ادم عربي
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 5717 - 2017 / 12 / 3 - 21:45
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الاسطورة لبنويه !
اهتمت الانثروبولوجيا بالاساطير ، واخضعتها للدراسه العلميه ، وحددت لها منهجا ، لكن ما هي الاسطورة؟ ، يعرف الياد الأسطورة بكونها "رواية أفعال قامت بها كائنات عليا وتعتبر هذه الرواية قصة حقيقية ومقدسة لأنها حقائق من أعمال كائنات عليا وتتعلق الأسطورة بشيء جديد ظهر إلى الوجود ويعد هذا الشيء السبب الذي من أجله تتكون الأساطير النموذج المثالي لكل فعل بشري كما تعرفنا الأسطورة على أصل الأشياء" .
ان خلف الاسطوره يكمن كثير من الحقائق ، فلا يجب النظر اليها كهلوسات فكريه ، بل يجب التعامل مع ما تحمله من حقائق بنويه ، فالأسطورة وان ظهرت على شكل متشابك فهي في وجودها البنوي تحتمل كثير من الحقائق والحديث عن منهج في التحليل ، ففي اسطوره هنديه تقول ان عصفور أحب ورده بيضاء وكان يتودد لها كل يوم وهي كانت لا تعيره اَي اهتمام ، حنى قالت له ذات الْيَوْمَ ساحبك عندما أتحول للون الأحمر ، فما كان من العصفور الا ان احضر سكينا وقطع جناحيه ورش دمه على الوردة البيضاء لتتحول الى حمراء . عندها عرفت الوردة كم كان يحبها ولكن فات الاوان فالعصفور مات . ان هذه الاسطوره تخبرنا عن طرفي نقيض الحب والكره ، الطبقه الاجتماعيه العاليه ممثله بالوردة البيضاء والفقيره ممثله بالعصفور ، النقاء والسكون ممثل باللون الأبيض والإزعاج ممثل بالعصفور ، العصفور غادر الحياة والوردة غادرت طبيعتها . ان الأسطورة تحمل لبنات بنويه ما لبثت ان تتحول ولكن ليس بتاثير سلطوي بل بتغير ذاتي .
ان الاسطورة مرتبطة بالثقافه العالميه ، فهي الجذور العميقه الممتده في التربه الانسانيه ، في الشرق والغرب ، لقد عرف الانسان الاولي الارض كام "اُم" ، فهي اول الانماط التي وصلت الينا ، وتوزعت وتلبست بغلائل الشعوب كل حسب بيئته المختلفه ، ففي رثاء فدوى طوقان لقريبها قالت "هذه الأرض سيبقى
قلبها الغدور حيًا لا يموت
هذه الأرض امرأة
في الأخاوية وفي الأرحام سر الخصب واحد" ، لقد جعلت الارض امراه ، لاحتوائهما نفس المفهوم وهو قوة الاخصاب ، وهو معنى اكتشفه الانسان الاولي .فالارض لما تحمله من قوة في اخصاب النبات ، ونفس القوة في خلق الابطال ، وهي بذلك الوصف كانت تعبر عن الحاضر برداء جديد ذاتي ، منشئه شعورها بالاحباط من الهزيمه .
#ادم_عربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟