أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رياض حسن محرم - عن صلاح عيسى والوطن...رحيل مناضل














المزيد.....

عن صلاح عيسى والوطن...رحيل مناضل


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5739 - 2017 / 12 / 26 - 03:25
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


(كأننا عبيد أولاد اماء، ورثنا هؤلاء الحكام عن خلفائهم أو عن آبائهم، و لا حق لنا تجاههم، إلا حق تقبيل الأقدام، و تمريغ الوجوه فى العتبات) صلاح عيسى
بدأ تعرفه على الكتاب والقراءة حينما كانت أمه تطلب "تلك السيدة الأمية كمعظم أمهاتنا" أن يقرأ لها بعض مخطوطات السيرة النبوية وتاريخ الصحابة وثورة الحسين وإستشهاده، ويقول عيسى عن رحلته مع القراءة ( تأثرت جدا بقصص التاريخ الإسلامي الثرية بالتفاصيل والدراما، والمعرفة، ثم انتقلت تدريجيا في فترة المراهقة إلى الروايات البوليسية؛ فنحن جيل نشأ في رحاب السلاسل الثقافية، مثل سلسلة «الكتاب الذهبي»، و«روايات الجيب»، وكانت سلسلة «روايات الجيب» في تلك الفترة تصدر روايات بوليسية تتناول شخصية اللص الظريف أرسين لوبين أو تؤلفها أجاثا كريستي)، لكن والده ذلك المثقف الفطرى كان يرى أنه لا قائدة من قراءة الروايات البوليسية لأنها تشكل عقلية إجرامية، فأهداه رواية «القدر» لفولتير، وهي من ترجمة الدكتور طه حسين، وبعد قراءتها هام بها عشقا، وتعلق بالروايات عموما، وكان صاحبنا محظوظا فقد وعده الوالد بشراء أي كتاب يريده، مع عدم خصم الثمن من مصروفه. في تلك الفترة قرأ عيسى سلسلة روايات جورجي زيدان عن التاريخ الإسلامي وروايات نجيب محفوظ كلها، وأعمال طه حسين والعقاد وأحمد أمين وغيرهم من أعلام الثقافة في مصر والدول العربية، ويكمل صلاح عيسى فى حواره مع "الوطن" ( من بين عاداتي القديمة التي حرصت عليها القراءة أثناء المشي؛ فعندما أشتري كتابا جديدا لا أطيق الصبر حتى المنزل أو المكتب، وأبدأ في تصفحه في الشارع، وعندها أتعرض لسيل من اللعنات مع عبارات (فتح يا أعمي).. (إنت مش شايف يا بني آدم)، وهي جمل تعودت على تلقيها عقب اصطدامي بالمارة).
ولد صلاح عيسى فى 4 اكتوبر عام 1939 بقرية "بشلا" مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية،وحصل على بكالريوس الخدمة الإجتماعية عام 1961، وبدأ رحلته مع الكتابة بالقصة القصيرة التى أبدع فيها ولكنه لم يكمل فى هذا الطريق " أذكر أننى قرأت له قصة قصيرة "متوسطة الحجم وربما كانت مشروع رواية"، أثناء مرحلتى الثانوية بمجلة الهلال أو الآداب البيروتية لا أذكر، تقريبا كانت تحت عنوان " الرحلة الأولى بعد الألف" جذبتنى اليها لأقرأها وأنا ألهث دفعة واحدة" لأعيد قراءتها فيما بعد للكثير من الأصدقاء، وإنتقل للعمل بالصحافة وأسس وشارك في تأسيس عدد من الصحف والمجلات من بينها الكتاب والثقافة الوطنية والأهالى واليسار والصحفيون والقاهرة، كما تكرر اعتقاله بسبب آرائه السياسية فى عهدى عبد الناصر والسادات، الجزء الأكبر من حياته قضاه فى البحث فى التراث والوثائق القديمة وتحقيقها، والإطلاع على الصحف القديمة والوثائق لساعات طويلة بدار الكتب "، ربما ساعده الحبس الإنفرادى لمدد طويلة بين أربعة جدران فى الجلوس لساعات يقرأ ويدون ملاحظاته، يقول " كنت أصعد يوميا الطريق الى القلعة حيث دار الوثائق منقبا فيها لأيام وشهور طويلة باحثا بين طياتها للمساعدة فيما أحاول كتابته من كتب، بدأها بكتابه عن الثورة العرابية عام 1979 وتلا ذلك أكثر من 20 كتابا منها: تباريح جريح – مثقفون وعسكر – دستور قى صندوق القمامة – رجال ريا وسكينة – وحكايات من دفتر الوطن – شخصيات لها العجب..وغيرها.
شارك عيسى بفعالية فى الحركة الوطنية التى تلت هزيمة 1967، تلك الإنتفاضة التى أعقبت الأحكام المخففة على قادة الطيران فى فبراير 1968 فخرجت جموع العمال وطلبة الجامعات فى مظاهرات حاشدة بالقاهرة والأسكندرية رافضة لتلك الأحكام وتم رفع شعارات ضد السلطة وعبد الناصرلمسؤوليته عن الهزيمة لأول مرة، وتم القبض لأول مرة على صلاح عيسى بصفته أحد المحرضين على تلك المظاهرات، وزامله فى سجن القلعة مجموعة من اليساريين منهم عبد الرحمن الأبنودى وسيد حجاب وجمال الغيطانى ومحمد العزبى غيرهم، وأثناء سجنه شرع فى تأليف كتابه عن الثورة العرابية مستعينا بمكتبة السجن وما يتم تهريبه من كتب اليه، وكانت آخر مرّة سجن فيها فى عهد السادات هى أعتقالات 5 سبتمبر الشهيرة التى إعتقل فيها السادات معظم الرموز الوطنية التى إعترضت على إتفاقية كامب ديفيد ومن بينهم صلاح عيسى.
كانت آخر مناصب الفقيد هى رئاسته للمجلس الأعلى للصحافة، وبعد حل المجلس تفرّغ للكتابة بالصحف حول الأحداث المحيطة بالوطن، بقلم شديد الإبداع وأسلوب شكّل مدرسة جديدة فى الكتابة الصحفية، يكتب بأسلوب القصة القصيرة، مكملا حكاياته البديعة التى لم تنتهى من حكايات فى دفتر الوطن..
وداعا صلاح عيسى.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدنية أم دينية؟
- ما بعد قرار ترامب...ومآل عملية السلام
- تراجع ردود الفعل الشعبية على القرار الأمريكى بنقل السفارة
- إمام ونجم ..متلازمة الثورة والفن والغضب
- حديث عن الحوثيون
- بدو سيناء والإنتماء الوطنى
- ثورة أم ثورتان .. 25 يناير و 30 يونيو؟
- حول كتاب - الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث-
- الحازميون .. الوريث الأكثر دموية لداعش
- مرّة أخرى ..حول التنظيمات الإرهابية العاملة فى مصر
- تناقضات الواقع بين السلطة وحركة الجماهير
- ملاك أم شيطان.. أشرف مروان في الرواية الإسرائيلية؟
- الفلاح المصرى ..فى عيده
- فيلم الكنز ..بين السيناريو المفكك وإرتقاء الأداء
- عودة للجدل حول قضية المساواة بين الرجل والمرأة
- رفعت السعيد .. مناضل موسوعى مشاكس من طراز خاص
- حول تصريحات الرئيس التونسي بشأن المرأة
- سر عداء عبد الناصر للشيوعيين
- حكّام الخليج .. إمكانية الحفاظ والإستمرار بالحكم.
- ما بعد هزيمة داعش فى العراق وسوريا


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - رياض حسن محرم - عن صلاح عيسى والوطن...رحيل مناضل