أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - لِمَن أرعشتْ كلّ تفاصيلي














المزيد.....

لِمَن أرعشتْ كلّ تفاصيلي


جواد كاظم غلوم

الحوار المتمدن-العدد: 5720 - 2017 / 12 / 7 - 22:19
المحور: الادب والفن
    


لِمَنْ أرعشتْ كلّ تفاصيلي

" خطاب رثائي لزوجتي الراحلة "

أخاطبك يا كلّ تلاوين فرَحي التي أحزنْـتِـها اسوداداً وحِدادا .
ولا أوهم أني أخاطب نفسي الأمّارة بالميل إليك .
أنت ماء انطفائي يوم اشتعلتُ سعيراً .
قدحة اشتعالي في ظلمة الليالي الحالكة المدلهمّة بالخوف والترقّـب ووساوس الفراق .
أنت دوران عجلتي ومسيري غير العاثر مع كثرة المطبّات والعثرات الجسيمة والهِوى السحيقة التي لاحت في طريقي .
كابح وقوفي انا السريع الدوران في دواليب الحياة الدائخة .
تجالسني في عزلتي ناراً موقدة لياليِّ الشتاء ذات الزمهرير ، مؤنستي حين يطفح ماء الأسى .
تنأى عني في محفل جمعي حين تحوطني المباهج ويتكوّم حولي من أتلذذ بالتئامهم معي من الأصدقاء ومقربيَّ الأحبّة .
ليس لي سواك يا سوطاً لاسعاً حينما أتراخى مشياً هَـونا أنا الحصان الجامح شوقاً للقائك والواهن الذابل حنيناً طاغيا ميؤوسا منه اليك .
حصيري الوثير حينما أنهك من الكدح ويسري فيّ الارتخاء ، ومُـتّـكأي حين يرتخي وينهدّ قوامي .
قافيتي النادرة الملأى برويّ الحروف المنسجمة حينما يزورني الشعر خاطفا .
أملي العريض كفضاءٍ شاسع حينما يتجهّم اليأسُ أمام مرآي وينقبض الصدر احتباسا وخناقا .
سفالتي حينما تضجّ الشهوة وتطيح بجسدي ويعربد الشبق في أنحائي .
زئيري الصارخ عندما تعتريني الشجاعة .
جعجعتي غير الفارغة وهي تدرّ طحنا وفيرا .
يا حبل قيدي أنا المنزوع من الفتوّة مذ رحلتْ ميعة صباي مودعةً جسدي .
انت مبعث حريتي الرهينة في يد جلاّدي الشرس ، الخالي من دسَـم الحنوّ .
ذلك السجّان الأصمّ من الحب واضعاً في أذنيه سدادتين من طين وعجين .
يا ظلّي البارد في هجير مواسم الرياح الخماسين والسموم .
آخر أنفاسي الطيبة وأنا أودّع الحياة ملوّحاً بمنديلي .
خاتمة حرفي وهو يضاهي ختام المسك وأنا أكتب ذيل قصيدتي الأخيرة .
شوط خطوي السريع الهارب وأنا أفلت من قبضة خاطفيِّ .
أنتِ آدميتي يوم كنت أتربع مرغما بين الوحوش البشرية .
رحَمُ إبداعي الولود نضجاً وتعافياً عندما تشيع النسوة العاقرات في زمان العقم .
هديل حمامتي الرائق لمسمعي قبل أن تخنقـهُ الغربان السود آكلةُ الجيَفِ الشوهاء وخارسة الحناجر الماسية .
وفرتي أوان القحط واليباس ، ثروتي حينما يعمّ الاستجداء والعوز .
نافذتي المغلقة بإحكام وأنا أصفرُ مثل ريحٍ مجنونة .
مأمني وحِماي وملاذي الآمن عندما تتطاير أجنحة الفضائح .
حاجب عينيّ الحامي وأنا أصون بصَري من إشعاع العمى الأخلاقي والحنوّ الإنساني لعموم البشرية .
أنت ستاري العازل ان عمّ رذاذ البصاق وانتشر في الوجوه .
ومثلما تلبّستُ جِـلدَك وتلحّفتُ به قبلاً وأنت قرينتي في الحياة ؛ سأبقى آناً ولاحقاً يدثّرني كفَنُك ماحييت وما بقيت ؛ مرددا ماقاله بشارة الخوري وهو يهدهد حبيبته في رحلة نومها القصيرة ، لكن هدهدتي ستطول حتى يأذن الحين وأدنو من صنوي القرين ، وشتان بين نوم الليل الذي يتبعه صحوٌ صباحيٌّ وبين النوم الابديّ .
نم مـِلْءَ عَـينِـكَ ؛ إنَّ عيْـني مِلْــؤُها
دمْــعٌ وإن عَــنَّــفْــتُهـا امْـتلأتْ دَما
نـم أنـتَ واتْـركْـني بـلا نــومٍ ودَعْ
رُوحي ورُوحَك فـي الهوى تتكلَّما
قلبٌ تجـولُ به العواصف جَــمَّــةً
حـتى خَـشِـيـتُ عـليـه ألاَّ يَـسْلَـمـا
نـم فالْـهَـوى حَــربٌ عـليَّ ؛ لأنـه
يَرضَى بأن أشـقَـى وأن تـتنَــعَّـما
نـم فـوقَ صدري إنه مهدُ الهـوَى
بِـيْـضٌ جـوانِحـُـه تـرفُّ علـيكمـا
لـوْ أَنَّ بعـضَ هـواكَ كان تعَـبُّــدًا
وحـيـاةِ عـيـنِكَ مادخـلتُ جَـهَنَّـما

جواد غلوم
[email protected]



#جواد_كاظم_غلوم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصاريعُ مقفلة
- حديث عيسى بن هشام المعاصر
- الصائح النائح
- السفارة في العمارة أم في وسط المنطقة الخضراء ؟
- باكورة تعليم الشعوب خطوةَ النهوض الاولى
- تَنَحَّي أيتها النقاهة لأرقصَ بقامتي الفارعة
- طائرٌ في سوق الغزل البغداديّ
- صباحٌ مغمّسٌ بريشةٍ سوداء
- بعض مسالك ومهالك الحبّ في التراث الادبي العربي
- لُقَىً بخِسة في خَرِبة وطن
- العقيدة الدينيّة من التقليد الى العقلنة
- مرثية بعنوان -- مَلَلٌ و عِلَلٌ --
- أخطبوط الفساد في العراق
- زيارةٌ لها في الليلة الأربعين
- ليتني أعيش مع أقوام الهونزا
- الاوطان الحبيسة في كيس الفئران
- لماذا نتقن تشويه وجه الحرية ونطمس جمالها ؟
- حينما تنقلب الحركة الى صمتٍ هائل
- قبلاتٌ بشفاهٍ ريّا لوطنٍ بلا وجه
- الحياةُ حينما تأنسُ الموتَ


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جواد كاظم غلوم - لِمَن أرعشتْ كلّ تفاصيلي