فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5737 - 2017 / 12 / 24 - 17:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يعد من الصعب أبدا معرفة کم إن نظام الملالي الاستبدادي مهووس بالاجهزة القمعية التي همها الاساسي القضاء على کل شئ يدل على الحرية و الکرامة و الحياة و الامل، خصوصا وإنه هناك علاقة جدلية فريدة من نوعها بين الملالي الدمويين و جهاز الحرس الثوري الاجرامي الذي تقطر يداه من دماء الشعب الايراني بشکل خاص و شعوب المنطقة بشکل عام، ولذلك فإن هذا النظام الاستبدادي ومع معرفته الکاملة بالاوضاع المزرية و الوخيمة للشعب الايراني و حاجته الماسة لتحسين أوضاعه المعيشية ولاسيما بعد أن شارف الشعب الايراني کله أن يصبح تحت خط الفقر، فإنه يبادر و بصلافة فريدة من نوعها الى إعلان زيادة 4 مليارات على ميزانية جهازم القمع و الاجرام على حساب قوت و معيشة الشعب الايراني!
أن يتم تخصيص 76 مليار دولار في ميزانية عام 2018، لجهاز الحرس الثوري الذي مهمته قمع و مطاردة و تعذيب الشعب الايراني و سرقة و نهب ثرواته، والذي هو في الحقيقي جهاز طفيلي يعيش على حساب معيشة و حياة الشعب الايراني، ومهمته الوحيدة هو المحافظة على هذا النظام الدموي من السقوط، فإن ذلك دليل على مدى خوف و ذعر هذا النظام من خصمه الاساسي و الرئيسي المتمثل في الشعب الايراني و المقاومة الايرانية التي تعبر عن إرادته.
لئن کان هناك من تسائل أو يتسائل لماذا تبادر زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، على التأکيد على الحرس الثوري و ضرورة التصدي له و إدراجه ضمن قائمة الارهاب و إخراجه و طرده من بلدان المنطقة، لکن تخصيص هکذا ميزانية ضخمة له في بلد يرزخ معظمه تحت خط الفقر و يعاني الملاليين منه من المجاعة، فإنه يعتبر إستهانة و إستخفافا وقحا بل بالغ الدناءة بالشعب الايراني، وقد کانت السيدة رجوي، بحکم موقعها القيادي و متابعتها الدائمة لظروف و أوضاع الشعب الايراني وخصوصا المحرومين منهم، فإنها کانت تعلم دائما کم يکلف هذا الجهاز الطفيلي القمعي الشعب الايراني و يثقل من کاهله، ولذلك فإنها کانت دائما ولازالت تصر على الدعوة الى التصدي لهذا الجهاز خصوصا وإن شره المستطير قد بات يضرب بلدان المنطقة وإن عملائه باتوا يرمون الصواريخ على البلدان الآمنة التي ترفض سياسات هذا النظام و تتصدى لمخططاته المشبوهة.
هذا الجهاز الدموي، کلما إزداد قمعة و بطشا بالشعب الايراني فإنه يزداد ثراءا ذلك إن هذا النظام قد ربط مصيره بقمع الشعب الايراني و تصدير التطرف الديني و الارهاب الى الخارج، ولذلك فإنه يتصور عبثا بأن إغداقه على هذه الآلة القمعية کفيل بالمحافظة عليه من السقوط، ولکن هيهات، فالنصر دائما للشعوب الحرة الرافضة للقمع و الاستبداد.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟