(حين يتحرّك القلم)

شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 5715 - 2017 / 12 / 1 - 09:35
المحور: الادب والفن
    

1
كان يغفو على ورق ابيض لامع تحت تلك المصابيح قلت له
ان ظمأت فمحبرتي منهل
ولكنّه لم يجب
كنت اغريه علّه يصحو من النوم
اناغيه
ثمّ اداعبه
كاب ينحني ليقبّله
غمرتني
موجة من فرح
لحظة انصاع ممتثلاً
مثل مهر يسلّمني رسنه
تطبّع وانقاد
ثم تحرّك مثل ملاك وديع
وسار على سكّة كنت ارسمها
وكان انعطافي لنافذة
لأطلّ على ما مضى
تحت عنوان تاريخ معركة خاضها العرب
مع الفرس
كان العراق ذليلاً وخانع
بعد ان نفد الصبر
واشتعل الغيض
في الملعب العربي
صارت الخيل تصهل
والرؤوس تدحرج
كالكرات الرؤوس
كان للسيف جولات
يسبح لا واحة
بل مجاري دم
كان في نبعها يغتسل
وكان ل (يعرب) ما يشبه الصحو
عند خُطى الجِدّ من بعد نوم طويل
لكسر قيود
وقد لمعت نجمة الصحو
في الصخر
والطين
قبل وجود الورق
وقد كان للفيل يوم على باب ايوان (كسرى) احترق
بعد ان لاح ذاك الشفق
2
يا (كريم) الكرامة كلّ الغضون تلاشت
قلت عاد العراق
فتيّاً..
بهيّاً..
جميلاً..
جليلاً..
قويّاً..
ولم ينحن ظهره
صار كالنخل يزهو
وقناديله كالنجوم
تطوف على دجلة
على ضفّتي (الفرات) ازدهر
وشعشع في جبهة الأفق
قلت القمر
وهذا الثمر
زان وجه العراق انهمر
مثل غيث المطر
ولكنّ غربانه والثعالب
تحوم على جانبيه
ويزداد صوت النعيق
لغلق الطريق..
والقاء (بغداد) بالمنجنيق
لقلب الحريق
حلّت اللعنة البربريّة
وما ان اتى الموج في ليل بغداد
في الليل تحت جناح الظلام
من سفين قراصنة هبطت موجة من جراد
وفئران إيران عاثت
فشوّهت البيت داست
جبين العراق
3
هرر في المطابخ
طحنت كلّ شيء
وحامت هنا ترتدي
عمّة..
جبّة..
ومداس
وتحمل سجّادة
تربة..
مسبحة..
بعد ان شبعت من قدور العراق
سرقت كلّما كان يكنز بيت السلاطين
بيت الشياطين..
في الكرنفال
يرقصون على جثث الشهداء
ويفتتحون الجوائز للشعراء
في قصور تميس بها الامراء
في الصباح (الخورنق..)
وعند المساء (السدير)
وعند افول القمر
تسرّب في الليل قافلة النوق تحت الوبر
كنوز العراق القتيل
تارة لبلاد الضباب
تحت تمثالها عبّروا كلّ شيء
وطوراً ل (لندن) من كردنا والعرب
ربّنا انزل علينا الغضب
مثلما قال (شمشون) قلنا
ل(دليلة) شمشون ام ل (دليلة) بغداد نحن نقول
عبر كل الفصول
ربّنا انزل علينا الغضب
ربنا انزل علينا الغضب
ربنا انزل علينا الغضب
لانّا حملنا اللصوص الى البرلمان
من الكرد والعرب
وقد سرقوا
قلائد من لؤلؤ سومري
وحجولاً واقراط من زوجة الملك البابلي
وكنوزاً قد ادّخرت للعراق الأسير
وليس لها من نضير
ولم يتركوا للحثالة من فقراء اللصوص
سوى سبح الكهرمان
وقماقم من فضّة ومحابس
يباهوننا في المجالس
..,..,..,..,..,..,..

#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات