محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 5715 - 2017 / 12 / 1 - 09:35
المحور:
الادب والفن
الصدق في زمن الكذب والقتل والنفاق!
شاهينيات 1350
الصدق مؤلم حتى وإن حاولت أن تطرقه بحدود فيما يتعلق بالآخرين ، فثمة بشر تضطر إلى احتمالهم على علاتهم .. فنحن نعيش في مجتمعات متخلفة اجتماعيا وفكريا ، ولا يمكن الإستغناء عن الناس وخاصة الأقارب والوسط الذي تتعايش معه ضمن عملك . فإن كنت تنتمي إلى وسط الكتاب والمثقفين من أدباء وشعراء ، ستجد نفسك أمام عالم عجيب في تنوع تناقضاته ، من أكثر الأفكار بؤسا وتخلفا ، إلى أكثرها تحررا وعلمانية . ومهما حاولت أن تعتزل وتحصر علاقتك بفئة محدودة تنسجم مع فكرك ، فلن تستطيع حتى رغم اعتزالك في بيتك ، بعيدا عن الآخرين ، فلا بد أن يقتحم أحدهم وحدتك وينغص عليك يومك، لسبب بسيط أنه لم يحتمل الصدق الذي تتعامل به معه ومع الآخرين ومع نفسك ! يا إلهي حتى الصدق مشكلة وكم عانيت من هذه المسألة في حياتي ودفعت الثمن! كيف يمكن للإنسان أن يكون منافقا وكذابا ؟!
ذات يوم في ذات زمن سألتني صديقة رسامة :
" لماذا أنتم الرجال بوجهين ؟"
قلت لها مفاجئا " عفوا سيدتي معلوماتك خطأ نحن لنا ثلاثة وجوه على الأقل "
قالت وهي تحاول اخفاء دهشتها:
- ما هي ؟
قلت :
- وجه نظهر به أمام المجتمع ! ووجه نظر به أمام زوجاتنا!
وحين توقفت قليلا . تساءلت:
- والوجه الثالث :
قلت :
- الوجه الذي نظهر به أمام أنفسنا ولا يعرفه أحد غيرنا !
وبعد هنيهة تساءلت :
- وأنت هل تعتبر نفسك من هؤلاء؟
قلت :
- أجل ألم أتحدث بضمير نحن الرجال ولم أقل هم لأضع نفسي خارجهم ، رغم أنني يمكن أن أكون مختلفا عنهم بالمطلق وبما لا يتوقعه عقلك على الإطلاق !!
30/11/017
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟