محسن كفحالي
الحوار المتمدن-العدد: 5741 - 2017 / 12 / 29 - 21:21
المحور:
الادب والفن
و أنت تستعدين للرحيل تزينت بكل ألوان الدم و أقراط الحديد ، حلمنا في طفولتنا بالأخضر و الأبيض ، نطلق طائرات من ورق و ننظر إليها نظرات تخترق الأفق ، كبرنا و كبر حلمنا ،اختفت الطائرات في الضباب و اختفت معها كل الأحلام ، تحولت الألوان ، فالأخضر أصبح دما نازفا في الشرق بعدما تغير مذاق و لون الخبز ، خبز اسود بمذاق الدم و دموع الأطفال و حزن الشيوخ و عرق العمال و أنين النساء ، و في الجنوب كان السواد و الألم تولدت الحكايات من رحيم المعانات ، حكايات تداولها الأطفال ، في بلاد المناخ و الأقمار و السمك و الفوسفاط و الجبال و الهضاب في بلاد السدود و التين و الزيتون ، بكت الطفولة مطرا و شربت من دموعها حزنا . و أنت تستعدين للرحيل لا تنسى أن تأخذ معك الام تبادل النظرات بين الأصول و الفروع بين الحبيب و حبيبته ، بين الأصدقاء بين الزملاء .في الشمال و لد الحلم و بدأ بالكبر بين أحضان زهور الفل و الياسمين ، كانت المدينة تتزين يوميا بأعلام ملونة ، و الزهور تزيد توردا، تغني للحلم ، تداعبه ، تراقصه ، تقبله ، في عينيك أيتها الجميلة أرى البياض ، بياض الحياة لا الموت ، تخنقني الحناء و في يديك أحببتها ، و في كعبك خلخال يصدر موسيقي الانتصار، كل شيء فيك يحميني و يحيني ، نمت كثرا على أمال اللقاء ناسيا ألامي ، نمت كثيرا و الخوف عليك يعذبني و مع ذلك كان الآمال منبع قوتي ، و أنت تستعدين للرحيل رجاءا لا تنسى أخذ الظلام معك ، لا تنسى السجان لا تنسى الفساد ، و أنت تستعدين للرحيل تذكر زهورنا ، تذكر أحلامنا ، تذكر أطفالنا ، في الغرب كان الخبز معجون بالبنزين .
و أنت تستعدين للرحيل، كان السواد ، الظلام ، كان الآلام ، كان السجن .
#محسن_كفحالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟