أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - لماذا ماتت الحصة التموينية ؟














المزيد.....

لماذا ماتت الحصة التموينية ؟


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 5726 - 2017 / 12 / 13 - 00:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




في الليالي التي سبقت سقوط نظام صدام, كانت الأهالي في اغلب مناطق بغداد تجتمع ليلا, وتفكر وتحلم بالمستقبل الذي ينتظرها بعد أن يزول نظام صدام القمعي, مستبشرين أن يهل عهد الديمقراطية, وكان من أهم ما يتم تداوله في تلك المجالس هو الحديث عن الحصة التموينية, فكانت هنالك شائعات تعبر عن أماني الناس, تتحدث عن ارتفاع عدد مفردات الحصة لتصل الى أربعون مفردة, وبكميات تناسب العائلة العراقية, انطلاقا من الطحين والرز والزيت والشاي فتوسعت أحلام العراقيين ليجري الكلام عن لحوم ودجاج وسمك وبيض ومعلبات متنوعة وأنواع العصير, وكان البعض يروج الى أهمية الإسراع بشراء مجمدات كي لا تفسد الحصة التموينية المقبلة.
وانتظر العراقيين بلهفة زوال صدام ونظامه, كي يتحقق الحلم, وزال صدام وزبانيته, وفي الأشهر الأولى للتغيير كان الحديث لا ينتهي عن الحصة التموينية المقبلة, حتى أن الصحف كانت تنشر قوائم بمفردات كثيرة تسد حاجة كل عائلة, وتجعلها حافظة لكرامتها من ذل الحاجة والسؤال.
واستبشر الناس خيرا بعد تشكل الحكومة الجديدة, وأصبح الحلم قريبا كمن ظن العراقيون, خصوصا أن مسالة توفير الغذاء للعائلة العراقية أمر مصيري ويحفظ كرامتها, وهو بالتأكيد ما يهم الساسة الجدد.
لكن مع السنوات التي عشناها في ظل الديمقراطية تبخرت أحلام العراقيين, حيث كانت خيبة العراقيين كبيرة! فالحقيقة لقد تحولت حياة فئة واسعة لكابوس نتيجة اختفاء الحصة التموينية, والمصيبة التي يجب أن تذكر هي: أن الطاغية صدام كان يهتم بتوزيع الحصة وانتظام وقتها, بعكس زمن الديمقراطية الذي ضيع حق العراقيين, بل الأدهى أن يتم استيراد شاي مخلوط بالحديد, وطحين غريب, ورز عجيب, ويتم توزيعه ضمن الحصة! وكاد أن يوزع شاي مسرطن لولا أن من الله علينا بانكشاف الفضيحة قبل التوزيع! ويحصل كل هذا في زمن الديمقراطية, فتعسا لساسة تكون أدارتهم للدولة أسوأ واشد ظلما من الطاغية صدام.
أنها عملية سحق ممنهجة للطبقة الفقير ومحدودة الدخل, يقوم بها النظام الديمقراطي بشكل مستمر وباجتهاد كبير! عبر جعل المواطن في دائرة مغلقة من القلق وعدم الاستقرار وضغط الحاجة وقلة القدرة الشرائية, كي يحافظون على الحكم, فهو الدرس الأول الذي خطه الطغاة للسيطرة على الشعوب.
ندعو الطبقة السياسية أن تعدل عن ظلمها للفقراء ومحدود الدخل, وان تترك النهج ألصدامي, وتنطلق في سعي حقيقي لتحقيق العدل, بإعادة حقوق الفقراء ومحدودي الدخل, عبر أعادة الحصة التموينية بمفردات وكميات تنفع العائلة العراقية وتحفظ كرامتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اسعد عبدالله عبدعلي
كاتب وإعلامي عراقي



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نتائج الفساد السياسي في العراق
- انتخابات الحكمة, لا جديد !
- شاهد عيان: جريمة في المقهى
- لماذا الفاسدون يفوزون بالانتخابات؟
- من الممكن إنهاء أزمة السكن العراقية بزمن قياسي ...........حو ...
- الدولة القوية والإيرادات المتنوعة
- المدارس الحكومية – ظاهرة العنف -
- أهالي منطقة المعامل يريدون مكتبة عامة
- مقومات نجاح الأكراد في العراق
- حوار حول الدين واللادين والوسطية
- خطة للفوز بكاس أمم أسيا القادمة
- الحل السحري لإنهاء النزاعات العشائرية
- رسالة الى الرئيس
- قنبلة عالية وتخصيصات الحكومة للفساد
- حرصت أن أمارس كل المدارس الفنية الحالية... حوار مع التشكيلي ...
- خطوط مصلحة نقل الركاب وإطراف بغداد
- السينما والتلفزيون والمسرح تحارب المعاقين
- قصة قصيرة جدا_____ قبر الخيانة
- إياك أن تشتم حزب السلطة؟
- ليلة هروب محافظ البصرة الاسترالي


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - لماذا ماتت الحصة التموينية ؟