أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي ماضي - أحداث ألاعتداء على المراقد... تحت المجهر














المزيد.....

أحداث ألاعتداء على المراقد... تحت المجهر


علي ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 1473 - 2006 / 2 / 26 - 07:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكل سلوك بشري لابد من دوافع وحاجات يراد إشباعها ،قد تكون مادية أو معنوية ،وأهداف يراد الوصول إليها. ومن خلال معرفة ،هذه الدوافع والأهداف نستطيع ألإتيان برد الفعل المناسب ،لتفويت الفرصة على من له أهداف غير مشروعة،يريد تحقيقها، وحاجات مشوهة ،يريد إشباعها.
لذا نحن بحاجة إلى قراءة تحليلية لحادثة تفجير قبة مرقدي ألإمامين علي الهادي والحسن العسكري ، بحاجة إلى قرارات عقلائية مدروسة، وليست انفعالات قد تجرنا إلى ما لا تحمد عقباه.

ألاعتقاد قد يكون الدافع ألأساسي للإتيان بمثل هذا العمل ألأجرامي ،فالتكفير يون المغالون في مفهوم التوحيد يسعون دائما إلى إزالة معالم الشرك ،بحسب ما يعتقدون،ولقد سبق وان حاول إتباع هذا المذهب في بدايات القرن المنصرم تهديم المراقد المقدسة في كربلاء والنجف،ولكنهم لم يفلحوا.
والآن وبعد ما حدث الذي حدث هل نجح أصحاب هذا الفكر المتطرف في مسعاهم ؟بل إنني أرى العكس تماما ،فكما كان لسنوات المنع الصّدّامية لمظاهر العزاء الحسيني في نهاية عقد السبعينات الفضل في ترسيخ وتعميق التدين الشيعي وإطفاء الطابع السياسي عليه ،فان أعمال القتل على الهوية ،وتهديم المراقد المقدسة ستعمق المذهب الشيعي وستزيد مريديه التصاقا بزعاماتهم الدينية ، وستكون دافعا أساسيا لتصويت الناس لصالح اقليم الجنوب المزمع إقامته ،
وهذا يعني تكريس الوجود الشيعي في المنطقة ،وهو بخلاف ما يسعى إليه التكفيريون.
لذا فالتفجيرات ألأخيرة هي الهدية الرائعة الثانية التي يقدمها التكفير يون للزعامة السياسية الشيعية بعد إن كانت الأولى ،هي ألإساءة إلى المرجع الديني ألأعلى السيد السيستاني قبيل ألانتخابات بأيام قليلة،والتي كان لها الفضل في عدول المقترعين لصالح ألائتلاف الشيعي.

إما الدافع الثاني فهو دافع سياسي ،والغرض منه هو قيام حرب أهلية،والمستفيد من الحرب ألأهلية في العراق هم:
1. الدول المجاورة التي تأكد لديها من أنها قد حجزت لها مقعدا دائما في قطار التغير ألأمريكي المزمع إجراءه في منطقة الشرق ألأوسط لتغير ألأنظمة ألاستبدادية التي تجثم على صدور شعوبها منذ أمد ،فهي تبغي إفشال النموذج العراقي ، لتبعث برسالة تحذيرية إلى شعوبها ،مفاد الرسالة الدكتاتورية ولا الحرب ألأهلية. واستنزاف القوة العسكرية ألأمريكية قدر المستطاع.
2. قوات الاحتلال ، بغية إطالة أمد بقائها في العراق،من اجل نهب ثرواته ،وتحويل العنف ضد القوات ألأمريكية إلى الداخل ، ولا إميل إلى ترجيح مثل هذا السيناريو،لأني اعتقد إن المصالح ألأمريكية متعلقة بالاستقرار أكثر من تعلقها بالحرب ألأهلية ، فإرساء الديمقراطية ،سيصحبه الخصخصة ودخول الاقتصاد العراقي السوق الحرة ،المبني على التنافس والبقاء للأفضل وبالتأكيد ستكون الغلبة لصالح الشركات ألأمريكية على الشركات المحلية إن وجدت ،وهكذا يتم وضع اليد على اغلب استثمارات العراق، بعد إن تم استبعاد شركات الدول التي لم تشارك في تحرير العراق.
3. المافية العالمية التي يروق لها استمرار الفوضى ليتسنى لها ممارسة أعمال السلب والنهب والاختطاف.
4. ألأكراد فيما لو أخذت تصريحات السيد البر زاني على محمل الجد،بخصوص ألانفصال فيما لو حصلت حربا أهلية طائفية في العراق.
إما الدافع الثالث فقد تكون ردة فعل لما تداولته ألأخبار العالمية في الفترة ألأخيرة عن فرق الموت ،التي تشير ألأنباء ألأولية أنها تابعة لوزارة الداخلية،ولذا جاء الفعل بنفس الطريقة،مجموعة ترتدي الزّي الرسمي التابع لوزارة الداخلية ، وكأنهم أرادوا إن يبعثوا برسالة مفادها ،إننا لقادرون على إن تكون لنا فرق للموت مثل فرقكم ، لا يردعها رادع أخلاقي ،تدوس على كل المقدسات ،لتصل إلى أهدافها.
ولا ننسى إمكانية إن يتحلاف أكثر من طرف مستفيد طالما إن الهدف واحد إلا وهو إفشال المخطط ألأمريكي ولم يبق سوى ورقة الحرب الأهلية ،ليلعب بها المغرضون ،من اجل تحقيق مآربهم الدنيئة، خاب فعلهم ،وحسنا فعلت المرجعية الدينية في النجف التي أثبتت للعالم أنها صمام ألأمان، الذي نفّسَ خلال الثلاث سنوات الماضية كل ما كان من شأنه إن يفجر حربا طائفية ،وحقنت بذلك دماء المسلمين ألأبرياء ،
وسلاما يا عراق ...سلاما يا عراق.




#علي_ماضي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسكوا الحمار
- حطوتنا الثالثة
- افرحني..ابكاني...اغضبني
- اكلت يوم اكل الثور ألأبيض
- كيف نقيم وننتخب؟
- ما نحتاجه ألآن
- الشروع في قلع الطبوع
- العالم ألآخر
- ثلاث وصايا سيدي المواطن
- هل تتعامل القوى اليسارية والعلمانية بموضوعية مع المسرح السيا ...
- لابداية من القمة
- لماذا نشوه التأريخ
- نقطة الحيود
- إننا..نصنع تأريخاً
- العولمة


المزيد.....




- حفيدة محارب أمريكي قديم تعود إلى -إيو جيما- اليابانية بعد 80 ...
- من زمن الحرب العالمية الثانية.. لماذا عادت هذه الطائرة الأمر ...
- الجيش الأردني يعلن إسقاط طائرة مسيرة حاولت تهريب مخدرات للبل ...
- بالفيديو – مظاهرات في اليمن تنديدًا بالغارات الأمريكية ودعمً ...
- وزير الطاقة الروسي يسلم رئيس كازاخستان رسالة من نظيره الروسي ...
- وسائل إعلام: ألمانيا تمنع توريد 30 مقاتلة إلى تركيا بسبب قضي ...
- الدفاع الأرمنية تنفي ما ذكرته باكو حول انتهاك وقف إطلاق النا ...
- السلطات الإسرائيلية تمنع رئيس الوزراء الفلسطيني من تنفيذ جول ...
- شرطة بنغلاديش تطلب من الإنتربول إصدار -إشعار أحمر- لملاحقة ا ...
- وسط إجراءات إسرائيلية مشددة.. الحجاج الأرثوذكس يتوافدون لكني ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي ماضي - أحداث ألاعتداء على المراقد... تحت المجهر