أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحناوي - شيخ العشيرة دورلايبطله التدين














المزيد.....

شيخ العشيرة دورلايبطله التدين


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 5722 - 2017 / 12 / 9 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تختلف محافظة المثنى عن العديد من الوحدات الادارية بالعراق بسبب تغلب عشيرة واحدة على اكثر من وحدة ادارية فمثلا مدينة السماوة وهي مركز المحافظة لعشيرة ال زياد وهكذا باقي الوحدات الادارية ومنها قضاء الخضر وهو وحدة ادارية ذات مجتمع متجانس إذْ تجمعها وحدة النسب لعشيرة الجوابر، ويضاف إليها العوائل القادمة من عشائر بني حجيم وغيرها.
والمجتمع الخضري مجتمع عشائري إلى أبعد الحدود إذ تنتشر العشائرية في البادية والأرياف والحواضر حيث تجد تجمعات كاملة ليس من العشيرة فقط بل من احد (افخاذ) القبيلة كما هو الحال في شرق الخضر العجيرب وشمال الخضر المنيهل وغرب الخضر البوشطيط وجنوبها البوريشة وهم فروع لعشيرة الجوابر...
ومن الصعب الإلمام بتفاصيل الخريطة الديموغرافية للخضر بمقالة واحدة لأن الموضوع يحتاج إلى مجلد كامل.
إن دور العشيرة قد برز بعد حرب الخليج الاولى، نتيجة ضعف النظام السابق بعد ان سن القوانين ومنها منع الالقاب لكنه عاد الى التودد لشيوخ العشائر لكسب رضاهم وبعدها كسب ود قبائلهم ...
ولأن روابط النسب الدائمة أقوى من روابط السياسة الآنية الزائلة… فكثيرا ما نرى الحزبيين يتخلون عن أحزابهم ويلتحقون بعشائرهم عندما تتضارب مصالح الأحزب مع مصالح العشيرة ، ولعل أكثر أبناء المجتمع الخضري تمسكا بالأحزاب المشكوك بأنسابهم العشائرية الصريحة،والنازحين منذ القدم للمدينة بعيدا عن انسابهم الاصلية وهؤلاء يفتقرون إلى التأييد الجماهيري أثناء الحاجة إليه، فيضطرون إلى الاحتماء باحزابهم والجيران (وكذلك يتصاهرون فيما بينهم).
وفي قضاء الخضر يوجد العديد من البعيدين عن أنسابهم الاصلية بسبب الهروب من العشيرة لأسباب جنائية أو جنح مخلة بالشرف او فرض على أجدادهم النفي خارج مضارب العشيرة مما أوجب عليهم الانتقال إلى المدن والأماكن التي تضيع فيها الأنساب في طيات المكان الجديد فمنهم من ادعى انه عربي رغم انتسابه لقومية اخرى ومنهم من قال انه سيد ليحمي نفسه تحت خيمة القبيلة الجديدة والاسترزاق بسبب حب الناس لآل البيت النبوي عليهم الصلاة والسلام.
إن من يستعرض عادات وطِباع أبناء العشائر عموماً يجد أنهم مولعون بِحب الحرية والاستقلال، وعدم الخضوع للمذلة، ويتمردون على الاستعباد السياسي والاجتماعي فلا يكترثون بالأحزاب، ويضيقون ذرعا بالقوانيين التي تخالف العرف والعادات والتقاليد الخاصة بهم.
لان العشيرة كيان سبق ظهور الاديان ولها دور سياسي ساعد في نشوء الدولة العراقية الحديثة، وساعد في تأسيسها، وستظل العشيرة العنصر الاساس حتى يتطور مفهوم الدولة والديمقراطية ويتوائم ومتطلبات الدولة الحديثة.
ان توسع نفوذ شيوخ العشائر يعتبر خطرا على احزاب الاسلام السياسي والدولة الدينية لانهم اذا سحبوا ولائهم للنظام السياسي يصبحون خطرا على استمرار الدولة كإطار مقبول بعد أن فشلت تلك الاحزاب في إحداث التأثير المطلوب عبر تخلي الافراد عن عشائرهم لصالح الاحزاب الدينية مما يؤدي في المستقبل الى التصادم واضطرار القبيلة للقيام بدورها التقليدي والأصلي كسلطة سياسية ضمن حدودها.
ان عدم تخلي الافراد عن العشيرة ناتج عن عدم التوافق مع الحزب الديني لتضارب التنظيم الهرمي في كليهما وتبادل المنافع حيث ان الاثنين يتناقضان في منظومة القيم والأخلاق والولاء, واختفاء صمام الامان الطبقة المثقفة التي تسوق افكارها عبر الآيديولوجية الاشتراكية اوالليبرالية الديموقراطية نتيجة تفوق التدين السياسي الذي سوق لمفاهيم حاربتها الاحزاب في الانظمة السابقة وهي الشرائع الحدودية والشعائر الدينية نتيجة عطش الشعب لهذه الافكار التي كانت ممنوعة لفترة طويلة.
وبعد فشل النخب الحاكمة من الاحزاب المتسترة بالدين وسطوتها واستبدادها وفسادها، وتخلي الطبقة المثقفة ودعاة الآيديولوجيات والديموقراطيات عن دورهم سيؤدي الى هذا الصراع الذي ستخسره الاحزاب الدينية لان الشرائع الحدودية والتعبدية لاتستطيع الفوز على منظومة القيم والأخلاق التي بنتها العشيرة وتراكمت عبر القرون, فالعامل الرئيس لمنظومة القيم والأخلاق في الدين تكون مقبولة في النظام العشائري شريطة التوافق مع القيم المؤسسة لهذا الكيان . ولذا سيظل شيخ العشيرة أقوى من رؤساء الاحزاب المتسترة بالدين في الخضر نتيجة التصاق افراد العشيرة بالشيخ برابطة الدم التي لايمكن للتدين ان يبطلها.



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارجعوا الى ...انسابكم ان كنتم عربا كما تدعون
- جائزة هادي عبد العال لفن التشكيل والبورتريه والمدرسة الانطبا ...
- الى الامم المتحدة :الغالب تغييب العراقي الأصيل في الانتخابات
- إعلام الإستفتاء .. يقتات على قصور الوعي بأهدافه - (الجزء الث ...
- إعلام الإستفتاء .. يقتات على قصور الوعي بأهدافه - (الجزء الا ...
- الثاني من آب :هل تراجع دولة الكويت الشنيقة نفسها؟
- إنسانية الشيخ ومعنى ابو عجادة
- بعد فضيحة ايطاليا: أحزاب عنصرية اوربية قد تكون ممولة من حركا ...
- قانون حرية التعبير : دكتاتوريات المحيط ودورها في سن قوانين د ...
- هرطقات ما يسمى ب (الشيوعي الأخير)
- تهنئة سوف تفرح بها ، الخاص للخاص
- ميزة التخطي : هل ستقطع الطريق امام الصراعات؟
- قطر ومجلس التعاون صراع قيمي أنتجه عنصر جديد
- مدن تحتها ترقد حضارات
- النهضة العمالية ضرورة لمجتمعاتنا قبل المرحلة الديموقراطية
- بيان جمعية الاعلاميين الاكاديميين بمناسبة اليوم العالمي لحري ...
- الإتهامات الموجهة للحشد الشعبي
- فصائل الحشد الشعبي
- مرحبا شعب اليابان
- الحشد الشعبي .. من هم وما أهدافهم؟ (1)


المزيد.....




- الكويت: القبض على مقيم بحوزته سلاح ناري دهس رجل أمن عمدا وفر ...
- آلاف المؤمنين في ملقة يشاركون في موكب عيد الفصح السنوي
- تقرير يحصي تكلفة وعدد المسيرات الأمريكية التي أسقطها الحوثيو ...
- إعلام أمريكي: كييف وافقت بنسبة 90% على مقترح ترامب للسلام
- السلطات الأمريكية تلغي أكثر من 400 منحة لبرامج التنوع والمسا ...
- البيت الأبيض يشعل أزمة مع جامعة هارفارد بـ-رسالة خطأ-
- ارتفاع حصيلة الضربات الأميركية على رأس عيسى إلى 74 قتيلا
- الكرملين: انتهاء صلاحية عدم استهداف منشآت الطاقة الأوكرانية ...
- في ظلال المجرات… الكشف عن نصف الكون الذي لم نره من قبل
- القوات الروسية تتقدم وتسيطر على ثالث بلدة في دونيتسك


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحناوي - شيخ العشيرة دورلايبطله التدين