هيام محمود
الحوار المتمدن-العدد: 5711 - 2017 / 11 / 27 - 18:18
المحور:
الادب والفن
هل أنتِ بدويّة أم أنا الأنانيّة ؟ , سؤال كل الأسئلة ومعضلتها الكبرى في عالمي الذي هجرتيه لبداوتكِ ولأنانيّتي .. هذه الثالثة , لكِ دون أن تعلمي , لا أعلم كم رسالة سأكتب لكِ لكن ما أعلمه أنكِ يوم ستقرئين رسائلي سيُكسر قلبكِ أكثر وستُحبّينني أكثر وستتعذّبين .. أكثر . لن تستطيعي نسياني وإن زعمتِ اللامبالاة والبرود , لن تستطيعي التنازل عن بداوتكِ فهي هويتكِ ولن أستطيع التّنازل عن أنانيّتي فهي حقيقتي "المطلقة" بعد أن هجرتُ عوالم الآلهة والأديان والإيديولوجيات كلها إلا .. عالمكِ , عالم المثليّات الذي لن أستطيع الإبتعاد عنه , أتطفّل عليه زاعمة أنه ليس عالمي وأدّعي عليه ما لا طاقة له به , يا لبؤسي ! وكأنني مسلمة تريدُ علوما وفنونا من قرآنها ؛ هي مؤمنة وتُعذر فإيمانها حَرَمها العقل والمنطق , أما أنا فلا عذر لي إلا أني أحبّكِ وأحبهنّ كلهنّ ولا أكتفي بذلك بل .. أطلب حبّكِ وحبهنّ كلهنّ كما أريد أنا : فهل من أنانيّة أكثر من هذا العبث ؟ أنا أكبر أنانيّة غبيّة لعَنَتْها كل الأقدار وسخطتْ عليها كل الآلهة ولا أهتم , أنا سلفية إرهابية مغسولة الدماغ لا أفهم ولن أفهم , أنا لا أُناقش ولا أمل في إصلاحي , أنا لا أتنازل ولا أرعوي , أنا طفلة مُدلّلة لا أعرف إلا البكاء إذا مُنعتُ ما أريد ومن أحب كما أريد , أنا "المطلق" ولن أتغيّر ولا خيار لكِ إلا العودة إلى حضني بشروطي .. أنا "دكتاتورة" تمقتُ البداوة وككل الدكتاتوريين أنا كاذبة لأني في حبّكِ أكبر بدوية آكل الجراد والضّبّ وفي رأسي محميات قمل وخنافس وعقارب , أنا عقرب أنا صوت صارخ مُبشِّر بعقارب الشقاق في عالمكِ كي أهدم كل أعمدته , أنا غازية أنا قاطعة طريق أنا لصّة أنا بلا قلب ولا رحمة , أنا كل شيء سيء تعرفينه وتجهلين .. أنا مجنونة ولا مشفى يقدر على "إعتقالي" وعلاجي , وبالرغم من كل ذلك أنا الحياة التي تُريدين والحبّ الذي عليكِ تعلّمه لتعودي ولأعود .. أنا لم أغادر ! ولن أفعل , ففي داخلكِ أعيش وفي دمائي تعيشين ووراء عبثي وجنوني حقيقة لن تستطيعي الوقوف لا مبالية أمامها ...
..
https://www.youtube.com/watch?v=R6gHxLmHtIo
#هيام_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟