بالعالمية، و التعاليم الانسانية في الديانات العظمى في الشرق و الغرب، و النظر الى الامور بعين العقل، و الاهتمام بالحياة نفسها لا بالمعتقدات و المذاهب.
و بهذا الاتجاه الجديد تـنـشأ طقوس جديدة، و تعبيرات فنية جديدة، تؤدي الى احترام الحياة، و تماسك الناس"



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قائمة -الحق الطبيعي-
- الثالث المرفوع الماركسي
- سوريا و الثورة
- النبي الجديد
- المثقف و السلطة و الثورة
- لروحه السلام أبيك و أبي..
- اليسار بين الصعلكة و التحررية
- -ترامب- أو المشهد الأخير
- السياسي الوضيع
- أفق البديل السياسي المطلوب في تونس
- قاون المصالحة يقلب المشهد السياسي التونسي
- مصالحة ألامصالحة
- النداء التقدمي
- تاريخية القرآن ( من خلال سيرة ابن هشام)
- الرئيس التونسي يتحدى الشرق البائس
- زقاق الجن
- الأيادي القذرة
- نهاية الفصل الأول من الثورة
- الدوامة السورية إلى أين؟
- معركة -بدر-


المزيد.....




- إعلان وصول الرهائن السبعة المفرج عنهم من خان يونس إلى إسرائي ...
- إصابة شاب برصاص الجيش الإسرائيلي في مخيم جنين واقتحامات غربي ...
- ترامب يطرح سؤالا على برج مراقبة مطار ريغان
- سماعات ذكية لمراقبة صحة القلب
- جهاز للمساعدة في تحسين النوم والتغلب على الأرق
- ماذا يعني حظر إسرائيل للأونروا بالنسبة لملايين الفلسطينيين؟ ...
- كيف يفكر دونالد ترامب في إعادة إعمار غزة؟
- الإمارات تتسلم أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية في صفقة ...
- ميركل تنتقد زعيم حزبها بسبب تمرير خطة اللجوء بأصوات -البديل- ...
- الجيش الإسرائيلي يغتال أسيرا محررا في نابلس (صورة)


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيثم بن محمد شطورو - الحرية بما هي العود الى الجوهر القرآني