أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناس حدهوم أحمد - الطسيلة العربية














المزيد.....


الطسيلة العربية


ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 5725 - 2017 / 12 / 12 - 00:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كيف يمكن لنا أن ننظر إلى الواقع العربي الراهن ؟ فمن الصعب أن يتأمل الإنسان العربي ما يحدث في وطنه الكبير دون أن يغضب ويقلق أو يمتعض من الحالة التي وصلت إليها الشعوب العربية المغلوبة على أمرها
بالفقر والجهل والأمية والفساد المادي والمعنوي والمعاناة من سوء التدبير لشأنها العام . ليس هناك مرفق واحد في هذه المجتمعات يسير بطريقة طبيعية مثل غيرها من الدول الأخرى .كما ليس هناك بصيص من الأمل
يعيد الثقة في النفس بخصوص مستقبل هذه الأمة المتخلفة والمتخبطة في أزمات لا تنتهي إلا لتبدأ من جديد في هذه الجهة أو تلك . بينما أغلبية الأنظمة العربية أصبحت فاشلة في تحقيق التنمية والكرامة والأمن لمواطنيها .
الربيع العربي لم يأت إلا بالحروب والدمار والنزوح البشري وتشتته في كل أنحاء بلاد الغرب الذي هي نفسها ضاقت درعا بهذه الطسيلة العربية التي تفكر بطريقة لا يكاد يفهمها سكان هذا الكوكب الأزرق الذي نحيا
على أرضه الزاخرة بالخيرات والثروات . فالإرهاب مع كل هذه الإمكانات الهائلة والكافية لجميع البشر . ينتشر انتشار النار في الهشيم . وأصبح لدينا قنابل بشرية تقتل بشهية وتروي غليلها المشبع بالكراهية ضد الآخر المختلف
سواءا كان هذا الآخر عربيا أم أجنبيا وبات القتل تذكرة لدخول الفردوس الأبدي والوهمي ولم يعد للدين الإسلامي تلك العلامة أو الهالة النظيفة والطيبة بين الخالق والمخلوق بل تحول إلى وسيلة ومطية سياسية لجني المال
والحصول على السلطة والنفوذ وغاية تجارية محضة . أما الشعوب العربية البائسة بجهلها وأميتها وغبائها . ومخدرة تخديرا مرضيا يحول بينها وبين امتلاكها للوعي السياسي والإجتماعي والفكري القمين بتحريرها من طاعون
الجهل والغباوة المعشش في أدمغة الغالبية العظمى من مجتمعاتها .وقد زاد الأزمة تعقيدا تدخل الذئاب الأجنبية في أمور هذه الأمة بتواطؤ فاضح لبعض الأنظمة الفاشية محلية وإقليمية ودولية مع صناع القرار هنا أو هناك
وأمراء الحروب ومهربي البشر والأسلحة والمخدرات فتقاطعت المصالح والصفقات بنهب ثروات هذه الشعوب الغائبة عن الوعي . واشتعلت المنطقة بنيران الحروب تدفع ثمنها شعوب المنطقة نفسها من حياتها ودمها ودم أبنائها
في سوريا والعراق واليمن ولبنان وليبيا والصومال وأفغانتان . واستطاع النظام الإيراني الدكتاتوري أن يمد نفوذه في كل هذه البؤر المشتعلة ويعمل جاهدا من أجل التغلغل بهيمنته إلى بقية الدول الأخرى بالمنطقة المستهدفة
التي هي نفسها تعيش حروبا أو فوضى باردة وخفية داخل نسيجها الإجتماعي المتأزم .يدعمها داخليا حزب الله بقوة وملشيات أخرى بطريقة مباشرة وغير مباشرة . وخارجيا الدب الروسي والتنين الصيني وحلفاء آخرين من فوق
الطاولة أو تحتها . فاللعبة صارت واضحة ومعروضة على طاولة الأمم المتحدة التي لم تجد لها حلا ميدانيا يرضي هذا الطرف أو ذاك . أما العدو الصهيوني فهو لا يجد متعته إلا في هذا الواقع المتردي والمنهار ليقوم ببناء
المزيد من المستوطنات ويقطع الطريق عن نظرية حل الدولتين . هذا الحل الذي هو مجرد نظرية للإستهلاك الداخلي والخارجي تدعمه الولايات المتحدة المنحازة لإسرائيل ضدا على الحقوق الشرعية للفلسطينيين الذين هم أيضا
يعيشون انقساما حادا زاد من تأزيم الوضع وتكريس الإنقسام بين الإخوة الأعداء . فالتخطيط الأمريكي منذ عقود من الزمن أعطى أكله بسبب هذه الفوضى التي قيل عنها " خلاقة " كما صرحت من قبل" كوندليزا" ذات يوم حينما
كانت تحمل حقيقبة الخارجية لبلدها كقوة عظمى . فرغم القضاء على " داعش " إلا أن الفكر الداعشي لا زال ثاويا داخل رؤوس البشر وقد تم نبشه وإحيائه من جديد بإعلان الرئيس الأمريكي " ترامب " قراره بنقل السفارة
الأمريكية لبلاده من تلأبيب إلى القدس كعاصمة أبدية لإسرائيل المغتصبة لأرض فلسطين . ورغم معارضة المجتمع الدولي في أغلبيته الساحقة لهذا القرار الإستعماري إلا أن هذه المعارضة ليست سوى حبرا على ورق داخل
أروقة الأمم المتحدة المهددة بالإفلاس لأسباب معروفة . فالمقبل من الأيام كفيل بإغراق العالم في حروب مدمرة لأن الآتي من المفاجآت والصدمات لهو أشرس وأفتك . أما التنديد بتهويد القدس . والمطالب العربية عموما
والفلسطينية خصوصا بحل الدولتين وجعل القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المرجوة ليس سوى حلما لا وجود له في الواقع ما دامت هذه الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج لم تتحرر بعد من البؤس الذي تتخبط فيه.



#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النزاع العربي الإسرائلي
- ملحمة الإنتظار
- لعبة القدر
- الحكومة المغربية هي المسؤول الأول والأخير عن فاجعة الصويرة
- عمود / الأستاذ رشيد نيني / بجريدة الأخبار المغربية ص 20 بتار ...
- رغبة في الإنتحار
- السقطة الكاملة
- إدارة الضرائب بمدينة تطوان
- بعض من أسرار الحب
- البيت المظلم
- فرضية ثنائية
- الصراع بين الخير والشر في الوطن العربي
- أفلاطون والصيرورة
- البيت العاري
- - العمارية - والبرلمان
- قصيدة قديمة كتبها الشاعر عندما كان عمره 12 سنوات .
- صرخة من مدينة تطوان
- محاولة من أجل إصلاح الديمقراطية العربية المريضة
- الديمقراطية العربية المشوهة
- لايمكن لي أن أحب غيرها


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناس حدهوم أحمد - الطسيلة العربية