عبدالسلام سامي محمد
الحوار المتمدن-العدد: 5740 - 2017 / 12 / 28 - 19:58
المحور:
الادب والفن
قبل مدة اقتربت الى العام كنت اتابع بأستمرار و بكل شغف برنامج تلفزيوني اسبوعي جميل و رائع جدا على احدى القنوات الالمانية ،، و كان ذلك البرنامج يتحدث أو بالأحرى يصور بعض من الجوانب و المواقف الانسانية و الاخلاقية و الخيرية لبعض من المليونيرية الألمان بالطبع أقصد هنا المليونيرية ( أصحاب الخلق الرفيع و الضمير الانساني الحي ) ،، حيث كان المذكورين هؤلاء يقومون بتقمص و لعب دور الفقراء و المحتاحين في تلك المشاهد الواقعية المقدمة للجمهور عبر الحلقات المعدة لها بشكل واقعي و جميل بكل معنى الكلام ،، ففي كل مرة كان أحد الأغنياء يقوم بلعب دور من الأدوار الانسانية الواقعية التي كان يختارها هو بنفسه و بمحض ارادته ،، فيقوم و بحسب الدور و وفقا للسيناريو المعد لها بشكل جيد بلبس ملابس الفقراء القديمة الرثة للاظهار بمظهر الشخص الفقير المتواضع المسكين ،، ثم كانوا يخرجون اليهم أي إلى ( الفقراء) و كانوا يصادقونهم و يعاشرونهم و يعيش كل واحد منهم ( أي من هؤلاء الاغنياء ) تقريبا مدة اسبوع او اكثر مع فرد او مجموعة من الناس الفقراء و الميؤوسين و تحت نفس ظروفهم المعيشية و الحياتية غير الطبيعية و الصعبة كثيرا ،، و كل ذلك من اجل التعرف عليهم عن قرب بغية الاحساس بظروفهم المعيشية الكئيبة المعقدة و على معاناتهم الحياتية اليومية الكثيرة بكل صدق ،، لكي يتمكنوا ( اي هؤلاء الاغنياء ) تبني علاقات عاطفية و انسانية و وجدانية مباشرة معهم ،، و حتى يتسنى معرفة احتياجاتهم المادية و المعنوية و حتى يتمكنوا بعد ذلك تقديم العون و المساعدة الممكنة اليهم لتخفيف معاناتهم و ايجاد حلول صحيحة و عملية لمشاكلهم اليومية .
و في كل مرة عندما كنت أتابع تلك الحلقات و أرى تلك المواقف الانسانية الرائعة لأغنياء هذا البلد تجاه الآخرين ،، كنت أسأل نفسي لماذا لم و لن تحدث حالة واحدة فقط شبيهة بهذه الحالات في مجتمعاتنا الشرقية المدمرة و التي تدعي بالدين و الاخلاق و احتكرت و تحتكر لنفسها و منذ مئات من السنين الحقيقة المطلقة إلى جانب الصدق و الصراحة و الشهامة و الضمير و الانسانية و العز و الشرف و النبل و الكرم و الزقنبوت ؟؟؟.
الزقنبوت : كلمة تعني باللغة الكوردية السم النقيع .
#عبدالسلام_سامي_محمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟