نضال الربضي
الحوار المتمدن-العدد: 5737 - 2017 / 12 / 24 - 14:33
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
---------------------------------------
و لا تنسوا أني سأتي إليكم مرة أخرى
فلن يمر زمن قليل حتى يشرع حنيني في جمع الطين و الزبد لجسد ٍ آخر
قليلا ً و لا ترونني
و قليلا ً و ترونني
لأن امرأة ً أخرى ستلدني
--------------------------------------
(نهاية نص: النبي، لجبران خليل جبران)
الهيئة الإدارية الكريمة،
الكاتبات و الكتاب الأفاضل،
القارئات و القراء الكرام،
أعزيكم و نفسي في رحيل أخينا الحبيب الجميل الساخر: جان نصار، عن هذه الحياة، في شهر آب (أغسطس) 2016، قبل سنة ٍ و أربعة شهور من تاريخ هذا المقال، الأمر الذي لم نعرفه سوى البارحة مساء ً و تأكدتُ منه بالتواصل الشخصي مع السيد ولده. و احتراما ً لخصوصية ِ عائلة الفقيد فقد طلبت منه الإذن في إعلان النبأ الحزين قبل كتابة هذا النعي، فوافق مشكورا ً.
جان نصار كان بصمة حب ٍّ و صوت صدق ٍ في جميع مقالاته.
بكلمات بسيطة و بالعامية تارة ً و بالفصحى تارة ً، كان يصل إلى العقل و القلب معاً.
تقفزُ من بين كلماته تعابير الحزن و الفرح، صادرة ً من رجل ٍ فتيِّ القلب، كبير السنِّ، طافح ٍ بالحياة و الفرح.
بقي جان حتى آخر حياته يتمسك بالأمل، و يسعى نحو تحقيق أقصى ما يقدر عليه، فقاوم مرضه بشجاعة و سعى نحو الشفاء، ثم أغمض عينيه عندما قبله الموت القبلة الأخيرة التي بها استودعه من جديد جزءا ً من هذا الكون الرائع الذي يُترجم نفسه فينا.
ارتقي جان صوتا ً باقيا ً في عقولنا
و ذكرى ً طيِّبا ً في قلوبنا
و لتكن عودتك إلى الكون الذي منه خرجت، استكمالا ً لعود ٍ أبدي، هو عودُ الإنسانية ِ التي اعتنقتها فكرا ً و عملاً، في قلوب جميع من يملكون الإرادة الصالحة و يسلكون بحسبها.
جان يا صوتأً صارخاً في القلوب و العقول: أعدُّوا طريق الإنسان!
لذكراك السلام!
#نضال_الربضي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟