محمد سيف المفتي
الحوار المتمدن-العدد: 5710 - 2017 / 11 / 26 - 18:43
المحور:
الادب والفن
أخذ ابي المدينة معه " رحمة الله عليه"
.................................................................
الو الو ..
مساء الخير يا ايقونتي
الو الو
هل تسمعيني يا حبيبتي
الو الو
هل ابكاك صوتي أم آهاتي.
أم اشتقت لضحكاتنا تصدح في الزقاق و الطرقات.
الو الو
لا تجزعي و لا تحزني
اصمتي و انصتي، لعبراتي .. لهمساتي.
لضحكات حبنا العذري
لأصوات تسحق ذاتي
و استمتعي بمحنة ذكرياتنا الغائبات.
لا تحزني لأجلي، فأنا لست وحيداً
واستني البارحة عمتي
و زارتني بعدها خالتي و جدتي
و اليوم ربتت على كتفي عشيرتي
و الحقيقة يا غاليتي و آخر صوامع بهجتي
أن برودة أصابع عشيرتي
سحقت حماستي
يبدو أن مصيبتي!
ليس أني فقدت بهجتي
ولا بيتي و لا مدينتي.
بل لأنني مشتاق للعودة الى حارتي
لمراتع الصبا، اذ كنت اشعر أنها جنتي.
و كارثة اليوم يا جارتي و رفيقة غربتي
هي في أمتي. في تشريع الزندقة
في مصادرة احلام طفولتي.
في مصادرة براءة الفتيات، في تشويه صورتي.
و تمزيق لوحة مدينتي
و في قتل القامات و في سحق الهامات.
لماذا عدت؟ عدت لأجمع ما تبقى مني
عدت لأطمئن على حديقتي، على محلتي
على طيوري ، على مواويل الموصل.. على اشعاري
على العتيق ، على الميدان
على خزرج و الدندان.
عدت الى الدار العتيقة باحثا عن ذكرياتي
فاستقبلتني بالباب وحشتي
ومن ثم احتضنتني وحدتي
ولحقت بهم مسرعة دمعتي
كرمة البيت لم تعد انثى
و الحصان العربي مخصي يا سيدتي.
شارعنا أصبح خنثى. المروج خنثى..
كل شيء مشوه حتى ما حملته معي يوم رحلتي
حياتنا مصادرة
افكارنا مصادرة
ارادتنا مصادرة
و هناك و أنا في وسط حديقتي
سمعت صوت ثائر يهتف من بعيد و ينادي
فضج في داخلي بركاني
وسمعت صراخ آمالي و ثورة أحزاني
خرجت راكضا الى الحي
هناك! أدركت حجم خيبتي و اسباب هزيمتي
و أن الحقيقة هي صلب قضيتي
كان هتافه " أين مكاني من الاعراب"
" أين مكاني من الاعراب"
و لم أجد خلفه احدا!
إلا صورة أبي يوم ولادتي
هنيئا موتك يا أبي لأنك لم تشهد حاضرتي
#محمد_سيف_المفتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟