أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب عيسي - العلمانية وسؤال الدين في مجتمعاتنا














المزيد.....

العلمانية وسؤال الدين في مجتمعاتنا


مصعب عيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5728 - 2017 / 12 / 15 - 01:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قضية الدين والسياسة والفصل بينهما هل بالإمكان حدوث ذلك في العالم العربي والاسلامي؟ هل يمكن تخيل عالما علمانيا صرفا..! او بمعني اخر، هل فعلا يمكن بناء نظام سياسي يفصل الدين من الدولة..! علي اعتبار ان (فصل الدين من الدولة) هو المبداء الافتراضي الاول للفكر العلماني ونظرتة للدولة، علي اختلاف درجات العلمانية نفسها كإداة قائمة في الاساس لمواجهة الدين وليس فهمة، فهناك العلمانية التي (تفصل الدين عن السياسية) واخري تريد (فصل الدين من الدولة والمجتمع) فنحن عندما نتحدث عن الدين، اي دين ، نعني الثقافة التي اسهمت في تشكلة علي كافة المتسويات في العقل الواعي واللا وعي لدي الافراد والجماعات، لكن السؤال هل يمكن حقيقة فصل الدين من السياسة. او بمعني اخر كيف يمكن فصل التصورات الدينية عن السياسة..! ؟
الشاهد ان الاسلام شهد تجارب العمل السياسي علي مدي تاريخة الطويل (بغض النظر عن نجاح تلك التجارب من فشلها) كل هذة التجارب طبعت حتي في عقول المسلمين (غير المتحزبين) تصورات عامة عن السياسة والحكم. فالحاكمية والقومية والعالمية كمفاهيم مستحدثة في الفكر الاسلامي موجودة حتي في الخطاب السلفي الشعبي (في المساجد والمساكن الشعبية) فقط تم تقنينها منهجيا من قبل قبل سيد قطب والمودودي وغيرها من منظري الفكر الاسلامي. واعتنقها دعاه الاسلام السياسي منذ عهد الاب الروحي للاسلاميين حسن البناء، وذلك باعتبار ان هذا الفكر هو الاقرب للتنظير السياسي الاسلاموي خصوصا فيما يتعلق بجانب الحشد والاستقطاب ، ونعلم جميعا ما حدث من حالات استقطاب حادة اجتاحت الوطن العربي تحت دعاوي الاشتراكية،العروبة إبان الثورة الناصرية في مصر وبعدها الوحدة مع سوريا والحرب العراقية الكويتية وغيرها.
ان العلمانية في ابسط تعريفاتها هي: فصل الدين من الدولة، وبسط جميع الحريات بما فيها حرية المعتقد الذي يتوجب بالضروة (تكوين الجمعيات والاحزاب السياسية) ونعتقد انها لن تكون بعيدة عن الطموحات والدوافع الاسلامية، والا ستكون هناك مواجهة صريحة بين العلمانية من جهة وعقل اسلامي متمرس خلف منظومة تاريخية ضخمة تمثلها آليات اللغة والفقة والاصول، وهنا لا تكمن المشكلة في كيفية الردع والمواجهة والتي لن تتوقف بمجرد اقرار ابعاد الدين من السياسة، وانما المشكلة تكمن حقيقة في عدم اخضاع كل هذا المنتوج الذي يمثل (العلمانيين انفسهم) لمحاولة بناء (ابستيمولوجي) جديد قادر علي التكيف مع العصر، فالعالم الاسلامي وتصورة للدين يختلف عن المسيحية وصراعها مع قوي التحرر (العقلانية) في اوروبا ، فالمسيحية بخلاف الاسلام ترتبط بالعمل (الوظيفي) السياسي والتنظير لة في بعض الجوانب التي يمكن ان نسميها (اخلاقية) وهي القيم الكلية للدين المسيحي كالتكافل العدالة والمساواة وهو ما ساعد في وجود احزاب تمثل (اليمين/اليمين الوسط) هناك وذات دور فاعل ومؤثر في الفعل السياسي ومع ذلك تمتلك جماهيرية كبيرة خصوصا في بريطانيا وحتي فرنسا (كمثال للعلمانية المتشددة).
ان وجود هذة الاحزاب وبفاعلية في العمل العام في تلك الدول يقول ان العلمانية لم تتخلص من الدين (الجوهر) انما تخلصت جزئيا من الدين (المحتوي) وقله وجود هذا المحتوي في تلك المجتمعات هو جعلها تعيش في حالة من حالات (الردة الحضارية) ان جاز لي التعبير وانعدام شبة كامل لمعني الاخلاق التي عجزت (العقلانية الاوروبية) في ادراك ماهيتها وكنهها، وسوف لا يكون هناك فرق بيننا وبين اولئك ان سار العلمانيين عندنا علي استلاف نفس النموذج وبنفس الادوات، فحتي من يحاول الباس العلمانية الثوب المحلي تجدة يكرر العلمانية في سياقها (الإداتي) في ظروف وانماط اجتماعية مغايرة.



#مصعب_عيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- النيجر.. إطلاق سراح وزراء سابقين في الحكومة التي أطيح بها عا ...
- روسيا تشهد انخفاضا قياسيا في عدد المدخنين الشرهين
- واشنطن تدرس قانونا بشأن مقاضاة السلطات الفلسطينية بسبب هجمات ...
- هل يمكن للسلطة الجديدة في سوريا إعادة ترتيب العلاقات مع بكين ...
- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يناقش غلاء الأسعار وتسييس القفة ال ...
- إسرائيل تعدل إجراءات الإنذار استعدادا لهجمات صاروخية كبيرة و ...
- القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية ترحيل الطالب محمود خليل المؤيد ...
- باراغواي تستدعي السفير البرازيلي لديها وتطالبه بتوضيحات حول ...
- موسكو: سنطور الحوار مع دول -بريكس- ومنظمات أخرى لبناء الأمن ...
- تبديد أسطورة فائدة أحد مكونات النبيذ


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصعب عيسي - العلمانية وسؤال الدين في مجتمعاتنا