أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الانتخابات والاجواء غير الطبيعية














المزيد.....

الانتخابات والاجواء غير الطبيعية


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 5730 - 2017 / 12 / 17 - 18:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يؤكد رئيس الوزراء السابق ومن وراءه حزب الدعوة ودولة القانون المزعومة 
على اجراء الانتخابات في موعدها . وهم يعتقدون على الارجح انهم سيفوزون بالانتخابات القادمة بالتزوير كما حصل في المرة السابقة . وهم لازالوا يطرحون نفس النغمة السابقة . والتي تسلقوا من خلالها على سلم السلطة ، نتيجة خداع المواطنين . . واذا كانوا يعتقدون بان الخطاب الطائفي سيكون دوما بديلا عن الخدمات المقدمة للمواطنين او بديلا عن محاكمتهم نتيجة الفساد الذي عمموه خلال فترة حكمهم العجاف فهم واهمون . لان الانتخابات سوف لن تجرى اذا لم تتوفر الشروط والظروف الموضوعية لاجراءها وهي على اقل تقدير تمكين المواطنين ، كل المواطنين من الانتخاب مع ضمان عدم تزويرها . .  ان وجود
 ملايين النازحين من مدنهم وسكناهم في المخيمات ، سيحول دون توفر هذه الشروط لاجراءها . واذا كان هناك تحالفا سابقا بين حزب الدعوة وقيادات كوردية لتقاسم ارض وثروات العراق فان هذا التحالف قد انقضى . وبالتالي فان المؤامرات التي حيكت على ابناء الشعب العراقي سوف لن تمر مثلما مرت في السنوات السابقة . وان خطط التغيير الديموغرافي الجارية اليوم بحجة تطهير المدن من الدواعش وعدم اعادة المهجرين الى بيوتهم سوف لن تؤدي الى اي نتيجة اللهم الا تعذيب ابناء البلد الواحد . وان بقاءهم في المخيمات سيحول دون مشاركتهم مشاركة فعالة في الاقتراع ، كما سيسهل تزوير اراداتهم والتحكم باصوات الناخبين

ولعل من اخطر المشاكل التي تواجه العملية الانتخابية اضافة الى ماذكرنا ، وجود ميليشيات مسلحة تملأ الشوارع في كل ارجاء العراق . وهذه الميليشيات تتبع احزابا وكتلا سياسية اضافة الى المافيات التي نشات نتيجة الفساد الاداري الذي جرى سابقا ومازال . ان تواجد هذه العناصر المسلحة في المراكز الانتخابية وحولها سوف يحول دون تحقيق الممارسة الديموقراطية المرجوة من الانتخابات نتيجة التهديد بالسلاح او التلاعب بصناديق الاقتراع كما جرى سابقا وعلى رؤوس الاشهاد . كما ان الوضع الاستثنائي الذي يعيشه اقليم كردستان وتشتت كتله واحزابه وقياداته وخلافاتهم مع بعضهم البعض ومع الحكومة المركزية والتي قد تصل الى حد الانسحاب من ما يسمى بالعملية السياسية او مقاطعة الانتخابات ستكون واحدة من اهم المحددات للعملية الانتخابية ايضا
ان اصرار رئيس حزب الدعوة على اجراء الانتخابات في موعدها بحجة المحافظة على العملية السياسية يقصد منها المحافظة على المحاصصة الطائفية ، التي يعتاش عليها هو ومن ائتلف معه في دولة القانون وحتى المجلس الاعلى الذي انشطر الى حزبين وطرح التسوية التاريخية التي ماتت في مهدها ، يعزف على نفس النغمة 

ان كل هذه المحاولات  تجري بهدف بقاء نفوذهم وفساد احزابهم التي لم يلمس الشعب العراقي من خلال حكمهم اي تحسن في البنيه الاجتماعية او الاقتصادية على مدى السنوات الاربعة عشر العجاف الماضية . وما وجودهم في السلطة الان الا نتيجة لعمليات التزوير التي لم يشهد لها العراق مثيلا وقد تم رصد مئات الالوف من الاسماء الوهمية في اقضية ونواحي البصرة الان عند تحديث سجلات الناخبين وهذا مثالا واحدا يثبت الطيف الواسع من عمليات التزوير التي اوصلت حزب الدعوة ورئيسه الى سدة الحكم ، والتي شملت كل ارجاء العراق شمالا وجنوبا بلا استثناء 
ومن وراء هذا الجوق الطائفي يقف جوقا طائفيا اخر انتهازي وطفيلي يعتاش على فتات الموائد المحاصصية لما يسمى بالعملية السياسية . فرئيس البرلمان حاول الظهور بمظهر مدني وهو يغادر الحزب الاسلامي . والاخوة الاعداء ينظمون مؤتمرات في عمان واسطنبول لتشكيل تحالفات طائفية طفيلية اخرى هدفها تلميع صورهم السوداء امام ناخبيهم وهم يعلمون سلفا انهم منبوذون منذ امد بعيد وليس بسبب نهبهم لاموال المهجرين والاموال المخصصة لاعادة البنى التحتية لمدنهم المهدمة فقط ، بل ولتجاهلهم مطالب ابناء جلدتهم من المحافظات المنكوبة 

وفوق كل هذا وذاك فان الفساد المستشري سيكون عائقا آخر امام انتخابات سليمة ونظيفة . حيث سيتم توظيف المال السياسي الحرام في حرف ارادة الناخبين من خلال الرشى والعطايا . لذلك نرى السيد رئيس الوزراء قد اعطى الاولوية في محاربة الفساد في مرحلة مابعد داعش . فالفساد كان عاملا مهما في سقوط المدن بيد الدواعش  وسيكون عاملا اخر في تحريف الانتخابات
ان ممثل الامم المتحدة في العراق السيد كوبيتش يعتقد ان عدم عودة النازحين الى مدنهم سيكون عائقا كبيرا في اجراء انتخابات حقيقية ونزيهة

وبعد كل هذا هل هناك رجل رشيد يطالب باجراء الانتخابات في ظل هذه الاجواء غير الطبيعية والمنافية لابسط حقوق المواطنة . ويتوقع تغييرا بالعملية السياسية نحو الاحسن  .  يقول انشتاين الغباء هو فعل نفس الشئ مرتين بنفس الاسلوب ونفس الخطوات وانتظار نتائج مختلفة

 ان الامر يتطلب اعادة النظر بالادارة الحكومية في العراق بصورة جذرية وانهاء 
المحاصصة الطائفية والعنصرية . والقضاء على آفة الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة . خصوصا واننا في هذه المرحلة بحاجة الى التقاط الانفاس بعد نزيف الدم الذي رافق تطهير اراضينا من رجس الدواعش اعداء الله والانسانية . اضافة الى ترتيب البيت الداخلي العربي والكردي . واعادة النازحين والمهجرين 
الى مدنهم . ومن ثم يصار الى تعديل الدستور بما يضمن عدم جواز تاسيس
 احزاب طائفية او اثنية مع تجريم الدعوات والتكتلات الفؤوية والعنصرية 
وازالة كل مايشير الى ان العراق مكونات . فالعراق شعبا واحدا لايقبل التقسيم 
باي حال من الاحوال 
 عندئذ فقط يمكن اجراء انتخابات يتوفر فيها الحد الادنى من النجاح وتمثيل كل قطاعات الشعب تمثيلا اقرب الى الصواب . ان الانتخابات وسيلة ديموقراطية وهي ليست هدفا بحد ذاته ولايمكن القبول بانتخابات باي ثمن . حتى ولو كانت بالضد من ارادة الناخبين
ادهم ابراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس . . زهرة المدائن
- الوجه الحقيقي للاسلام السياسي
- الابعاد المحتملة للازمة اللبنانية
- الدين افيون الشعوب
- برنار ليفي من الربيع العربي الى كردستان
- قراءة في ستراتيجية ترامب تجاه ايران
- بيرسي كوكس ورديفه قاسم سليماني
- وهكذا اطاح مسعود البرزاني باحلام الانفصال
- اشكالية المسألة الكردية
- الاستفتاء حصيلة الاخطاء المتراكمة
- التطهير العرقي في ماينمار . . والتطهير الطائفي عندنا
- من اجل وحدتنا الوطنية
- لماذا كل هذا الضجيج على استفتاء كوردستان
- عسكرة الشعب
- هل آن الاوان لاستقلال كوردستان
- الدوافع الحقيقية لدعوات تصحيح العملية السياسية في العراق
- حكاية الامن المفقود
- هل دار السيد مأمونة حقا ؟
- العراق بين المطرقة الامريكية والسندان الايراني
- الناس على دين ملوكهم . . في العراق ايضا


المزيد.....




- ماكرون يطرد 12 موظفا في الدبلوماسية ويستدعي سفير بلاده في ال ...
- ابنتا بوعلام صنصال تطالبان ماكرون السعي لإطلاق سراح والدهما ...
- الجميع -هدف مشروع-.. محللة توضح أهمية الفاشر لـ-الدعم السريع ...
- إسرائيل: لن تدخل أية مساعدات قريبا إلى غزة للضغط على حماس
- عباس إلى دمشق الجمعة المقبل للقاء نظيره الشرع
- الداخلية التركية تعلن القبض على 89 إرهابيا يشتبه بهم بالانتم ...
- إسرائيل تفرج عن 10 أسرى فلسطينيين من قطاع غزة
- الحكومة اللبنانية تطلق مشروع إعادة تأهيل طريق المطار
- شاهد.. -سرايا القدس- تعرض مشاهد من قصف استهدف الجيش الإسرائي ...
- بكين تمدّ جسورًا مع جنوب شرق آسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الانتخابات والاجواء غير الطبيعية