أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حازم العظمة - هنتنغتون في صراع السنة و الشيعة !














المزيد.....

هنتنغتون في صراع السنة و الشيعة !


حازم العظمة

الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 10:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صاموئيل هنتنغتون البرفيسور الأمريكي الشهير صاحب نظرية " صراع الحضارات " ليس مجرد أكاديمي و نظري فحسب .. ، و لا" صاحب رؤيا " نافذة في التاريخ – على ما يبدو – فحسب .. ، و شهرته التي ما تزال تذاع و تروّج من أقصى العالم إلى أقصاه (تروجها أيضاً الفضائيات العربية ..) لا تنجم حسب عن نظرياته " العميقة" و " البعيدة " في التاريخ ..
، وفي الواقع ثمة دزينات من الكتاب " العباقرة " مثله ، فاشيون من أصناف عديدة ، منهم من هو " مموه" جيداً و منهم من هو صريح تماماً ، لم يحظوا أبداً بشهرة مماثلة ، لأنهم – بصدفة ما - لم يقعوا في "قلب الأحداث" ، وفي " متربول العالم " كما تصادف له ، و أن نظرياتهم ، المشابهة إلى حد بعيد ، لم تتفق - صدفة أيضاً - مع توجهات الإمبراطورية عشية انهيار الإتحاد السوفييتي ، مع بحث المنظرين في حينه و الاستراتيجيين و العسكريين و كل من يدير الإمبراطورية ، بحثهم عن " عدو" بديل يستطيع أن يبرر و يسوّق الراسمالية و ما يتبعها من حروب لا تستطيع أن تحيا بدونها ، و يستطيع أن يستمر في تغييب الوعي الأمربكي و يحافظ على وحدة "الشعب " الأمريكي و نضارة " الحلم الأمريكي " بحيث يرسل مئات آلاف الجنود – هم أساساً من فقراء أميريكا - ليقتلوا بعشرات الآلاف من الشعوب " الهمجية" و أن يعلموا العالم الديموقراطية و حقوق الإنسان كما في أبو غريب و غوانتانامو وغيرها ... إلى آخر ذلك ، فالرجل على ما يبدو هو في قلب " المجموعة " أو " الهيئة " التي هي في النهاية من يصنع السياسة الفعلية للإدارة- الإدارات الأمريكية لا النظريات فحسب ، و إن وجدوا أن نظريته لم يؤيدها في لحظة ما مسار الأحداث فعليهم أن يصنعوا – على الأرض – ما يؤيدها و يجعلها بادية للعيان ، شارون حين اقتحم المسجد الأقصى كان بطريقة ما يؤكد نظريات هنتنغتون و كان يعرف تماماً و ينتظر ما سيتبع ذلك من ردود فعل دينية تحديداً " صدام الحضارات" مهدت له طريق الوصول إلى قمة السلطة و إنجاز ما لم تستطع إنجازه إسرائيل إلا بهذا ، أعني تحويل القضية الفلسطينية من قضية عادلة ، بالنسبة إلى العالم كله ، قضية شعب أغتصبت أرضه و أغتصب وطنه إلى قضية صراع بين يهود " متمدنين" و إسلاميين " همج " و إرهابيين ... ، أشك في أن شارون كان ينتظر نظرية هنتنغتون في " صدام الحضارات" قبل أن يبدأ مسيرته هذه ، فالرجل هو أيضاً له " نظرياته" و فهمه العميق للـ"تاريخ" و "علم نفس الشعوب الهمجية"، و أشك في أنه قبل لحظات من زيارته " التاريخية" للمسجد الأقصى ، كان لتوه قد ترك كتاب هنتنغتون على المنضدة مقلوباً على أن يعود إليه بعد "غزوته" الظافرة ...
نظرية هنتنغتون في " صدام الحضارات" كما شرحها في كتابه بنفس العنوان ، كانت تبحث عن عدو ما يستطيع أن يحل محل الإتحاد السوفييتي في لعب الأدوار التي لن تستطيع الرأسمالية أن تعيش بدونها ، دور الخصم الذي هو أكثر من مجرد فزّاعة ، الدور الذي لن تستطيع الإمبراطورية التوسع بدونه ، و إقتراحاته في الكتاب هذا الذي نشر لأول مرة في عام 1996 هي " عملياتية" بدون مواربة – أو براغماتية إن شئتم – و هي هكذا براغماتية لأنها لسبب ما تنسجم تماماً مع ما تحلم به الأوساط التي تحكم واشنطن من خطط لإخضاع العالم فهو يقترح " عدوين" للـ "الحضارة الأنغلو ساكسونية "، و يضيف عليها في بعض الأماكن صفة " البروتستانتية" للتحديد أكثر و لإضفاء الصبغة الدينية – الرسالية عليها حتى لا تظل مجرد مصالح " مبتذلة" .. العدوّان اللذان يقترحهما : ما يسميه بالـ "كونفوشيوسية" و الإسلام ، الإسلام لأن البترول هناك و كونفوشيوس ( يعني الصين) – لاحظوا الإخفاء " البارع" للمصالح بـ " الحضارة " - لأن النمو الإقتصادي للصين يزعج و يقلق حكام العالم الإمبراطوري و يهدد التجارة الإمبراطورية
الإهتمام بالصراعات " الحضارية" الكبرى لا يستبعد الصراعات الصغرى – التفصيلية – و كما أن فصيلة الذئاب لا تحتوي على صنف واحد هو الكلب ... فالصراعات ينبغي أن لا تقتصر على صنف واحد فحسب ، و ينبغي أن تكون لها" أنواع " .. طالما أنها هي أيضاً تتيح السانحة للتدخل الإمبراطوري ( كما حدث في البلقان على سبيل المثال )، ففي المسعى الحثيث لإقناع العرب و غيرهم من المسلمين بأن العدو " الحضاري" للولايات المتحدة هو الإسلام ، ما يجعلهم يتمسكون بالإسلام ، بنفس الطريقة و " المفهوم" الذي أرسل شارون في زيارته للأقصى ، أصحاب الإمبراطورية دخلوا العراق و في ملفاتهم الصراع المذهبي السني – الشيعي ( صراع – أو صدام حضارات ثانوي ) و كل هذا مفيد ، أولاً و قبل كل شيء لأنه سيلهي العراقيين عن مقاومة الإحتلال ، ثانياً ، و ليس لأن أهميته أقل ، يعرفون من دراسات "علم نفس الشعوب الهمجية " أن صراعاً كهذا إن بدأ فلن ينتهي و لا في عشرين سنة ، و الفوائد من نزاع مديد كهذا لا تحصى .. ، فوائد " الحلم الأمريكي بطبيعة الحال ...



#حازم_العظمة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدارٌ بجانبيه زُرقةُ البحر
- أربع محاولات في تعريف الشعر
- الدعم الأمريكي المزعوم لحركة فتح ما أسقطها في الإنتخابات
- لماذا إسرائيل تصر على الدعاية ل و بالنيابة عن -حماس-
- عن الليل و الخيل و التين و ..-شاغال-
- كومةٌ من أنصافِ برتقالاتْ حول زجاجةِ باكاردي فارغة ْ
- شارع النهر
- النُخب الثقافية العربية : آخرُ من يصِل
- الديموقراطية بصفتها إعادة إنتشار عسكري أمريكي على مستوى العا ...
- الأشياء طويلة و مائلة
- أسطورة الإنتحاريين و الحزام الناسف
- الجَدْي
- ديموقراطية ال 80 مقالاً كل يوم
- لماذا الإسلاميون يفوزون في الإنتخابات المصرية ...
- مقاولون أمنيون
- في غفلة ٍمن مستبدي العالم
- من هي الجهات التي تتهمها الحوار المتمدن ...
- ثيّلٌ أسودُ بخلفية تلالٍ حمراءْ
- قناة الجزيرة لماذا لا تسمي ، بإسمه ، الإرهاب ..
- صَنَوبرات


المزيد.....




- محمود الخطيب شهد على العقد.. لحظات مؤثرة من عقد قران ليلى زا ...
- مغني راب شهير يسخر من نفسه ضاحكًا في المستشفى بعد شلل جزئي ف ...
- الأردن: إحباط -مخططات لإثارة الفوضى- عبر تصنيع صواريخ وطائرا ...
- عاصفة ترابية تضرب دول الخليج (فيديوهات)
- أبناء الحيامن المتنافسة !
- أبرز ما جاء في تصريحات المشاركين في مؤتمر لندن حول السودان
- -بلومبرغ-: واشنطن ترفض إدانة الضربة الروسية لاجتماع قيادة قو ...
- في ذكراها السنوية الثانية: من ينقذ المدنيين من الحرب السودان ...
- أمير قطر يعقد جلسة مباحثات رسمية مع الرئيس السوري في الديوان ...
- مقاطعة سومي.. طائرات مسيرة روسية تدمر قوات المشاة ومعدات أوك ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حازم العظمة - هنتنغتون في صراع السنة و الشيعة !