ريما كتانة نزال
الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 10:58
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
أعلن عن اضطرابي الأبدي في اللحظة التي لفظتم بها حياتكم, وأشيح بنظري في العزاء الحاد كالمرايا, ويزغرد صدري بحشرجات تغطي على بكاء الرصاص, وتنطلق التصريحات كالفضيحة, واتمتم بعثرات تفتقد الى الترابط والحياة.
مع كل شهيد لدي جانب شخصي, فاعتيادي على طوفان الموت وثبة باتجاه المجهول, والاعتيادعلى مشهد الجنازات الفلسطينية تنازل عن الثوابت, وتنفسي للحياة بعدكم سرقة ناجحة لحياة مسروقة.
سموها عملية "الصيد السمين", والطرائد في نابلس جياد جامحة, هي بعض من حصتهم من دمنا قبل أن يرحلوا, وهي بعض من ثمن لرواية غير منجزة..
في الأمس كانت شهبا تتحرك في سماء نابلس, تعود الى أوكارها, لا شيىء يحول بينها وبين ترابها, لم يعصف بجسدها النسيان, ولم يعتريها الملل من الاحتراف, والدورة العصفة للشهب تمتلك الزمن, وفي سباقها مع النجوم تمتلك الماضي في ثنائية الهجرة والعودة, فلا المستقبل يبتعد عنهم ولا الغد يقترب من تخوم حاضرهم.
ماذا تبقى لنا بعد, وماذا سيبقى بعد وداعكم, بيننا وبينكم قٌسم ومتاهة, ومسافة حدودها باطن الارض, واكتمال فصول الحزن في مسرحية القيامة, يسخر شخوصها وقتهم للتدرب على أن الحياة قصاص.
ماذا تبقى لكم بعد أن أسرجتم خيولكم..مواصلة السفر.. وحب خارج النص, وقت يترنح يريح الكلمات العربية الفخمة, وجرح لا يسبب الحزن, وحنين الى فردوس موعود..
#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟