أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميار أبودقة - بارانويا ترامب وصلت ذروتها














المزيد.....

بارانويا ترامب وصلت ذروتها


ميار أبودقة

الحوار المتمدن-العدد: 5723 - 2017 / 12 / 10 - 22:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الجميع يسخر منه أثناء ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، ولكنه كما الكثيرين مِنَ الجبابرة على مرِّ التاريخ، يؤكدُ على أنه إذا كان الشعبُ مغيبًا ولا تهمه إلا لقمة العيش؛ فإنّ المجانين والفاسدين هم من يعتلون السلطة.

وهذا ما حدث بفعل المصادفة مع ترامب، رجلُ الأعمال الأمريكي ذو اللسانِ السليطِ والنفوذِ القوي، الذي يُلقي التهديدات والوعود في كل مكان، والذي يروّض غريزة الجشع لشريحةٍ كبيرةٍ مِنَ المجتمع الأمريكي، وهم طبقةٌ من العمالِ البيض، أغلبهم لا يمتلكون شهاداتٍ جامعية، وشغرهم الشاغر هو المال وعدم زيادة الضرائب والعنصرية على أيِّ آخر، سواءً أكانوا مِنَ السودِ أو المسلمين، وغيرهم من الأقليات.

اعتلى ترامب رأس وحيدة القرن بكل سهولة، كما ويُشْهَد لترامب العديد من المواقف الجنونيّة، التي تظهر مدى اضطرابه العقلي والنفسي، وآخر هذه المواقف الهستيرية التي قام بها هي اعترافه بالقدس عاصمةً لإسرائيل، والسؤال الذي يدور في أذهان الجميع: لماذا أعلن ترامب وفي هذا التوقيت تحديدًا قرارًا مصيريًا كهذا؟

يجب أن ننوه أنّ ترامب هو أول رئيس أمريكي تجرأ على هذه الخطوة منذ عام ١٩٤٨م، فجميع مواقف رؤساء أمريكا منذ قيام إسرائيل كانوا يرغبون بأن يتحدد موقف القدس والصراع الفلسطيني الإسرائيلي عن طريق المفاوضات السلمية بين الطرفين، وتحت رعاية دولية، فمنذ عام ١٩٩٥ شَرَعَ الكونغرس الأمريكي بإعلان القدس عاصمةً لإسرائيل، والذي جعل القرار بِعِصمةِ الرئيس الأمريكي لإعلان التوقيت المناسب لتنفيذه وإعلانه، وقد نص القرار أيضًا على إلزامية إعادة النظر في هذا القرار كل ستة شهور من قِبَلِ الرئيس الأمريكي، فمنذ ذلك الحين وجميع الرؤساء الأمريكان يقومون بتأجيلِ هذا القرار مرتين في العام، ما يقدّر أنه قد تمَّ تأجيله ٤٤ مرة؛ وذلك يعود لوجود بعض التخوفات تحت دواعِ الحفاظ على الأمن القومي الأمريكي، والتخوُّف مِنَ الغضب العالمي والإسلامي أثناء إعلان هذا القرار.

ولكن، يبدو أنّ «بارانويا ترامب» قد وَصَلتْ ذروتها؛ لأنه دائمًا ما يدّعي أنه مميزٌ عمّن سبقوه من رؤساء وأنه لا يخشى شيء، ولكنه يسقط أكثر وأكثر في دوامةِ الفشل، فهو لم يَقْدِرْ على تنفيذ قرار بناء السور الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك، وفشل في إلغاء خطة أوباما المتعلقة بالتأمين الصحي، وغيرها من الخيالات التي كان يحلم بتنفيذيها، ويتفرّد ترامب بعدم امتلاكهِ لأدنى خبرة سياسية؛ وهذا ما أدّى إلى ظهور العديد من المشاكل والعراقيل أمامه، فقد أقدمَ بإعلانه قرار الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، والذي يعتقد بذلك أنه المسيطر والغَرِق؟ على العالم أجمع، وأنّ جميع الناس عبيدًا لديه، وهذا ما يُثبتُ أنّ -الشعبوية المتطرفة- ما هِيَ إلا نتاج اضطرابات الحكّام، وأنها بذلك لا تعترف بأيِّ قدسية، أكانت للأرضِ أو للإنسان، بل كل القداسة لديها للمال والنفوذ ولِمَن هو أقوى، وذلك تحت ذرائعَ وهميّة، منها حماية وحفظ حقوق الإنسانية –وهي على عكس ذلك تمامًا-، وهذا ما يفعله ترامب لحماية نفسه ولتنظيف ملفه الحافل بقضايا الفساد التي تذاع عنه في الفضاء الإعلامي الأمريكي والعالمي، فالمعنويات الشعبية لترامب بدأت بالتراجع، خاصةً بعد فشله في تلبية وعوده التي تغنّى بها أثناء حملته الانتخابية، فهو يسعى لترويض الشعب الأمريكي بافتعال قضايا لا تعنيهم بالدرجة الأولى؛ من أجل لفت أنظارهم عليها، والانشغال بها من جهة، ومساندة اللوبي الإسرائيلي من جهة أخرى، وكل ذلك على حساب غوغاء، لا يعون واقع اللعبة الحقيقية، حتى أدى الأمر إلى بداية ضياع القدس والقضية الفلسطينية على وجه التحديد.

السؤال هنا: هل سيكون مصير ترامب كمصير «نركسوس» الذي أغواهُ غروره؛ فأسقطه في الماء حتى غَرِق؟



#ميار_أبودقة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا قالت أمريكا عن -طبيعة- المحادثات النووية مع إيران؟
- عاجل | شرطة ولاية فرجينيا الأميركية: مقتل 3 أشخاص وإصابة 3 آ ...
- عاجل | متحدث باسم الخارجية الأميركية للجزيرة: عدلنا تأشيرات ...
- ثلاثة أمور أخطأ فيها أينشتاين -نوعاً ما-
- لافروف: ألمانيا ستلجأ إلى الديون لتنفيذ خطة الاتحاد الأوروبي ...
- مسؤول في -حزب الله- يعلن استعدادهم لمناقشة مستقبل سلاحهم في ...
- الديوان الملكي السعودي يعلن وفاة الأمير عبدالله بن مساعد آل ...
- الرسوم الجمركية الأمريكية تدخل حيز التنفيذ على 57 دولة
- ولاية نيو مكسيكو تعلن حالة الطوارئ في ألباكركي وتستنجد بالحر ...
- الأرجنتين.. تشكيل لجنة نيابية للتحقيق مع الرئيس ميلي


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميار أبودقة - بارانويا ترامب وصلت ذروتها