فريد غانم
الحوار المتمدن-العدد: 5710 - 2017 / 11 / 26 - 18:40
المحور:
الادب والفن
في الكَلام//
بقلم: فريد غانم
****
قلتُ لَه: وَما الكلامُ؟
فقالَ لي: هو رقصةُ البَجعِ الوحشيِّ في بُحيرةٍ عذراء.
هو تقطيبُ حاجِبَيْنِ وصريرُ بابٍ وصُرَّةٌ مُهاجرةٌ بينَ حُطامَيْن.
وهو هديلُ حمامةٍ على رأسِ بُرجٍ قشَّرَتْ وجهَهُ الشّمسُ والتهمَتْ لحمَهُ الأشياء.
الكلام ُ هو دندنةُ الرّيحِ كُلّما عبَرتْ في ثُقوبِ العُشبِ القديم.
وهو ريشُ طاووسٍ أصابَهُ الحُبُّ بنوبةِ استقالةِ العَقلِ، والخُيَلاء.
هو الضّبابُ الصَّاعدُ من لوحةٍ.
هو الكِتمانُ الخارجُ من كتاب.
وهو زئيرُ لَيثٍ على حُدودِ دولتِهِ، وكوموفلاجُ أخطبوطٍ خبيثٍ، ونوّارةُ لَوزٍ خلفَ السّياجِ، وصيحةُ فيجَنةٍ جَسورةٍ، وانفجارُ الأصفرِ القاني من تفّاحةِ الجِنِّ، وهديرُ هِرٍّ في الفِراشِ، وانفتاحُ قُنفُذٍ مُطمئِنٍّ، وانغلاقُ سُلحفاةٍ خائفةٍ، وصمتُ صَخرةٍ في الجبلِ البعيدِ، وجناحُ فراشةٍ يثيرُ عاصفةً، وخربَشةُ غمامةٍ مراهقةٍ في السَّماء.
قلتُ: وما اللّغاتُ؟
فقال لي: هي كلُّ ما يَدُلُّ أو يُضِلُّ.
ثمَّ قال: والحروفُ عصافيرُ تنقرُ في العناصرِ الأولى، لَمِنْ يشاءُ.
وهي أقفاصٌ لِمَنْ لا يشاء.
#فريد_غانم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟