أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث عبد الكريم الربيعي - السيد والسيدة سميث....بين الإثارة والتشويق














المزيد.....


السيد والسيدة سميث....بين الإثارة والتشويق


ليث عبد الكريم الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 09:56
المحور: الادب والفن
    


يعرف التشويق السينمائي على انه تحريك لأفكار ومشاعر المتفرج بوسائل تجتمع في بؤرة صورية جذابة، ومبهرة، بفعل تحديها لقدرات المتفرج، وهي نوع من الإجبار لاستكمال مشاهدة ذلك السيل الصوري المنبعث من تراتب أللقطات والمشاهد.
ويعتمد على حاجة المتفرج، وملاءمته لطبيعة الفيلم نفسه، وامتلاكه للمواصفات المادية والمعنوية التي يوفرها الإنتاج الفني المتكامل، وفي حسن اختياره لأهدافه الخاصة، وحيازته على لغة إبداعية تجبر المتفرج على الاستنتاج ومتابعة الأحداث منذ بداية أللقطة الأولى وحتى أللقطة الأخيرة، والتي تجعله يشارك بفعالية وعمق ويتفاعل مع أحداث الفيلم، دون أن تفوته فرصة المتابعة برغم الاختلافات الفردية بينه وبين الآخرين وتجعله ينخرط مع الجمهور العام وتشجعه على ذلك، وتربطه بواقعه الذاتي واسلوبه في التفكير وتدفعه للبحث عن الحلول، وهذه كلها عوامل مهمة للتشويق.
ولو طبقنا ما قلنا سابقا على فيلم (السيد والسيدة سميث-) لنجد إن هذا الفيلم وصل إلى الحدود القصوى لأي عمل سينمائي من ناحية التشويق، فهو ينحى منحا هتشكوكيا في ذلك، إذ نجد قدرة بطليه ومخرجه وكادر العمل جاءت متوافقة ومنسجمة شكليا ومضمونا مع امكانات القصة ومعالجتها، ولا اقصد بذلك إن الفيلم يعد طفرة سينمائية بالعكس فهو يحتوي على الكثير من الهنات.
يبتدئ الفيلم بمشهد طريف يجلس فيه الزوجان سميث «براد بيت وانجلينا جولي»، وهما يرويان قصة تعارفهما منذ التقيا قبل خمس أو ست سنوات!، وكما يبدو إنهم في عيادة طبيب نفسي مختص في معالجة مشاكل الزواج، ويتحدثان عن طبيعة العلاقة غير المستقرة بينهما.
يخبرنا الفيلم أيضا وفي بدايته إن هذين الزوجين الظريفين، اللذين يتمتعان بعلاقة جيدة مع الجيران وتواصل ودي مع الآخرين، إضافة لبيت جميل وأنيق، ما هما إلا قاتلان مأجوران، يعمل كل منهما تحت وكالة متخصصة يتقاضى منها مبالغ طائلة لتأدية مهمات صعبة بتصفية بعض الشخصيات المهمة، وما بيتهما الجميل إلا غطاءا تختبئ في أقبيته السفلية ومخازنه السرية مجموعة كبيرة من الأسلحة والذخائر وأجهزة القتل والرصد والتسلل والتجسس المتطورة جدا، في الوقت الذي يجهل كل منهما حقيقة الآخر. ويتذرع سميث بأنه يعمل كمهندس بناء بينما تتخصص السيدة سميث كخبيرة كومبيوتر يتطلب منها عملها أحياناً أن تخرج في أوقات غير متوقعة من اجل العمل.
وتبلغ القصة نقطة مهمة وساخنة، حينما يبلغ كل منهما على حدة من قبل وكالته بمهمة تتطلب قتل هدف مشترك. أما النقطة الأهم والأكثر إثارة، فهي حينما يتطلب عملهما أن يقوم كل واحد منهما بتصفية الآخر.
اخرج هذا الفيلم المخرج المتميز(دوج ليمان) مقدم افلام () و ()، وقام ببطولته بالإضافة إلى بيت وجولي النجم فنس فوغان بدور صديق بيت والمحرض له. وكتب المؤلف الجديد سيمون كينبريج قصته كموضوع دراسة الماجسيتر الخاصة به في كلية السينما بجامعة كولومبيا‚ وبمساعدة قليلة من كاتب السيناريو آكيا غولدمان الذي حصل على جائزة الأوسكار.
والفيلم بشكل عام، وكصفة شبه لازمة في أفلام الحركة العنيفة، لا تخلو قصته من افتعال غير منطقي وثغرات غير مقبولة، وتمتع الأبطال بصفة القتال والهروب بطريقة غير بشرية أحيانا أو على الأقل هي معدومة للخصوم دائما.
أما الأسوأ من ذلك فهي قدرة الفيلم ـ كأي فيلم حركة آخر ـ على التأثير في المشاهدين حينما يدفعهم إلى التعاطف مع مثل هذه الشخصيات معتمدا على بريق الممثل النجم نفسه من خارج الفيلم وعلى إيجاد شخصية الخصم الأكثر عنفا وإجراما في داخل الفيلم.
ويبدو الفيلم بحلته النهائية عملا رصينا يحاول استيضاح مكنونات ودواخل شخصياته، ويأخذ على عاتقه محاولة شرح أبعاد الاستلاب الذي يعيشه البطلان وانجرارهما وراء هدف أو رغبتهما في قتل الآخر من اجل الخلاص من الموت المحدق.
ونتيجة لكل ذلك، فان فيلم (السيد والسيدة سميث) جاء ليكون أحد الأفلام المهمة في معالجتها ليس لهذا الموضوع فحسب، بل إلى كل ما يمت للوسائل التشويق وضروراته بوشائج قربى.



#ليث_عبد_الكريم_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العار الإنساني - .سلوك الإنسان في مجتمع فقد قيمه الإنسانية
- الخطيئة الأصلية... دراما مشوقة من الطراز الرفيع
- السترة - ...قصة غريبة وغير منطقية على خلفية عاصفة الصحراء
- البحث عن نيفرلاند- ...الأطفال عندما يلهمون الكبار
- التألق الأبدي: افتراضات منطقية لعملية رصف الذكريات
- أسرار البنات... على المجتمع السلام
- آرارات... عمل يكشف مأساة الأرمن
- فيلم مركب، يغوص في المشاعر الإنسانية
- قراءة متأنية في تاريخ السينما العراقية 3-3
- في النقد البنيوي: تحليل مشهد من فيلم الشرف
- قراءة متأنية في تاريخ السينما العراقية 2-3
- قراءة متأنية في تاريخ السينما العراقية 1-3
- عازف البيانو....موسيقى من قلب المأساة
- لغة السرد في الفيلم المعاصر
- العِلاّقة بين الرواية العربيةِ الجديدة والفيلمِ العربي
- السينما الإيرانية تكسر حاجز الصمت وتثير أسئلة قلقةمن (سعيد) ...
- مشروع شامل للتكفل بقطاع السينما
- وقوف على أطلال السينما العراقية


المزيد.....




- مجلس أمناء المتحف الوطني العماني يناقش إنشاء فرع لمتحف الإرم ...
- هوليوود تجتاح سباقات فورمولا1.. وهاميلتون يكشف عن مشاهد -غير ...
- ميغان ماركل تثير اشمئزاز المشاهدين بخطأ فادح في المطبخ: -هذا ...
- بالألوان الزاهية وعلى أنغام الموسيقى.. الآلاف يحتفلون في كات ...
- تنوع ثقافي وإبداعي في مكان واحد.. افتتاح الأسبوع الرابع لموض ...
- “معاوية” يكشف عن الهشاشة الفكرية والسياسية للطائفيين في العر ...
- ترجمة جديدة لـ-الردع الاستباقي-: العدو يضرب في دمشق
- أبل تخطط لإضافة الترجمة الفورية للمحادثات عبر سماعات إيربودز ...
- الأديب والكاتب دريد عوده يوقع -يسوع الأسيني: حياة المسيح الس ...
- تعرّف على ثقافة الصوم لدى بعض أديان الشرق الأوسط وحضاراته


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ليث عبد الكريم الربيعي - السيد والسيدة سميث....بين الإثارة والتشويق